الذين هبطوا من السماء ! من كتابات الاستاذ الدكتور عاطف معتمد

كوكب المنى فبراير 18, 2023 فبراير 18, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 الذين هبطوا من السماء ! من كتابات الاستاذ الدكتور عاطف معتمد



هذا عنوان كتاب شهير لأنيس منصور، لعله أحد أكثر الكتب انتشارا في مصر حتى منتصف التسعينيات، إذ طبع منه على مدار عشرين سنة نحو عشرين طبعة تلقفها القراء بنهم واهتمام.

أما الصورة المرفقة فواحدة من أشهر صور الفن الصخري التي رسمها إنسان ما قبل التاريخ في صحراء مصر الغربية، على واجهة صخور الحجر الرملي في أحد كهوف الحافة الجنوبية لهضبة الجـــــــــِـــــلف الكبير.


قبل 50 سنة كان الذين شاهدوا هذه الصورة بأعينهم نفر قليل يعد على أصابع اليد، أما اليوم فقد صار هناك عشرات الآلاف حول العالم زاروا الجـــــــــِـــــلف الكبير في جنوب غرب مصر على الحدود الليبية واطلعوا على الصورة في الكهف العالمي الذي يسمى "كهف وادي صورة".


وقد بلغت شهرة الكهف أنك لو كتبت اسمه في محرك البحث: Cave of Swimmers بعنوان "كهف السباحين" ستظهر لك عشرات الصفحات ومن بينها الصور المرفقة من موقع ويكيبيديا.


تعود الرسومات الموجودة في كهف هضبة الجـــــــــِـــــلف الكبير بصحراء مصر الغربية لفترة تبلغ نحو 10 آلاف سنة.

وكما هو واضح من الاسم فإن التفسير المطروح حتى الآن أن الرسومات الصخرية تعبر عن مجموعة من السباحين يغوصون في المياه التي كانت عامرة في الصحراء قبل تحولها إلى الجفاف. 

هذا يعني وفقا للرسوم أن منطقة الجلف الكبير كانت عامرة بالبحيرات والوديان الفياضة بالمياه. 

ليست هذه الصورة فقط التي تفسر وفرة المياه والبحيرات للسباحين من سكان الصحراء الذين عاشوا هنا قبل ظهور مملكة مصر القديمة في وادي النيل، بل هناك مصورات أخرى لحيوانات من بيئة العمق الإفريقي من الزراف والجاموس والأبقار بل والتماسيح.

ولقد قام أنيس منصور في زمنه بترجمة بعض المقالات والكتب التي انتشرت فيها موضة رجال الفضاء والمركبات الفضائية التي تصل إلى الأرض من الكواكب الخارجية. وقام كتابه كله على قراءة ما كتبه الباحثون الأجانب عن رسوم الصحراء والأشكال التي يبدو عليها بعض السكان بما يشبه صورة  الوافدين من كواكب خارجية محمولين على مركبات فضائية.


وقد تسبب كتاب أنيس منصور في نتيجتين متناقضتين:

-  إشعال الخيال والاهتمام بالرسوم الفنية في الصحراء خاصة أن العلماء الأجانب استمدوا معظم الرسوم التي درسها العلماء في صحراء تشاد والجزائر وليبيا ، وقليل منها من مصر. وقد أدى ذلك إلى لفت انتباه القارئ العام إلى فكرة التغير المناخي وأن تعمير الصحراء سابق على تعمير وادي النيل.

- ضرر شديد للوعي المصري بسبب هذا الكتاب والكتاب التالي له المكمل لنفس المسار والذي حمل عنوان "الذين عادوا إلى السماء". فقد ترسخ في أذهان بعض القراء أن سكانا من الكواكب الأخرى هبطوا من الفضاء بمركباتهم وعلموا المصريين أسرار الحضارة.


والحقيقة أن النتيجة الثانية أثارت غيرة علماء الآثار المصريين الذين يشعرون بأن في ذلك إساءة إلى أصولية وخصوصية حضارة مصر.


في السنوات الأخيرة قام عدد من علماء الفن الصخري بإعادة النظر في تفسير الصورة المرفقة والبحث عن تغيير اسمها من "السباحين" إلى اسم آخر بتفسير جديد، بعد أن توصلوا إلى أن هذه الأوضاع لا تشبه أوضاع من يسبح في الماء بل ربما من يسبح في الفضاء أي السماء !


وحتى يتم قبول السباحة في الفضاء أو السماء بشكل علمي وليس خيالي على سبيل فرضية وفود سكان من كواكب أخرى فقد ذهبوا إلى أن هذه هي سباحة الروح بعد الموت في السماء. ومن ثم يقول هؤلاء العلماء إن في كهوف الصحراء الغربية في الجـــــــــِـــــلف الكبير وجبل العوينات على حدود مصر مع كل من السودان وليبيا كافة الأفكار التي ستظهر لاحقا بشكل أكثر نضجا وتطورا في وادي النيل مع قيام الحضارة المصرية القديمة إثر انتقال الإنسان من الصحراء (بسبب حلول الجفاف) إلى وادي النيل الذي تحول بدوره من النيل الشرس الهائج المدمر إلى النيل الناضج العاقل الحاضن للحضارة.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/