المقومات الطبيعية للسياحة العلاجية في مصر

كوكب الجغرافيا يونيو 12, 2019 يونيو 12, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A
المقومات الطبيعية للسياحة العلاجية في مصر 


متابعينا الكرام يسعدنا في هذه التدوينه ان نعرض لحضراتكم أهم المقومات الطبيعية للسياحة العلاجية والاستشفائية في جمهورية مصر العربية ،تم الاعتماد على كتاب الاستاذ الدكتور عدلي أنيس سليمان ، مقومات السياحة العلاجية في مصر .

نتمنى ان ينال الموضوع إعجابكم 
ويمكن تحديد اهم المقومات الطبيعية للسياحة العلاجية في مصر فيما يلي:
١. الموقع الجغرافي .
٢. العيون المعدنية والكبريتية.
٣. الطمي العلاجي.
٤. الرمال المشعة والرمال السوداء.
٥. المناخ.
٦. مياه البحار والبحيرات.
٧. النباتات الطبية .
٨. البيئة النظيفة الخالية من الملوثات .

.........................................................



أولا : الموقع الجغرافي 


وقوع مصر في قلب العالم العربي ساعد على جذب سياحه علاجية عربية إليها، كما أن قربها من القارة الأوروبية ساعد على جذب أعداد كبيرة من سياح قارة اوروبا للعلاج ، كما ان إطلالة مصر على بحرين ساعد على قيام العلاج البحري Thalassotherapy، كما ساعد موقع مصر الفلكي على زيادة عدد ساعات سطوع الشمس ومن ثم قيام العلاج المناخي Climatotherapy ، في العديد من الأماكن مثل سفاجا وأسوان .

واهم ما يميز مواقع السياحة العلاجية والاستشفائية في مصر أنها في معظمها تقع بجوار أنماط أخرى للسياحة، مما ساعد في تنشيط حركة السياحة ، حيث يستطيع السائح القيام بسياحة أخرى بعد انتهاء فترة العلاج.

مثل القيام بالسياحة العلاجية والدينية والثقافية والأثرية وسياحة السفاري في واحات الوادي الجديد .


ثانيا: العيون المعدنية والكبريتية


تعد ينابيع المياه المعدنية والكبريتية عامل جذب قوي للسياحة الاستشفائية في كثير من دول العالم ، ويرجع نشأة هذه الينابيع إلى ظروف البنية والتضاريس .

وتصنف المياه على أنها مياه علاجية اذا كانت تحتوي على العناصر التالية :
مياه معدنية غنية بالحديد
مياه معدنية غنية باليود
مياه كبريتية
مياه حامضة
مياه معدنية غنية بالفلوريد
مياه معدنية غنية بالإشعاع .

وارتبط بمياه العيون المعدنية والكبريتية علم من العلوم وهو علم البالينولوجي Balineology ، وهو اعلم استخدام الحمامات والعيون المعدنية والكبريتية في علاج الأمراض عن طريق الاستحمام أو الغمر.

وتشير ابحاث الدراسات السياحية إلى ان المياه المعدنية والكبريتية في منتجعات الاستشفاء عادة تكون غنية بالعناصر الصلبة والغازية ، وفي بعض الأحيان تكون ذات درجات حرارة عالية، وتستخدم في شفاء العديد من الأمراض مثل امراض الأوعية الدموية، وامراض التنفس، والجهاز البولي، والأمراض الجلدية .

ويوجد في مصر عدد كبير من عيون المياه المعدنية والكبريتية موزعة في اماكن مختلفة ولم يستغل منها تحت الاشراف الطبي سوى عيون حلوان المعدنية والكبريتية .

وأشارت وزارة السياحة إلى ان عدد العيون المعدنية والكبريتية العادية منها والساخنة بلغ عددها ١٣٥٦ عينا موزعة كالتالي:

منخفض الداخلة في المركز الاول بنسبة ٤٠%
منخفض الواحات البحرية في المركز الثاني بنسبة ٢٥%ويلية الخارجة .
تشكل المنخفضات الثلاثة السابقة نسبة ٨٠%.
اما سيوة والفرافرة وشبه جزيرة سيناء والفيوم وأسوان استحوذت على خمس اعداد العيون.
وتتوزع العيون الأخرى والتي نشكل اقل من ٢% بالقاهرة وخليج السويس ووادي الريان ووادي النطرون ومنخفض القطارة.

ومن أمثلة العيون المعدنية
عيون حلوان المعدنية
بئر سيدي كرير بالساحل الشمالي
حمام كليوباترا
عيون موسى
آبار وعيون الوادي الجديد 


ثالثا : الطمي العلاجي 


الطمي الذي يتكون في برك العيون المعدنية والكبريتية له خواص علاجية ويشفي العديد من الأمراض مثل أمراض العظام وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية .

والطمي المأخوذ من آبار العيون المعدنية والكبريتية يستخدم في نوع من الحمامات يعرف باسم حمام فانجو Fango ، ويستخدم فيه الطمي دافئا بعد تسخينه أو باردا، وقد يمزج الطمي مع المياه المعدنية أو بعض الرمال الساخنه للعلاج البيئي.

ومن أشهر المناطق في مصر التي يوجد بها الطمي العلاجي هي منطقة عين الصيرة ، التي اشتهرت منذ القدم بالحمامات الطينية ، والتي كان ولا زال الطمي الموجود بها يستخدم في العلاج نظرا لما يحتويه من كربونات الكالسيوم وكبريتات الكالسيوم والحديد والفوسفات والكبريت واوكسيد الألومنيوم وغيرها من العناصر المعدنية .

كما يمكن استخدام الطين المستخرج من بحيرة نبع الحمرا بوادي النطرون في عمل حمامات الاستشفاء والعلاج من الأمراض الجلدية ، حيث يوجد في قاع هذه البحيرة ينابيع معدنية .


رابعا : الرمال المشعة والرمال السوداء 


تستخدم الرمال ايضا في العلاج البيئي وذلك من خلال الدفن في الرمال ، فيما يعرف باسم حمامات الرمال او الطمر في الرمال .

ويصنف العلاج بالرمال على انه نوع من أنواع العلاج الحراري حيث يعتمد على الاحتفاظ بالحرارة المكتسبة لفترات طويلة .

ويستخدم هذا النوع من العلاج في كثير من مناطق مصر وتشير الدراسات إلى ان الكثبان الرملية بالصحاري المصرية غنية بنسب عظيمة الفائدة من العناصر المشعة .

والرمال الساخنة التي تستخدم في الاستشفاء تنتشر في مناطق كثيرة في مصر لا سيما على الشواطيء المصرية وواحات مصر وبعض المدن .

اما الرمال السوداء فهي نوع من الرمال ثقيلة الوزن نوعا ما تلقي بها الأمواج على الشواطيء، وهذه الرمال غنية بالعديد من العناصر المعدنية مثل الماجنيت الأسود والالمانيت الأسود وغيرها من العناصر .

وتتوزع الرمال في مصر في اربعة محاور رأسية هي محور الصحراء الغربية، ومحور الوادي والدلتا، ومحور ساحل البحر الأحمر، ومحور شبه جزيرة سيناء.

وتعد الصحراء الغربية هي مخزن الرمال في مصر حيث منطقة بحر الرمال العظيم والذي يشغل حوالي ٣٦ % من الصحراء الغربية ، ومن اشهر مناطق الاستشفاء بالرمال في الصحراء الغربية منطقة جبل الدكرور بمنخفض سيوة حيث تصل درجة حرارة الرمال به في شهر أغسطس إلى ٤٨ درجة مئوية ، وايضا منطقة حمامات كليوباترا على الساحل الشمالي .

انا في محور الوادي والدلتا فمن الشمال للجنوب توجد مدينة رشيد حيث الرمال السوداء على شاطئها ، ومنطقة الجربى براس البر، ومدينة أسوان .

وفي محور ساحل البحر الاحمر تتوزع الرمال في اماكن متفرقة مثل الغردقة وسفاجا ومرسى علم وبرنيس .

وفي شبه جزيرة سيناء تنتشر الرمال على طول ساحلها الشمالي خاصة في بالوظة ورمانه ، والجزء الغربي من بحيرة البردويل .


خامسا : المناخ 


تلعب العناصر المناخية دورا هاما في حركة تيارات السياحة العالمية ، ففي فصل الشتاء على سبيل المثال حيث يسود الطقس البارد في شمال وشمال غرب أوروبا، تتجه أعداد كبيرة من السائحين الأوروبيين إلى جنوب القارة وإلى مناطق أخرى من العالم للهروب من قسوة المناخ.

وظهر العلاج المناخي Climatotherapy ، ويعرف بانه نوع من أنواع العلاج الذي يعتمد على عناصر المناخ مثل درجة الحرارة ونسبة الرطوبة والضغط الجوي والضوء، كما يعرف بأنه قدرة الظروف المناخية المثالية في علاج الأمراض.

وتعد منطقة البحر الميت من اشهر مناطق العالم في العلاج المناخي باستخدام مياه البحر، ويرجع ذلك إلى ان البحر الميت يعتبر أخفض نقطة على سطح الأرض _٤٠٠ تحت مستوى سطح البحر، كما تعتبر مياهه اشد المياه ملوحة على سطح الأرض، الى جانب الخصائص العلاجية لمياهه.

مناخ مصر والسياحة العلاجية:

يتأثر مناخ مصر بثلاثة عوامل رئيسية وهي الموقع الفلكي ، مظاهر السطح، المسطحات المائية التي تعمل على تلطيف درجة الحرارة .
وتتميز الفصول الأربعة في مصر بجذب السياحة العلاجية ، حيث يتميز المناخ بأنه معتدل في فصلي الربيع والخريف ، ودافيء في فصل الشتاء ، ولطيفا في فصل الصيف ، وتكاد تخلو مصر من الأحداث المناخية العارضة مثل الأعاصير المدمرة والفيضانات المدمرة والأمطار الغزيرة .

مما سبق يتضح ان مناخ مصر ساعد على تنمية السياحة العلاجية ، ومن المناطق التي أمكن استغلال جوها علاجيا هي أسوان وبلاد النوبة وجزيرة إيزيس بأسوان وسفاجا وأبو سمبل .


سادسا : مياه البحار والبحيرات 


تستخدم مياه البحار والبحيرات ايضا في العلاج البيئي وذلك من خلال الاستحمام في مياه البحر أو التعرض لهواء البحر ، ويعرف العلاج البحري Thalassotherapy  ، بأنه استغلال كل العناصر المفيدة في البيئة البحرية في العلاج والإستشفاء مثل المناخ ومياه البحر وطينة البحر وأعشاب البحر .

ويعد الاستشفاء بمياه البحار والبحيرات من اقدم طرق الاستشفاء لاستعادة الصحة فقد عرفه القدماء المصريون والفينيقيون والإغريق والرومان .

ولقد حبى الله مصر بجبهتين بحريتين تطل احداهما على البحر المتوسط في الشمال من رفح في الشرق حتى السلوم في الغرب بطول ٩٩٥ كم ، والأخرى تطل على البحر الأحمر وخليجي السويس والعقبة في الشرق بطول ١٥٧٥ كم ، وتتميز هذه البحار بدرجة ملوحتها العالية والتي تتراوح بين ٣٧ الى ٣٩ في الألف في البحر المتوسط، و ٣٧ الى ٤١ في الألف في البحر الأحمر .

ومن اشهر المناطق التي تصلح لممارسة العلاج البحري ، على خليج العقبة خاصة في نبق ودهب والبحيرات الشمسية على بعد يتراوح بين ١٨ الى ٢٠ كم جنوب منفذ طابا ، والمنطقة الواقعة بين جزيرة صلاح الدين وخليج العقبة ، ومناطب على ساحل البحر الأحمر مثل الغردقة وسفاجا ومرسى علم .

وفي جنوب الوادي توجد بحيرة ناصر ، وفي الصحراء الغربية توجد العلمين ، وحمام كليوباترا، والبحيرات المالحة بمنخفض القطارة، وبحيرات سيوة المالحة.

وفي شمال الدلتا توجد اربعة بحيرات ساحلية .. لاجونات.. هي المنزلة والبرلس وإدكو ومريوط.

مما سبق يتضح غنى مصر بأماكن العلاج البحري ولكن لم يستغل منها سوى بعض الأماكن كما هو الحال في الغردقة وسفاجا.


سابعا: النباتات الطبية Medicinal Herbs


 تعتبر الاعشاب والنباتات الطبية اول ما لجأ اليه إنسان الكهف لعلاج أمراضه واستمر استخدامها قرونا من الزمان ، وللعرب خبرة كبيرة في هذا المجال ولا تزال مراجعهم في النباتات الطبية تتداول حتى الآن لبعض المركبات مثل البابونج والخلة والحناء وغيرها.

وتنتشر النباتات الكبية في كثير من المناطق الصحراوية خاصة القريبة من الساحل الشمالي ، مثل المنطقة الممتدة بين بحيرة مريوط غرب الإسكندرية والسلوم ، خاصة في منكقة حمام كليوباترا.
كما تنتشر النباتات الطبية في شبه جزيرة سيناء وواحات الوادي الجديد مثل العشار والكركدية والنعناع والدمسيسة.

وعلى بعد ١٨٠ كم جنوب اسوان توجد محمية وادي العلاقي والتي تشتهر بوجود النباتات الطبية النادرة مثل البلح الألوب الذي يستخدم في علاج مرضى السكر، والغبيرة التي تستخدم في علاج السرطان، والآراك الذي يستخدم في صناعة معجون الأسنان .

ولا يخلو ساحل البحر الأحمر من النباتات الطبية فتوجد منطقة مرسى علم والتي تنتشر بها النباتات الطبية التي تستخدمها قبائل العبابدة مثل الحرجل وصمغ الجبل الذي يستخدم في حالات المغص الكلوي .

ولا يقتصر استخدام النباتات الطبية على تناولها فقط، ولكن يمكن ان يكون عن طريق الاستنشاق او حمامات الأعشاب،حيث يوجد ما يعرف باسم حمامات الأعشاب.

ويرى بعض المتخصصين أن النباتات الكبية المنتشرة في الصحاري العربية والمصرية تمثل مخزون استراتيجي، بل يطلق عليها البعض البترول الحيوي.


ثامنا : البيئة النظيفة الخالية من الملوثات

ترتبط البيئة والسياحة ارتباطا وثيقا ، فالبيئة هي العمود الفقري للسياحة، والسياحة والبيئة وجهان لعملة واحدة ، ولهذا السبب أنشئت منظمة السياحة العالمية لجنة دائمة للبيئة والسياحة تعمل على نشر الوعي البيئي.

وإن كانت السياحة بشكل عام تحتاج إلى بيئة نظيفة فإن السياحة العلاجية بشكل خاص أشد احتياجا لبيئة نظيفة خالية من الملوثات.

ولا تزال البيئة المصرية نظيفة إلى حد ما فيما عدا بعض المواقع المنتشرة بالقرب من الوادي مثل بعض المدن الصناعية، والمدن الكبرى ذات الكثافات السكانية العالية مثل القاهرة والجيزة والإسكندرية .

وامتد التلوث إلى بعض المناطق على الشواطيء المصرية مثل منطقة ميناء الإسكندرية ، ومناطق مخلفات المصانع مثل شواطيء سيدي بشر وميامي والمنتزه والمعموره .

وعلى ساحل البحر الأحمر فإن مصادر التلوث تأتي من مناطق استخراج البترول مثل منطقة جبل الزيت ورأس شقير، والتلوث الناتج عن السياحة الشاطئية وردم الشاطيء ، وتدمير الشعاب المرجانية .

مما سبق يتضح انه لا بد من الحفاظ المستمر على البيئة تجنبا لأي آثار سلبية ، فلا يصح ان تقوم عملية التنمية على المقومات الطبيعية مثل مياه البحر وأعشاب البحر والنباتات والطيور النادرة .

وبالرغم من وجود بعض صور التلوث الا أنه لا يمكن إنكار دور الحكومة المصرية ولعل الدليل على ذلك هو إنشاء وزارة للبيئه للمحافظة على الموارد الطبيعية.




المصدر: ا.د. عدلي أنيس سليمان
مقومات السياحة العلاجية في مصر 
مكتبة الأنجلو المصرية 

 إذا اعجبك الموضوع لا تنسى المشاركة 
جميع الحقوق محفوظة 
كوكب الجغرافيا 
الموقع الجغرافي الأول في الوطن العربي

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/