ايجابيات التعاون بين دول حوضي نهري دجلة والفرات لاستغلال مواردهما المائية الاستغلال الأمثل

كوكب الجغرافيا سبتمبر 19, 2019 سبتمبر 19, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

ايجابيات التعاون بين دول حوضي نهري دجلة والفرات لاستغلال  مواردهما المائية الاستغلال الأمثل



إعداد

الدكتور عبد الله الدروبي

مدير إدارة الموارد المائية

المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة

  


الملتقى العلمي حول استراتيجية الأمن المائي العربي
جامعة نايف العربية للعلو م الأمنية - الرياض
19-21/12/2011



فهرس المحتويــات


رقم الصفحة

أولا : مقدمـــة ..................................................................

2
ثانياً : الوضع المائي في نهري دجلة والفرات .................................

4
2-1 نهر الفرات .......................................................
2-2 نهــر دجلــة ......................................................

6
14
ثالثا : الاستثمارات القائمة على نهري دجلة والفرات  .........................

17
رابعا : الاتفاقيات الناظمة لاستثمار مياه النهرين والتعاون الحالي .............

29
4-1 استعراض الاتفاقيات الدولية  ....................................
4-2 الاتفاقيات بين دول حوضي دجلة والفرات والتعاون القائم  .....

29
31
خامسا :ايجابيات التعاون بين دول حوضي نهري دجلة والفرات ..............

33
5-1 أهمية النهرين بالنسبة للدول المتشاطئة عليهما ..................
5-2 أهمية التعاون بين دول النهرين ..................................

33
34
سادسا : الخلاصة والمقترحات .................................................

38
سابعاً : المراجع ................................................................

40













أولا : مقدمـــة 

   لا يختلف اثنان على أن الماء هو سر الحياة وضمان استمرارها على هذه الأرض التي نحيا جميعاً من خيراتها، وليس أبلغ من دلالة على ذلك من قوله سبحانه وتعالى" وجعلنا من الماء كل شيء حي" فهذه الكلمات القليلة تلخص مصدر الحياة والتي بينت الاكتشافات العلمية وبعد ما يزيد عن 1400 عام من نزولها صحتها مما يؤكد الإعجاز العلمي الكبير للقرآن الكريم، وهذا طبعاً بالنسبة لنا كمسلمين ليس في حاجة إلى برهان . 

   ولقد أجمعت البشرية أن المياه ستكون المشكلة الرئيسة التي ستواجه العالم خلال القرن الحالي، وأنها ستشكل العائق الأساس في تحقيق التنمية المنشودة في ظل تنامي الطلب على الماء نتيجة التزايد السكاني، وبالتالي فإن المسالة المائية أصبحت هماً عالمياً مشتركاً للبشرية جمعاء مما حدا بكافة المؤتمرات الدولية إلى المطالبة ببذل الجهود المكثفة لمواجهتها من خلال تطوير العلوم والتقانات وتشجيع التعاون بين مختلف دول العالم لتبادل الخبرة والمعرفة في مختلف مجالات ذات الصلة، إضافة إلى ما صدر عن قرارات دولية حول ضرورة ضمان تأمين مياه الشرب النظيفة لجميع السكان وعلى مراحل متعددة وفقاً لما أصبح يعرف بأهداف الألفية للتنمية. 

   هذا على المستوى الدولي، أما على المستوى العربي فالأمر لا يحتاج إلى توضيح من أن المنطقة العربية تعاني أكثر من غيرها من أزمة مائية خانقة أصبحت تهدد مستقبلها نظراً لندرة الموارد المائية فيها بسبب المناخ الجاف الذي يسود في معظم أراضيها وتكرار دورات الجفاف (شكل رقم 1)، ناهيك عن الطلب المتزايد على المياه نتيجة النمو السكاني المتسارع الذي يميزها مقارنة بمناطق أخرى من العالم، حيث زاد عدد السكان من أقل من 100 مليون نسمة في بداية القرن الماضي إلى مايزيد عن 300 مليون نسمة في بداية القرن الحالي، وما ترتب على ذلك من أعباء لتأمين المياه للشرب والمتطلبات الأخرى. وتشير التقديرات إلى أن عدد سكان الوطن العربي سيقارب النصف مليار نسمة في نهاية الربع الأول من القرن الحالي، وقد نجم عن هذا التسارع في النمو السكاني انخفاض نصيب الفرد من الموارد المائية الطبيعية المتاحة من حوالي 3500 م3 /سنة للفرد في الستينات من القرن الماضي إلى حوالي 1000 م3/سنة وفي ما يزيد عن 10 دول عربية إلى مادون ذلك، علما بأن الاحتياجات الدنيا للفرد من المياه (للشرب والغذاء والاستخدامات الأخرى) تقدر في حدود 1000 م3/سنة وهذا ما يطلق عليه خط الفقر المائي، أي أن أكثر من نصف الدول العربية تقريباً باتت تعتبر دون حد الفقر المائي (شكل رقم2). 

سادسا : الخلاصة والمقترحات 

  لقد عرفت مناطق مابين نهري دجلة والفرات بأنها كانت مهدا لحضارات عريقة عرفت فيها الزراعة والري منذ تلك الأزمنة الغابرة . وقد شكلت موارد النهرين في العصر الحديث أيضا مصدرا لتنمية زراعية لكافة الدول المعنية. ولقد تمازجت شعوب تلك المنطقة فيما بينها لتقدم للانسانية حضارة تشهد على عظمتها الأوابد التاريخية التي مازالت قائمة حتى الآن ومنها أنظمة الري والصرف في مدينة ماري الأثرية في شمال شرق سوريا . 

   لقد خضعت عملية اقتسام مياه نهري دجلة والفرات مابين الدول المعنية إلى عملية شد وجذب منذ منتصف القرن الماضي وهذا ما وضحته هذه الورقة، ومع ذلك ومع مرور كل هذا الزمن لم يتم حتى الآن التوصل إلى اتفاق نهائي يوضح حصة كل دولة من الدول المعنية في مياه النهرين ومازال هذا الأمر يشكل بؤرة توتر في المنطقة ويهدد بنشوب نزاعات قد تتطور إلى نزاعات مسلحة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، خاصة وأن كل دولة من الدول الثلاث وهي تركيا وسوريا والعراق قد أقامت العديد من المشاريع التنموية في المنطقة وصرفت في سبيل ذلك الأموال الطائلة، وهناك ما يزيد عن 25 مليون نسمة من الدول الثلاث يعيشون في منطقة النهرين، وفي الحقيقة قد يصل العدد إلى 50 مليون إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن كامل الشعب العراقي الذي يصل تعداده إلى حوالي 30 مليون نسمة يعيش من موارد النهرين. إضافة إلى ماسبق فإن الدراسات الحديثة تشير إلى أن التغيرات المناخية سوف تؤثر على مناطق منابع النهرين سواء من حيث الأمطار التي من المتوقع أن تنخفض بمعدل 20%، إضافة إلى حدوث ارتفاع في درجات الحرارة، وكلاهما سيؤثران سلبا على موارد النهرين ويزيدان من تفاقم الأمر سوء ا في ظل التزايد السكاني في المستقبل . 

   وعلى الرغم من العلاقات الجيدة التي سادت في السنوات الأخيرة مابين الدول العربية المعنية وتركيا وكذلك مع إيران فإنه لم يتم حتى الآن التوصل إلى اتفاق نهائي حول اقتسام موارد النهرين بصورة عادلة ومنصفة ومازال هذا الموضوع يخضع لاجتماعات ومناقشات عديدة وخلاف واضح مابين الفرقاء حول طريقة تداول هذا الموضوع وهذا مابينته الورقة . 

  غير أنه ورغم هذه المماطلات من الجانب التركي والايراني فلابد للدول العربية المعنية أن تستمر في محاولاتها مستخدمة كافة الأساليب الممكنة ومن بينها العامل الاقتصادي وحتى السياسي، ولابد للدول العربية مجتمعة ومن خلال جامعة الدول العربية بالفعل وليس بالكلام أن تدعم تلك الجهود من خلال ممارسة مزيد من الضغوط على تركيا وإيران للتوصل إلى اتفاقيات منصفة حتى نجنب المنطقة مزيدا من النزاعات في المستقبل، فهذه النزاعات سوف تكون حتمية في حال عدم التوصل إلى اتفاقيات نهائية وذلك في ظل التزايد المستمر للسكان ومتطلبات التنمية المختلفة في كافة البلدان المعنية. ويجب أن لا نعوّل كثيرا على المجتمع الدولي في هذا الدعم إذا لم نتمكن نحن من تحديد رؤانا حول هذا الأمر والاتفاق على خطة عمل تكفل في النهاية التوصل إلى اتفاق مرضٍ وهذه الرؤية يمكن أن تبدأ من التركيز على توفير المعلومات الدقيقة عن الموارد المائية المتاحة في النهرين والاستثمارات، وتحديد الاحتياجات وتنفيذ الدراسات اللازمة لتحديد التغيرات المناخية المحتملة ورفع كفاءة استعمال المياه في وحدة المتر المكعب من الماء وفي وحدة المساحة من الانتاج الزراعي. كلها نقاط يمكن للمحاور العربي أن يناقش فيها على أرض الواقع بدلا من الافتراضات والغيبيات التي لا تجد نفعا في مثل هذه المجالس .. 

  وقد يكون من المفيد البدء بشكل فعلي في وضع خطة عملية بالتشاور بين كافة الدول المعنية حول أسلوب الرصد وجمع المعلومات ( الكمية والنوعية ) على مدخل النهرين في كل قطر ( الحدود السورية –العراقية والحدود السورية التركية والحدود الايرانية العراقية ) حتى لايكون هناك خلاف حولها عند مناقشتها ويكون الرقم المتحصل عليه موافقا للمواصفات العالمية. إن تنفيذ هذه المنهجية يمكن أن يساعد في إزالة الخلافات حول الأرقام والالتفات إلى مواضيع أكثر عمقا. ولاشك أن تنظيم اجتماعات دورية بين اللجان الفنية لتبادل المعلومات يفيد في تقريب وجهات النظر ويسمح بمعرفة بماذا يفكر الطرف الآخر مما يساعد في التوصل إلى نتائج مرضية خلال كل اجتماع. كما أن تنظيم اجتماعات دورية على مستوى الوزراء يساعد بدوره في استمرار التواصل وتقريب وجهات النظر والتنسيق لتجنيب المنطقة أية نزاعات قد تؤدي إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة، إضافة إلى ظهور العداوات بين شعوب عاشت لقرون طويلة في تفاهم تام . 


المراجع العربية : 

-عادل عبدالسلام ( 1971) : جغرافية البلاد العربية , جامعة دمشق –سوريا 

- وزارة الموارد المائية العراقية ( 2010 ) : الوضع المائي في العراق .عرض تقدمت به الوزارة إلى المجلس الوزاري العربي للمياه –القاهرة . 

-ACSAD – UNEP( 2001) : Water Resources of Euphrates and Tigris ,166pp.ACSAD Publication. 

- Bagis, Al.( 2000): TURKEY,s South Anatolia project ( GAP) and the water conflict in the Middle East .Hacettepe University ,6532,Beytep,Ankara Turkey. 

-Hydropolitical Vulnerability and Resilience along International water UNEP 2009 

- IUCN ( 2008) ; Share ,Managing water across boundaries ,95pp. 

-Smith, R.B., J. Foster, N. Kouchoukos, .A. Gluhosky, R. Young, J. Zhang, 2000 Hydrologic Trends in the Middle East: Modeling and Remote Sensing Yale University ,E. DePauw, ICARDA. 

-UNEP ,ACSAD,AGU ( 2010);Assessment of fresh water resources vulnerability to climate change,98pp. 

- UNESCO( 2009) ; Climate change ,water security and possible remedies for the Middle East,The United Nation World Assessment Program ,36pp. 


للتحميل اضغط      هنا

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/