المنهج الوصفي والتجريبي _ بحث كامل عن المنهجين الوصفي والتجريبي

كوكب المنى أبريل 29, 2023 أبريل 29, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 المنهج الوصفي والتجريبي _ بحث كامل عن المنهجين الوصفي والتجريبي



بحث شامل عن الفرق بين المنهج الوصفي والمنهج التجريبي .. مقدم من موقع كوكب المنى ، ويمكنكم تحميل البحث كاملا word من الرابط في الاسفل.

تمهيد :      

               في البداية لابد من التمييز بين البحث العلمي وبين النشاط العلمي المتخصص الممارس من قبل العلماء المتخصصين ، فالبحث العلمي طريقة أو محاولة منظمة يمكن أن توجه لحل مشكلات الإنسان في مجالات متعددة بينما نجد أن النشاط المتخصص للعلماء يقتصر على مجال علمي معين وضمن تخصص معين ، كما أن البحث العلمي لا ينحصر في فئة من الناس بل يمتد ليشمل كل فئات المجتمع سواء كانوا مدرسين أو أطباء أو عمال .. الخ ، والإنسان العادي يحتاج للبحث العلمي لحل مشكلاته المتعددة فهو بحاجة لتعلم كيفية اختيار ملابسه وطعامه وتنظيم حياته الخاصة وعلاقاته الاجتماعية .

أولاً : مفهوم البحث الوصفي :

عندما يريد الباحث دراسة ظاهرة ما فإن أول شئ يقوم به هو وصف هذه الظاهرة التي يريد دراستها وجمع أوصاف ومعلومات دقيقة عنها ، وهذا المنهج يعتمد على دراسة الظاهرة كما توجد فعلاً بالواقع كما يهتم بوصفها وصفاً دقيقاً ويعبر عنها تعبيراً كيفياُ أو تعبيراً كمياً ، بحيث يصف التعبير الكيفي الظاهرة ويوضح خصائصها ، أما التعبير الكمي فيعطي وصفاً رقمياً بحيث يوضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها ودرجات ارتباطها مع ا لظواهر المختلفة الأخرى . 

 بدأ هذه الأسلوب في البحث في القرن الثامن عشر ميلادي ، حيث قامت دراسات لوصف حالة السجون الإنجليزية بالمقارنة مع السجون الفرنسية والألمانية ، ونشطت هذه الدراسات في القرن التاسع عشر حيث ركزت الدراسات الاجتماعية التي قام بها فردريك لو بلاي _( f . pley ) بإجراء دراسات تصف الحالة الاقتصادية والاجتماعية للطبقة العاملة في فرنسا مستخدماً في ذلك الاستبيان والمقابلة ، كما أن ظهور الآلات الحاسبة في القرن العشرين ساهم في تطور أسلوب البحث الوصفي ، وقد ارتبط البحث الوصفي منذ نشأته بدراسة  المشكلات المتعلقة بالمجالات الإنسانية ، وما زال هذا الأسلوب الأكثر استخداماً في الدراسات الإنسانية وذلك لصعوبة استخدام المنهج التجريبي في المجالات الإنسانية ، وتبرز أهمية هذا الأسلوب الوصفي في كونه الأسلوب الوحيد الممكن لدراسة بعض الموضوعات الإنسانية .

 وقد اختلف علماء المنهجية في تحديد مفهوم المنهج الوصفي أشد من اختلافهم في تحديد مفهوم أي منهج آخر ، ويعزى هذا الاختلاف لعدم اتفاقهم أساساً على الهدف الذي يحققه هذا المنهج ، هل هو مجرد للظاهرة المدروسة أم أنه يتجاوز الوصف إلى توضيح العلاقة ومقدراها ومحاولة اكتشاف الأسباب الكامنة وراء الظاهرة ، وقد أدى اختلافهم في تحديد مفهوم المنهج الوصفي إلى اختلاف آخر أوسع منه .. وهو الاختلاف حول عدد من المناهج التي ترتبط بظاهرة معاصرة مثل المنهج الحقلي والمنهج الوصفي والمنهج السببي المقارن والمنهج الارتباطي والوثائقي وتحليل المحتوى والمنهج التتبعي ، وهل هي مناهج قائمة بذاتها ؟ وإذا كانت كذلك فكيف نفرق بينها وبين المنهج الوصفي خاصة

المنهج الوصفي الارتباطي

هناك من علماء المنهجية من يرى أن هذا المنهج أحد أنواع البحث الوصفي ، كما أن هناك من يراه منهجاً قائماً بذاته .

 يقصد بالبحث الارتباطي : ذلك النوع من البحوث الذي يمكن بواسطته معرفة ما إذا كان هناك ثمة علاقة بين متغيرين أو أكثر ، ومن ثم معرفة درجة تلك العلاقة .

 مما سبق يتضح أن هدف البحث الارتباطي يقتصر على معرفة وجود العلاقة من عدمها وفي حال وجودها فهل هي طردية أم عكسية ، سالبة أم موجبة .

تطبيق البحث الارتباطي :

 يمر البحث الارتباطي عند تطبيقه بالخطوات التالية :

توضيح المشكلة .

 مراجعة الدراسات السابقة .

 تصميم البحث طبقاً للخطوات التالية :

 تحديد المتغيرات المراد دراستها .

 اختيار العينة .

 اختيار أو تصميم أداة البحث .

 اختيار مقاس الارتباط الذي يتلائم ومشكلة البحث 

مميزات البحث الارتباطي :

 بواسطته يمكن دراسة عدد من المشكلات ذات العلاقة بالسلوك البشري التي يصعب دراستها عبر المناهج الأخرى .

 يمكن تطبيقه لدراسة العلاقة بين عدد كبير من المتغيرات في دراسة واحدة .

 بواسطته يمكن معرفة درجة العلاقة بين المتغيرات المدروسة . 

عيوب البحث الارتباطي :

 أنه يقتصر على توضيح العلاقة بين المتغيرات ودرجتها فقط ولا يوضح السبب والنتيجة .

 أنه يصور الظاهرة الإنسانية المعقدة وكأنها ظاهرة طبيعية ، علماً بأن ما يتوصل إليه من نتائج قد تتغير كلياً أو جزئياً .

المنهج الوصفي التتبعي

اختلف كثير من المؤلفين والباحثين العرب حول تسمية هذا النوع فمنهم من يطلق عليه أسم دراسات النمو والتطور ، ومنهم من أطلق عليه أسم الدراسات النمائية ، وآخرون أطلقوا عليه أسم الدراسة التتبعية ، وهذا النوع يطبق بغرض قياس مقدار التطور أو التغير بفعل عامل الزمن على استجابة العينة نحو الموقف المطروح … ويمكن تطبيق هذا البحث بأحد أسلوبين :- 

أولاً : المسح المستعرض :

 وهو ما يطبق لقياس مقدار التطور أو التغير في الاستجابة بشكل غير مباشر ويجرى مرة واحدة بواسطة اختيار عينة ذات فئات عمريه مختلفة وبمقارنة استجابة تلك الفئات نحو الموقف المطروح يتضح أثر الزمن على النمو والتطور أو التغير في الاستجابة .

ثانياً : المسح الطولي :

 وهو ما يجرى لقياس مقدار التطور أو التغير في الاستجابة بشكل مباشر ، حيث تجرى الدراسة أكثر من مرة وبمقارنة نتائج الدراسة في المرة الأولى بنتائجها في المرة الثانية مثلاً يتضح أثر عامل الوقت في النمو والتطور أو التغير في الاستجابة نحو الموقف المطروح .

تطبيق البحث التتبعي :

ويطبق فقط عندما يكون الهدف من البحث ما يلي :

 معرفة مقدار النمو والتطور أو التغير الذي يحصل بفعل عامل الزمن على استجابة العينة نحو الموقف المطروح .

 معرفة مدى الثبات والتغير في الاتجاهات السائدة نحو الموقف المطروح بعد مرور مدة من الزمن دون التزام بعينات ثابتة أو مجتمع بحث ثابت .

 معرفة مدى الثبات والتغير في الاستجابة مجتمع البحث نحو الموقف المطروح بواسطة ا اختيار عينات مختلفة منه ، تطبق عليه الدراسة بأوقات مختلفة .

معرفة مدى الثبات والتغير في استجابة عينة البحث نحو  الموقف المطروح بعد مرور مدة من الزمن .

خطوات تطبيق البحث التتبعي :

 توضيح المشكلة وتحديد أهداف البحث .

 مراجعة الدراسات السابقة .

 تصميم البحث .

 جمع المعلومات .

 تحليل المعلومات وعرض النتائج .

مميزات البحث التتبعي :

أن المسح التتبعي وبالذات الطولي يعد أسلوب بحث جيد وينتهي بالباحث إلى معلومات علمية يمكن الركون إليها . 

عيوب البحث التتبعي :

النقص الطبيعي المصاحب لدراسة الجزء الذي يأتي من عدم مشاركة بعض أفراد العينة الذين شاركوا في المرات السابقة .

 صعوبة تحليل المعلومات في دراسة الجزء وذلك ناتج من اختلاف إجابات العينة في المرة الثانية عن المرة الأولى .

 طول الوقت المستغرق في المسح الطولي والتكاليف الباهظة .

 المنهج التاريخي

    مفهوم المنهج التاريخي  :

 وهو جمع نسقي للبيانات والمعطيات وتقويم موضوعي لها تلك التي تتعلق بالأحداث الماضية بغية اختبار فروض تتصل بالأسباب والنتائج واتجاهات الأحداث التي قد تساعد على تفسير الوقائع والأحداث وتساعد بالتنبؤ بالوقائع المستقبلية .

 من أمثلة البحوث التاريخية دراسة تاريخية لمعرفة الشروط العلمية التي يشترطها المربون الأوائل لمنهج إجازة التدريس التي كان المدرس لا يحق له مزاولة التدريس في المسجد إلا بعد حصوله عليها .

تطبيق المنهج التاريخي :

وهو المنهج الوحيد الذي يتعين على الباحث تطبيقه عندما يكون الهدف من البحث تحقيق واحداً أو أكثر من الأغراض التالية :

 متى بدأ ظهور ظاهرة تاريخية ما ؟.

  كيف بدأ ظهور ظاهرة تاريخية ما ؟.

  ما مراحل تطور ظهور ظاهرة تاريخية ما ؟.

 ما العوامل ذات التأثير في  ظهور ظاهرة تاريخية ما ؟.

ما مدى صحة ظاهرة تاريخية ما في ظل المعطيات التاريخية الصحيحة ؟.

 ما مدى العلاقة والارتباط بين حدثين تاريخيين ؟.

خطوات تطبيق المنهج التاريخي :

 تحديد المشكلة وجمع المصادر الأساسية الموجودة سواء كانت مكتوبة أو مصورة أو مجسمة أو مسجلة أو شفهية .

 استبعاد جميع المصادر التي تحتوي معلومات غير صحيحة .

 تحليل البيانات والنقد الخارجي والنقد الداخلي .

 تنظيم وإخراج الأدلة في عرض علمي مقاس

نقد مصادر البحث :

 هنالك عمليتين يتعين على الباحث تطبيقهما على ما يتوفر لديه من مصادر أساسية أو ثانوية وهاتان العمليتان هما :

النقد الخارجي : وهو ما يوجهه الباحث لمظهر المصدر الأساسي من حيث هل هو أصيل أم مفتعل ، صحيح أم مزيف .

 النقد الداخلي : وهو ما يوجهه الباحث للمعلومة ذاتها التي يحتوي عليها المصدر الأساسي .

ملخص البحث :

 وهذه مرحلة لا بد منها في جميع مناهج البحث ويمكن التلخيص بالخطوات التالية :

 ملخص البحث موضحاً فيه إلى ماذا بحث ؟ ولماذا بحث ؟ وكيف بحث ؟ وماذا توصل إليه ؟

 نتائج البحث طبقاً لأسئلة البحث أو فروضه .

 توصيات الباحث .

 التوصيات للبحوث المستقبلية .

مميزات البحث التاريخي :

 إن المنهج التاريخي هو واحد من المناهج التي تدرس الظاهرة الإنسانية التي هي ليست مقصورة على الملاحظة أو التجربة وحدهما وإنما على تحري الدقة وإبراز الأدلة وإتباع المنهج العلمي بخطواته المختلفة التي تشتمل على التحديد الدقيق للمشكلة ، وهذا الأمر يرفع جميع المناهج إلى المستوى المنشود بما فيها المنهج التاريخي ويجعلها لا تقل عن المباحث التي تعتمد على التجربة في دراسة السلوك الإنساني .

عيوب البحث التاريخي :

نتيجة لارتباط هذه النوعية من البحوث بظاهرة حدثت في الماضي فبجعل من المتعذر التأكد بشكل قاطع من أنها حصلت بهذه الكيفية أو تلك .

 التحليل الكيفي للمعلومات الذي يعتمد على استنتاج البراهين والأدلة التاريخية من المصادر فليس هنالك مقياس علمي دقيق لتقرير صدق ذلك التقرير أو عدم صدقه .

 المنهج الوثائقي

يعد فان داين المنهج الوثائق على أنه من أنواع المنهج المسحي والذي هو بدوره من أنواع المنهج الوصفي ، وهناك رأي آخر يتزعمه هيل وى ( 1969 م ) والذي يعد من أوائل من كتب عن المنهج الوثائقي ويعتبره منهج قائم بذاته حيث قال :(( عندما يريد الباحث أن يدرس وقائع وحالات ماضية أو عندما يريد تفسير وثائق تربوية ذات ارتباط بالحاضر ، فلا بد له من منهج يختلف عن المنهج المسحي وعن المنهج التجريبي ، وهذا المنهج هو المنهج الوثائقي والذي يعني الجمع المتأني والدقيق للوثائق عن مشكلة البحث ، ومن ثم القيام بتحليلها تحليلاً يستطيع الباحث بموجبه استنتاج ما يتصل بمشكلة البحث من نتائج )) .

 ‘إذا قارنا بين المناهج التاريخي والمنهج الوثائقي نجد أنه هنالك تشابه في خطوات كل منهما ، والتي حددها هيل وي بقوله ((( أهم خطوات المنهج الوثائقي هي تحديد المصادر وتقويمها تقويماً خارجياً وتقويماً داخلياً ومن ثم تفسيرها )) ، وبالرغم من التشابه بين المنهجين ف‘ن بعض الباحثين يرون أن المنهج الوثائقي أن المنهج الوثائقي يعد واحداً من المناهج التي تصف الظاهرة ، وبعضهم يؤكد على أن استخدام الوثائق في البحث الوصفي لابد أن يتبعه تطبيق أنواع النقد التي تستعمل في المنهج التاريخي .

 وهناك من يرى أن مدلول مصطلحات البحث التاريخي والمكتبي وتحليل المحتوى واحد وهو مرادف لمدلول مصطلح التحليل الوثائقي الذي يعني بالتحليل الكمي للوثائق والسجلات حيث يقول أحدهم – رمل 1964م – تحت عنوان التحليل الوثائقي (( أن التحليل الوثائقي يتم من خلال الوثائق المتوفرة ويسمى منهج البحث المكتبي أو البحث التحليلي أو تحليل المحتوى ، ويأخذ التحليل الوثائقي الطابع الكمي في سرد ما يمكن تعريفه وتحديده من الخصائص ، وهذا لا يغني عن التفسير الكيفي الذي يعد ضرورياً ومهماً لتقرير ماذا يجب أن يتجه إليه اهتمام الباحث لعده كمياً ).

وهناك من لا يرى المنهج الوثائقي قائماً بذاته ، إنما هناك منهجاً تاريخياً يطبق عند الرغبة في الإجابة عن سؤال عن الماضي من خلال تحليل المصادر التاريخية الأساسية و الثانوية ، أو منهج البحث المكتبي الذي يطبق عند ما يراد الإجابة عن سؤال عن الحاضر من خلال تحليل المصادر المعاصرة أساسية كانت أم ثانوية ومن هؤلاء مقراث ( 1963 م ) الذي يقول (( الأدلة العلمية تعد أهم مطلب للباحث وعلى قدر علمية تلك الأدلة تكون نتائج البحث ذات قيمة علمية كبيرة ، ويقول عن المنهج التاريخي ، إن البحث قد يتطلب أدلة وثائقية للتطور التاريخي للموضوع المراد دراسته ، مما يحتم على الباحث الرجوع إلى المصادر الأساسية ).

كيفية تطبيق البحث الوثائقي :

    خطوات تطبيقه تشبه خطوات المنهج التاريخي تماماً والفارق الوحيد بينهما أن خطوات البحث الوثائقي تطبق على مصادر معاصرة أساسية وثانوية ، بينما التاريخي فهي تطبق على مصادر تاريخية أساسية وثانوية ، وقد ذكر هيل وي ( 1969 م ) بأن أهم خطوات البحث الوثائقي هي تحديد مصادر البحث وتقويمها خارجياً وداخلياً ومن ثم تفسيرها .

مميزات وعيوب ا لمنهج الوثائقي :

يمتاز ا لبحث الوثائقي بالشمولية في بحث الظاهرة ، كما أنه يتلافى القصور الذي تتعرض له بعض أنواع المنهج الوصفي ، وهو كذلك لا يعتمد على التحليل الكمي  ،  وأما أبرز عيوبه فتتلخص في كونه يتأثر بذاتية الباحث .

المنهج التجريبي

مفهومه : 

للمنهج التجريبي أثر واضح في تقدم العلوم الطبيعية والذي يستطيع الباحث بواسطته أن يعرف أثر السبب ( المتغير المستقل ) على النتيجة ( المتغير التابع ).

وعلى الرغم من النتائج الإيجابية التي أحرزها علماء السلوك من تطبيقهم للمنهج التجريبي إلا أن هنالك عقبات كثيرة لا تزال تقلل من أثره في تقدم العلوم السلوكية ، ومن أهم هذه العقبات على الإطلاق  تعقد الظاهرة الإنسانية وصعوبة ضبط المتغيرات ذات الأثر عليها مما يزيد بالتالي في صعوبة قياس اثر السبب على النتيجة ، لذا لجأ علماء المنهجية للبحث عن منهج أكثر ملائمة للظاهرة الإنسانية فطبقوا المنهج الحقلي والذي يتطلب من  الباحث معايشة الظاهرة المدروسة ، لكن بالرغم من أن المنهج الحقلي يتميز بشمولية النظرة للمتغيرات ذات الأثر ، إلا أنه لا يصلح ليكون بديلاً عن المنهج التجريبي وذلك لعدم توافر ضبط المتغيرات من جانب ، ولأنه يعني بالحاضر ودراسة الوقائع فقط دون محاولة لدراسة المستقبل  وماذا يؤول إليه الأمر من جانب آخر .

تعريف البحث التجريبي :

 تغير متعمد ومضبوط للشروط المحددة للواقعة أو الظاهرة التي تكون موضوع للدراسة ، وملاحظة ما ينتج عن هذا التغير من آثار في هذا الواقع والظاهرة ، أو 

 ملاحظة تتم تحت ظروف مضبوطة لإثبات الفروض ومعرفة العلاقة السببية ، ويقصد بالظروف المضبوطة إدخال المتغير التجريبي إلى الواقع وضبط تأثير المتغيرات الأخرى ..وبعبارة أخرى يمكن تعريفه على النحو التالي :

 استخدام التجربة في إثبات الفروض ، أو إثبات الفروض عن طريق التجريب .

المصطلحات المتعلقة بالعوامل المؤثرة :

 تتأثر كل ظاهرة بالعديد من العوامل المؤثرة ، وعلى سبيل المثال حوادث السيارات تتأثر حوادث السيارات بعوامل مثل السرعة ومهارة السائق ونوعية الطرق وصلاحية السيارة والأحوال الجوية وكل عامل من هذه العوامل يؤثر بدرجة معينة على الحوادث فلو أردنا معرفة أثر مهارة السائق فإن ذلك يتطلب أن نبعد أثر العوامل الأخرى 

العوامل المؤثرة : هي جميع العوامل التي تؤثر على الموقف .

 العامل المستقل  ( العامل أو المتغير التجريبي ) : هو العامل الذي نريد أن نقيس مدى تأثيره على الموقف 

العامل التابع ( العامل أو المتغير الناتج ) : هو العامل الذي ينتج عن تأثير العامل المستقل .

 ضبط العوامل : إبعاد أثر جميع العوامل الأخرى عدا العامل التجريبي بحيث يتمكن الباحث من الربط بين العامل التجريبي وبين العامل التابع أو الناتج .

المصطلحات المتعلقة بمجموعة الدراسة :

 المجموعة التجريبية : هي المجموعة التي تتعرض للمتغير التجريبي ( المستقل ) لمعرفة تأثير هذا المتغير عليها .

 المجموعة الضابطة : وهي التي لا تتعرض للمتغير التجريبي ، وتكون تحت ظروف عادية ، وفائدة هذه المجموعة للباحث أن الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة ناتجة  عن المتغير التجريبي التي تعرضت له المجموعة التجريبية وهي أساس الحكم ومعرفة النتيجة .

ضبط المتغيرات :

 يتأثر العامل التابع بعوامل متعددة غير العامل التجريبي ولذلك لا بد من ضبط هذه العوامل وإتاحة المجال للمتغير التجريبي وحده بالتأثير على المتغير التابع ، ويتأثر المتغير التابع بخصائص الأفراد الذي تجرى عليهم التجربة لذا يفترض أن يجري الباحث تجربته على مجموعتين متكافئتين بحيث لا يكون هنالك أية فروق بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية إلا دخول المتغير التجريبي ، كما أن المتغير التابع يتأثر بإجراءات التجربة لذا فمن المفروض أن يميل الباحث إلى ضبط هذه الإجراءات بحيث لا تؤدي إلى تأثير سلبي أو إيجابي على النتيجة ، كما أن المتغير التابع يتأثر بالظروف الخارجية مثل درجة الحرارة والتهوية والإضاءة …الخ ولذلك لا بد من ضبط هذه المتغيرات  بغية تحقيق الأهداف التالية :

 عزل المتغيرات

فالباحث أحياناً يقوم بدراسة أثر متغير ما على سلوك الإنسان ، وهذا السلوك يتأثر أيضاً بمتغيرات وعوامل أخرى ، وفي مثل هذه الحالة لا بد من عزل العوامل الأخرى وإبعادها عن التجربة .

 تثبيت المتغيرات 

إن استخدام المجموعات المتكافئة يعني أن الباحث قام بتثبيت جميع التغيرات المؤثرة ، لأن المجموعة التجريبية تماثل المجموعة الضابطة وما يؤثر على إحدى المجموعتين يؤثر على الأخرى ، فإذا أضاف الباحث المتغير التجريبي فهذا يميز المجموعة التجريبية فقط .

 التحكم في مقدار المتغير التجريبي 

يستخدم الباحث هذا الأسلوب من الضبط عن طريق تقديم كمية أو مقدار معين من المتغير التجريبي ، ثم يزيد من هذا المقدار أو ينقص منه لمعرفة أثر الزيادة أو النقص على المتغير التابع .

أنواع التجارب :

 تتنوع التجارب حسب طريقة إجرائها ، وفي ما يلي توضيح لهذه الأنواع:

 التجارب المعملية وغير المعملية :

التجارب المعملية هي التي تتم داخل المختبر أو المعمل في ظروف صناعية خاصة تصمم لأغراض التجارب ، ويتميز هذا النوع من التجارب بالدقة وسهولة إعادة إجراء التجربة أكثر من مرة للتأكد من صحة النتائج .

 أما التجارب غير المعملية فتتم في ظروف طبيعية خارج المختبر ، وغالباً ما تجرى على الأفراد ومجموعات من الناس حيث يصعب إدخالهم المختبر ، ونظراً لكونها تتم في ظروف طبيعية فهي أكثر صعوبة وأقل دقة .

تجارب تجرى على مجموعة واحدة وتجارب تجرى على أكثر من مجموعة .

 حيث تجرى على مجموعة واحدة من الأفراد لمعرفة أثر عامل مستقل معين عليها ، وتدرس حالة الجماعة قبل وبعد تعرضها لتأثير هذا العامل المستقل أو التجريبي عليها ، فيكون الفرق في الجماعة قبل وبعد تأثرها بالعامل التجريبي ناتجاً عن هذا العامل .

 تجارب قصيرة وتجارب طويلة

 قد تكون التجارب طويلة تحتاج لوقت طويل كأن تّدرس تأثير التقلبات الجوية على مادة معينة ، أو أثر خضوع الوالدين لبرامج التوجيه التربوي على تعديل سلوك ابنائهم المراهقين ، ومثل هذه التجارب تتطلب وقتاً طويلاً يتحدد بالفترة اللازمة لمرور التقلبات الجوية أو الفترة اللازمة لبرامج التوجيه التربوي .

 وقد تتم التجارب في فترة زمنية قصيرة كأن يّدرس أثر فيلم سينمائي معين على السلوك العدواني للأطفال ، حيث يمكن تصميم تجربة في فترة زمنية قصيرة .

أنواع التصميمات التجريبية 

أسلوب المجموعة الواحدة

 يستخدم هذا الأسلوب مجموعة واحدة فقط ، تتعّرض لاختبار قبلي لمعرفة حالتها قبل إدخال المتغير التجريبي ، ثم نعّرضها للمتغير ونقوم بعد ذلك بإجراء اختبار بعدي ، فيكون الفرق في نتائج المجموعة على الاختبارين القبلي والبعدي ناتجاً عن تأثرها بالمتغير التجريبي .

 أسلوب المجموعات المتكافئة 

أي استخدام أكثر من مجموعة ، ندخل العامل التجريبي على المجموعة التجريبية وتترك الأخرى في ظروفها الطبيعية ، وبذلك يكون الفرق ناتجاً عن تأثر المجموعة التجريبية بالعامل التجريبي ، ويشترط أن تكون المجموعات متكافئة تماماً .

 أسلوب تدوير المجموعات

حين يريد الباحث أن يقارن بين أسلوبين في العمل أو بين تأثير متغيرين مستقلين فإنه يميل إلى استخدام أسلوب تدوير المجموعات ، ويقصد بهذا الأسلوب أن يعمل الباحث على إعداد مجموعتين متكافئتين ويعرض الأولى للمتغير التجريبي الأول والثانية للمتغير التجريبي الثاني ، وبعد فترة يخضع الأولى للمتغير التجريبي الثاني ويخضع المجموعة الثانية للمتغير التجريبي الأول ، ثم يقارن بين أثر المتغير الأول على المجموعتين وأثر المتغير الثاني على المجموعتين كذلك ، ويحسب الفرق بين أثر المتغيرين .

 متى وكيف يطبق المنهج التجريبي :

    يتم تطبيقه عندما يكون الهدف من البحث التنبؤ بالمستقبل حول أي تغيير إصلاحي يجب تطبيقه على الظاهرة المدروسة سواء كان تغييراً وقائياً أو تغييراً علاجياً، وتختلف خطوات تطبيق المنهج التجريبي باختلاف تصميمه ، ويمكن تصميم البحث عبر عدة خطوات هي :

  تحديد مجتمع البحث ومن ثم اختيار عينة منه بشكل عشوائي تتفق في المتغيرات الخارجية المراد ضبطها .

 اختبار عينة البحث اختباراً قبلياً في موضوع البحث .

 تقسيم عينة البحث تقسيماً عشوائياً ‘إلى مجموعتين .

 اختيار إحدى المجموعات عشوائياً لتكون المجموعة الضابطة والأخرى المجموعة التجريبية .

 تطبيق المتغير المستقل على المجموعة التجريبية وحجبه عن  المجموعة الضابطة .

 اختبار عينة البحث في موضوع التجربة اختباراً بعدياً .

تحليل المعلومات وذلك بمقارنة نتائج الاختبارين قبل وبعد .

 تفسير المعلومات في ضوء أسئلة البحث أو فروضه .

 تلخيص البحث وعرض أهم النتائج التي توصل إليها الباحث وما يوصي به من توصيات .

مميزات المنهج التجريبي :

بواسطة هذا المنهج يمكن الجزم بمعرفة أثر السبب على النتيجة لا عن طريق الاستنتاج كما هو بالبحث السببي المقارن .

 هو المنهج الوحيد الذي يتم فيه ضبط المتغيرات الخارجية ذات الأثر على المتغير التابع .

 أن تعدد تصميمات هذا المنهج جعله مرن يمكن تكيفه إلى حد كبير إلى حالات كثيرة ومتنوعة .

عيوب المنهج التجريبي :

يجرى التجريب في العادة على عينة محدودة من الأفراد وبذلك يصعب تعميم نتائج التجربة إلا إذا كانت العينة ممثلة للمجتمع الأصلي تمثيلاً دقيقاً .

التجربة لا تزود الباحث بمعلومات جديدة إنما يثبت بواسطتها معلومات معينة ويتأكد من علاقات معينة .

 دقة النتائج تعتمد على الأدوات التي يستخدمها الباحث 

 كذلك تتأثر دقة النتائج بمقدار دقة ضبط الباحث للعوامل المؤثرة علماً بصعوبة ضبط العوامل المؤثرة خاصة في مجال الدراسات الإنسانية .

 تتم التجارب في معظمها في ظروف صناعية بعيدة عن الظروف الطبيعية ولا شك أن الأفراد الذين يشعرون بأنهم يخضعون للتجربة قد يميلون إلى تعديل بعض استجاباتهم لهذه التجربة .

يواجه استخدام التجريب في دراسة الظواهر الإنسانية صعوبات أخلاقية وفنية وإدارية متعددة .

 إن شيوع واستخدام أسلوب تحليل النظم وانتشار مفهوم النظرة النظامية وجهت اهتمام الباحثين إلى أن العوامل والمتغيرات لا تؤثر على الظاهرة على انفراد بل تتفاعل هذه العوامل والمتغيرات وتترابط في علاقات شبكية بحيث يصعب عزل أثر عامل معين على انفراد .

المراجع

د/ديو بولد ب فان دالين : مناهج البحث في التربية وعلم النفس 

1985 م – مكتبة الانجلو المصرية – القاهرة

د/ ذوقان عبيدات – د/ عبد الرحمن عدس – د/ كايد عبد الحق : البحث العلمي مفهومه ، أدواته ، قياسه   - دار محدولاي للنشر والتوزيع – عمان

ل.ر.جاى تعريب د/ جابر عبد الحميد جابر : البحث التربوي  

 1993 م -  دار النهضة العربية - القاهرة

د/ صالح بن حمد العساف      : المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية 

 الطبعة الأولى 1416 هـ / 1995م – مكتبة العبيكان – الرياض

د/جابر عبد الحميد جابر،د/أحمد خيري كاظم:مناهج البحث في التربية وعلم النفس  -1973م – دار النهضة لعربية – القاهرة

د/ فؤاد أبو حطب و د/ آمال صادق : مناهج البحث وطرق التحليل الإحصائي في العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية  - 1990م – مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة 



شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/