الخريطة الطبوغرافية - الأهمية ، المحتوى

كوكب المنى ديسمبر 10, 2021 ديسمبر 10, 2021
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 الخريطة الطبوغرافية - الأهمية ، المحتوى 




(1)  مفهوم الخريطة الطبوغرافية
تعني كلمة " طبوغرافيا " (Topography) رسم موقع على سطح الأرض بما فيه من معالم طبيعية وغير طبيعية ( من صنع الإنسان ) يمكن تحديد مواقعها من حيث الإرتفاع والانخفـاض عــن مسـتوى مقارنة معين ومن حيث البعد والاتجـاه عـن نقطة أصل معينه، أي المعالم التي يمكن تحديد مواقعها بالنسبة للأبعاد الثلاثـــة ( س ، ص ، ع ) أو (f , x , l) من نقطـة مقارنـة معلومة. والخــرائط الطبوغرافيـــة (Topographic Maps) هي الخرائط التي تبين بدقه المعالم الأساسية بالمنطقة المخرطة كالحدود، والمشاريع الزراعية والصـناعيـة، والمجاري المائيـة، وطبيعة سـطح الأرض من حيث الارتفاعات والانخفاضات والميول، وما شيده الإنسـان. وتعرف هذه الخرائط في بعض الأحيان بالخرائط المساحية أو الخـرائط الهندسية لأن إعدادها يحتاج إلى أعمال مساحية وهندسية دقيقه مثـل التصوير الجوي، والمســـح الميداني. ولكن يفضل عدم إطلاق لفظ "الخرائط المساحية" أو "الخرائط الهندســـية" على هذا النوع من الخرائط حتى لا يحدث خلطا بينها وبين المخططات والرسومات المساحية والهندسـية التي ترســم عادة لتوضيح الأعمال المســاحية والهندســية. كــما يطلق في بعض الأحيــان اســـم "الخــرائط الجـويـــة" أو "اللوحات الجوية" على الخرائط الطبوغرافية لأن إعدادها يتم من الصور الجوية وبتطبيق تقانة المساحة التصويرية الجوية، إلا أنه يفضل عدم استعمال هذا اللفظ أيضا.
أهمية واسـتعمال الخرائط الطبوغرافية
تعتبر الخرائط الطبوغرافية ذات أهميه كبيرة في العديد من الدراسات الهامة التي تتعلق بشتى مجالات الحياة، لأنها تمثل بدقه جميع الظواهر الموجودة على سطح الأرض، أي جميع المعالم الطبيعية والمعالم التي هي من صنع الإنسان. والخريطة الطبوغرافية من أهم الأدوات التي يستعملها الجغرافي، والجيولوجي، والمهندس، والمخطط، والزراعي، ودارس التربة، والعسكري، وغيرهم، لأنها الأساس في استعمال الأراضي وتصنيفها، والتخطيط للمشاريع الهندسية والزراعية ودراستها، وفي تخطيط المدن، وتقييم المناطق العمرانية والزراعية، وفي حساب الميول على سطح الأرض، وإعداد تصاميم الطرق والسكك الحديدية ومد الأنابيب وبناء المطارات والمـواني والســدود والمجاري، وفي اختيار مواقع أبراج وخطوط الكهرباء، وفي دراسة تآكل التربة وفي مشاريع الري، وفي التنقيب عن المعادن، وفي الدفاع الوطني، وكأساس للخرائط الأخرى. وهي من أهم وسـائل الدراسـات الجيومورفولوجيـة والجيولوجيـة، لأنها تبين معلومات شاملة عن المنطقـة المخرطـة، كما تسـاعد خطوط الكنتور الموجودة بالخرائط الطبوغرافية على تصـنيف أشكال سطح الأرض ومعرفة الكثير من المظـاهر الجيولوجية والجيومورفولوجية في المنطقة مثل التصدعات، والفوالق، والمخاريـط والفوهات البركانية. كما يمكن استنتاج الميول و معرفة أشـــــكالها ودرجاتها. كذلك فإن للخريطة الطبوغرافية أهميه كبيرة في دراســة الصــرف السـطحي، فبواسـطتها يمكن معرفة نوع الصرف وموقعه. وبدراسة الخرائط الطبوغرافية والجيولوجية جنبا إلى جنب يمكن معرفة الكثير عن خصائص البنية والتكهن بنوع التربة وتوزيعها في المنطقة.
تساعد الخريطـة الطبوغرافيـة، في مجال الهندسـة، في اختيار أنسـب الممرات لبناء الطرق، واختيار المواقع المناسـبة للخزانات والسـدود والمطارات والمشـاريع الكبيرة الأخرى، ومد الأنابيب، وشـق الترع ، وإقامة المشـاريع الزراعيـة ، وحسـاب كميات الحفر والردم.
وفي المجال العسـكري فإن الخريطـة الطبوغرافيـة توضـح أنسـب الطرق والممرات التي يمكن سـلكها تبعا لنوعية الآليات المسـتعملة، كما يمكن باسـتعمال الخرائط الطبوغرافيـة في التكهن بالطرق التي قد يسـلكها العـدو. كذلك فهي تبين مجال الرؤيا وتوضـح الأمــاكن المناسـبة لإقامة المعسـكرات المؤقتـة والدائمـة.
وبالنسبة للجغرافيين فإن الخريطة الطبوغرافيـة تبين التضاريس وأشكال سطح الأرض حيث يمكن دراسة الميول على السطح والمعالم والظواهر الأرضية، ويمكن اشتقاق خرائط أخرى من الخريطة الطبوغرافية.
ويمكن للمهتمين بدراسة التربة والمياه إعداد الدراسات التمهيدية للمنطقة من الخرائط الطبوغرافية، وذلك بدراسة ما على سطح الأرض من معالم طبيعية و دراسة خطوط الكنتور ومعرفة مواقع السهول والمنحدرات، والأماكن المنخفضة التي يظهر بها الماء الباطني وذلك للخروج بأفكار مبدئية عن نوع التربة ومواقع المياه.
محتويات الخريطـة الطبوغرافية
تتكون الخريطـة الطبوغرافيـة، كغيرها من الخرائط، من مجموعة خطوط ورموز وألوان وأشكال وحروف لإبراز المعلومات والتفاصيل المنقولة من سطح الأرض ولتوصيلها إلى ذهن القارئ بشكل سهل ودقيق. ويتم عادة وضـع مفتاح أو دليل لهذه الرموز للتعرف عليها وتسهيل القراءة. كذلك فإن الخريطة الطبوغرافية لها رقم خاص بها مكتوب على أحد الهوامش للرجوع إليها أو إلى أية خريطة مجاورة. ويستطيع الناظر إلى الخريطة الطبوغرافيـة، بعد قليل من التعود والمران، أن يتعرف بسهوله على معالم المنطقة من خلال الرموز والمصطلحات والألوان المتفق عليها والمبينة في دليل الخريطة. وهناك رموز متعارف عليها عالميا، كما أن مؤسـسات التخريط المحلية تضيف بعض الرموز الأخرى لمعالم موجودة في بلدها وليست موجودة في بلدان أخرى. وفيما يأتي بعض محتويات الخريطة الطبوغرافية:
) محتويات الهوامش
تعتبر المعلومات الموجودة على هوامش الخريطـة الطبوغرافية ذات أهميـه بالغة لأنها تسـاعد في قراءة و فهم الخـريطة بشـكل جيد وسـريع ومنها:
- اسم اللوحة: لابد أن يكون لأية خريطة طبوغرافية اسم أو عنوان خاص بها، له علاقة بالمنطقة المخرطة. وهو أول ما يلفت نظر قارئ الخريطة. و يؤخذ عادة اسم معلم من المعالم، أو إقليم من الأقاليم الموجودة في المنطقة ليستعمل كاسم للخريطة الطبوغرافية، مثل اسم مدينه، أو اسم قرية، أو جبل أو بئر، أو وادي، و هكذا. وبالإضافة إلى فائدة اسم الخريطة في معرفة الموقع الجغرافي للمنطقة التي تغطيها اللوحة فانه يساعد في الإخراج الفني لمنظر اللوحة، فباختيار نوع وحجم كتابة العنوان يمكن الوصـول إلى توازن جيد في تركيب الخريطة من حيث منظرها. وبشكل عام، يكتب اسم اللوحة باللون الأسود و بخط واضح و يكون بارزا بحيث يكون أول ما يلفت نظر القـارئ.
- رقم اللوحـة: هو رقم يعطى للوحة بحيث يمكن بالنظر إليه معرفـة الكثير عــن اللوحة مثل مقياس الرسم، وموقعها على سطح الأرض.
- دليل ترتيب اللوحات: يعرف كذلك بدليل الموقع لأنه يوضـح موقع اللوحـة بالنسـبة للوحات الأخرى أو موقع الخريطـة في البلاد. ويسـتعمل لتسهيل معرفة موقع المنطقة المخرطة التي تغطيها اللوحة وكذلك لتسهيل معرفة اللوحات المجاورة. ويوضع في أحد أركان اللوحة ويبين أرقام الخرائط المجاورة من الجهات الأربعة. وهناك عدة طرق لتصميم دليل ترتيب اللوحة الطبوغرافية.
- دليل الرموز والمصطلحات: يعرف كذلك بدليل الخريطـــة أو مفتاح الخريطـة وهو عبارة عن قائمـه بالرموز والعلامات المستعملة في الخريطة مع شرح كل منهـــا. فنظرًا لأن الخريطة الطبوغرافية عبارة عن تمثيل لما على ســطح الأرض من معالم طبيعية وحضارية بالرســـم على الورق فإنه على الخرائطي أن يستخدم الرموز والمصطلحات كوسيلة للتعبير عن هذه المعالم. وتختلف هذه الرموز والمصطلحات باختلاف مقياس الخريطة، ويجب عند وضع الرموز مراعاة المظهر الجمالي للخريطة وعدم ازدحام المعلومات.
- معلومات عن مصادر الخريطـة: هي ملاحظـة مكتوبـة تبين مصـادر الخريطـة، مثل نوع الصور الجويـة المسـتعملة لإنتاج الخريطـة ومقياسها و تاريخ التقاطها، وعناوين الخرائط المسـتعملة وتواريخها واسـم الجهة التي أعدت الخريطة.
- معلومات عن نوع الإسـقاط المسـتعمل: تتلخص هـذه المعلومـات في كتابـة نوع الإسقاط المستعمل وشكله، وخط أو خطي الأساس، وأية معلومات أخرى عن الإسـقاط.
- مقياس الخريطة: يوضــع مقياس الرسـم بأحد أشـكاله ( نسـبي - لفظي - خطي - مقارن - شـبكي ) في أحد أركان الخريطـة، ويكون واضحا ويفضـل أن يكون من المقاييس الشـائعة الاسـتعمال.
- الاتجاهات: تعتبـر معرفــة الاتجـاه أمـرا ســهلا عند قــراءة الخريطـــة الطبوغرافية . فمن المتفق عليه رســـم جميع الخرائط بحيث يكون أعلاها شـــمالا وأسـفلها جنوبًا. ويرســـم اتجاه الشمال في ركن من أركان الخريطـة كسـهم مشـير إلى أعلى. وهناك ثلاثـة أنواع من الشمال هي: الشمـال الجغرافي أو الحقيقي، والشـــمال المغنـاطـيسـي، والشـمال التربيعي، و يتم بيان هـذه الأنواع الثلاثة من الشمال على هامش الخريطة الطبوغرافيــــــة، كما توضـح زاوية الانحــراف المغناطيسـي التي هـي الفـــرق بين الشمال الحقيقـي والشــــــمال المغناطيسـي في نقطـة القياس . ويمثل الانحراف المغناطيسـي المبين على الخريطـة قيمة الانحراف حسـب المعلومات المتوفرة أثناء إعداد الخريطـة. و في بعض الأحيان يكتب التغير السـنوي المتوقع للانحراف المغناطيسـي. ولا تعتبر المعلومات عن الانحراف المغناطيسـي المأخوذة من الخريطـة الطبوغرافيـة معلومات دقيقـــه لأســـباب رئيســـيه منهــا: عـدم ثبات قيمـة الانحراف المغناطيسـي التي تتغير مع الزمن، وعدم دقـة الرسـم، ولأن الانحراف صحيح في نقطـــــــة واحدة فقط على الخريـطة وتزيد قيمة الخطـأ كلما ابتعدنا عن هذه النقطة خاصـة في الخرائط الطبوغرافيـة ذات المقاييس الصـغيرة.
(ب) المحتويات الداخليـة
يمكن تصـنيف محتويات الخريطـة الطبوغرافيـة إلى سـتة عـناصـر رئيسـيه هي:
- التضـــاريس: تشـــمل الارتفـاعات والانخفـاضات والجبــال والوديان والســهول، وتوضح على الخريطة الطبوغرافية بواســـطةخطوط الكنتور التي ترسم عادة باللون البني.
- الأجسـام والشـبكات المائية: بما في ذلك البحار والبحيرات والأنهر والوديان والسـبخات والقنوات، وترسم باللون الأزرق.
- المزروعـات والنباتات: مثل المــزارع والبسـاتين والحقول والغابات ، وترسم باللون الأخضر.
- المعالم الحضرية: هي ما صنعه الإنسـان، مثل مراكـز العمــران، والمدن، والقرى، والمباني، والطـرق، والمواني، والســكك الحديدية، والقنوات،والأنابيب، والجسور، والأنفاق والمطارات. وتعرف هذه المظاهر بالمظاهر " الطبوغرافية البشرية "، وهي المظاهر التي يتمثل فيها جهد الإنسان.
- الحدود: مثل الحدود الإدارية بين البلديات أو المحافظـات أو الولايات، والحدود السـياسـية بين الدول.
- الكتابـة: يجب أن تكون بخط واضح وجميل وجذاب، وأن يكون حجمها متناسـب مع أهمية المعلم وألا يقل عن الحد الأدنى القابل للقراءة من مسـافة عاديـه، وألا يصل الحجم إلى الحد الذي يبدو فيه غير مناسـب مع أهمية المعلم أو مع منظـر وتوازن الخريطة. فلأسلوب الكتابة في الخرائط عموما دورا أساسيا في إظهار وتوضيح المعالم بأنواعها المختلفة لذلك يحب تنسيق أماكن الكتابة بحيث لا تطمس التفاصيل في الخريطة. وكانت الكتابة في الماضي تكتب باليد، لذلك فقد كانت تعتمد على مهارة من يكتبها وقدرته على إظهارها بشكل يجعل الخريطة لوحة فنية جميلة. أما اليوم فإنه يستعمل الحاسوب في اختيار وتوقيع الأسماء الجغرافية.
(2) خطوط الكنتور
هي خطوط وهمية تمثل الارتفاعات والانخفاضات عـلى سـطح الأرض ، وترسم عادة على الخرائط الطبوغرافية، ولهذا السبب يطلق على هذه الخرائط أحيانا "الخرائط الكنتورية". ويعتبر خط الساحل الذي يفصل بين الماء واليابسة على القارات هو خط كنتور الصفر، حيث يؤخذ متوسط منسوب سـطح البحر على أنه مسـتوى المقارنة.
يحمل أي خط من خطوك الكنتور رقما يمثل قيمة معينة هي الإرتفاع عن سطح البحر. فعند الإشارة إلى خط كـنتور معين بأنه خط كنتور 60 على سبيل المثال، فإن هــذا يعني الخط الناتج عن تقاطع سطح الأرض بمستوى أفقي ارتفاعه 60 مترًا عن سطح المقارنة، وأية نقطة على هذا الخط منسـوبها 60 مترًا. وخطوط الكنتور هي أهم عناصر توضيح التضاريس على سطح الأرض، ولكنها خطوط وهمية لا وجود لها. ويمكن تلخيص خواص خطوط الكنتور فيما يأتي:
· لابد من وجود عدد كاف من خطوط الكنتور على الخريطة لمعرفة طبيعة سطح الأرض في المنطقة، فخط الكنتور الواحد لا يعني شيئا إلا إذا كان ضمن مجموعة من خطوط الكنتور المتجاورة في المنطقة.
يشكل أي خط من خطوط الكنتور حلقة مقفلة، ولا يتلاشــى، ولا يتقاطع مع أي خط كنتور آخر إلا في بعض الحالات النادرة مثل الجرف الرأســي أو النتوءات الأفقية في المناطق الجبلية.
تقارب خطوط الكنتور في الخريطة الواحدة يعني حدة الميول، وتباعدها عن بعضها يعني أن المنطقة ليست شديدة الانحدارات.
يكــون اتجاه أعلى درجة انحدار في المنطقة بين خطين كنتوريين عموديا عليهما.
وجود خطوط كنتور في منطقة معينة على شكل حلقات مقفلة يزيد رقم كل خط منها عن الخط الذي قبله في اتجاه مركز الحلقة دليل عل أن المنطقة عبارة عن نتوء رأسي قمته عند المركز. أما إذا قلت أرقام خطوط الكنتور في اتجاه المركز فإن هذا يدل على أن المنطقة على شكل حوض.
 كلما زادت التعاريج والإلتواءات في خطوط الكنتور دل ذلك على صعوبة المنطقة، بينمــا تتخذ خطوط الكنتور في المناطق السهلة أشكال منحنيات بسيطة.
تتخذ خطوط الكنتور شكل حرف (V) عند التقائهـا بالوديان والمجاري المائية، وبذلك يمكن معرفة موضع واتجاه المجرى على الخريطة.
الفارق الكنتوري
الفـارق الكـنتوري (Contour Interval)، ويقـال عنـه أيضـا الفاصـل الكـنتوري، هـو المســافة الرأســية بيـن خـط الكـنتور الواحـد وخـط الكـنتور المجـاور لـه. فـإذا كان خطـا الكـنتور المتجـاوران همـا الخـط 30 والخـط 40 فـإن الفـارق الكـنتوري فـي الخريطــة هو 10 أمتار.
قياس الميول على الخريطة الطبوغرافية
يمكن تعريف الميول أو الانحدارات في منطقة على سطح الأرض بأنها العلاقة بين ارتفاعات نقاط في هذه المنطقة. ومن الناحية الرياضية فإن ميل الخط هو الزاوية التي يصنعها الخط مع المستوى الأفقي. وللميول والانحدارات تأثير على نشـاط الإنسان على سطح الأرض، لذلك فإن لخرائط الميول أهمية كبيرة عند التعامل مع سطح الأرض في المجالات ذات العلاقة.
إن حساب الميل بين نقطتين يعتبر من الأمور السهلة ، فهو الزاوية الواقعة بين الخط الواصل بين النقطتين والمستوى الأفقي المار بإحداهما. ولكن إيجاد درجة الميول في نقطة معينة على سـطح الأرض قد يكون أمرا غير سهلا، خاصة في المناطق الوعرة التي تتغير فيها درجة الميول بشكل كبير في جميع الاتجاهات. فدرجة الميول بين نقطتين هي النسبة بين البعد الرأسي والبعد الأفقي بين هاتين النقطتين، أي البعد الصادي (ص) مقسوما على البعد السيني (س). ويمكن التعبير عن الميل بنسبة مئوية، وتحسب النسبة المئوية للميل كما يأتي:
الفارق الكنتوري بين نقطتين
الميل النسبي = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ × 100
                         المسافة الأفقية بين النقطتين
تستعمل خطوط الكنتور في الخرائط الطبوغرافية لحساب الميل بين نقطتين وذلك بقياس المسافة الأفقية وحساب المسافة الرأسية. يتم ذلك برسم خط مستقيم على الخريطة يصل بين النقطتين ويقاس طوله، وهو المسافة بين النقطتين على الخريطة ثم يحسب طوله الحقيقي بمعرفة مقياس الخريطة، وتحسب المسافة الرأسية بين النقطتين بحساب عدد خطوط الكنتور وضربه في قيمة الفاصل الكنتوري، ويحسب الميل من هاتين القيمتين.
(3) مقياس الخريطة الطبوغرافية
ترســم الخــرائط الطبوغرافية بمقاييس مختلفة ولكن كبيرة نســـبيا، تتراوح عــادة من 1000:1 حتى 250000:1. ويعتمد اختيـار المقياس على أهمية الخريطة وأهميــة المنطقة المخرطة ودرجة ازدحامها. وتختار كل بلد بعض المقاييس المعروفة لإنتاج الخرائط الطبوغرافية الأساسيـة (الخرائط القاعدية)، وهي تتراوح بين 10000:1 و 100000:1. إلا أن الكثير من الدول تقيم خرائطها الأساسية بمقياسين أو أكثر حيث يخصص المقياس 50000:1 والمقياس 25000:1 للمناطق المزدحمة.
تغطي الخرائط الطبوغرافية الأساسية ذات المقياس 25000:1 في العادة منطقة محصورة داخل مستطيل طوله 15 دقيقة وعرضه 7.5، دقيقة أو داخل مربع ضلعه 7.5 دقيقة، وتغطي الخرائط الطبوغرافية الليبية ذات المقياس 50000:1 مربعا ضلعه 15 دقيقة. وفي الحقيقة وبشكل عام فإن اللوحة ليـست مربعا تاما بل هو شبه منحرف قاعدته الكبرى إلى أسفل بالنسبة لخرائط نصف الأرض الشمالي وإلى أعلى في المناطق التي تقع جنوب دائــرة الاســـتواء. وتزيد أو تقل إحدى قاعدتي شبه المنحرف عن القاعدة الأخرى بشكل أكبر كلما ابتعدنا عن دائرة الاستواء شـــمالا أو جنوبا، فالولايات المتحدة الأمريكية تستعمل المقياس 1:24,000 في خرائطها الأساسـية ، حيث تمثل البوصة الواحدة على الخريطة مسافة 2000 قدم على الأرض. واللوحة الواحدة من هذه الخريطة تغطي مســاحة 7.5 × 7.5 دقيقة. ولكن نظرا لأن الهواجر (خطوط الطول) على ســـطح الأرض تلتقي جميعا في القطب الشمالي فإن المســـافة التي تمثلها 7.5 دقيقة تتناقص كلما اتجهنا شـــمالا، ففي الوقت الذي تغطي فيه لوحة 1:24,000 مساحة 75 ميلا مربعًا في جنوب الولايات المتحدة نجد أنها تغطي 50 ميلا مربعًا فقط في الحدود الكندية.
تصنف الخــــرائط الطبوغرافيــة حسب مقاييسها إلى أربعة أقسام كما يلي:
- خرائط ذات المقاييس الكبيرة، من 1000:1 حتى 10,000:1.
- خرائــــط ذات المقاييس المتوسـطة، من 10,000:1 حتى 100000:1.
- خرائط ذات المقاييس الصغيرة، وهي أصغر من100,000:1.
- خرائط استطلاعية، وهي عادة بمقاييس أصغر من 40,0000:1.
أما الخرائط الطبوغرافية الخاصة بالمدن والقــرى والتجمعـات السكانية، والتي تعرف كذلك بالمخططات فترســـــم عـــادة بمقــاييس تــتراوح بين 1000:1 وحتى 5000:1 ، وقــد ترسم في بعض الأحيان بمقياس 500:1 . وتعتبر خرائط المدن هذه ذات المقاييس الكبيرة، في كثير من الأحيان، الخرائط الأساسية لتحديد الملكيات، وتقسيم الأراضي وتخطيـط المدن والقـرى والتخطيط للمشاريع الهندسية والزراعية، وتســمى كذلك الخرائط التفصيلية أو الخرائط العقاريـة. ويعتمـد اختيار المقياس بالنسبة لهذه الخرائط على عدة عوامل منها كثافة التفاصيل، ودرجة الدقة المطلوبة والوقت اللازم للإنتاج، والتكاليف ومساحة المنطقة المخرطة.
(4) تعميم الخرائط الطبوغرافية
يعتبر التعميم الخرائطي (Cartographic Generalization) من الأعمال الهامة في إعداد الخرائط بصورة عامة وفي إعداد الخريطــة الطبوغرافية بشكل خاص. فهو عمل لابد من إجرائه عند اشتقاق خريطة ذات مقياس صغير من خريطة ذات مقياس أكبر، أو عند نقل معلومات من ســطح الأرض أو جزء منه إلى الخريطة. فالتصغير بالوسائل التصويرية لا يصلح في هذه الحالات، فهو يؤدي إلى تصغير الكتابة والرموز والمصطلحات، كـما يؤدي إلى ازدحام التفاصيل، ويجعل قراءة الخريطة أمرا صعبا. لذلك يتم اللجوء إلى الاختصار، والحذف، والتبسيط، والمبالغة، والإزاحة من أجل تسهيل قراءة الخريطة، وكلما صغر المقياس زادت درجــة التعميم لحل مشــكل ازدحــام المعلومـــات والتفاصــيل في المنطقـــة المخرطة، هذا المشكل الذي يؤدي في معظم الأحيان إلى استحالة وضع كافة المعلومات والتفاصيل على الخريطة لكثرتها وصغر المساحة المتاحة على الخريطة. أي أنه يستحيل نقل جميع المعلومـــات في الطبيعـــة بصـدق تام إلى الخريطـــة، فيتم التقلــيل من المعلومات وإلغـــاء البعض منهــــا الذي ليس بدرجــــة كــبيرة من الأهميـة مقارنـة بالبعض الآخر، والتركــيز على إبراز المعلومـــات التي يعتبر إبرازها أمر ضروري. فيقوم الخرائطي بتغيير أشكال بعض المعالم وتبسيط أشكال معالم أخرى وإزاحة بعض المعالم من مواقعها الحقيقية لتصبح الخريطة بعد إجراء هذه التعديلات مختلفة عن الحقيقة ولكن يجب أن تفي بالغرض الذي أعدت من أجله دون أن تتأثر بشكل جوهري بهذه التعديلات. فدقة الخريطة ومدى مطابقتها للواقع يعتمد إلى حد كبير على درجة التعميم. وهناك بعض العناصر التي تساعد معرفتها ودراستها والاهتمام بها على الوصول إلى نتائج أفضل أثناء إجراءات أعمال التعميم ، ومنها: أصل المعلومات وكمية المعلومات وأهمية المعلومات ونوع المعلومات ودقة الخريطة وتوازن الخريطة.
تعميم خطوط الكنتور
نظرا لما لخطوط الكنتور من أهمية في استنتاج معلومات كثيرة عن سطح الأرضفإنه يجب تعميمها بكل دقة وعناية. وهنـــاك علاقـــة كـبيرة بين خطـــوط الكنتور وشــــبكات الصرف السـطحي، فخطوط الكــــنتور تتلاقى مع مجاري المياه على شكل حرف ( V )، وأيـــة إزاحـــة في موقــــع خط الكـــنتور أو موقـع المجـــرى المــائي نتيجـــة للتعميــم يؤثـر في هــذه العلاقــة. وهنــاك عـــدة نظريات وطرق لتعميم خطوط الكنتور.وباســـتعمال الحاســــوب في إعداد الخـــرائطأعدت دراسات كثيرة في هذا الموضوع. فقــد اهتـم الكــثير من الخرائطيين وعلمــاء الخـــرائط منـذ بداية ســـبعينات القرن الماضي بالتعميم في التخــــريط الحاســـوبي، وكـتب الكــثيرون عن تعمـيم خطــوط الكنتور، وتعميم النماذج الرقمية للمناســيب ( DEM) حاســـوبيا. كما وضعت النظريات واســتنتجت المعـــادلات الرياضيـة والإحصائيـة ضمن مجال علم المورفولوجيا الرياضية (Mathematical Morphology) التي تعتمد على علم الإحصاء الأرضي (Geo-statistics). وتوظف البرمجيات الحاسوبية في معالجة المرئيات الرقمية (Digital Image Processing) وفي التعــامل مع الخـــرائط الرقميــــة منــذ بدايـــة ثمانينات القرن الماضي. ولكن الموضوع يحتاج إلى المزيد من الدراســـــة لأن هناك مشـــاكل لم يتم حلها بشــكل جيد حتى الآن. فكثير من برمجيات معالجة النماذج الرقميــــة للأســــطح تقوم بتنعيم خطوط الكنتور بدلا من تعميمها، وهذا ليس تعميمـا. فالتنعيم (Smoothing) بالنســــبة لخطـوط الكـنتور هـو تمـرير مصـفوفات النمـاذج الرقميـة للأســطح من خــــلال مصفيـــات رياضيــة (Mathematical Filter) فتقــوم هـــذه المصفيات بصقلهــا وتنعيمهـــا لتصـــبح منحنيات ســـهلة وبســيطة ومريحــــــة لأعين الناظرين إلى الخريطة. ويطلق الخرائطيون على هذه العمليـة "التنعيم الحاسـوبي" أو "التنعيم باستعمال المصفيات".
(5) ترتيب الخرائط الطبوغرافية
تعد الخرائط الطبوغرافية لتغطية مساحات كبيرة وبالتالي فهي تتكون من لوحات كثيرة يصل عددها إلى المئــات، وكلما اتســـعت المنطقــة المخرطة أوكبر مقيس الخريطة زاد عدد اللوحات التي تغطيها. فالأراضي الليبية على سبيل المثال تحتاج إلى 40 لوحة لتغطيتها بخرائط ذات مقياس 1 : ½ مليون، وإلى حوالي 160 لوحة لتغطيتها بخرائط ذات مقياس 250000:1، وإلى أكثر من 650 لوحة لتغطيتها بخرائط مقياس 100000:1. ولتسهيل حفظ هذه الخرائط، والرجوع إليها، والتعامل مع أعدادها الكبيرة، يتم ترتيب اللوحات وإعطاء كل منها رقما معينا.
ويعتبر ترتيب اللوحات الطبوغرافية وترقيمها عنصــرًا هاما في استعمال الخريطة الطبوغرافية، فبالإضافة إلى إعطاء اللوحة رقما مميزا يُمْـكـن بواســـطته الإشـــارة إليها وإخراجها من بين مجموعة اللوحات الأخرى فإن هذا الترتيب يمَـكّـن من:
- معرفة أرقام اللوحات التي تغطي المنطقة بمقاييس أخرى.
- معرفة أرقام اللوحات المجاورة.
- معرفة موقع المنطقة التي تغطيها اللوحة.
وهناك عدة طرق لترتيب اللوحات الطبوغرافية وتعتمد هذه الطرق على مقياس الخريطة وتتفق جميعها في تقسيم سطح الأرض إلى مربعات صغيرة بحيث يمثل كل مربع أو مجموعة مربعات منها خريطة معينة بمقياس معين، ويتغير عدد المربعات بتغير المقياس. فإذا كان المربع الواحد يمثل خريطة ما بمقياس رسم كبير فإن الخريطة ذات المقياس الأصغر تتكون من مجموعة من هذه المربعات. فعلى سبيل المثال إذا شملت خريطة بمقياس 25000:1 مربعا واحدا فإن خريطة المقياس 50000:1 تحتاج إلى أربعة مربعات وتحتاج خريطة المقياس 100000:1 إلى 16 مربعا لتغطية نفس الحجم من الخريطة.
(6) التخطيط للتخريط الطبوغرافي
يعتبر التخطيط مرحلة هامــة من مراحل أي مشــروع تخريط، ففيه يتم اختيار الســبل الأفضـل والطرق الأحسن للوصول إلى الغايــة، وإنتاج الخــرائط التي تؤدي الغــرض بدون مبالغة في التكلفة. وتمر عملية التخريط الطبوغرافي في شكلها التقليدي بمجموعة من المراحل هي: الدراسة، والتصوير الجوي أو اقتناء مرئيات فضائية، والأعمال الميدانية ، والإسقاط والتثليث الجوي أو الفضائي، والإنتاج.
(7) تحديث الخريطة الطبوغرافية
نظرا لأن كل شئ على سطح الأرض يتغير باستمرار، فإنه لا توجد خريطة طبوغرافية يمكن اســتعمالها لفتـرة طويلـة، بل تحتـاج جميع الخرائط الطبوغرافية إلى تحديث (Updating) بصورة مستمرة وإلا فإن المعلومات التي بها تصبح غير واقعية وبالتالي تقلل من قيمة الخريطة. وقد يصل عمر الخريطة في المناطق النائية إلى أكثر من خمسين عاما، وإلى ما يزيد عن مائة عام في الأماكن غير المأهولة. ولكن عمرها أقل من هذا بكثير في المناطق التي بها تغيرات طبيعية نشطة مثل ضفاف الأنهار والمناطق المعرضة للتصحر وثوران البراكين، وفي المناطق التي بها تغيرات حضرية التي يغير فيها الإنسان ملامح الطبيعة سواء بالحفر أو البناء أو بالتصحير. ففي مثل هذه الحالات تحتاج الخريطة الطبوغرافية إلى تحديث بعد سنوات قليلة من إعدادها .
وإذا كانت التغيرات في المنطقة التي تغطيها الخريطة بسيطة ولا تحتاج إلى تعديل كبير فإن عملية التحديث تتم على نفس الخريطة بلون مميز غير مستعمل في لوحات الخريطة، كاللون البنفسجي مثلا. أما إذا كانت التعديلات جوهرية وجذرية فإنه قد يكون من الأفضل إعادة تخريط المنطقة وإعداد خريطة طبوغرافية جديدة لها. ويتم التحديث باستعمال صور جوية أو مرئيات فضائية حديثة للمنطقة. وفي حالة إعادة رسم الخريطة من جديد عند تحديثها، ونظرا لأن التغيرات تكون عادة من النوع ذي الطابع الأفقي، أي أنها تغييرات تحدث في البعدين الأفقيين مثل: الطرق والمباني والتغيرات الحضرية الأخرى، ولا تحدث بشكل كبير في البعد الثالث المتمثل في خطوط الكنتور،فإنه يمكن استغلال مرئيات فضائية من النوع الذي لا يعطي تجسيما تداخليا وذلك لتحديث المعالم الأفقية، ثم استخراج معلومــــات البعـــد الثــالث مــن خطــوط الكنتور المتوفرة ووضعها على الخريطة.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/