التغير المناخي وآثاره على صحة وراحة الإنسان أ.م.د. حسين وحيد عزيز ، د. علي جبار عبد الله

كوكب المنى مايو 22, 2023 مايو 22, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 التغير المناخي وآثاره على صحة وراحة الإنسان أ.م.د. حسين وحيد عزيز             د. علي جبار عبد الله



كلية التربية الأساسية/ جامعة بابل

مجلة كلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والإنسانية / جامعة بابل - العدد 21 - حزيران 2015م - ص ص 418 - 435:


The Climactic Change and its Effects on Man's Health and Comfort

Dr. Ali Jabbar Abdulah         Ass.Prof.Dr. Hussain Waheed Aziz

College of Basic Education/ University of Babylon


 



Abstract

This study is interested in studying the relation between the climactic changes and human health all around the world. The combination of gasses of the earth atmosphere is changing because of the accumulation of the gasses that detaining heat which in turn effect the global climate. The study at hand depends on the available data of the changes of temperature and their effect on the bio-climactic comfort that human could feel under the continuous increase in temperature in addition to the increase in the percentage of deaths and illnesses as a result to the increase in

temperature.               

المستخلص

تهتم هذه الدراسة بدراسة العلاقة بين التغير المناخي وأثرة على صحة وراحة الإنسان على المستوى العالمي والمحلي، اذ ان التركيب الغازي للغلاف الجوي بدأ يتغير، بسبب تراكم الغازات الحابسة للحرارة والذي أثر بدوره على تغير المناخ العالمي وعلى العديد من الأنظمة الطبيعية العالمية.

اعتمدت الدراسة على المعطيات المتوفرة عن معدلات التغير في درجات الحرارة وبعض الأنواء الجوية المتطرفة وآثرها على الراحة البايومناخية التي يمكن أن يشعر بها الإنسان في ظل هذه الزيادة المستمرة في درجات الحرارة، فضلا عن حالات الإصابات بالأمراض أو الموت الذي ثبت أنها انعكاس مباشر لحالات أو معدلات الارتفاع في درجات الحرارة.

توصلت الدراسة الى جملة من النتائج التي من أهمها ان معدلات التغير المناخي التي تم تسجيلها ورصدها يمكن أن تكون بمثابة مؤشراً أو علاقة لبداية تأثيرات اشد في معدلات الحرارة وظهور انماط متعددة من الحوادث الطقسية الشاذة، وبالتأكيد أن تلك التغيرات في المناخ العالمي سيرافقها تأثيرات واسعة النطاق على صحة وراحة البشرية ومعظم هذه التأثيرات سلبية وضارة.

المقدمة:

يعد المناخ مكوناً جوهرياً وأساسياً للأنظمة الداعمة للحياة على سطح الكرة الأرضية، وقد كيّف الإنسان نفسه منذ وجوده على سطح الأرض ظروف مسكنه وطراز ملبسه ونوعية طعامه للتعايش مع الأحوال المناخية السائدة، إلاّ ان التغيرات المناخية الهامة خلال الفترتين الجليديتين الأخيرتين من عصر البلايوستوسين وما رافق هذا التغير من تدمير هائل للأنواع الحياتية وانقراض معظمها وضع الجنس البشري في تحدٍ هام مع الطبيعة، ومع بداية الثورة الصناعية بدأ الإنتاج الزراعي والصناعي بالتزايد، والذي اقترن بزيادة استخدام الوقود الأحفوري (النفط، الغاز، الفحم الحجري) ومن ثم ازدياد انبعاث الغازات الحابسة للحرارة التي ساهمت في رفع درجة حرارة الأرض معلنة بداية الخطر الذي يهدد حياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى من خلال ارتفاع درجة حرارة الأرض، وميل المناخ نحو التغير، وهذا ما يمثل أساس مشكلة البحث.

وقد أكدت الدلائل إلى ان المناخ قد تغير في الماضي وهناك جملة من البيانات الرصدية تدعم هذا التأكيد وتمكننا من تفهم الكيفية والسرعة التي حدثت فيها هذه التغيرات والتي ساهمت في التأثير المباشر على حياة البشر وصحتهم من خلال تأثير عناصر المناخ في (موجات الحر والأشعة فوق البنفسجية وحوادث الطقس المتطرفة)، أو غير مباشر من خلال دور المناخ في إحداث تغيرات في الأنظمة البيولوجية والجيوكيميائية الأخرى، وهذا ما يمثل فرضية البحث.

منهج البحث وهيكليته:

لقد اعتمد الباحثان على المنهج التحليلي والأسلوب الكمي لتحليل البيانات المتوفرة عن مشكلة البحث وواقعها الجغرافي وتأثيراتها البيئية مع تحليل لطبيعة التحديات البشرية التي يمكن أن تواجه التغير المناخي. تضمن البحث على مقدمة وثلاثة مباحث، تناول الأول منها مؤشرات التغير في المناخ العالمي، أما الثاني فقد تطرق إلى مؤشرات ذلك التغير في مناخ العراق، فيما جاء المبحث الثالث ليبيّن أثر ذلك التغير في صحة وراحة الإنسان، فضلاً عن الخاتمة وقائمة المصادر.

 

المبحث الأول

مؤشرات التغير في المناخ العالمي

ان التغيرات المناخية التي رافقها ويرافقها تغير في المظاهر البيئية كافة، كانت ولا زالت أسبابها معرض جدل ونقاش بين العلماء، إذ أوضحت السجلات الرصدية وجود تغيرات مهمة حديثة العهد في عناصر المناخ الرئيسية (الحرارة، التساقط، الرطوبة الجوية، الضغط الجوي والرياح) فضلاً عن الغطاء الجليدي وامتداده القاري والبحري وارتفاع مستوى سطح البحر وأنماط حركة الجو العامة والحركة العامة للمياه المحيطية وحوادث الطقس المتطرفة. كما أشارت البيانات أيضاً إلى ان الوارد من الإشعاع الشمسي إلى جو الأرض ليس ثابتاً، وإنما يتعرض لذبذبات وقد يكون وراء تلك الذبذبات اختلاف في القوة المدية (قوة الشد أو السحب) التي تمارس على الشمس من قبل الكواكب والتي يمكن ان ينجم عنها تغير في كمية وخصائص الوارد إلى سطح الأرض من الأشعة الشمسية(1)، كما ان ما يتلقاه سطح الأرض وجوها من الإشعاع الشمسي يتأثر بموقع الأرض وتضاريسها، وبعوامل أخرى أهمها المكونات الجوية (الاوزت، الأوكسجين، ثاني أوكسيد الكاربون، بخار الماء، الأوزون). إذ بعبورها الغلاف الجوي تخضع لتلك المؤثرات والتي يكون بعضها ذات مصدر طبيعي (الغبار البركاني، الأتربة الأرضية، وجزئيات نيزكية دقيقة)، والبعض الآخر من نتاج الإنسان (الملوثات الكيميائية المختلفة)، والشكل (1) يوضح التغيرات التي تطرأ على الأشعة الشمسية أثناء عبورها الغلاف الجوي، والذي يبدو من خلاله ان عملية التغير المناخ ليست عملية بسيطة وإنما عملية معقدة نتيجة وجود أنشطة تغذية راجعة مختلفة ضمن وبين أنظمة (المحيط، الجو، اليابس)، ومن أهم التغيرات المناخية الملحوظة في المناخ العالمي هي:

أولاً: مؤشرات التغير في درجات الحرارة:

تشير التحليلات الإحصائية لبيانات المحطات المناخية إلى ان ارتفاع درجة الحرارة في القرن العشرين هو الأعظم بين القرون خلال الألف عام الماضية، وتمثل فترة تسعينات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة أشد فترات الحرارة على سطح الأرض، وإن عام (1998) كانت من أشـد الأعــوام حــرارة(2). إذ أشـار التقـرير الثـالـث لــسنة (2001) الصـادر عن الهـيـئة الـحكـومـيـة

شكل (1)

مخطط يوضح التغيرات التي تطرأ على الأشعة الشمسية أثناء عبورها الغلاف الجوي الأرضي



المصدر: علي حسن موسى، التغيرات المناخية، دار الفكر للطباعة والنشر، دمشق، 1996، ص11

 

المعنية بتغير المناخ إلى أن المعدل العام لحرارة الأرض ازداد بنحو (0,74) مْ وذلك خلال المدة الممتدة بين (1906 و 2005). وقد أشارت التحليلات إلى أن ارتفاع وتيرة تلك التغيرات يؤدي إلى تغيراً كبيراً في التطرفات الحرارية، إذ تشير الأبحاث إلى انحسار كبير في عدد الأيام الباردة بحوالي (75%) في العروض الوسطى مقابل زيادة في عدد الأيام الحارة بمعدل (10%) خلال الفترة من (1951 – 2003)(3). ومن الجدير بالذكر إن الزيادة في معدل الاحترار فوق اليابسة أكثر مما هو عليه فوق المسطحات المائية، فالزيادة في درجة حرارة المحيطات خلال المدة (1950 إلى 1990) بلغت نصف متوسط درجة حرارة الهواء على سطح الأرض(4). ففي المتوسط ازدادت درجات الحرارة الصغرى اليومية فوق اليابس بمقدار ضعف معدل درجات الحرارة العظمى اليومية بين عامي (1950 و 1993)، مما أدى إلى تغير في مواعيد الفصول التي لا يحدث فيها انجماد في الكثير من المناطق ذات دوائر العرض الوسطى والعليا. ومما لا شك فيه إن تلك التغيرات التي يترتب عليها كثير من التطرفات في عناصر المناخ سيكون لها الأثر البالغ في الانعكاس السلبي على صحة وراحة الإنسان.

ثانياً: مؤشرات التغير في التساقط المطري:

أشارت الدراسات المناخية إلى أن مقادير التغير في هطول الأمطار إذا ما حصل في منطقة ما فإنه سيكون أكثر مما يحصل في التغير في درجات الحرارة التي ترتفع فيها المعدلات بشكل محدود قد يكون بضعة أعشار الدرجة أو أكثر من ذلك عن المعدل العام، لكن قد تزداد أو تقل الأمطار عشرات أو مئات المليمترات، كما ان سقوطها عادةً ما يتسم بالتذبذب قياساً بدرجات الحرارة. ومن المعلوم ان التذبذب في المناطق شبه المدارية والمدارية يكون أكثر من المناطق الأخرى مما يترتب عليه تأثيرات أكبر. وقد أشارت البيانات المناخية إلى ان هناك تفاوت كبير في معدل التساقط السنوي الذي تستلمه الأرض، وهذا التفاوت مسجل على كافة العروض الجغرافية. إذ شهدت مناطق العروض الوسطى والعليا والقطبية تزايد في كمية التساقط المطري بلغت (2 – 4)% للعقد الواحد خلال المدة (1900 – 2006). بينما شهدت المناطق المدارية تناقصاً واضحاً في كمية التساقط المطري خلال القرن العشرين بلغ (0،2 – 0،3)% في العقد الواحد(5). أما فيما يتعلق بالمحيطات ونتيجةً لاحترارها المتواصل والذي انعكس على كميات المياه المتبخرة فقد حصلت زيادة في معدل التساقط المطري فوقها بنسبة (2 – 4)% خلال المدة الممتدة بين (1998 و 2004).

ثالثاً: مؤشرات التغير في الأنواء الجوية المتطرفة:

تربط الأنواء الجوية المتطرفة المتمثلة بالأعاصير والعواصف المدارية بالاحترار العالمي، إذ أولت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أهمية كبيرة لتلك الظواهر نظراً للآثار الضارة الكبيرة الناتجة جراء حدوث تلك الأعاصير والعواصف، وقد أشار التقرير الثالث للهيئة سنة (2011) إلى صعوبة رصد ظاهرة الأعاصير والعواصف المدارية على فترات زمنية طويلة وذلك بسبب حدوثها في أماكن متفرقة من العالم وعدم انتظامها الزمني، فضلاً عن عدم وجود توثيق علمي لهذه الظاهرة كما هو الحال بالنسبة لعناصر المناخ الأخرى (حرارة الهواء والتساقط)، إذ تتوافر سجلات وقياسات لهذه العناصر المناخية لعدد من الدورات المناخية، فالمعلومات طويلة الأمد من الأعاصير والعواصف التي يوفرها المؤرخون في كتاباتهم لا يمكن الاعتماد عليها لرصد وتطور هذه الظاهرة والخروج بنتائج من شأنها توثيق الصلة بين الاحترار العالمي والإقرار بزيادة أو نقصان وتيرة الأعاصير والعواصف المدارية. وقد استطاعت الوكالة الأمريكية للمحيطات والفضاء من وضع مؤشر لطاقة الإعصار التراكمي والذي يمثل في الأساس مؤشر لقياس القوة الريحية المستمرة لمدة (6) ساعات في مكان معين(6)، وهو بمثابة طيف واسع يجمع بين الامتداد الزمني وقوة الظاهرة وقد اعتمد على بيانات الأقمار الاصطناعية لحساب هذا المؤشر، فقد ضبط منذ عام (1950 إلى 2006) في المحيطين الأطلنطي والهادي زيادة في عدد مرات العواصف بوضوح خلال مدة الدراسة، كما أشارت الدراسة أيضاً إلى إن كل مناطق العالم مهددة بهذه الظواهر المناخية المتطرفة التي تمثل تهديداً واضحاً لحياة أعداد كبيرة من البشر على مساحات واسعة تنشط فيها هذه الظواهر.

 

المبحث الثاني

مؤشرات التغير المناخي في العراق

 شهد مناخ العراق تغيرات مناخية كبيرة تمثلت بالعصور الجليدية والفترات الدفيئة في مختلف الأزمنة، ولكن تلك التغيرات لم تكن مفاجئة بل استغرقت وقتاً طويلاً أستمر آلاف السنين بين فترة جليدية وأخرى دفيئة، امتازت الفترات الدفيئة في ذلك الوقت بكونها أقل حرارة من الآن وكانت جلّ أسبابها طبيعية. أما ما يحدث في الوقت الحاضر من تغيرات مناخية فمعظمها يعود الى الأنشطة البشرية المتمثلة بالأنشطة البشرية الصناعية وما يترتب عليها من زيادة في استهلاك الوقود الأحفوري وما ينتج عنه من زيادة في انبعاث الغازات الدفيئة وتزايد تركيز غاز ثاني أوكسيد الكاربون الموجود في الغلاف الجوي والذي سجل رقماً قياسياً عالياً مقارنة بالنصف مليون سنة الماضية مسجلاً بذلك معدلات سريعة واستثنائية، والذي أنعكس بدوره على الزيادة في درجات الحرارة السنوية أذ سجل تزايداً ملحوظاً خلال الألف سنة الماضية. وسنشير الى أهم التغيرات الحاصلة في مناخ العراق والمتمثلة بدرجة الحرارة ولنماذج مختارة من محطات الأنواء الجوية العراقية متمثلة بكل من (الموصل وبغداد والبصرة) كمحاولة لتمثيل المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية من العراق.

أولاً: مؤشرات التغير في درجات الحرارة

1- المنطقة الشمالية (محطة الموصل):

 يتضح من الشكل (2- أ) أن الاتجاه العام لمعدلات درجة الحرارة السنوي يسير نحو الارتفاع بمقدار (0,5) مْ أعلى من المعدل العام للمحطة البالغ 19,9 مْ. ومن الجدير بالذكر أن أعلى معدل حرارة سنوي سُجّل بلغ (22,3) مْ في سنة 2010 منذ بدء التسجيل المناخي(7).

أما المعدل السنوي لدرجة حرارة شهر كانون الثاني فلقد شهد ارتفاعاً بلغ (0,2) م ْ عن المعدل العام الذي بلغ (6,8) مْ لهذا الشهر. كما ان السلسلة الزمنية للتسجيل المناخي شهدت تذبذباً واضحاً في درجات الحرارة. ففي المدة من 1926-1946 شهد انخفاضاً بمعدل (0,1) مْ، والمدة من 1947– 1971 كانت مساوية للمعدل، والمدة من 1972– 1995 شهدت انخفاضا في المعدلات، ومنذ سنة 1996 وحتى سنة 2010 حصل ارتفاع في المعدل السنوي بمعدل (0,6) مْ عن المعدل العام، وسجل أدنى معدل سنوي في سنة 1946 بلغ (2،6) مْ، وأعلى معدل سنوي خلال هذا الشهر بلغ (10،8) مْ وكان ذلك في سنة 2010. كما بلغ عدد السنوات التي معدلها السنوي اقل من المعدل العام 34 سنة، والسنوات التي معدلها السنوي أعلى من المعدل العام 47 سنة والمساوية للمعدل العام 4 سنوات الشكل (2- ب).

 أما المعدل السنوي لدرجة حرارة شهر تموز فأن الاتجاه العام يسير نحو الارتفاع من 1926 – 2010، شهدت المدة من 1926 - 1961 انخفاضاً عن المعدل. أما المدة من 1962 – 2010 فقد شهدت ارتفاعاً بلغ بمعدل (1،2) مْ بأعلى من المعدل العام البالغ (33,9) مْ الشكل (3- ج). وسجل أدنى معدل سنوي ضمن درجة حرارة هذا الشهر (31) مْ، وكان ذلك في سنة 1926. بينما سجل أعلى معدل سنوي (37,4) مْ في سنة 2000. وبلغ عدد السنوات التي معدلها السنوي أعلى من المعدل العام بنحو(48) سنة، وعدد السنوات التي أدنى من المعدل العام (35) سنة والمساوية للمعدل (2) سنة مما يعطي مؤشراً واضحاً على ان درجات الحرارة في تلك المحطة يسير نحو الارتفاع.

شكل (2 - أ)

الاتجاه العام لمعدل درجة الحرارة السنوية لمحطة الموصل وسط متحرك خمس سنوات

 

 

شكل (2 - ب)

 



 

شكل (2 – ج)


المصدر:- الباحث بالاعتماد على ملحق (1)

 

2- المنطقة الوسطى (محطة بغداد)

 تشير البيانات المناخية الى ان الاتجاه العام للمعدلات السنوية يسير نحو الارتفاع النسبي بمقدار (0,1) مْ، اذ كانت المدة الأولى من التسجيل المناخي قد شهدت انخفاضا في درجة الحرارة عن المعدل العام، ففي المدة الممتدة من (1888 - 1900) كان الاتجاه يسير نحو الانخفاض البسيط جدا بلغ (0,01) مْ، اذ سجل أعلى معدل لدرجة الحرارة ضمن هذه المدة في سنة (1893) بلغ حينها (24) مْ ارتفع عن المعدل العام بنحو (1,3) مْ. وفي السنة التالية (1894) سجل أدنى معدل لدرجة الحرارة بلغ (21,5) مْ منخفضا عن المعدل بنحو (1,2) مْ.

وشهدت المدة من 1901 إلى 1932 ارتفاعاً في المعدل العام ثم انحرف الاتجاه نحو الانخفاض منذ سنة 1933 وحتى 1953، ومن المدة 1954 - 1970 ارتفعت درجات الحرارة عن المعدل وخلال عقد السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات شهدت المعدلات السنوية انخفاضا في درجات الحرارة متوافقا مع الانخفاض العالمي،ومنذ العام 1987 وحتى سنة 2010 انحرف الاتجاه نحو الارتفاع، ومن الجدير بالذكر ان المدة الاخيرة من السلسلة الزمنية وتحديدا منذ سنة 1996 – 2010 شهدت ارتفاعا كبيرا في المعدلات السنوية بلغ (1 مْ)، كما سجلت السنة الاخيرة (2010) اعلى معدل سنوي لدرجة الحرارة منذ بدء التسجيل المناخي اذ بلغ خلالها 25,3مْ، واعلى من المعدل العام بنحو (2،6) مْ الشكل(3-أ).

أما درجة حرارة شهر كانون الثاني فيتضح من الشكل (3 - ب) أنه شهد تذبذبا واضحا بين الارتفاع والانخفاض على الرغم من ان عدد السنوات التي معدلها السنوي اعلى من المعدل العام البالغ (9,4 مْ) بلغ 69 سنة، وعدد السنوات التي معدلها السنوي اقل من المعدل العام بلغت 54 سنة، سجلت بعض السنوات ارتفاعا في المعدل السنوي وصل اقصاه الى (13،7) مْ في سنة 2010 والبعض من السنوات شهد انخفاضا في المعدل بلغ (4،4) مْ في سنة 1964. من خلال ذلك نجد ان شهر كانون الثاني لم يؤثر في انحراف الاتجاه نحو الارتفاع.

وفي شهر تموز حصل تغير في الاتجاه العام نحو الارتفاع بمعدل (0،9) مْ للمدة 1888– 2010، الشكل (3 - ج) اذ بلغ عدد السنوات التي ارتفع معدلها السنوي عن المعدل العام البالغ (34,8) مْ بنحو(67) سنة اما عدد السنوات التي اقل من المعدل العام فبلغ (56) سنة. لقد شهدت هذه المدة بعض التقلبات في المعدلات السنوية اذ كانت المدة من 1888 – 1900 قد اتجهت نحو الانخفاض بمعدل (0،5) مْ، ثم ارتفعت المعدلات السنوية للمدة من 1901 – 1932 بمعدل (0،2) مْ من المعدل العام. بعدها عاودت الانخفاض للمدة من 1933– 1953 ومن 1954 -1969 ارتفعت درجات الحرارة، انخفضت خلال عقد السبعينيات متوافقة بذلك مع الاتجاه العالمي لدرجة الحرارة ومنذ سنة 1981 حتى 2010 ارتفعت بصوره اكبر مما شهدته المدة الاولى، لاسيما في العقد الاول من القرن الحالي، إذ بلغ معدل الارتفاع (1،3) مْ، وسجل أعلى معدل سنوي في هذا الشهر في سنة 2000 بلغ حينها (37،6) مْ اما ادنى معدل سنوي فسجل في سنتي 1969 و 1982 بمعدل (33) مْ وإذ ما قارنا بين الارتفاع والانخفاض الذي شهدته هذه المدة سنجد ان الارتفاع في المعدل أكبر بكثير من الانخفاض الذي حصل لبعض السنوات مما يؤشر على الاتجاه الواضح نحو الدفء وبهذا يكون الاتجاه لشهر تموز هو السبب في الانحراف النسبي في الاتجاه العام للمعدل السنوي لدرجة الحرارة.

شكل (3 - أ)

الاتجاه العام لمعدل درجة الحرارة السنوية لمحطة بغداد وسط متحرك خمس سنوات


تحميل البحث 

.uobabylon.edu.iq.doc

تحميل البحث من قناة التليغرام

https://t.me/Magazinesgeo/4638


 



شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/