مؤشرات التغير المناخي وبعض أثاره البيئية في العراق - قصي فاضل الحسيني - أطروحة دكتوراه 2012م

كوكب الجغرافيا يونيو 05, 2020 يونيو 05, 2020
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

مؤشرات التغير المناخي وبعض أثاره البيئية في العراق 




أطروحة مقدمة من قبل 

قصي فاضل الحسيني 



إلى مجلس كلية الآداب جامعة بغداد وهي جزء من متطلبات نيل 

درجة دكتوراه فلسفة في الجغرافية 



بإشراف 

أ.د : قصي عبد المجيد السامرائي 

 أ.د: محمد جعفر السامرائي 



1433 هـ 2012 م





فهرست المحتويات
الموضوع
الصفحة
الآية القرانية
أ
إقرار المشرف

إقرار لجنة المناقشة

الإهداء
ب
الشكر والتقدير
ت
المستخلص
ث
فهرست المحتويات
ح
فهرست الجداول
د
فهرست الخرائط
س
فهرست الصور
س
فهرست الأشكال
ص
فهرست الملاحق    
ض


المقدمة
1
1- مشكلة الدراسة
2
2-  مبررات الدراسة
2
3- أهمية الدراسة
2
4- فرضيات الدراسة
3
5- هدف الدراسة
3
6- حدود الدراسة
4
7- منهجية الدراسة
6
8- هيكلية الدراسة
6
9- الدراسات السابقة
7
10 المفاهيم والمصطلحات العلمية
11
الفصل الأول خصائص مناخ العراق والعوامل  المؤثرة  فيه
16
1- الإشعاع الشمسي
16
2- درجة الحرارة
24
3- الضغط الجوي
35
4-  الرياح
40
5-  الرطوبةذ النسبية
44
6- المطر
47
7- التبخر 
51
8- الظواهر الغبارية
53
9- الضباب
63
الموضوع
الصفحة
المبحث الثاني العوامل  المناخية المؤثرة في مناخ العراق
66
العوامل المناخية الثابتة
66
 العوامل المناخية المتغيرة
71
الفصل الثاني : أسباب التغيرات المناخية
80
المبحث الأول الأسباب الطبيعية المؤثرة على التغيرات المناخية
80
1- نظريات الإشعاع الشمسي
80
2- فرضيات الهندسة الارضية
85
3-  العوامل الجيولوجية
91
المبحث الثاني الأسباب البشرية المؤثرة على التغيرات المناخية
95
1- حرق الوقود الأحفوري
99
2-إزالة الغابات والنباتات
106
3- تجفيف الأهوار والمستنقعات
109
4- الحروب والانفجارات النووية
112
المبحث الثالث الاحتباس الحراري
116
المبحث الرابع  مناخ العراق في الزمن الرابع
129
الفصل الثالث  الاتجاه العام لمناخ العراق
137
المبحث الأول  الاتجاه العام لدرجة الحرارة
140
المبحث الثاني  الاتجاه العام للأمطار
159
المبحث الثالث   الاتجاه العام لدرجة الحرارة في المحطات المناخية الحديثة
167
المبحث الرابع الاتجاه العام للأمطار في المحطات المناخية الحديثة
194
الفصل الرابع : الأثار البيئية للتغير المناخي في العراق
204
المبحث الأول  التغير المناخي وأثره في ظاهرة الجفاف في العراق
204
 1- الموازنة المائية المناخية
206
2-  معامل ديمارتون للجفاف
215
3- انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات
221
4- انخفاض مساحة البحيرات العراقية
227
5- ارتفاع درجة حرارة التربة
230
المبحث الثاني التغير المناخي وأثره في ظاهرة التصحر في العراق
231
1- أصناف التصحر
232
2- تحليل أسباب التصحر
232
3- التوزيع الجغرافي للمساحات المتصحرة بسبب الكثبان الرملية
241
4- خطة مستقبلية لمكافحة الجفاف والتصحر
246
5- التوقعات المستقبلية للتغير المناخي في العراق (سيناريو المناخ)
253
الاستنتاجات والتوصيات
257
المصادر
263
الملاحق
274


المستخلص

   يهدف البحث إلى الكشف عن أسباب التغيرات المناخية الطبيعية والبشرية في العراق وتحليل حجم ومقدار هذه التغيرات عن طريق رسم اتجاه عام للسلاسل الزمنية ومعرفة ما إذا كان الاتجاه يسير نحو الارتفاع أو الانخفاض أو التذبذب وتقدير حجم تأثير هذه التغيرات على البيئة العراقية كالجفاف والتصحر. إذ تمت دراسة خصائص المناخ في العراق والعوامل المتحكمة فيها ووجد هناك تباين كبير في المحطات في معظم العناصر ما بين الشمال والجنوب فدرجة الحرارة شهدت تباين من 19,6مْ – 25مْ وتباين المجموع السنوي للأمطار مابين 114,3ملم و 368,8ملم ، فيما كان معدل تكرار الظواهر الغبارية مرتفعاً في المنطقة الجنوبية عما هوعليه في المنطقة الشمالية وتأثر المناخ بالكتل والمنخفضات الجوية والتيار النفاث فضلاً عن العوامل ذات التأثير الثابت كالموقع من دوائر العرض والموقع من المسطحات المائية والتضاريس، إذ بلغت أعلى درجة للقارية 50,8 في الموصل وأدنى درجة 46,1 في الرطبة.

   وظهر أن للأسباب الطبيعية تأثير واضح في التغيرات المناخية ، لا سيما تذبذب الإشعاع الشمسي فيما برز العامل البشري مؤثراً في هذه التغيرات بسبب تركيز غازات الاحتباس الحراري نتيجة النمو السكاني المتزايد الذي تطلب حرق المزيد من الوقود الأحفوري، في مختلف الأنشطة والميادين، وكان لتجفيف الأهوار وقطع الغابات والاستخدامات الحضرية والانفجارات والحروب تاثيرها في تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون ومن ثم تأثيرها في البيئة العراقية. 

  فيما أظهرت دراسة تحليل الاتجاه العام لدرجات الحرارة بأنها تتجه نحو الارتفاع في جميع محطات المنطقة، ذ ارتفعت درجات الحرارة السنوية مابين 0,4مْ – 1,5مْ خلال مدة الدراسة، وارتفعت درجات الحرارة للعقدين الأخيرين من الدراسة بشكل غير مسبوق، فيما ارتفعت الحرارة الصغرى والعظمى بشكل كبير ، ففي الموصل انحرف الاتجاه نحو الارتفاع بمقدار 0,5 مْ للمعدل السنوي، و 0,9 مْ لدرجة الحرارة الصغرى، بينما انحرف الاتجاه نحو الانخفاض النسبي لدرجة الحرارة العظمى. وفي محطة بغداد انحرف الاتجاه فيها نحو الارتفاع بمقدار 0,1 مْ للمعدل السنوي بينما ارتفعت درجة الحرارة العظمى بمقدار 0,5 مْ وسجلت درجة الحرارة الصغرى ارتفاعا بلغ 0,3 مْ فيما شهدت محطة البصرة انحرافاً في الاتجاه العام نحو الارتفاع لدرجة الحرارة السنوية بمقدار 1,5 مْ ، بينما ارتفعت درجة الحرارة الصغرى بمقدار 1,4 مْ عن المعدل. 

  وكان الاتجاه العام للأمطار يسير نحو الانخفاض في جميع محطات المنطقة عدا محطة الناصرية فإنها سجلت ارتفاعاً نسبياً ، تراوح مقدار انخفاض الأمطار في المحطات ما بين 10 – 29 ملم لبعض المحطات خلال هذه المدة، وتمت دراسة الأثار البيئية الناتجة عن التغيرات المناخية، لاسيما ظاهرتي الجفاف والتصحر، إذ أتضح تفاقم حدة الجفاف للسنوات الأخيرة من خلال إجراء الموازنة المناخية التي أظهرت وجود عجز مائي في جميع محطات المنطقة و بينت الدراسة انخفاض الواردات المائية لنهري دجلة والفرات بسبب التغيرات المناخية، إذ انخفضت واردات نهر دجلة انخفاضاً كبيراً مسجلة أدنى وارد مائي بلغ 10,7 مليار م3 لسنة 2008 بينما انخفضت واردات نهر الفرات إلى 5 مليار م3 للسنة نفسها. كما تم تحليل مظاهر التصحر الشديد بالكثبان الرملية التي اتسعت مساحاتها وحركتها خلال العقدين الأخيرين من المدة الدراسية. بعد إجراء علاقات الارتباط الإحصائية على بعض المتغيرات، وجدت البعض فيها ذات علاقة متوسطة والبعض منها ضعيفة. 


Climatic Change In Iraq and Some of Its Environmental Impacts 


A Dissertation 

Submitted to the Council of the College of Arts, University of Baghdad in Partial Fulfillment of the Requirements for Ph.D. Degree in Geography 




By 

QUSAY FADHIL AL-HUSSAINY 




SUPERVISED BY 

PROF. QUSAY ABDEL-MAJID AL-SAMERRAI, Ph.D. 

PROF. MUHAMMED JA'AFER AL-SAMERRAI,Ph.D. 




2012 A. D. 1433 A. H. 


Abstract


  The research aims to reveal causes of human and natural climatic changes in Iraq and to analyze the size and amount of these changes by presenting a general tendency climatic elements by using time series to consider the possibility of high, low or unpredictability manner. Moreover, it is intended to estimate the impact of these changes upon Iraqi environment such as drought and desertification.

  On studying climatic features, in Iraq, and their factors has brought out that there is a great variation in south and north stations. As so, degree of temperature has varied from 19.6 C to 25 C. and the total annual rainfall has varied from 368, 8 ml. to 114, 3 ml.. In the same reference, it is due to mention that dust storms, in the southern region, are higher than those of the northern one. Climate is clearly affected by the air bloks, jet air stream as well as the effect of latitude location, topographic and water surfaces.

  It is well-informed that natural causes have great influences on the climatic changes, in particular inconstant solar radiation. As such, human has great influence on these changes due to high greenhouses gases concentrations that caused by increasing population. Carbon dioxide has increased over Iraqi environment due to unreasonable actions such as marshes drain, deforestation, urban uses, explosions and wars. 

  On analyzing the general tendency of temperature, it is well consider that temperature has indicated high level all over regional stations. During the study time , temperature is increased from 0,4C to 1,5C . in the last two decades , temperature has increased unpredictably .In Mousl , highly increased from 0,5C to 0,9C (minor C), whilst great centigrade has relatively decreased whilst a clear deviation has seen to low great centigrade. In Baghdad, high temperature of about 0,1C increased. In Basra, the annual temperature increased to 1,5C with high minor temperature of about 0,3C. 

  Concerning rain , it is to mention that all over stations suffer low levels except the station of Nasiriya where high level is seen in comparison to low levels in other stations (10ml-29ml). the effect of drought and desertification on environment has clearly studied where deficient water leads to high level of drain due to low level of water in Tigris and Euphrates rivers that registered by 10,7billio/cubic meter in Tigris and 5billion/cubic meter in Euphrates in 2008. It is to mention that high amount of sand dunes have been expanded in size and movement during the last two decades . On conducting a statistical correlations on some variables where some have different considerations.








الاستنتاجات


1- أظهرت الدراسة وجود تباين في عناصر وظواهر المناخ بين المناطق الشمالية والجنوبية حسب العوامل المؤثرة فيها، إذ تباين السطوع الشمسي مابين 11 – 12,4 ساعة في اليوم، لكنة انخفض في محطة الناصرية إلى 9,8 ساعة /اليوم بسبب زيادة تكرار الظواهر الغبارية لاسيما للفترة الأخيرة من الدراسة. وتباينت درجات الحرارة السنوية مابين 19,6 مْ لمحطة الرطبة إلى 25 مْ لمحطة البصرة ، بينما تباينت درجات الحرارة العظمى مابين 26,6 مْ في الرطبة الى 32,1 مْ في البصرة وسجلت درجات الحرارة الصغرى تباينا بلغ 12,5 مْ في الرطبة و 18,3 مْ في البصرة. علية إن أدنى المعدلات سجلت في الرطبة وأعلى المعدلات سجلت في البصرة . 

   شهد المجموع السنوي للأمطار تبايناً ما بين 368,8 ملم في الموصل و 114,3 ملم في الرطبة نتيجة للعوامل المؤثرة في الأحوال المناخية . 

  وشهدت قيم التبخر تبايناً بين الأقسام الشمالية والجنوبية إذ سجلت أعلى قيم للتبخر في محطة الناصرية وأدناها في محطة الموصل. 

   الظواهر الغبارية ارتفعت في المنطقة الجنوبية وانخفضت في المنطقة الشمالية كان للعوامل الثابتة والمتحركة تأثير في هذه الأحوال المناخية وتبايناتها. 

2- بلغت أعلى درجة للقارية حسب معادلة جونسون ( 50,8 ْ ) في الموصل لإبتعادها عن المسطحات المائية، بينما أدنى درجة للقارية سجلت بلغت 46,1 ْ في محطة الرطبة بسبب عامل الارتفاع وانخفاض معدلات درجات الحرارة. 

3- برزت العوامل البشرية من بين العوامل المسببة للتغيرات المناخية الحديثة وكان تأثيرها أشد من العوامل الطبيعية بسبب تزايد تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو الذي وصل إلى 380 جزء بالمليون في العقد الأول من هذا القرن، وكان لتجفيف الأهوار وقطع الغابات والاستخدامات الحضرية والانفجارات والحروب تاثيرها على تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون ومن ثم تأثيرها على البيئة العراقية. 


4- من نتائج علاقات الارتباط يظهر أن دورة البقع الشمسية وعلاقتها بالمعدل السنوي لدرجة الحرارة ضعيفة جداً، كذلك علاقة البقع مع المجموع السنوي للأمطار كانت ضعيفة جداً. 

إذا أن تأثير البقع الشمسية على هذين العنصرين لأقل من تإثير العوامل الأخرى الثابته والمتحركة التي تؤثر بصورة مباشرة في الأحوال المناخية في العراق. 

   كما أن علاقة الارتباط بين كمية الأمطار وغاز ثاني أكسيد الكربون CO2 كانت ضعيفة وذلك لخضوع الأمطار في العراق إلى سيطرة المنخفضات والمرتفعات الجوية. فيما كانت علاقة الارتباط بين المعدل السنوي لدرجة الحرارة وغاز ثأني أكسيد الكربون ضعيفة لجميع المحطات إذ تراوحت مابين صفر إلى 0,1. 

   أما علاقة الارتباط بين الواردات المائية لنهر دجلة وبين كمية الأمطار لمحطتي كركوك والموصل فكانت ضعيفة إلى متوسطة. 

   إذ أن علاقة الارتباط كانت أقوى خلال المدة 1933-1973 أي قبل التحكم البشري بالسيطرة على المياه، بينما المدة 1974 – 2008 كانت أضعف بسبب انشاء السدود والتحكم في المياه وأضعاف دور الجانب الطبيعي في ذلك.

5- كانت الفترة 7000-5000 سنة قبل الميلاد تمثل أدفء فترة شهدها العالم والتي تزحزح فيها الضغط العالي شبة المداري إلى 40 – 45 درجة شمالا مما أدى إلى تغلغل الرياح الموسمية إلى العراق وزيادة كميات الأمطار أنذاك. ومن ذلك الحين لم تأتي فترة دافئة كالتي يشهدها العالم اليوم التي يرافقها جفاف شديد لبعض المناطق شبه المدارية ومنها العراق. 

   كما أن أبرد فترة شهدها العالم والعراق هي 1430 – 1850 مْ التي أطلق عليها العصر الجليدي الصغير. 

6- فيما يخص التغيرات المناخية الحديثة في العراق فأن درجات الحرارة للمعدل السنوي والصغرى والعظمى شهدت انحرافاً نحو الارتفاع في جميع أقسامه، وبدرجات متباينة ففي الموصل انحرف الاتجاه نحو الارتفاع بمقدار 0,5 مْ للمعدل السنوي، و 0,9 مْ لدرجة الحرارة الصغرى، بينما انحرف الاتجاه نحو الانخفاض النسبي لدرجة الحرارة العظمى. 

   محطة بغداد انحرف الاتجاه فيها نحو الارتفاع بمقدار 0,1 مْ للمعدل السنوي بينما ارتفعت درجة الحرارة العظمى بمقدار 0,5 مْ وسجلت درجة الحرارة الصغرى ارتفاعاً بلغ 0,3 مْ فيما شهدت محطة البصرة انحرافاً في الاتجاه العام نحو الارتفاع لدرجة الحرارة السنوية بمقدار 1,5 مْ، بينما ارتفعت درجة الحرارة الصغرى بمقدار 1,4 مْ عن المعدل. 

7- العقد الأول من القرن الحادي والعشرين شهدت فيه جميع المناطق ارتفاعا كبيراً في درجات الحرارة لم يسبق له مثيل، إذ سجلت أعلى درجات الحرارة السنوية والعظمى والصغرى خلال هذا العقد، لا سيما سنة 2010 التي كانت أشد الأعوام حرارة. 

8- الاتجاه العام للأمطار سار نحو الانخفاض لجميع محطات المنطقة ففي الموصل انخفضت كمية الأمطار بمقدار 10 ملم عن المجموع السنوي وانخفضت في بغداد بمقدار 29 ملم، بينما انخفضت في البصرة بمعدل 10 ملم. 

9- الاتجاه العام الشهري للأمطار تذبذب كثيراً خلال السنوات وبين المحطات، فيما كان المؤثر الأكبر في تحريك الاتجاه وانحرافه هو شهر كانون الثاني ومن ثم شهر نيسان لسقوط معظم الأمطار خلال هذين الشهرين. بينما نجد أن شهر تشرين الأول ذا تاثير محدود لانخفاض كمية الأمطار في هذا الشهر أو انحباسها لسنوات عديدة. 

10- شهد العقد الأول من القرن الحالي انخفاضاً كبيراًً في كمية الأمطار ولجميع محطات المنطقة. 

11- معظم المحطات اشتركت في انحراف الاتجاه نحو الانخفاض منذ مطلع عقد الثمانينيات من القرن المنصرم، بينما شهدت بعض السنوات شذوذ في تسجيل كميات مرتفعة من الأمطار لاسيما سنة 1992 و 1993 في بعض المحطات. 

12 - سجل عدد السنوات الجافة رقماً أعلى من السنوات الرطبة في معظم المحطات المناخية. 

13 - توافقت معظم المحطات مع الاتجاه العالمي لكمية الأمطار الساقطة ولدرجات الحرارة. 

14- جميع المحطات التي تم فيها تسجيل البيانات المناخية حديثاً شهد فيها الاتجاه انحرافا نحو الارتفاع لدرجات الحرارة السنوية تراوح مابين 0,4 مْ في محطة الرطبة و 1,3 مْ في محطة الناصرية.  فيما سجلت درجات الحرارة العظمى ارتفاعاً تباين مابين 0,4 مْ لمحطة الحي و 1 مْ في محطة الناصرية. بينما شهدت درجات الحرارة الصغرى ارتفاعاً كبيراً تباين مابين 1 مْ لمحطة كركوك و 1,7 مْ في محطة الحي، إذ أن درجة الحرارة الصغرى كانت المؤثر الأكبر في انحراف الاتجاه السنوي لجميع المحطات. 

15- أظهرت الموازنة المائية المناخية بأن جميع مناطق العراق سجلت عجزاً مائياً كبيراً ولجميع السنوات بسبب زيادة قيم التبخر / النتح على كميات الأمطار الساقطة، غير أن بعض الأشهر الباردة وذات الأمطار الغزيرة نسبياً سجلت فائضاً مائياً لبعض السنوات ولبعض المحطات، كما ظهر أن قيم التبخر / النتح تزداد بالاتجاه نحو المناطق الوسطى والجنوبية من العراق بسبب ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع السطوع الشمسي وتناقص كميات الأمطار. 

16- أظهرت نتائج معامل ديمارتون للجفاف بأن المحطات الشمالية تحولت من المناخ شبة الرطب في عقد السبعينيات من القرن الماضي إلى مناخ شبه الجاف خلال العقد الأول من القرن الحالي، بسبب الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة وانخفاض الأمطار. بينما نجد أن المناطق الوسطى والجنوبية ذات المناخ الجاف أصبح فيها المناخ أشد جفافاً خلال هذا العقد. 

17- تبين أن الواردات المائية لنهري دجلة والفرات انخفضت انخفاضاً كبيراً عن معدلات وارداتها السنوية، إذ شهد نهر دجلة أدنى وارد مائي خلال سنة 2008 بلغ خلالها 10,7 مليار م 3 ، بينما نجد أن نهر الفرات سجل أدنى وارد مائي خلال هذه السنة أيضاً بلغ 5 مليار م 3 بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها العراق والمنطقة، فضلاً عن التحكم البشري في الفترة الأخيرة على مياه هذين النهرين. 

18- بينت الصور الفضائية انخفاض مساحة البحيرات العراقية العذبة خلال العقد الأول من القرن الحالي عما كانت عليه في القرن الماضي إلى ما يقارب نصف المساحة في بعض البحيرات . 

19- أتضح أن درجة حرارة أعماق التربة قد تباينت مابين سنة 2005 وسنة 2010، إذ ارتفعت درجة حرارتها لمختلف الأعماق من السطح حتى عمق 50 سم لجميع المحطات المعنية بالدراسة مما أثرت على جذور النباتات وعدم تحملها درجات الحرارة والتبخر الشديد، الأمر الذي أدى إلى تيبس النباتات وموتها واتساع ظاهرة التصحر. 

20- أظهرت نتائج تحليل الصور الفضائية لاندسات TM لسنة 1976 وصور لاندسات TM لسنة 2009 أن مناطق الكثبان الرملية كانت تشكل مساحة بلغت 4245,889 كم2 في سنة 1976 في جميع مناطق العراق. اتسعت هذه المساحة المتصحرة بالكثبان الرملية خلال العقد الأول من القرن الحالي لتشكل مساحة بلغت 22400,732 كم2. 

   كما أن أكبر زحف للكثبان الرملية ظهرت في النطاق الأول (غرب نهر الفرات) إذ كانت تشكل 876,672 كم2 في القرن الماضي وأصبحت مساحتها 14288,884 كم2 خلال القرن الحالي بسبب زحف الصحراء نحو الشرق لانخفاض كميات الأمطار وارتفاع درجات الحرارة التي أدت إلى انحسار الغطاء النباتي وتفتيت التربة وجفافها. فيما ظهرت مناطق جديدة للكثبان الرملية خلال مطلع هذا القرن لم يكن لها وجود في عقد السبعينات من القرن الماضي، لا سيما ضمن النطاق الغربي لنهر الفرات من محافظة الأنبار حتى محافظة البصرة. 

التوصيات

1- توصي الدراسة بالحفاظ على البيئة من مصادر التلوث الصادر من الوقود الأحفوري في العراق (النفط والغاز) من خلال تأهيل المصانع القديمة يوضع المرشحات لها لتقليل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري ونقل بعض المصانع من داخل المدن بعيداً عن السكان. كما توضع قوانين تحكم على كل من يقوم بإنشاء مصنع يجب أن يقوم بتشجير جزء من مساحة المصنع بالأشجار المعمرة. 

2- تحسين وضع الطاقة الكهربائية الوطنية وإلغاء المولدات الكهربائية المحلية لما تسببة من تلوث شديد داخل المدن، كذلك منع سير المركبات الملوثة للهواء والاعتماد على المركبات الحديثة الصنع. 

3- تشريع قوانين صارمة بحق من يقطع الأشجار المعمرة لا سيما أشجار النخيل مع التأكيد على منع استخدام المساحات المزروعة بالنخيل للاستعمالات السكنية في ضواحي المدن باعتبارها مناطق خضراء تساعد على تلطيف أجواء المدن. 

4- نشر الوعي البيئي بين مختلف طبقات المجتمع ونشره في مختلف مراحل التعليم ابتداء من التعليم الابتدائي حتى التعليم الجامعي عن طريق تخصيص مناهج دراسية بهذا الشأن. 

   مع إقامة وعقد ندوات بيئية على مستوى الأحياء لا سيما الشعبية منها تعني بالاهتمام بالجانب البيئي من قبل الأسرة بكيفية استخدام مصادر الطاقة والمياه الصالحة للشرب لأن ما يتم تبذيره الآن يفوق ما يستهلك منه فعلاً. 

5- الشروع بتنفيذ المشروع المقترح لنهر الحياة لماله من أهمية كبيرة للتخفيف من حدة التغيرات المناخية في العراق بالتقليل من خطر الجفاف وإيقاف الزحف الصحراوي والكثبان الرملية نحو الشرق. وتطبيق هذا المشروع مستقبلاً ليشمل جميع مناطق العراق لمقاومة التبخر الشديد والضائعات المائية. 

6- الاهمتام بمشاريع الري للأغراض الزراعية وذلك بتصنيف الأراضي المروية حسب إنتاجية الغلة الزراعية، علية يجب توفير الحصة المائية للأراضي الجيدة ذات الإنتاجية العالية وحرمان الأراضي ذات الإنتاجية المنخفضة من مياه الري. ويتم ذلك عن طريق تخصيص نسبة من الأراضي الجيدة ذات إنتاجية العالية لدى المزارعين والسماح له بزراعتها وبعكسه تفرض غرامات مالية على كل دونم خارج المساحة المقرر زراعتها.

7- لابد من وضع إدارة جيدة للمياه وذات خبرات فنية والاستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا الجانب عن طريق إرسال البعثات والإيفادات إلى الدول المتطورة في جانب إدارة المياه، فالإدارة المتوفرة حالياً عاجزة عن عملها ويقع على عاتقها معظم مخاطر الجفاف في العراق، إذ أن نسبة عالية من المياه العذبة لا يمكن استخدامها بالشكل الأمثل . 

8- المباشرة بإنشاء محطات تحلية للمياه على شط العرب وبطاقة عالية تحسباً للتغيرات المناخية المفاجئة والسريعة التي من شأنها تؤدي إلى جفاف نهري دجلة والفرات، فضلاً عن ما تتبعه دول الجوار بالضغط السياسي على العراق بالهيمنة على وارداته من المياه دون مراعاة القوانين والأنظمة الدولية والإنسانية بهذا الشأن. 

9 – تأسيس محميات طبيعية موزعة على مناطق العراق الشمالية والوسطى والجنوبية وبشكل متكامل تضم أعداد من الحيوانات والطيور والأسماك والحشرات والزواحف المعرضة للانقراض البرية منها والأليفة، والنباتات المعرضة للانقراض حسب بيئاتها الطبيعية مع توفير كافة الظروف البيئية لتتمكن من مواجهة التغيرات المناخية القاسية، كما يجب إنشاء متحف في كل محافظة للنباتات والأشجار المعمرة تضم كل الأنواع كمختلف أنواع النخيل والحمضيات ومختلف أنواع الأشجار المثمرة. 

10- المباشرة بإنشاء دائرة للتغيرات المناخية بالتعاون مع وزارة البيئة والتعليم العالي والأنواء الجوية العراقية والجهات ذات العلاقة. إذ تكون مهمتها مراقبة التغيرات المناخية والظواهر المتطرقة للسيطرة عليها والتخفيف منها. كذلك تقوم بجمع البيانات وتوفيرها على مستوى المساحات الصغيرة في العراق أو دول الجوار وتقديمها للباحثين والأكاديمين المختصين بهذا الجانب. مع الاهتمام بتجهيز مثل هذه الدائرة المقترحة بأحدث أجهزة قياس الظواهر المناخية والتربة وتلوث الهواء مع الإنذار المبكر حول خطرها. 

   كما يجب تجهيزها بقناة تلفزيونية فضائية لنشر الوعي البيئي وعرض المقترحات والحلول والدراسات البحثية والتكيف لهذه التغيرات المناخية.


11- توصي الدراسة بتوجيه نداء إلى الحكومة العراقية على أعلى مستوى والبرلمان العراقي بالاهتمام الفعلي بهذه المشكلة وعدم تجاهلها والانشغال بما هو أقل منها خطراً، إذ أن التغيرات المناخية تعد من أخطر المشاكل التي ستواجه العراق في المستقبل القريب التي ربما تؤدي إلى نشوب حروب وصراعات إقليمية مع دول الجوار، والأخطر من ذلك ستكون سبباً في نشوب حروب داخلية على مستوى الوحدات الإدارية العراقية. 

تحميل من


↲  mediafire

↲    mega.nz


↲    top4top

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/