وصف الإسكندرية بين الماضي وتوثيق التراث : بالصور
تُعد مدينة الإسكندرية المصرية مدينة السحر والجمال، وهي أكبر مدينة على البحر المتوسط، وسادس أكبر مدينة في العالم العربي، وتاسع أكبر مدن إفريقيا، وثاني أكبر مدينة في مصر، أسسها الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد، كميناء ومدينة ساحلية تقع على البحر الأبيض المتوسط في شمال مصر، ثم بدأ مهمة تحويلها إلى عاصمة عظيمة؛ لتنمو فيما بعد من مدينة ميناء صغيرة لتصبح المدينة الأعظم والأكثر ازدهارًا في مصر والعالم القديم.
نمت الإسكندرية لتصبح مركزًا مهمًا للحضارة، وكانت في وقت من الأوقات أكبر مدينة في العالم القديم، قبل أن تتغلب عليها روما في النهاية، فقد اشتهرت بمنارة الإسكندرية، والتي تعد واحدةً من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، ومكتبة الإسكندرية القديمة الأكبر في العالم القديم.
لكن بمرور الزمن تبدلت الأحوال، تفاقمت أزمة اندثار التراث المعماري بعد فوضى هدم المبانى التراثية بالإسكندرية، فمن 1135 مبنى تراثيًا يضمها مجلد الثراث الحضارى الخاص بها، هُدِم ما يزيد عن 100 مبنى تراثي فى غفلة من القانون بموجب أحكام قضائية، مع عدم حصر باقي المبانى التراثية غير مسجلة.
ولعل ما قدمه “أسامة أنور عكاشة” ضمن رائعته الدرامية “الراية البيضا” في أواخر ثمانينات القرن المنصرم، تجسيد على مدار 16 حلقة لما يعانيه التراث المعماري الخاص بالمدينة، استنادًا إلى قصة حقيقية حدثت وما زالت تحدث، الصراع المحموم بين القبح والجمال، ويتنبأ بتغيير ملامح التراث المعماري لمدينة الإسكندرية العريقة، ويدق ناقوس الخطر مع بدء موجة التعدي بالهدم على المباني الأثرية بها من فيلات وقصور.
توثيق التراث المعماري خوفًا من اندثاره
وبعدها بعدة عقود، وتحديدًا فى عام 2013، دشن المهندس المعمارى والفنان والباحث المستقل المقيم في الإسكندرية “م. محمد جوهر” مشروعه الهام والحيوي تحت عنوان: “Description of Alexandria – وصف إسكندرية“، الذى يعد دراسة وثائقية ثقافية وفنية تسعى إلى توثيق بقايا التراث المعماري للمدينة في الماضي والحاضر، والذكريات الثقافية المرتبطة بالمباني المختلفة، من قبل فريق من المخططين والموثقين المتطوعين، وذلك بعد ما تعرضت له تلك المباني، بفضل التدمير المستمر والبناء غير المخطط أصبحت المدينة غير مرئية تحت طبقات من الغبار والتشوه الجمالي والفوضى الحضرية.
وصف إسكندرية
وهو مشروع توثيق ومسح ومكتبة مصورة للحفاظ على الهندسة المعمارية وثقافة المدينة، يعتمد على الرسومات وتسجيل العناصر الحضرية والمعمارية الخاصة بمدينة الإسكندرية في شكلين؛ مجلد كتابي ومجلة دورية الإصدار، بالإضافة إلى العديد من الخرائط والمقالات المتعلقة بالتراث، كما ينطوي على إشراك الجمهور والتقاط القصص والحكايات المرتبطة بالتراث المبني.
وذلك في محاولة لزيادة الوعي بالتهديدات التي تطرحها التنمية الحضرية السريعة وغير المخطط لها، خاصة في سياق أفعال المطورين العقاريين الجائعين للربح؛ لذا يسعى المشروع إلى تعزيز مشاركة المجتمع في الحفاظ على تراثهم من خلال الوعي طويل الأجل.
ويقول المهندس المعمارى “محمد جوهر” عن عمل مشروعه وصف إسكندرية: “أعتقد أنه من دوري كفنان ومهندس معماري أن أخبر الإسكندريين عن مدينتنا غير المرئية، لإظهار أجزائها المخفية والمهملة… أحاول باستخدام الرسوم التوضيحية والمقالات الجديدة التقاط وتفسير وتوثيق مشاهد تفصيلية غنية للحياة اليومية في المدينة، لأتمكن من تقديم وصف حقيقي ودقيق للإسكندرية، وتوفير ثروة من المعلومات حول هوية الثقافة البصرية في الإسكندرية خلال فترة التغيير العميق والتحول السريع”.
مجموعة لوحات من مشروع “وصف إسكندرية”
وفي النهاية، نتطلع أن لا ينحصر مشروع “وصف إسكندرية” في نوستالجيا الماضي، والتحسر على ما فات من تاريخ ومعمار وثقافة في مدينة الإسكندرية، أو مجرد توثيق التراث المعماري خوفًا من اندثاره، وأن يتحول المشروع لصرخة مدوية ضد القبح المعماري وهدم التراث الثقافي، يجتمع عليها جميع المعنيين بأمر المدينة، علنّا ننقذ ما تبقى من مدينة السحر والجمال....
كوكب الجغرافيا
ثقف نفسك
0 تعليقات
شكرا لتعليقك .. سيتم الرد عليكم في اقرب وقت ممكن .
كوكب المنى