الأغنية الدائرية - نوال السعداوي
«ولَكِن لَا بُدَّ لِي أَنْ أُنهِيَ القِصَّة؛ فَكُلُّ شَيءٍ لَهُ نِهَاية، لَكِنَّ نُقطَةَ النِّهَايةِ فِي هَذهِ القِصَّةِ لَا أَستَطِيعُ تَحدِيدَها.»
فِي مُجتَمَعِنا الشَّرقِيِّ قَد يُعاقَبُ المَجنِيُّ عَلَيه لأَنَّهُ سَمَحَ لِلجَاني أَنْ يُوقِعَ جِنَايتَهُ عَلَيه، فَإنْ كَانَ الجانِي ذَكَرًا وَالمَجنِيُّ عَلَيه أُنثَى، فَلَا حَرَجَ أَنْ تُسلَبَ حَياتَها عِقابًا لَهَا عَلَى اغتِصَابِ شَرَفِها. فعَلى الرَّغمِ مِن أَنَّهُما تَوأَمَانِ تَشَارَكَا مَعًا فِي أَحشَاءِ أُمٍّ وَاحِدَة، وَجَمَعَهُما الشَّبَهُ الكَبِيرُ بَينَهُما، فَإِنَّ المُجتمَعَ الذِي عَاشَا فِيهِ لَا يَعتَرِفُ بِكُلِّ هَذهِ الصِّفَاتِ المُشتَرَكةِ بَينَهُما، وَيَضَعُ الحَواجِزَ بَينَهُما؛ فَهَذا ذَكَرٌ وهَذهِ أُنثَى، هَذا يَكتُبُ التَّارِيخَ وَبِاسمِهِ تُكتَبُ الأَحدَاثُ والبُطُولات، وهَذهِ امرَأَةٌ خُلِقَتْ لِتَلبِيةِ احتِيَاجاتِهِ الجِنسِيَّةِ والجَسدِيَّة. فِي «الأُغنِيةِ الدَّائِريةِ» تَعزِفُ نوال السعداوي عَلَى وَتَرِ النِّظامِ الذُّكُوريِّ الذِي سَيطَرَ عَلى كُلِّ شَيءٍ وَلَمْ يَترُكْ لِلمَرأَةِ سِوَى مَكَانةٍ ثَانَويةٍ عَلى هَامِشِ نِظَامِه.
0 تعليقات
شكرا لتعليقك .. سيتم الرد عليكم في اقرب وقت ممكن .
كوكب المنى