رحلة إلی عرب أهوار العراق_ ويلفرد فيسجير

كوكب الجغرافيا سبتمبر 03, 2019 سبتمبر 03, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

رحلة إلی عرب أهوار العراق


ويلفرد فيسجير



 ترجمة: خالد حسن الياس 



الدار العربية للموسوعات‏  - بيروت


1426هـ - 2006م

رحلة إلى عرب أهوار العراق كتاب يبحث في عرب أهوار العراق، وهم قوم يسكنون منطقة تقع في القسم الجنوبي من العراق، ومؤلف الكتاب هو ويلفرد فيسيجر، البريطاني الجنسية، بعد أن عاش فيها سنوات عديدة فرداً من أفرادها بحيث لم يسبقه في معالجته أحد من الرواد. ولد ويلفرد فيسيجر في أديس أبابا في سنة 1910 وتلقى علومه في كليتي إيتون وأكسفورد. أصيب هناك بكدمة في عينه من الملاكمة. في سنة 1935 التحق بالخدمة السياسية في السودان. وعند اندلاع الحرب التحق بقوة الدفاع السودانية، ثم خدم فيما بعد في الحبشة وسوريا. اشتغل مع القوة الجوية الخاصة في الصحراء الغربية وحصل على قلادة الخدمة الممتازة. وكان يتنقل منذ زمن الحرب بين جنوب الجزيرة العربية وكردستان وأهوار العراق وهندوكوش وقرة قروم ومراكش والحبشة وكينيا وتنجانيقا، دائماً سيراً على الأقدام أو بواسطة الحيوانات. حصل على الميدالية الذهبية من المؤسستين للجمعية الجغرافية، وميدالية لورنس العربية من الجمعية الملكية الآسيوية المركزية، وميدالية ليفنكستون الذهبية من الجمية الجغرافية الملكية الأسكوتلاندية. ألّف كتابه الأول عنوانه رمال الجزيرة العربية ونشر في سنة 1959. تحمّل المشاق الصعبة، عاش عيشة بدائية بسيطة للغاية، حرم نفسه من ملذات الحياة العصرية ومباهجها الفاتنة والمغرية وحياتها الاجتماعية الراقية، قاسى من شظف العيش ما لم يقاسه أحد من قبله، تجرع مرارة الغربة ولوعة الفراق حتى أخذ يشعر بما يشعر به أبناء الأهوار ويحسّ كما يحسون، فتكون كتاباته عنهم نابعة من صميم الواقع والوجدان. سيجد القارئ في ثنايا هذا الكتاب أسلوب الحياة الاجتماعية بين سكان الأهوار، وعاداتهم وتقاليدهم التي يتوارثونها جيلاً بعد جيل، وطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض وغيرهم. كل ذلك أمور يجهلها كثير من الناس، لأن عالم الأهوار عالم قائم بذاته، منقطع عن العالم المحيط به. كما يطلع القارئ أيضاً على طبوغرافية المنطقة وعلى أمور كثيرة أخرى، لا يحصل عليها المرء إلا بعد جهد جهيد، واستقصاء دقيق، وصبر طويل، وقدرة على تمييز ما يهم معرفته.. ليعود بعد اطلاعه على هذا الكتاب وقد كوّن فكرة عن جزء هام من الأهوار في العراق الذي يخض على الكثيرين أسلوب حياتهم ومعيشتهم في عهد مضى عليه أكثر من نصف قرن تقريباً منذ صدور الكتاب بطبعته الأصلية.


كلمة الناشر

  حبا الله بلاد الشرق مناظر خلّابة، و مناخا لطيفا، حيث تسلّط الشمس عليها أشعتها الذهبية صيفا و شتاء. و أنعم على بلاد الرافدين بسحر الطبيعة ففيها جبال شاهقة، تكسوها أشجار بأشعة خضراء، تسرّ الناظرين، و تعطي ثمارا يانعة من كل نوع و جنس. و تكسو جبالها شتاء حلّة بيضاء من الثلوج و سهولها خضراء، صالحة للزراعة، و وديانها سحيقة تجري فيها الأنهار، و صحاريها فسيحة، يخترقها نهران كبيران متوازيان من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. و لها روافد كثيرة متعاقبة تسبب أهوارا واسعة، غنيّة في محاصيلها، خلّابة في مناظرها.

  تنتشر فيها آثار تاريخية، تحكى قصتها للأجيال القادمة بأنها كانت في يوم من الأيام ذات شأن، متقدمة في الحضارة و المدنية، في عهد كان العالم فيه يتخبط في دياجير الجهل و الظلام. و كيف لا، فهي مهد الحضارة الأولى و منبع العلم و المعرفة.

  لكنها أقوام تشتهر بالجود و الكرم فضلا عن الشجاعة و الإقدام. و في ثناياها قباب مطلية بالذهب لمراقد الأئمة الأطهار، و ريازات عربية نادرة الوجود، تسلب العقول و تبهر العيون، و تجلب إليها الزوار. و في باطنها النفط شريان المدينة الحديثة و معادن أخرى لا تعدّ و لا تحصى. هذه الخصائص هي التي تستهوي قلوب الفرنجة لرؤيتها و التمتع بمناظرها الخلّابة، فيشدون الرحال إليها من أقاصي المعمورة ليتحققوا بأنفسهم عما سمعوه من أخبارها و عما قرأوه عنها، فمنهم من يقضي فيها أياما قلائل، و منهم من يقضي السنين، يسلك طريقه في الحياة كالسكان المحليين، يجوب أراضيها باحثا و مستعصيا و دارسا ما يحلو له دراسته، فيكتب ما يعنّ له كتابته ليطّلع عليها أبناء جلدته، و لتكون دليلا لمن يشدّ الرحال لمشاهدة هذه البلاد. و ربما كان لهم من زياراتهم مآرب أخرى، يجعلون ظاهر أعمالهم ستارا يخفون وراءها مآربهم التي جاءوا من أجلها. علينا أن نقرأ ما يكتبونه عنّا، إن خيرا و إن شرا. و علينا أن لا ننفعل إذا ما أساءوا في كتاباتهم، إما جهلا أو نقصا في المعرفة أو عمدا بل يجب أن نردّ عليهم ردا علميا و منطقيا، نقارع الحجة بالحجة فيكون تأثيرها أكثر في نفوس القارى‏ء الكريم، و قيمتها أبلغ شأنا.

   و هذا الكتاب الذي بين يديك أيها القارى‏ء الكريم يبحث في «عرب أهوار العراق»، و هم قوم يسكنون منطقة تقع في القسم الجنوبي من العراق، ألّفه ويلفرد تيسيجرWelfred Thesiger ، البريطاني الجنسية، بعد أن عاش فيها سنوات عديدة فردا من أفرادها بحيث لم يسبقه في معالجته أحد من الروّاد.

  ولد ويلفرد فيسيجر في أديس أبابا في سنة 1910 و تلقى علومه في كليتي إيتون واكسفورد. أصيب هناك بكدمة في عينه من الملاكمة. في سنة 1935 التحق بالخدمة السياسية في السودان. و عند اندلاع الحرب التحق بقوة الدفاع السودانية، ثم خدم فيما بعد في الحبشة و سوريا. إشتغل مع القوة الجوية الخاصة في الصحراء الغربية و حصل على قلادة الخدمة الممتازة. و كان يتنقل منذ زمن الحرب بين جنوب الجزيرة العربية و كردستان و أهوار العراق و هندوكوش و قرة قروم و مراكش و الحبشة و كينيا و تنجانيقا، دائما سيرا على الأقدام أو بواسطة الحيوانات. حصل على الميدالية الذهبية من المؤسستين للجمعية الجغرافية و ميدالية لورنس العربية من الجمعية الملكية الأسيوية المركزية و ميدالية ليفنكستون الذهبية من الجمعية الجغرافية الملكية الاسكوتلاندية. ألف كتابه الأول و عنوانه رمال الجزيرة العربية و نشر في سنة 1959.

  تحمّل المشاق الصعبة، عاش عيشة بدائية بسيطة للغاية، حرم نفسه من ملذات الحياة العصرية و مباهجها الفاتنة و المغرية و حياتها الاجتماعية الراقية، قاسى من شظف العيش ما لم يقاسه أحد من قبله، تجرّع مرارة الغربة و لوعة الفراق حتى أخذ يشعر بما يشعر به أبناء الأهوار و يحسّ كما يحسّون، فتكون كتاباته عنهم نابعة، من صميم الواقع و الوجدان.

  كما يجد القارى‏ء في ثنايا هذا الكتاب أسلوب الحياة الاجتماعية بين سكان الأهوار و عاداتهم و تقاليدهم التي يتوارثونها جيلا بعد جيل، و طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض و مع غيرهم.

  كل ذلك أمور يجهلها كثير من الناس، لأن عالم الأهوار عالم قائم بذاته، منقطع عن العالم المحيط به.

  كما يطلع القارى‏ء أيضا على طبوغرافية المنطقة و على أمور كثيرة أخرى، لا يحصل عليها المرء إلّا بعد جهد جهيد، و استقصاء دقيق، و صبر طويل، و قدرة على تمييز ما يهم معرفته.

  هكذا، نجد أن المؤلف قد كفانا شرّ كل هذه المتاعب و البحث بطرحه كل هذه الأشياء من كتابه هذا، فجاءت لقمة سائغة، سهلة الهضم.

  آمل أن تروق قراءة هذا الكتاب للقراء الكرام و أن يكوّنوا فكرة عن جزء هام عن الأهوار في العراق الذي يخفى على الكثيرين منهم أسلوب حياتهم و معيشتهم في عهد مضى عليه أكثر من نصف قرن تقريبا منذ صدور الكتاب بطبعته الأصلية الأولى.
أما إذا وجد القارى‏ء بعض العبارات التي قد يتصور أنها تمسّ العرب بسوء فإنه مخطى‏ء. لأن تبيان الحقائق أمر لا علاقة له بإلصاق التهم.

  و في هذه الحالة، يجب أن نحكّم العقل و المنطق و أن نتجرد عن التميّز و لا ندع العاطفة تتغلب علينا.

  نسأله تعالى أن يهدينا سبل الرشاد، و يرفع من شأن أمتنا العربية و الإسلامية لتتبوأ مكانتها اللائقة بها بين الأمم المتمدنة و من اللّه العون و التوفيق.

الدار العربية للموسوعات‏


كلمة المؤلف‏

  عشت في أهوار العراق الجنوبية من نهاية سنة 1951 حتى حزيران سنة 1958، و كنت أبقى فيها أحيانا مدة سبعة أشهر بشكل مستمر. و السنة الوحيدة التي لم أذهب فيها إلى الأهوار هي سنة 1957.

  مع أنني كنت على الدوام في حالة تنقل تقريبا إلّا أنني أعتبر هذا الكتاب من كتب الرحلات لأن المنطقة التي تنقلت فيها محددة، كما أعتبره كتابا يقوم بدراسة مفصّلة لسكان الأهوار الذين أعيش بين ظهرانيهم.

  أمضيت هذه السنوات في الأهوار لأنني كنت أستمتع بالعيش هناك، و عشت خلال هذه الفترة من الزمن بين سكانها كفرد منهم، و أصبحت حتما عبر هذه السنين، عارفا بأساليبهم تقريبا، و حاولت أن أعطي صورة عنهم مما تحتويه ذاكرتي، و مما دونته في مذكراتي.

  أدّت الاضطرابات السياسية الحديثة في العراق إلى إغلاق هذه المنطقة أمام الزوار، و من المحتمل أن ينقرض قريبا، فتختفي، عند ذلك، طريقة الحياة التي دامت آلاف السنين فيها.

  تغطي الأهوار مساحة من الأرض تقرب من ستة آلاف ميل مربع حول القرنة، حيث يلتقي في هذا المكان نهرا دجلة و الفرات ليشكلا شط العرب. و هذان النهران يؤلفان الهور، و القصب هو النبات السائد فيه. أما الهور الموسمي، فإن نبات البردي يغطي معظم أجزائه و يجف في موسم‏ الخريف و الشتاء. 

  و الهور المؤقت يتكون فقط حينما تغمر مياه الفيضان الأرض ثم ينجو فيما يعد نبات البردي. و يمكن تفسيم هذه المنطقة بشكل ملاءم إلى المناطق التالية:-
1- الأهوار الشرقية: و هي الواقعة في شرق نهر دجلة.
2- الأهوار الوسطى: و هي الواقعة في غرب نهر دجلة و شمال نهر الفرات.
3- الأهوار الجنوبية: و هي الواقعة في جنوب نهر الفرات و غرب شط العرب.

  هنالك أيضا بعض الأهوار الدائمية تقع أسفل مدينة الشطرة و على شط الغراف الذي هو عبارة عن نهر يترك نهر دجلة من الكوت و يجري باتجاه الجنوب الغربي باتجاه الناصرية. و هنالك بعض الأهوار الموسمية من السهول الواقعة إلى شمالي شرقي مدينة العمارة حيث تتكون من الفيضانات الناجمة من نهري الطيب و دويريج اللذين يجريان من التلول الإيرانية ثم يتلاشيان.
و هنالك هور موسمي صغير في منطقة ألبودراج، على بعد خمسة عشر ميلا إلى شمال العمارة و إلى غرب نهر دجلة.

  و في ذروة الفيضانات، تغطي قطع من المياه المنتشرة بقعا واسعة من الصحراء المجاورة للأهوار، تختلف أحجامها في كل سنة و تمتد إلى مسافات شاسعة بحيث تزيد على (200) ميل، من ضواحي مدينة البصرة إلى الكوت تقريبا. و عندما تنحسر مياه الفيضانات هذه تتحول معظم الأراضي المغمورة بالمياه إلى صحراء.

  و في فصل الربيع، يسبب ذوبان الثلوج في قمم الجبال في إيران و تركيا بارتفاع منسوب مياه نهري دجلة و الفرات. و الأهوار تكوّنت من مياه‏ الفيضانات عبر قرون عديدة ماضية و من تدفق مياه هذين النهرين.

  تأخذ الأهوار الشرقية و الوسطى مياهها من نهر دجلة، و إن 80% من تصريف المياه في بغداد تغور فيهما. فنهر الفرات نفسه يغور أسفل مدينة الناصرية بواسطة قنوات عديدة جدا، و تجري مياهها المتبددة تدريجيا إلى هور السناف ثم إلى شط العرب عبر مجرى نهر «كرمة علي» الواقع على بعد عدة أميال شمالي البصرة. و لا يزال المجرى القديم بين سوق الشيوخ و القرنة يعرف بإسم نهر الفرات. و في الحقيقة، إن المياه التي فيها ما هي إلّا مياه تسربت من ضفاف نهر دجلة اليمنى.

  و إلى وقت حديث، كان الكثيرون يعتقدون بأن نهري دجلة و الفرات كانا يجريان بصورة منفصلة إلى الخليج و أن الطمى المتكون كان يدفع تدريجيا الطريق الساحلي أبعد فأبعد نحو الجنوب.

  أما النظرية الحالية، فقدمها من البداية في سنة 1952 الدكتور.(جي. إم. ليزG .M .Lees ) (و إن. إل. فالكون‏???.L .Falcon و هي أنّ تقل الطمى المتجمع يسبب ترسبا موازيا لسطح الأرض. و بقي معظم الطريق الساحلي على حاله دون أن يتبدل. يبلغ الفيضان السنوي ذروته على نهر دجلة من شهر مايس. و في نهر الفرات في شهر حزيران. و يبدأ النهران من شهر حزيران فصاعدا بالنقصان حتى يصلا إلى أدنى مستوى من شهر أيلول و تشرين الأول.
  
  أما في شهر تشرين الثاني فيحدث ارتفاع طفيف في منسوبهما و يزداد الارتفاع طوال فصل الشتاء، و قد تحدث فيضانات قصيرة الأمد فجأة خلال فصل الشتاء و الربيع. أما الأهوار الوسطى فهي المنطقة التي بدأت أتعرف عليها بشكل أفضل، لأنني شرعت العمل فيها.

  و في الحقيقة حسبت هذا المكان وطني، و خلال سنوات بقائي كان عليّ أن أزور كل قرية تقريبا، مهما كانت صغيرة، فزرت فعلا أكثرها مرات‏ عديدة. عندما كنت أحتاج لزورق لزيارة إحدى القرى، يأتيني به صبيانها الذين يستقبلونني كما يستقبلني رفاقهم من رجال القبيلة.يبقى هؤلاء الصبيان طوال الوقت معي و تكون قراهم قواعد لي بعد عودتي من الزيارات. تنقلت تقريبا في كل أرجاء الأهوار الشرقية، لكنني ما عرفت الناس معرفة جيدة أبدا، لذلك بقيت غريبا مع أنهم كانوا يرحبون بي لأني كنت أساعدهم في الأمور الطبية. أما الأهوار الجنوبية فما رأيت منها إلّا النزر.

 إنني مدين بالعرفان إلى جون فيرني‏John Verney لكل ما قدمه لي من المساعدات و النصائح لإخراج هذا الكتاب و ذلك خلال الأشهر التي كنت فيها معه في فلورنس. قرأ كل المسودات بأناة و صبر، و أجرى فيها التعديلات الكثيرة.

  كما أنني مدين ل (فال فرينج بليك) و (جورج ويب)Val French Bla ???Georg Web فأقدم شكري الجزيل لهما لما قدماه من اقتراحات هامة و لتلطفه؟؟؟ بقراءة مسودات الكتاب. إن الذي حثني على كتابة هذا الكتاب هو كراهام واطسن‏Graham Watson ، و هو الذي تلقيت منه التشجيع الكثير و النصح الوافر. كما أنني أشكر أيضا شركة جيمس سنكلير التابعة لوايت هول التي أولت اهتماما كبيرا لتحميض التصاوير- طبعها-.

 كما أشكر المستر كي. سي. جوردان‏K .C .Jordan الذي رسم لي الخرائط الموجودة في هذا الكتاب.

  و أشكر موظفي متحف التأريخ الطبيعي و الكثيرين من الأشخاص الآخرين الذين ساعدوني و زودوني بالمعلومات.

ويلفرد فيسيجر



للتحميل اضغط                       هنا


تصفح من                           هنا


للقراءة و التحميل اضغط      هنا

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/