وﻓﻴﺎت اﻷﻃﻔﺎل ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ في ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ دﻳﺎلي _ دراسة ميدانية

وﻓﻴﺎت اﻷﻃﻔﺎل ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ في ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ دﻳﺎلي

دراسة ميدانية

م.م. حسن محمد حسن

جامعة ديالى - كلية التربية 

مجلة الفتح - العدد السادس و العشرون - 2006 - ص ص 52 - 69:

المبحث الأول :- أهمية البحث والحاجة إليه

   انطلاقاً من مفهوم ( Darby) للجغرافية بأنها علم من حيث معطياتها التي تخضع للاختبار والقياس وفن من حيث تمثيلها الذي يخضع للفرز والتصنيف والاختبار وما بين هذا المفهوم ومفهوم ( Stamp) للجغرافية بأنها علم وفن وفلسفة في وقت واحد، فهي علم بمحتوى مادتها العلمية وفن في معالجتها التي لم تتردد في الإفادة من نظريات علمية ثبتت صحتها وأساليب رياضية شاع استخدامها وفلسفة بنظرتها، يستطيع الجغرافي من خلالها أن يعتمد عليها ويثق بنتائجها، فهو يبدأ بتحديد موقع الظاهرة وموضعها ويتحرى الخصائص التي تساعده على حلها ويسعى إلى تصنيفها بطريقة تمكنه من تحليلها وتفسيرها (١)٠ 

  وعلى هذا الأساس جاء البحث الذي بين أيدينا ليتحرى أسباب ظاهرة جغرافية مهمة لم تتصدى لها البحوث والدراسات الجغرافية منها والاقتصادية والاجتماعية والطبية على حد علم الباحث والذي تأكد من خلال التفتيش بين ثنايا مكتبة الانترنيت محلياً وعربياً وعالمياً عدا وجود شذرات هنا وهناك تؤكد تشجيع الولايات المتحدة الامريكيه للباحثين في الآونة الأخيرة للخوض في غمار هذه الظاهرة الخطرة التي تؤدي إلى هدر في وقت وجهد وثروة البلدان في وفيات الأجنة انطلاقاً من إن المرأة ثروة حقيقية للمجتمع وهي التي تعطي الديمومة للعنصر البشري من خلال عملية الإنجاب وان دراسة هذه الظاهرة والوقوف على تحليل أسبابها المختلفة ووضع المعالجات التي تحول دون حدوثها تعد بحد ذاتها انتصارا للمعرفة الجغرافية٠

  ولمعرفة ماهية هذه المشكلة لابد من التصدي بشكل مختصر لمفهوم الوفاة وصولا إلى وفيات الأجنة لتسهل علينا فهم أسباب هذه الظاهرة ووضع المعالجات والحلول المناسبة لها٠ 

  الوفاة (تعني الانتهاء التام لجميع مظاهر الحياة في أي وقت بعد حدوث الولادة الحية أي توقف الوظائف الحيوية بعد الولادة دون القدرة على الحياة بعد الإغماء وعليه فالوفاة هنا لا تشمل وفاة الأجنة (Death Fetal)(٢)٠

  أي إن الوفاة تخص الولادات الحية ولكن استخدم مفهوم وفيات الأجنة في عدد من المصادر اللغوية منها والعلمية فمنها ما يطلق لفظ الوفيات الجنينية على موت نتاج الحمل قبل أن ينفصل عن أمه وأخرى تصطلح على وفيات الأجنة بالإسقاط أو الوفيات الرحمية (٣)، والأجنة من وأجن الشيء صدره أكنه وأجنت المرأة ولدا والجنين تعني الولد مادام في البطن وجمعه أجنه(٤)٠

  وبالرغم من أهمية هذا الموضوع في حياة المجتمعات البشرية مع توفر عدد من المقاييس التي تعد أداة الجغرافية للتوصل إلى الحقيقة العلمية كمقياس معدل الوفيات الجنينية ونسبة الوفيات الجنينية ألا أنها لم تشغل بال الباحثين والمختصين في هذا المجال كما ذكرنا الأمر الذي دفع الباحث للولوج في غمار بحثها عسى أن يكون هذا البحث دافعاً لباحثين آخرين للبحث فيها بشكل أعمق أدق ومحقق للأهداف من دراستها.

مشكلة البحث

  إن البحث في تحليل أسباب وفيات الأجنة يعد أمرا في غاية الأهمية لعلاقتها المباشرة في التنمية البشرية وتطورها وانطلاقا من هذه الأهمية اختارها الباحث مشكلة لبحثه الذي تم صياغته بالسوأل الآتي (ما العوامل التي تؤثر في وفيات الأجنة في محافظة ديالى ؟ وهل هناك تباين واضح في طبيعة تأثير تلك العوامل في حجم هذه الظاهرة في منطقة الدراسة٠

فرضيات البحث 

  صاغ الباحث فرضيات بحثه بالإجابة الآتية :- 

١- إن للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية والصحية اثر في وفيات الأجنة في منطقة الدراسة٠ 

٢- هناك تباين واضح في طبيعة تأثير كل عامل من هذه العوامل على وفيات الأجنة٠

٣- إن العوامل المذكورة لا تؤثر ولا تتباين في تأثيراتها على وفيات الأجنة في محافظة ديالى٠ 

أهداف البحث :- 

   يهدف البحث الحالي إلى تحليل أسباب وفيات الأجنة في محافظة ديالى في ضوء جملة من المعايير الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية والثقافية من جهة وبيان مدى تباين تأثير وفاعلية كل معيار من المعايير في هذه الظاهرة المهمة من جهة أخرى٠

حدود البحث:- 

   يقتصر البحث الحالي على دراسة تحليل أسباب وفيات الأجنة في حدود محافظة ديالى لشهري تموز وآب من عام ٢٠٠٥ لأمهات قادرات على الإنجاب في سن (١٥ - ٤٩) سنة.

التوصيات والمقترحات 

في ضوء نتائج البحث يوصي الباحث بالآتي: 

١- ضرورة الاهتمام بتحسين المستوى الاقتصادي للأسرة من خلال توفير العمل المناسب للزوج والزوجة وأثر ذلك في توفير دخل مناسب للأسرة يمكنهم من إيجاد سكن ملائم ومناسب تتوفر فيه بعض المتطلبات الأساسية للأسرة٠

٢- ضرورة الاهتمام بالجانب النفسي للأسرة من خلال معالجة بعض الفقرات الخاصة بالأمراض النفسية المزمنة والموروثة وآثارها الصحية والنفسية على الأم الحامل وبالتالي إذا ما حدثت عملية الإجهاض بحيث لا تؤثر هذه الحالة على صورة الزوجة الجسمية٠ 

٣- ضرورة الاهتمام بالجانب الثقافي من خلال وضع برامج تربوية وثقافية خاصة بالأم الحامل غير وسائل الإعلام التلفزيون والراديو والمسرح والأندية المختلفة فضلاً عن عقد ندوات ثقافية تحضرها الأمهات الحوامل وتدار هذه الندوات من قبل اختصاصين في هذ١ الجانب والاطلاع على تجارب الأمم الأخرى٠ 

٤- ضرورة الاهتمام بالجانب الصحي للأم الحامل والعائلة من خلال توجيههم إلى عدم التقرب من المواقع التي تعرضت لضربات الكتلة الملوثة وعدم استخدام الأشياء التي تعرضت لمثل هذه المواد ، فضلاً عن توجيه الأمهات الحوامل بضرورة عدم استخدام العقاقير الطبية دون استشارة الأخصائيين وعدم تعرضهن إلى الأعمال المجهدة التي تؤثر سلباً على الحمل ومن ثم تؤدي إلى الإجهاض هذا مع وضرورة الإفادة من تجارب الأمم الأخرى من خلال إيجاد مؤسسات تقوم بالفحص الدوري للأم بدءاً من الأيام الأولى للحمل حتى الولادة كما في الدول الغربية الغاية منها هو عدم هدر الوقت والجهد والكلفة الاقتصادية لأن المرأة الحامل لابد من راعيتها والاهتمام بها وعدم هدر إمكانيتها الخلاقة٠ 

المقترحات 

١- ضرورة إجراء المزيد من الدراسات التي تخص وفيات الأجنة على مستوى أعلى كأن تكون دراسة على مستوى القطر٠ 

٢- تفعيل وحدة الإحصاء الخاص بوفيات الأجنة داخل المؤسسات الصحية التخصصية وتوفير بطاقة إحصائية كاملة المعلومات بحيث تكون مهيأة للبحث والدراسة عند الحاجة لتقيم فاعلية هذه الظاهرة الخطرة٠

للتحميل اضغط              هنا


للقراءة والتحميل اضغط   هنا