أثر المناخ على زراعة النخيل بإقليم الساحل الليبي

كوكب المنى مارس 30, 2023 مارس 30, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 أثر المناخ على زراعة النخيل بإقليم الساحل الليبي

 

 

د. مفيدة أبوعجيلة محمد بلق

 

جامعة الزاوية- كلية الآداب / زوارة

 

 


مجلة كليات التربية / جامعة الزاوية - العدد 10 - فبراير 2018م - ص ص 1 - 16: 

المقدمة: 

  تعد عناصر المناخ من أهم العوامل التي تؤثر على زراعة الأشجار المثمرة بإقليم الساحل الليبي فهي تتحكم في تحديد الأنواع والأصناف الممكن زراعتها في أية منطقة وتؤثر في مراحل نمو هذه الأشجار، فهي تؤثر على نمو الساق والفروع والقدرة الكامنة للأشجار على تكوين البراعم الزهرية، وعلى الرغم من أن إنتاج الأشجار المثمرة يتناسب طردياً مع القدرة الإنتاجية للتربة إلا أن أصنافه وجودة ثماره تتوقف على مدى ملاءمة الظروف المناخية السائدة لمراحل نموه، فالمحاصيل يتناسب إنتاجها وجودتها مع تباين المناخ السائد والتربة. 

   تشكل الأشجار المثمرة نسبة 25 % من إجمالي المساحة المحصولية في البلاد في سنة 2000، وعند مقارنتها مع سنة 1980 والتي كانت تمثل 18 % من المساحة المحصولية نلاحظ أن مساحة الأشجار المثمرة قد تزايدت بنسبة 7 %، وتحتل المساحة المزروعة بأشجار النخيل نسبة 22 % بينما تشغل أشجار الزيتون نسبة 64 % من مساحة الأشجار المثمرة ويشغل العنب نسبة 5% والحمضيات 3 % من مساحة الأشجار المثمرة، في حين لا تشغل باقي الأشجار المثمرة إلا ما نسبته 6 % من مساحة الأشجار المثمرة. يتباين توزيع الأشجار المثمرة بإقليم الساحل الليبي من منطقة إلى أخرى، فتتركز أشجار الزيتون والحمضيات والنخيل في المناطق الغربية والوسطى من الساحل أكثر من تركزها في المناطق الشرقية، كما تنتشر زراعة العنب بالمناطق الشرقية أكثر منها في المناطق الغربية والوسطى، وهذا التباين في التوزيع يرجع بالدرجة الأولى إلى نوع التربة والتي تكون مناسبة لبعض أنواع الأشجار وغير مناسبة للبعض الآخر، إضافة إلى تباين الظروف المناخية، والتي أثرت على توزيع أهم الأشجار المثمرة بالإقليم، ولذلك تم اختيار موضوع البحث عن أشجار النخيل. 

  نخيل التمر من الأشجار المعمرة مستديمة الخضرة وهي تتبع العائلة النجيلية وتعتبر شجرة نخيل التمر من أهم الأشجار المثمرة التي زرعها الإنسان منذ القدم، ويعتقد أن الموطن الأصلي لها هو منطقة العراق والخليج العربي، وتعتبر شجرة النخيل من أهم الأشجار المثمرة المنتشرة في إقليم الساحل الليبي، وتتباين أنواع وأصناف نخيل التمر بهذا الإقليم، وهذا التباين يتيح مجالات واسعة لاستغلال ناتج هذه الشجرة، فبعض هذه الأنواع يؤكل قبل مرحلة النضج التام مثل الحلاوي، وبعضها الآخر يستهلك قبل التجفيف كما هو الحال في أصناف الطابوني والبرنصي، وأنواع أخرى يتم تجفيفها وحفظها سواء كما هي أو بعد شق الثمار وإزالة النوى منها ثم تجفيفها ورصها كما هو الحال في صنفي البكراري والعامي وغيرهما، كما يستخدم تمر النخيل في صناعة رب التمر، ولا تقتصر منتجات النخيل على الثمار فحسب، بل تتعداها إلى استعمالات أخري مثل استعمال ليف النخيل في صناعة الحبال، و يستخدم السعف في صناعة السلال والحصر والكراسي وغيرها، وتستعمل بعض ثمار النخيل غير الجيدة كغذاء للحيوانات. وتنمو أشجار نخيل التمر في أنواع مختلفة من التربة، ولكن تكون أقوى نمواً وأكثر إثماراً في الترب السلتية الخفيفة العميقة عنه في الترب الطينية الثقيلة، وعموماً فإن أشجار نخيل التمر تنمو في معظم أنواع التربة الرملية والطينية والتربة الجيرية والتربة الملحية، وهي من أنواع النباتات التي تقاوم الملوحة في التربة والمياه بدرجة كبيرة والتي تصل درجة تركيز الأملاح فيها إلى أكثر من 4000 جزء في المليون. 

  ويتم إكثار أشجار النخيل إما بطريقة الإكثار بالنوى وهي طريقة غير عملية ولا تتبع من قبل المزارعين بسبب عيوبها ويتطلب الانتظار وقتاً طويلا حتى تنمو، كما يمكن إكثار أشجار النخيل بالفسائل وهي أكثر انتشاراً في إكثار النخيل، وذلك لتشابه الفسائل المتكاثرة لأمهاتها وهذا يعني الحفاظ على الصفات المراد إكثارها، وتزرع فسائل النخيل خلال الفترة من سبتمبر إلى مارس. 

  ويتطلب الحصول على إنتاج من أشجار نخيل التمر إتمام عملية التلقيح بمعرفة الإنسان سواء يدوياً أو آلياً، نظراً لعدم إتمام عملية التلقيح بنجاح بواسطة الرياح وذلك لاستحالة توفر عدد من النخيل المذكر يتساوى مع عدد النخيل المؤنث في نفس الحقل، وذلك لعدم اقتصاديات هذه الحالة من الناحية الإنتاجية، لأنها ستقلل من الإنتاج إلى النصف في وحدة المساحة، ولذلك يجب أن تزرع الأشجار المذكرة بمعدل 4 - 5 % من مجموع الأشجار لتوفير حبوب اللقاح في الحقل، ويبدأ إزهار أشجار النخيل في إقليم الساحل الليبي في الفترة من فبراير وحتى أوائل مايو، وينضج المحصول في الخريف. 

   ويقدر عدد أصناف نخيل التمر المعروفة في ليبيا بحوالي 392 صنفاً تتوزع على المناطق الساحلية والداخلية ، وذكر داوسون (1960) أن العدد الكلي لأصناف نخيل التمر المنتشرة في المناطق الساحلية من ليبيا هو 63 صنفاً موزعة في جميع مناطق الساحل. 

  وأهم أصناف نخيل التمر المنتشرة في إقليم الساحل الليبي هي صنف البكراري الذي يشكل نسبة 60 % وصنف طابوني، عامي، خضوري، بيوضي، برنص، حلاوي، حموري، لمس، اكره، أم الرواني، أبل، أم حنش، كفرشا، أم عيشة، أم السل، أم السمن، نجم، فزان، تاقداف.  

   تتمثل مشكلة البحث في أثر المناخ على زراعة النخيل في إقليم الساحل الليبي، ومن أهم الفروض المحتملة إن زراعة النخيل في إقليم الساحل الليبي تتأثر بالظروف المناخية المتمثلة في الضوء والحرارة والرطوبة النسبية والأمطار والرياح، وسوف يتناول البحث المحاور التالية: 

1- المساحة والإنتاج.

2 أثر الحرارة على أشجار نخيل التمر.

3- أثر الضوء على أشجار نخيل التمر

4- أثر الرياح على أشجار نخيل التمر.

5- أثر الرطوبة الجوية على أشجار نخيل التمر.

6- أثر الأمطار على أشجار نخيل التمر.

 المساحة والإنتاج: 

  تنتشر زراعة أشجار نخيل التمر في ليبيا في المناطق كافة، إلا أن أهميتها تختلف من منطقة إلى أخرى، وقد تعرضت المساحات التي تشغلها أشجار نخيل التمر في ليبيا إلى تطورات على مر السنين، ويرتبط ذلك بالظروف الطبيعية والبشرية، وبالنظر إلى الجدول (1) والشكل (1) يتضح أن مساحة أشجار النخيل أخذت في الزيادة السريعة في فترة السبعينات، فكانت في سنة 1972 حوالي 23.950 ألف هكتار، واتسعت مساحة النخيل إلى 46.322 ألف هكتار في سنة 1974، وهذه الزيادة السريعة في المساحة المزروعة بالنخيل ترجع إلى اهتمام أمانة الزراعة في تلك الفترة بتنمية وتطوير النخيل والتوسع في زراعته على مستوى البلاد، وبقيت مساحة أشجار النخيل في حالة استقرار دون زيادة أو نقصان من بداية سنة 1974 حتى سنة 1980 ، ثم أخذت مساحة النخيل في التناقص مع بداية الثمانينات وتقلصت هذه المساحة بشكل سريع من 46.499 ألف هكتار سنة 1980 إلى 30.543 ألف هكتار سنة 1981 وبقيت مساحة النخيل تحت هذا الرقم حتى سنة 1983، حيث أخذت المساحة في التزايد السريع بعدها حتى وصلت إلى 42.747 ألف هكتار سنة 1984، واستمرت مساحة أشجار النخيل بالتزايد المضطرد في أواخر الثمانينات والتسعينات حتى وصلت إلى 50.321 ألف هكتار سنة 1990، ويرجع سبب هذا التذبذب في مساحات أشجار النخيل إلى اهتمام الدولة بالتوسع في زراعة أشجار النخيل في بعض الفترات، وإهمالها لهذه الزراعة في فترات أخرى، كما يرجع السبب في تقلص مساحات أشجار النخيل إلى التوسع الحضري على حساب حقول النخيل، ويتذبذب عدد أشجار النخيل في ليبيا من سنة إلى أخرى، فقد بلغ سنة 1974 حوالي 2841313 شجرة. وقد زاد عدد أشجار النخيل حتى وصل إلى 3439885 شجرة سنة 1987، وأخذت أشجار النخيل في التناقص حتى وصلت إلى 3195797 شجرة في سنة 1995، وزادت بعد ذلك إلى أن بلغت في سنة 2000 حوالي 3494497 شجرة، وهذه الزيادة في السنوات الأخيرة تبشر بمستقبل أفضل لانتشار أشجار نخيل التمر في ليبيا.

نتائج البحث:

  من خلال ما سبق توصلت الباحثة إلى النتائج التالية : 

-         يأتي نخيل التمر في المرتبة الثانية بعد الزيتون ويمثل 22 % من مساحة الأشجار المثمرة المزروعة في الإقليم. 

-   - يتذبذب إنتاج والتمور والبلح من سنة إلى أخرى وذلك لاختلاف الظروف المناخية وخاصة الأمطار، ويصل الإنتاج إلى أعلى حد له في السنوات التي تسقط فيها أمطار وفيرة. 

-       -  تختلف إنتاجية شجرة النخيل باختلاف الصنف والعمر والظروف البيئية.

-       -  إن احتياجات أشجار النخيل من الحرارة والرطوبة تتلاءم مع ما هو سائد في منطقة الدراسة. 

-     - إن المعدلات الشهرية لعدد ساعات سطوع الشمس كافية لتوفير الضوء اللازم لإتمام عملية التزهير والنضج لأشجار النخيل. 

-         تعتمد زراعة النخيل بمنطقة الدراسة على مياه الأمطار مع الاستعانة بالري التكميلي.

-       -  تعتبر سرعات الرياح متوسطة ولا تؤثر كثيراً على أشجار النخيل خلال فترة الإزهار والنضج. 

-  - لا تتوفر بالإقليم درجات الحرارة المتراكمة واللازمة لنضج أصناف نخيل التمر نصف الجاف والجاف. 

-  يؤدي ارتفاع معدلات الرطوبة النسبية خلال فترة النضج إلى إعاقة عملية النضج في أصناف التمور الجافة والشبة جافة.


التوصيات:

    في الختام توصي الباحثة بالآتي : 

-   - التوسع في إنشاء محطات الأرصاد الجوية.  القضاء على مشكلة توقف محطات الأرصاد عن العمل. 

-   - الاهتمام بقياس درجة حرارة التربة على مستويات مختلفة لأهمية هذه المعلومات في الدراسات الزراعية. 

-       - التوسع في زراعة أشجار النخيل لملاءمتها للظروف البيئية وخاصة نقص المياه. 

-      - إعادة تشجير البساتين كبيرة السن ذات العائد الاقتصادي الضعيف والعناية بها دون إهمالها.

 هوامش البحث:

1- ميلاد مفتاح مختار، دراسة لبعض الصفات الطبيعية والكيميائية لعدد من أصناف نخيل التمر المزروعة بمنطقة الخمس (رسالة ماجستير) جامعة الفاتح، كلية الزراعة، قسم البستنة، طرابلس، 2004 ، ص 1 .

2-  أمحمد محمد البوزيدي، النتائج الاقتصادية لمشروع وادي الحي الزراعي الاستيطاني (رسالة ماجستير) جامعة الفاتح، كلية التربية، قسم الجغرافيا، طرابلس، 1984 ، ص 143 .

3-  محمد مصطفي إسماعيل، وآخرون، 1986 ، ص 309 .

4-   عبد الجبار البكر، نخلة التمر، مطبعة العاني، بغداد، 1972 ، ص 104 .

5- حسن خالد حسن العكيدي، علم وتقنية زراعة نخلة التمر، بدون تاريخ، ص 39 .

6-  المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية، الخرطوم، 1999 ، ص 139 .

7- شريف فتحي على الشرباصي، عمليات الخدمة لنخيل البلح، نشرة فنية صدرت عن الإدارة العامة للثقافة الزراعية، وزارة الزراعة، القاهرة، 2002 ، ص 16 .

8-   المرجع السابق، ص 18 .

9-  شحاتة أحمد عبد الفتاح، موسوعة النخيل والتمور، دار الطلائع، القاهرة، 2000 ، ص 16 .

10- محمد بن حمد الوهيبي، إحيائية نخلة التمر،جامعة الملك سعود، 1421 ، ص 45 .

11- شريف فتحي على الشرباصي، عمليات الخدمة لنخيل البلح، نشرة فنية صدرت عن الإدارة العامة للثقافة الزراعية، وزارة الزراعة، القاهرة، 2002 ، ص 16 .

12- محمد إبراهيم شرف، محمد خميس الزوكة، دراسات في جغرافية المناخ التطبيقي، دار المعرفة الجامعية، 1999 ، ص 13 .

13-  المرجع السابق، ص 147 .

14-  محمد بن حمد الوهيبي، 1421 ، مرجع سابق، ص 47 .

15-  عبد الجبار البكر، 1972 ، مرجع سابق، ص 119 .

16-  المرجع السابق، ص 95 .

17-  حسن خالد حسن العكيدي، بدون تاريخ، مرجع سابق، ص 107 .

18-  عبد الجبار البكر، 1972 ، مرجع سابق، ص 120 .

19- عاطف محمد إبراهيم، محمد نظيف حجاج، بدون تاريخ، نخلة التمر، منشأة المعارف، الاسكندرية، ص 68 .

20-  محمد يوسف الشرفا، دراسات الظروف المناخية والتوزيع الجغرافي لمناطق إنتاج التمور في ليبيا، ندوة النخيل الأولى، جامعة الملك فيصل، 1402 ، ص 671 .

21- المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية، الخرطوم، 1999 ، ص 142 .

22-  المرجع السابق، ص 184 .

23-  شريف فتحي الشرباصي، 2002 ، مرجع سابق، ص 16 .

24-  حسن خالد حسن العكيدي، بدون تاريخ، مرجع سابق، ص 44 .

25-  محمد يوسف الشرفا، 1402 ، مرجع سابق، ص 671 .

26-  المرجع السابق ، ص 91 .


تحميل البحث



  drive.google-download

 


   top4top-download



  archive.org/download



           drive.google



    dspace.zu.edu.ly



    archive.org/details




تحميل البحث من linkedin



      linkedin




شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/