السمات البشرية والاقتصادية لإقليم البطنان – ليبيا: دراسة فى جغرافية السکان - صالح ميلاد محمود عبد السلام

كوكب المنى أبريل 02, 2022 أبريل 02, 2022
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 

 السمات البشرية والاقتصادية لإقليم البطنان – ليبيا - دراسة فى جغرافية السکان



إعداد

صالح ميلاد محمود عبد السلام


باحث دکتوراه – قسم الجغرافيا - کلية الآداب

جامعة العريش - مصر




مجلة جامعة أسيوط لأبحاث البيئة - المجلد 23 - العدد 2 - أكتوبر 2020م - ص ص 55 - 63:


الملخص العربى :


   مما لا شك فيه أن الطبيعة والسکان تمثلان المصدرين الأساسيين لکل أنواع الموارد، يزداد تأثير العوامل البشرية تزايداً طردياً بتقدم الإنسان، وتطور أنظمته وأساليب عمله ونمو أعداده وقد أصبحت أکثر العوامل تأثيراً في التوزيع الجغرافي للسکان، وسوف تزداد فعالية التأثيرات البشرية مع الزمن، نتيجة لضغط عامل النمو السکاني، وتزايد القدرة التقنية على التلاؤم وتوفير ظروف العيش في البيئات الصعبة .


مقدمه :

في لمحة تاريخية موجزة عن المنطقة وسکانها من خلال التفاعل سلباً وإيجاباً حول البحر المتوسط الذي تطل على جزء من ساحله الجنوبي منطقة الدراسة. أصبحت بشکل عام عبر السنين مرکزاً هام للتجمع الإنساني وخاصة منطقة الدراسة حيث مر بها "الفينيقيون، الإغريق، الرومان، البيزنطيون، العرب وعدة هجرات من الشرق إلى الغرب وهجرات عکسية بإضافة إلي "الاتراک و الاستعمار الغربي" وقد يرجع هذا إلى اعتدال المناخ وجمال الطبيعة وتوفر الموارد.


اولاً : السمات البشرية :


   ويعد إقليم "البطنان"* ذات شهرة تاريخية منذ عصور قديمة حيث ذکرت من قبل المؤرخين والرحالة الجغرافيين فهي محطة تجارية وقاعدة بحرية وبسبب موقعها ومينائها البحري الطبيعي "شبه جزيرة- مدينة طبرق" الذي برز في أهميته لحماية المراکب التي تلجأ إليه عند سوء الأحوال الجوية، إضافة إلى وجود خلجان ومرافئ طبيعية، عليه تم استقرار البشر منذ الأزمنة الغابرة.

  فقد کانت المنطقة " البطنان" عبارة عن مدينة "انيتبرغوس" الصغيرة إحدى المراکز القليلة المأهوله في منطقة (مارماريکا) وهي عبارة عن مرفأ للحجاج "اليونان، الرومان" الذين کانوا يقومان بزيارة کاهن "آمون" في "سيوة" بجمهورية مصر العربية کما أنها کانت مرکزاً هاماً للدفاع عن إقليم برقة بليبيا.


   وفي العهد البيزنطي، بنى الإمبراطور "جستنيان" قلعة حصينة لا تزال أجزاء من سورها وآثارها بجانب الميناء، ناهيک عن الآبار والصهاريج التي أقيمت بالمنطقة.

   ازدادت المنطقة انعاشاً من عهد الاحتلال الترکي فتحولت المنطقة إلى "مديرية" مما ساهم في الاستقرار بها لممارسة التجارة خاصة من الجنوب – الواجات "الجغبوب، سيوة".


   کما أن مينائها أول ميناء قام باحتلاله المستعمرون الإيطاليون سنة 1911م. ومن ثم تحولت وأصبحت حامية وقاعدة بحرية عسکرية.


   المنطقة لعبت دوراً بارزاً خلال الحرب العالمية "الأولى، الثانية" واکتسبت شهرة دولية کهدف رئيسي في کافة العمليات العسکرية هذا مما انعکس عليها سلباً، وذلک بتدميرها من خلال تبادل الأيدي الاستعمارية لها عدة مرات "الأتراك، الطليان، الألمان، الإنجليز، الفرنسيين، الأمريکان" حتى انتهى بها المطاف باحتلال البريطانيون لها عام 1942م.


  ازدادت أهميتها لکونها أصبحت مقر لإقامة الملک بها وتحولت إلى مرکز إداري وتجاري هاماً 1952م- 1969م- "المملکة الليبية المتحدة".


   سکان هذه المنطقة ينتمون للقبائل العربية التي استوطنت وعاشت في شمال أفريقيا بشکل عام والذين اندمجوا مع السکان العرب "البربر" وحرفتهم الأساسية في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات کانوا يمارسون الزراعة البسيطة المتمثلة في زراعة الحبوب عند سقوط المطر إضافة إلى تربية الحيوان "الأبل- الأغنام على وجه الخصوص" وهي ما تشتهر به المنطقة وظل الحال هکذا حتى مرحلة استکشاف النفط وتصديره في بداية الستينات حيث تحسنت الأوضاع الاقتصادية وبدء التغير في نمط المعيشة من خلال توفر فرص العمل وازدياد الطلب على الأيدي العاملة کما صحبها الخطط والمشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية وکذلک بقية الخدمات (صحية، تعليمية- مرافق عامة)، کما ساهم في استقرار وتوطين السکان في مراکز وتجمعات سکانية إلا أن النعرة القبلية والولاء للقبيلة ظل هو المسيطر رغم تجاوزنا عصر الذرة والإلکترون. هذا مما أعطى القبائل السطوة خاصة تلک التي تمتلک وتسيطر على الأراضي وأحياناً بفضل أبنائها الذين ارتقوا سلم العلم والمعرفة وتبوؤوا أعلى المواقع والمناصب في الدولة. وهذا مما جعل توجه تخطيط وسياسة الدولة في توطين السکان، شکل (1).


المصدر: من عمل الطالب اعتماد علي برنامج Google Eearth,2019

شکل (1) مواقع التجمعات السکنية بمحافظة البنطان بالجمهورية العربية الليبية


خاصة في بنغازي 1995- 2005م في تجمعات سکانية بغض النظر عن بلوغ 5000 نسمة بل مکنت العديد من القبائل بالاستقرار والتوطن في مناطقها وذلک بتوفير الخدمات وکذلک استقلاليتها في الإدارة وما يتبعها من إجراءات للدفع بالهجرة العکسية "من المدينة للقرية" يتضح هذا الأمر جلياً عند دراسة توزيع السکان في الفصل التالي.


ثانياً : السمات الاقتصادية:


   إن التفاعل بين الطبيعة وإمکاناتها والإنسان وقدراته يشکل وينتج دوراً اقتصادياً يعمل على تحسين حياة الإنسان عبر الزمن مما يتيح له حياة الرفاه والرغد. عليه سنلقي الضوء على السمات الاقتصادية في منطقة الدراسة " البطنان" لا تختلف کثيراً عن السمات الاقتصادية في المناطق الأخرى المجاورة في الإقليم الشرقي لليبيا "إقليم برقة" والذي يعتبر متماثلاً تقريباً.


   ولمعرفة حقيقة القوة الاقتصادية وإمکانيات المنطقة جرى بنا التطرق بإيجاز عن القطاعات الرئيسية للنشاط الاقتصادي من "إنشاء" خدمات "صحية، تعليمية، إسکان، تجارة، نقل، مواصلات واتصالات، إدارة، خدمات مالية وسياحية، صناعة، تعدين".


   يوجد بإقليم "البطنان" عدة مواني "ميناء جوي و مدني و عسکري وميناء بحري و تجاري، إضافة لميناء "الحريقة" النفطي حيث يصدر عن طريقه نفط حقل السرير والذي بدأ نشاطه عام 1967م([i]).


   بالإضافة إلى مصفاه لتکرير النفط، وتربط التجمعات بالإقليم شبکة طرق، وکذلک بالأقاليم المجاورة "شمال غرب بلدية درنة، جنوب غرب "بلدية إجدابيا" إضافة للطريق الممتد جنوباً 280کم حيث "زاوية الجغبوب" يصاحبها شبکة کهرباء مع عدة محطات للتغذية الکهربائية. أما بقية الخدمات نحاول حصرها وفق الآتي:-


"الزراعة والمراعي والثروة الحيوانية، الصناعة والتعدين، الخدمات، صحية، تعليمية... إلخ...".


1 - الزراعة والمراعي والثروة الحيوانية:


   الغطاء النباتي يعکس جودة التربة مع توفر المياه نحو الزراعة وفي منطقة البطنان توجد الطاقة الشمسية والأرض موارد متوفرة ولکن العنصر الثالث الماء قليل بجميع أنواعه "أمطاره جوفيه" لذلک تتحول مساحات کبيرة من الأراضي إلى أراضي غير مستعملة مما جعل الأراضي الزراعية بها محدودة.


  فمعظم الأراضي الصالحة للزراعة تقع على الشريط الساحلي والتي تعرف محلياً باسم "السقايف، الغيطان" وتستغل تحت نظام الزراعة البعلية تبعاً لدورة زراعية "حبوب کالقمح والشعير" في موسم الأمطار ومهملة بدون زراعة في بقية فصول السنة باستثناء فصل الربيع تزرع بعض المحاصيل اعتماداً على المياه المخزونة في التربة مثل "زراعة بعلية ,البطيخ، البقوليات، فول، حمص، عدس" وعلى نطاق صغير تزرع الخضروات. أما بقية الأراضي بالمنطقة فهي رعوية. شکل (2).

المصدر: من عمل الطالب اعتماد علي الأطلس الوطني للجماهير العربية الليبية , مصلحة المساحة , خريطة الزراعة , 1987

شکل(2) 
الأقاليم الزراعية لمحافظة البطنان بالجمهورية العربية الليبية



    فالزراعة البعلية هي الطابع المميز في المنطقة ناتجاً عن ندرة الموارد المائية بها مما يستدعي العمل الجاد في توفير وتطوير حجم الموارد المائية ووسائل الري واستخدام المياه ولهذا السبب نلاحظ أن عدد المستخدمين في قطاع الزراعة "2772 مستخدماً" في عام 1969م من مجموع العمالة في المنطقة أي بنسبة 22,7% ثم ارتفع العدد إلى "6135" في عام 1973 أي بنسبة 26,9% نتيجة للتنمية وتطوير المشاريع الزراعية. على الرغم من أن الثروة الحيوانية في المنطقة تمثل مصدراً هام للدخل وإن کانت الإحصاءات الرسمية في بعض الأحيان لا تضعها في مکانها الصحيح بسبب التذبذب في أعداد الحيوانات من سنة لأخرى نتيجة للهجرة المؤقتة لمربي الحيوانات "الموالين" من المناطق التي تکون فيها معدلات سقوط الأمطار منخفضة إلى المناطق الأخرى المجاورة عندما تکون معدلات السقوط بها مرتفعة نسبياً وتبدو هذه الظاهرة أکثر وضوحاً في إقليم " البطنان" باعتبارها منطقة حدودية مع جمهورية مصر العربية مع انتشار بعض القبائل على جانبي مناطق الحدود المشترکة "إمساعد، واحة الجغبوب" مما جعل انتقال مربي الحيوانات بحثاً على المرعى "الکلا، الماء" في حالات الجفاف بين تلک المناطق الحدودية من الجانبين أمراً طبيعياً- أضف إليها الصعوبات الأخرى المتعلقة بعدم الإدلاء بالأرقام والبيانات الدقيقة عن أعداد الحيوانات من مربيها تهرباً وتحسباً للضرائب في معظم الحالات. وعلى سبيل المثال لا الحصر وفقاً لتعدادات أعداد الأغنام في الإقليم على أساس المؤتمرات الفلاحية 1986م وتم تقسيم الأغنام على أساس التوزيع التالي: الضأن 75% من مجموع الأغنام والماعز 25% من مجموع الأغنام حيث بلغ عدد الأغنام في نفس السنة 330,731 رأس وإجمالي الضأن 248048 والماعز 82683 أما الأبقار في عام 1990م- 2000 رأس والأبل في نفس السنة 10680 رأس.

2 - الصناعة والتعدين:


  تحتل الصناعة دوراً بارزاً في مراحل التحول الاقتصادي والاجتماعي وتشير البيانات المختلفة والمستخلصة من التجارب على الصعيد الدولي لتفوق القطاع الصناعي على بقية القطاعات الاقتصادية الأخرى من حيث عوامل تحرکه وقدرته على تحقيق تحول جذري في الهيکل الاقتصادي. إن ما يميز ليبيا هو الندرة في الموارد والإمکانات الطبيعية مع وفرة نسبية في مصادر الطاقة والإمکانيات التمويلية التي توفر مناخاً مفيداً لقيام نهضة صناعية متطورة حيث تتوفر الخامات المستمدة من النفط والغاز بالإضافة إلى وفرة الخامات غير العضوية "أملاح، الصخور الصناعية، حجر طيني، جبس، " أضف إلى ذلک خلق تکامل مع التنمية مع التنمية الزراعية والحيوانية والسمکية والتي بدورها تخص قيام قاعدة لتنمية الصناعات الغذائية توجد في نطاق المنطقة خاصة مدينة طبرق، العديد من المنشآت الفردية والجماعية "تشارکيات" والتي تقوم ببعض الأنشطة الصناعية مثل "صناعة الأخشاب"، الصناعات المعدنية، بالإضافة إلى أنشطة الحياکة والتطريز وصناعة البدل والملابس الجاهزة وأنشطة أخرى کالسمکرة وطلاء السيارات وهذه الأنشطة محدودة العاملين فهي لا تزيد عن 25 عاملاً.


  يواجه قطاع الصناعة والتعدين بالمنطقة صعوبات تکاد تنحصر في عدم وجود دراسات للجدوى الاقتصادية لعناصر الإنتاج (مواد خام، أيدي عاملة... إلخ.


  أما فيما يخص التعدين فوفقاً للترکيبة الجيولوجية للمنطقة وتضاريسها يوجد بها البترول والغاز نتيجة لکون الترکيب الصخري بها رسوبي وليس تحولي "صخري ناري" ولذا يوجد بها مواد الطاقة حيث يوجد بها مصفاة لتکرير النفط ووحدة لتعبئة الغاز الطبيعي وميناء لتصدير النفط.


3 - الخدمات:


   إن رفع مستوى المعيشة للأفراد يعتبر من الأهداف الأساسية المکونة لاستراتيجيات التنمية وأن هناک أربعة عوامل أساسية مترابطة تحدد نوعية ومستوى الحياة وهي "الغذاء، الصحة، السکن، التعليم" کما أن ارتفاع معدلات الخدمات الصحية والتعليمية والإسکان وغيرها من الخدمات يعتبر من المؤشرات الهامة لقياس التقدم الاقتصادي والحضاري في البلاد المختلفة.


   وسنتناول بإيجاز الخدمات على مستوى المنطقة " طبرق" وفق الآتي:-

أ- الخدمات الصحية:


   يوجد بالبلدية "مرکز البطنان الطبي- بمدينة طبرق" وعدد 4 مستشفيات قروية "إمساعد، البردي، کمبون، الجغبوب" کما يوجد بکل مجمع سکاني مرکز أو وحدة صحية بالإضافة إلى عدد من العيادات المجمعة بمدينة طبرق "عيادة المختار، المنارة، الجهاد، باب درنة" ومرکز لأمراض الصدر والوزن والأمراض السارية المتوطنة. ومرکز للرعاية الصحية المدرسية والعديد من العيادات الخاصة بجميع تخصصاتها الطبية، إضافة إلى العديد من الصيدليات.

ب- الخدمات التعليمية:


  أن تحسين المستوى التعليمي للأفراد يعمل على رفع مستوى المعيشة لتحقيق حياة أفضل لهم کما يسهم في بناء وتنظيم المجتمع وزيادة إنتاجيته لذا نتطرق إلى إمکانيات ومستوى الخدمات التعليمية في إقليم " البطنان".


  تنتشر المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والمعاهد في جميع التجمعات السکنية أما التعليم العالي والجامعي فيقتصر على "مدينة طبرق" فقط. حيث يوجد بها فرع من جامعة عمر المختار يتکون من عشر کليات "کلية الآداب والعلوم، کلية الموارد البيئية، وکلية التربية، کلية الاقتصاد، وکلية الهندسة، وکلية القانون، وکلية التقنية الطبية، وکلية الصيدلة، وکلية الطب البشري، وکلية التمريض" إضافة إلى المعاهد "صناعية، حرفية، وطب الأسنان، خدمية" متوسطة وعالية. حيث بلغت عدد المدارس بالمنطقة 97 مدرسة للتعليم الأساسي، أما الابتدائي والإعدادي 320 مدرسة للتعلم الثانوي وبإضافة المدارس الخاصة في کل المراحل التعليمية وکذلک دور الحضانة ورياض الأطفال.


ج- الخدمات الإسکانية:


   السکن حاجة ضرورية وأساسية للإنسان في کل زمان ومکان لذا يتطلب العمل على توفير المساکن وتحسين نوعيتها وملائمتها للبيئة.


   حظيت منطقة إقليم " البطنان" باهتمام کبير حيث شيدت مئات بل الآلاف من الوحدات السکنية لمقابلة الطلب المتزايد على المساکن انعکاساً للزيادة المضطردة في عدد السکان وعدد الأسر الجديدة فيتجه تحسن مستوى المعيشة مع ضمان وتحسن الدخل أو العائد.


   فعلى سبيل المثال لا الحصر، کان عدد الوحدات السکنية في البلدية 8382 وحدة سکنية وعدد الأسر 9145 أسرة في عام 1973. أما في عام 1984 فقد کان عدد المساکن 12,187 وحدة سکنية وعدد الأسر 12718. نلاحظ نقص المساکن في کلا الفترتين، عليه نرى بشکل عام عجز قائم أو نقص في توفر الوحدات السکنية وذلک لعدم توافق الزيادة السکانية مع توقعات وخطط مشاريع التنمية بالمنطقة في توفير الوحدات السکانية بما يتناسب والزيادة السکانية وقد يکون التعثر في استکمال وإنجاز الوحدات الإسکانية في موعدها أو زمنها مما ترتب عليه النقص والعجز في تلک الفترة الزمنية.

د- الخدمات العامة الأخرى(المرافق):


  مثل "الطرق، النقل، الکهرباء، المياه، المجاري، وسائل الاتصال، الخدمات السياحية، الإدارة والمالية والمصرفية....إلخ.

  وفي مجال الطرق يغطي إقليم البطنان طريق معبد يمتد من الشرق "إمساعد" حتى حدود الإقليم غرباً "عين الغزال" ويربط الإقليم مع الأقاليم الشمالية الغربية المجاورة له "درنة، الجبل الأخضر، بنغازي" وکذلک طريق آخر يربط الإقليم في الاتجاه الجنوبي الغربي مع إقليم "بلدية إجدابيا" والآخر يتوجه جنوباً صوب "زاوية الجغبوب" بمسافة 280کم2 فإجمالي الطرق بالبلدية في عام 1978م 148کم داخل التجمعات السکنية وعلى نطاق البلدية فقد بلغت ما يقرب 627کم أما مجال النقل فيوجد بالبلدية جميع أنواع النقل "البري، الجوي، البحري" تستخدم جميع وسائل النقل البري من وإلى البلدية في جميع الاتجاهات وفيما يخص المجال الجوي فمن خلال قاعدة جمال عبد الناصر الجوية" ثم استغلال جزء من الرحلات الطيران المدني، إضافة إلى الميناء البحري "مدينة طبرق" حيث يقوم بخدمة النشاط التجاري. کما يوجد ميناء الحريقة النفطي وميناء عسکري وجود مخطط ودراسة لتوطين السکک الحديدية وربطها مع مصر.


4 - السکان حسب نمط المعيشة (حضر- ريف- بادية).


  توزيع السکان حسب نوع الاستقرار خلال الفترة 1954، 1973، لقد تم تقسيم الدراسة إلى فترتين الأولى تشمل الفترة 1954- 1973م وتصنف فيها بيانات السکان حسب نوع الاستقرار (مستقرين وسکان رحل وشبه رحل)، أما الثانية فتشمل الفترة (1973- 1995م) وتم تصنيف السکان على أساس حضر وريف. نظراً لاختفاء ظاهرة البداوة من الإقليم تقريباً.


   ومن خلال دراسة التغير الذي طرأ على السکان حسب نمط الحياة والسکان نلاحظ تزايد نسبة السکان المستقرين في الإقليم من (50,4%) عام 1954م إلى (95,8%) عام 1973م بنسبة زيادة بلغت (72%) ولقد سجل الإقليم أعلى نسبة استقرار تفوق المتوسط العام بنسبة (27,8%) من جملة سکانه. أما إحصاء 1995، فأظهرت نسبة تجانس في نسبة الرحل في الإقليم حيث بلغ في المتوسط (0,5%) من جملة سکان الإقليم، نظراً للتطور الاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته ليبيا ويلاحظ ارتفاع نسبة الرحل في عام 1954 (27,8%) من جملة سکان الإقليم.


  يمکن تقسيم القبائل في الإقليم إلى ثلاث مجموعات على النحو التالي ملحق :-


المجموعة الأولى: وتشمل القبائل الکبيرة التي تمتلک معظم أراضي الإقليم حيث يمتد نفوذ قبيلة العبيدات من خليج عين الغزالة حتى کمبوت شرقاً باستثناء بعض المناطق لقبائل المرابطين "منفة- قطعان".


المجموعة الثانية: وتشمل القبائل المتوسطة والتي تمتلک أراضي بالإقليم مثل قبيلة: "الشواعر، الحبول، القناشات، الشهيبات".


المجموعة الثالثة: وتشمل القبائل المتوسطة والصغيرة ولکنها تجوب لأحدى القبائل الأخرى مثل: "السنينات والعوامة، الموالک، الجرارة، العجنة وبقية القبائل من المناطق الأخرى"*.


السکان الرحل: هم أفراد الأسرة الذين يعيشون معيشة بدوية صرفة، وليس لهم سوى تربية الأغنام، ولا يمارسون حرفة الزراعة ويتجولون حيث تهطل الأمطار، داخل حدودهم الإدارية أو خارجها، وقد يمکثون في هذه المناطق فترة طويلة وقد تمتد عدة أعوام دون الرجوع إلى مقرهم الأصلي المقيمين فيه.


- توزيع السکان بين الحضر والريف في الفترة بين 1973- 2005م:


   تعتبر ظاهرة التحضر أهم معالم التغير الاجتماعي التي تميز القرن العشرين وتکاد تمثل سمة متکررة في الوقت الحالي في کل أقطار العالم ومجتمعاته وإن کانت تفتقد أثراً وأکثر وضوحاً في المجتمعات النامية عنها في المجتمعات الأکثر تقدماً ورقياً([ii]).

  وذلک لاختلاف الخواص التي تميز المناطق الريفية والحضرية بين الدول وبعضها البعض، فإن تعريف الريف والحضر لا يمکن أن يخضع لقاعدة واحدة يمکن تطبيقها في کل الدول.

   کذلک لا توجد توصيات محددة في هذا الشأن، فإن کل دولة تضع التعريف الخاص بها للمناطق الحضرية والريفية وفقاً لاحتياجاتها وظروفها([iii]) لقد اعتبر تعداد 1973م الجزء الداخلي ضمن حدود مخططات الإسکان المعتمدة لمقر مراکز البلديات وفروعها حضر بغض النظر عن حجم السکان أو نشاطهم الاقتصادي، أما عدا ذلک فقد اعتبر ريفاً. واستخدم تعدادي 1984- 1995م نفس التعريف، وأضاف التعداد الأخير (2006) أن المحلات التي يبلغ عدد سکانها 5000 نسمة- فما فوق تعد حضراً([iv]). جدول (1) شکل(3)




جدول (1) التوزيع النسبي لسکان الحضر والريف في إقليم البطنان في الفترة من 1973- 2006م.

المنطقـــة

1973

1984

1990

2006

 

حضر%

ريف%

حضر%

ريف%

حضر%

ريف%

حضر%

ريف%

مدينة طبرق

91,8

8,2

92,7

7,3

64,6

35,4

78,9

21,1

إقليم البطنان

56.4

43.6

66.2

33.8

78.2

21.8

86.6

13.4

ليبيــــا

57.4

42.5

64.6

25.4

85.5

14.5

89.7

10.3

 


المصدر: من حساب الباحث اعتماداً على النتائج النهائية للتعدادات 73 جدول (6)، 84 جدول (1)، 95 جدول (4) والنتائج الأولية لتعداد 2006 – إضافة لکراسة البطنان.

المصدر: اعتمادا علي جدول (1)

شکل (3) مقارنة نسبة عدد سکان الحضر والريف بالإقليم ولبيا من1973-2006


  ومن الجدول يلاحظ أن سکان الإقليم "البطنان" في ازدياد مستمر في درجة التحضر حيث بلغت في الإقليم 87% أما مدينة طبرق 92% وعلى مستوى ليبيا 90% - نسبة متقاربة مع انخفاض واضح في نسبة سکان الريف.


 ويرجع تزايد درجة التحضر إلى عنصرين:

نمو المجتمع الحضري والترقية الحضرية (إنشاء المجتمع الحضري)([v]).

نمو المجتمع الحضري: ويتمثل في الزيادة الطبيعية المرتفعة وارتفاع معدلات الهجرة من الريف إلى المدينة.

الترقية الحضرية (إنشاء المجتمع الحضري): ويتمثل في تقسيم ليبيا إلى بلديات تتبعها فروع تم تصنيفها ضمن المناطق الحضرية، حتى إن لم تکن ذات حجم سکاني کبير وخصص لها ميزانيات مالية اسهمت في إقامة القاعدة أو البنية التحتية مما أدى إلى جذب السکان إليها. وکذلک يرجع إلى اعتماد العامل الديموغرافي في تحديد سکان المدن (5000 نسمة فما فوق) فقد تم إعادة تصنيف (14) محلات ريفية إلى محلات حضرية عام 1995، وهي التي اجتازت هذا المعيار في منطقة الدراسة.

الخاتمة :

   من خلال دراسة السمات البشرية والاقتصادية لإقليم البطنان تبين الآتى :

1- إن دراسة نمط معيشة السکان (حضر، ريف، بادية) والعوامل المؤثرة فيها ( جغرافية، تاريخية، قرارات إدارية، سياسات الدولة التنموية) تساعد فى وضع خطط التنمية.

2- أتضح أن الإقليم قادر وصالح لاعالة وتوطين السکان وتنميتهم رغم قلة تساقط الأمطار وعدم استخدام المياه الجوفية واستغلالها کما ينبغي إضافة لعدم استخدام تحلية مياه البحر .

المراجع العربية :

1- إبريک عبد العزيز أبوخشيم،(الغلاف الحيوي)، ليبيا دراسة في الجغرافيا، تحرير (الهادي بولقمة وسعد القزيري)، الدار الجماهيرية للنشر، سرت، 1995.

2- سعد القزيري، (نحو إستراتيجية الأمن المائي في ليبيا)، مجلة قاريونس العلمية، العدد الأول، السنة الرابعة، بنغازي، 1991.

3- إبراهيم عبد الجبار المشهداني، (أهمية المزارع الصغيرة وعلاقتها بالنظام الاشتراکي)، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، مجلد (25)، بغداد، 1974.

4- أحمد علي إسماعيل، (أسس علم السکان وتطبيقاته الجغرافية)، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة، 1997.

5- أحمد علي النفيشي، (المجتمع الليبي مشکلاته)، دار مکتبة النور، طرابلس، 1967.

6- أحمد عواد سالم الخوالدة، (إقليم الوسط في الأردن-دراسة ديموغرافية)، رسالة دکتوراه غير منشورة، کلية الآداب، جامعة القاهرة،2001.

7- "Internal Migration, In the Study of Population Chicago"., The University of Chicago Press,1969.

8- Clake, J.I., "Population Geography", Pergamon Press, 2nd Edition, Oxford, 1976.

9- Deborh, D.M., "Consequences of Immigrant Concentration in Canada 2001-2051", Ph.D., Un published, Thesis, University of western Ontario, .


وزارة النفط، "النفط الليبي" 1954- 1971، طرابلس، (د. ت) ص 9.

السنينات والعوامة، الموالک، الجرارة، العجنة وبقية القبائل من المناطق الأخرى.

أنظر: هزيکودى أغسطين وسکان ليبيا 2002، مرجع سبق ذکره، ص 39-41.

عزيزة محمد علي بدر، الجمهورية التونسية دراسة في جغرافية المدن، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القاهرة، معهد البحوث والدراسات الأفريقية، قسم الجغرافيا 1984م، ص .

الأمم المتحدة، السکان والقوى العاملة في اقتصاديات الريف، ترجمة محمد عثمان، المرکز الديموغرافي، القاهرة، 1986م، ص 24.

النتائج النهائية للتعداد العام للسکان 1995، ص 5.

فايزة محمد سالم، مدن الدلتا دراسة في عملية التحضر، رسالة دکتوراه غير منشورة، قسم الجغرافيا، کلية الآداب، جامعة عين شمس، 1975، ص 32.


Human and economic characteristics of the province of Al-Batnan - Libya

A study in population geography

Saleh Milad Mahmoud Abdel Salam

PhD Researcher - Department of Geography - Faculty of Arts - University of Arish - Egypt

ABSTRACT:

There is no doubt that nature and population are the main sources of all kinds of resources. The influence of human factors increases directly with the progress of man, the development of his systems and methods of work and the growth of his numbers. It has become the most influential factor in the geographical distribution of the population, and the effectiveness of human influences will increase with time, as a result of a factor pressure. Population growth, and the increasing technical capacity to adapt and provide living conditions in difficult environments.



([i]) وزارة النفط، "النفط الليبي" 1954- 1971، طرابلس، (د. ت) ص 9.


* السنينات والعوامة، الموالک، الجرارة، العجنة وبقية القبائل من المناطق الأخرى.

أنظر: هزيکودى أغسطين وسکان ليبيا 2002، مرجع سبق ذکره، ص 39-41.


([ii]) عزيزة محمد علي بدر، الجمهورية التونسية دراسة في جغرافية المدن، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القاهرة، معهد البحوث والدراسات الأفريقية، قسم الجغرافيا 1984م، ص .


([iii]) الأمم المتحدة، السکان والقوى العاملة في اقتصاديات الريف، ترجمة محمد عثمان، المرکز الديموغرافي، القاهرة، 1986م، ص 24.


([iv]) النتائج النهائية للتعداد العام للسکان 1995، ص 5.


([v]) فايزة محمد سالم، مدن الدلتا دراسة في عملية التحضر، رسالة دکتوراه غير منشورة، قسم الجغرافيا، کلية الآداب، جامعة عين شمس، 1975، ص 32.

 
للتحميل



     4shared


قراءة وتحميل







             4shared

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/