رؤية مستقبلية لتعزيز استخدام تقانات حصاد المياه في السليمانية باستخدام GIS&RS - أ.م.د. رجاء الجبوري

كوكب الجغرافيا أكتوبر 10, 2019 أكتوبر 10, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A
رؤية مستقبلية لتعزيز استخدام تقانات حصاد المياه

في السليمانية باستخدام GIS&RS


أ.م.د. رجاء الجبوري




صحيفة المثقف - قضايا - 10 / 6 / 2016م

  يعد تعزيز استخدام التقانات الحديثة كالاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية من بين التقانات الحديثة التي أفرزتها ثورة المعلومات وعلوم الفضاء، حيث وظفت بكفاءة عالية لميزاتها المتعددة وبخاصة في دراسة حصاد المياه، الأمر الذي يستدعى الاستمرار والمراقبة والتقويم لتسهيل عملية الإدارة والمحافظة على هذه المياه. ولعل المعطيات الفضائية من بين أفضل الوسائل التي استخدمت لتحقيق ذلك الهدف، لما تتميز به من دقة شمولية وتعددية طيفية تكرارية زمنية ومكانية.

   ويعتبر الاستشعار عن بعد هو علم في استخدام أجهزة تحسس للاشعاعات الكهرومغناطسية لتحديد ودراسة مواقع السدود .فضلا عن التوصل إلى نموذج رياضي لإدارة المياه المحصود نشر الوعي المائي والبيئي بين قطاعات المجتع عموماً فإن لمحدودية الحملات الإرشادية في مجال استخدام المياه بالوطن العربي أثر سلبي ساهم في هدر كميات كبيرة من المياه مما يشير إلى أهمية تكثيف الجهود تجاه الحملات الإرشادية في هذا المجال وبما يتناسب مع محدودية الموارد المائية وأهمية ترشيد استخدامها.

   وقد ورد في كثير من دراسات المنظمة العربية للتنمية الزراعية المتعلقة بترشيد ورفع كفاءة استخدام الموارد المائية في ما يمارس حالياً في مجال الإرشاد أو التوعية المائية، يمثل في أحسن الظروف الحدود الدنيا لهذا النوع من الإرشاد أو التوجيه. ويستوجب ذلك تعزيز المشاركة الشعبية والتوعية المائية في مجال المياه إلى وظائف الإرشاد التقليدية التي لا يزال دورها وأنشطتها قاصراً على مجال المدخلات الزراعية. والتأكيد في هذا الصدد على أن التوعية المائية تتطلب تنظيماً متطوراً يسمح بنقل المعرفة في مجال تقانات حصاد المياه وتنظيم استخدامها بكفاءة الأطياف Images الخاصة بالبيئة والتي يمكن تفسيرها وتحليلها لإنتاج معلومات والوصول إلى نتائج مفيدة .

  أما نظام المعلومات الجغرافية GISهو نظام معلومات يعتمد على استخدام الحاسبات في تخزين وتحليل وعرض المعلومات، وفي إنتاج المخططات والخرائط ذات البيانات المكانية أو الجغرافية بالشكل والمقياس المناسبين، إذ يرتبط المعلم المكاني أو الجغرافي (الهدف المدروس) بالمعلومة الوصفية التي تمتاز بها. ويتم تطبيق منهجية نظام المعلومات الجغرافية من خلال تقاطع مجموعة من الشرائح أو الخرائط بمساعدة الحاسب الآلي والبرامج المتخصصة التي تستفيد من قاعدة البيانات ذات الصيغة الرقمية والمخزنة في ذاكرة الحاسب الآلي المستعمل لهذه الغاية.

   يمتاز نظام المعلومات الجغرافية بإجاباته على الاستفهامات والتساؤلات والاستعلامات التي تحمل في مضمونها طبيعة الاستفسار ولما كانت هذه الميزة وطبيعة هذه الأسئلة تهم الاختصاصات المتنوعة والمتعددة، فإن تطبيقات هذا النظام أيضاً متعددة ومختلفة. ومن الميزات الهامة الأخرى التي يمتاز بها هذا النظام قدرته وقوته في عمليات النمذجة، التي تعتبر من الغايات والأهداف الأساسية من استخدام النظام.

  وانطلاقاً مما سبق فإنه يمكن اعتبار أن تقنية الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية أحد الأدوات والتقنيات التحليلية القوية والفعالة بالنسبة لمتخذي القرار والمخططين لاستخدام طرق حصاد المياه، حيث تستعمل هذه التقنية الحديثة (الاستشعار عن بعد ونظام المعلومات الجغرافية) لإنتاج واشتقاق مجموعة معطيات إضافية . فمثلاً هي تستخدم خرائط درجات الانحدارات الأراضية والتضاريس وأنواع الترب بجانب خرائط المناخ (تساقط مطري، رطوبة، حرارة وغيرها) في إنتاج واشتقاق خريطة ملائمة عن الأراضي لأنواع متعددة من الاستعمالات وبضمنها تقنية حصاد مياه.

وفي هذا الإطار فإن تطبيقات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في استخدام تقانات حصاد المياه يمكن أن تغطي تحديد طبوغرافية الااضي وانحداراتها الأرضي للمنطقة. أذ يتمثل حصاد المياه بالمحافظة على المياه باعتبارها شريان الحياة. ويتم ذلك من خلال تجميع مياه الأمطار الساقطة فضلاً عن مياه الثلوج الذائبة من خلال عمل المصدات الحجرية أو السدود الحجرية المبينة بالحجر والإسمنت في مجاري الأودية الجبلية في الأوديه وكذلك من المناطق الحوضية لغرض تجميع أكبر قدر ممكن من المياه ولتقليل سرعة السيول الجارفة والمياه المنحدرة ويسهم هذا في ترشيح وتسرب المياه إلى داخل التربة مما يؤدي إلى زيادة مخزون المياه الجوفية فضلاً عن زيادة رطوبة التربة، وهذا ما تتكون منه أغلب منحدرات منطقة الدراسة، يؤدي هذا إلى زيادة كمية تصريف مياه الينابيع والعيون المتدفقة على أقدام المنحدرات وجوانب الأودية، خاصة إذا كانت طبيعة صخور سفوح المنحدرات دولماتية.

  كما يمكن الإستفادة من هذه السدود لغرض ايجاد مساقط مائية يمكن الإستفادة منها لتوليد الطاقة الكهربائية إذ أن اغلب منحدرات منطقة الدراسة شديد جداً وخاصة في الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية لمنطقة الدراسة وتوضح الخارطة (1) أهم السدود الصغيرة (حصاد المياه) في منطقة الدراسة. كذلك يمكن الإفادة من ضخ المياه في الأحواض المتكونة خلف السدود المقترحة من مياه الزاب الاأسفل وسيروان بواسطة الأنابيب لن يتجاوز طوله نحو 155 كم طولاً  ويمكن تحويل النهر الذي يجري فيه المياه بشكل دائمي لتخفيف الفائدة القصوى منها وذلك بإقامة سدود ترابية كثيرة على منسوب ضفتي مجرى النهر في كل مسافة (300- 500) م وبذلك ستنشأ أحواض متعددة يتم من خلالها تصريف مياه كل حوض إلى الحوض الذي يليه من خلال مجاري منطقة تقع فوق جدار السد لغرض تصريف الفائض من المياه.


الاستنتاجات والتوصيات:-

- إن الاعتماد على التقنيات الحديثة يعطي معطيات دقيقة وشمولية في دراسة وتعزيز الرؤية المستقبلية لحصاد المياه.

- هناك العديد من المواقع والتي يمكن استخدامها كسدود لحصاد المياه في المحافظة

- لذ نوصي باستخدام تقنيتي GIS&RS في تعزيز الرؤيا المستقبلية في المنطقة وبقية مناطق التي يمكن استثمارها.




...................

المصادر:

1. بكر، سناء عبد الباقي، مصادر الثروة الطبيعية في حوض دوكان وسبل صيانتها، رسالة ماجستير، كلية الأداب، جامعة صلاح الدين ـ أربيل 2003.

2. حمه، غريب عطا، جيومورفولوجية منطقة بيره مكرون في الجمهوريه العراقيه، رسالة ماجستير (غير منشوره)، كلية الاداب، جامعة لاسكندريه، 1983.

3. سعيد، حسين علي، هيدرولوجيا حوض نهر دجله في العراق، اطروحة دكتوراه (غير منشوره) كلية الاداب جامعة بغدرد، 1986.

4.سليمان، عبد الله اسماعيل، التحليل الجغرافي لخصائص الامطار في اقليم كوردستان العراق رسالة ماجستير (غير منشوره)، كلية الاداب، جامعة صلاح الدين، اربيل، 1994.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/