بحث حول : علم الاجتماع العام من التفكير إلى النشأة

كوكب المنى نوفمبر 19, 2021 نوفمبر 19, 2021
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 بحث حول : علم الاجتماع العام من التفكير إلى النشأة

علم الاجتماع العام


خطة البحث :


مقدمة :

الفصل الأول: ماهية علم الاجتماع

المبحث الأول : تعريف علم الاجتماع

المبحث الثاني: نشأة علم الاجتماع

المبحث الثالث : موضوع علم الاجتماع

المبحث الرابع: أهداف علم الاجتماع

الفصل الثاني : أهم الرواد الأوائل و نظرياتهم

المبحث الأول : ابن خلدون و علم الاجتماع

المبحث الثاني : اوجست كونت و علم الاجتماع

المبحث الثالث : دور كايم و علم الاجتماع

المبحث الرابع : ماكس فيبر و علم الاجتماع

الفصل الثالث : مجالات علم الاجتماع

المبحث الأول : علاقة علم الاجتماع بالعلوم الأخرى

المبحث الثاني : ميادين علم الاجتماع

خاتمة

قائمة المراجع و المصادر


مقدمــة :

بالرغم من أن التفكير العلمي بالنسبة للظواهر الاجتماعية لا يرجع إلى عهد بعيد، فان المسائل التي تتعلق بحياة المجتمع ظلت تشغل عقول المفكرين منذ أزمنة بعيدة، هناك الكثير من الباحثين السوسيولوجي من يرجع الدراسات الاجتماعية إلى أصول تاريخية ، فمنهم حتى من الغرب خلافا على العرب الذين يهتمون بتاريخ علم الاجتماع يرجعونه للعلامة ابن خلدون ، الذي عرف بعلم الاجتماع البشري أو العمران البشري ، و آخرون يرون أن العالم الايطالي فيكو هو الأب الحقيقي لعلم الاجتماع، إلى أن كونت فرض نفسه أيضا باعتباره هو من أطلق المصطلح الحديث على هذا العلم ( السوسيولوجي) لذالك وجب علينا أن نقف على حقيقة هذا العلم و أيضا الإجابة على الأسئلة التالية : ما علم الاجتماع ؟ و ما موضوعاته ؟ و من هم رواده؟ و ما هي الأسس المرجعية التي يستند إليها هذا العلم ؟

الفصل الأول : ماهية علم الاجتماع

1- التعريف اللغوي: سوسيولوجي كلمة مركبة من مقطعين : الأول لاتيني سوسيو و يعني اجتماع أو رفقة و الثاني يوناني لوقوس وتعني دراسة أو علم بذلك يتكون لدينا علم الاجتماع .

2- اصطلاح : هو الدراسة العلمية للمجتمعات التي تعتمد على الملاحظة و تقرير الواقع ثم المقارنة و التفسير.

3- تعريفات إعلام الفكر الاجتماعي :

أ-" هو علم دراسة المجتمع ، هنري جيدنر"

ب- "هو علم المجتمع لستروارد"

ت- "العلم الذي يحاول فهم الفعل الاجتماعي ماكس فيبر"

ث- علم الظواهر الاجتماعية دوارد

ج- العلم الذي يدرس التفاعلات الاجتماعية و العلاقات الانسانية

د- هو العلم الذي يعني بدراسة خصائص الجماعات البشرية و العلاقات بين افراد هذه الجماعات

هـ- "و هو أيضا ذلك العلم التحليلي الذي يتناول الوقائع و النظم الاجتماعية بالدراسة و التحليل ثم يستخلص النتائج بشكل علمي"

ثانيا : موضوع علم الاجتماع :

أ‌- هو العلم الذي يدرس المشكلات الاجتماعية المستعصية مثل مشكلات الأسرة و البطالة و الانحراف ...

ب‌- دراسة النظم الاجتماعية التي تنشأ عن حياة الإنسان داخل المجتمع و تحديد العلاقة بين النظم .

ت‌- دراسة العمليات الاجتماعية.

ث‌- دراسة التراث الاجتماعي الثقافي للمجتمعات.

ثالثا : أهداف علم الاجتماع :

أ‌- دراسة تستهدف كل الظواهر الاجتماعية و الكشف عن الحقائق التي تربط الظواهر الاجتماعية بعضها البعض و الوصول إلى قوانين عامة تحكمها.

ب‌- إعطاء الإنسان القدرة على التحكم في الظواهر و ظروف الحياة لا تزانه الشخصي و التكيف الجماعي.

ت‌- السعي إلى تحقيق حياة أفضل و المساهمة الجماعية في بناء النظام الحضاري و الصرح المعرفي.

ث‌- معرفة التغيرات المؤقتة و الدائمة للظاهرة الاجتماعية المدروسة

ج‌- معرفة التغيرات و التطورات من وفيات و مواليد و الزيادات الديموغرافية .

نشأ علم الاجتماع : ارتبط ظهور علم الاجتماع و تطوره بظروف موضوعية و فكرية من أهمها قيام و تطور مجتمع الدولة فقد كان علم الإنسان قد اختص بدراسة المجتمعات البسيطة فجاء علم الاجتماع مركزا على المجتمعات الحديثة أي مجتمعات ما بعد الثورات السياسية و الصناعية و عمليات التحضير .

ظهور علم الاجتماع في أوروبا و خاصة في فرنسا في القرن 19 و ذلك نتيجة في إحداث مهمة و هي :

- الثورات السياسية الاجتماعية و أهمها الثورة الفرنسية التي اسهمت في احداث تغيرات في البنية الاجتماعية

- الثورة الصناعية و الحضرية و التي نقلت المجتمع من الاقطاع الى الرأسمالي

- الثورة العلمية حيث حل العلم تدريجيا مكان الفكر الديني فتبدلت مصادر المعرفة.

لقد كانت نشأة علم الاجتماع في الغرب مستقلة عن نشأته في الشرق حيث كانت النشاة الغربي على يد اجست كونت مرتبطة بظروف التحول الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي التي مر بها المجتمع الأوربي في ذلك الوقت

لقد تم الاعتراف بهذا العلم بعد 1980 و ذلك اصبح فرع علمي يدرس في الجامعات مثل الفروع العلمية الأخرى.

كان لماركس دوركايم و فيبر و ماركس تأثير معه و مستمر على علم الاجتماع و كان هؤلاء الثلاثة ضمن أول من نظروا في المجتمع بطريقة أصبحنا نعلق عليها الطريقة السوسيولوجية تمز القرن 19 بأنه كان فترة تغير سريع و ضخم على غرار ما يحدث اليوم فقد أدت الثورات الصناعية و السياسية أو ما يعرف بالثورات الثنائية الى تفكك المجتمع و جنته و نجد مجموعة من المفكرين أمثال فوكوه و بودريار و ليوتار اهتموا بالدراسة المجتمع دراسة جديدة مع بقاء جزهر المتطور السوسيولوجي كما هو دون المساس به .

يعتبر علم الاجتماع بمثابة محاولة لفهم المجتمع و احد طرائف فهم موضوع هذا العلم ننظر في بعض المسائل الرئيسية التي نثيرها و لا تزال المسائل و المشكلات التي أثارها مؤسسو علم الاجتماع اليوم و نناقش في عجالة اففكار هؤلاء المؤسس بغرفة إعطاء فكرة عن إطار علم الاجتماع و مجاله ثم ننظر في بعض المشائل الرئيسية لهذا العلم هذا يمهد الطريق لاسعراض أهم المنظورات الأساسية في علم الاجتماع و نختم ذلك بمناقشة الاتجاهات المعاصرة في علم الاجتماع

الفصل الثاني : أهم الرواد الأوائل و نظرياتهم


أولا : الرواد الأوائل :

أ‌- ابن خلدون : (1332-1406) مؤرخ و فيلسوف و رجل دولة و سياسي عربي، درس المنطق و الفلسفة و الفقه و التاريخ، عين واليا " ( وزيرا)" للكاتبة ثم سفيرا " ثم رحل مصر في مرحلة ثالثة و درس في الأزهر ، و تولى قضاء المالكية فيه حتى توفي، و قام ابن خلدون بدراسة تحليلية لتاريخ العرب و الدول الإسلامية ، و عرض محتويات الأحداث التاريخية على معيار العقل حتى تسلم من الكذب و النزييف، فكان بذلك مجددا في علم التاريخ عمل ابن خلدون دراسة تحليلية و بخصوص المجتمع و العصبية و الدولة ، يقول ابن خلدون في الباب الثالث من مقدمته

: ((اعلم أن العمر للأشخاص على ما زعم الأطباء و المنجمون أربعون سنة ، و الدولة في الغالب ى تعدو اعمار ثلاثة اجيال، و الجيل هو عمر شخص واحد من العمر المتوسط فيكون أربعين هو انتهاء النمو و النشوء إلى غايته))، و يقول ابن خلدون و أنا عمر الدولة لا يعدو في الغالب ثلاثة أجيال : لان الجيل الأول لم يزل على خلق البدواة و خشونتها ووحشها من شظف العيش و البسلة و الافتراسو الاشتراك في المجد، فلا تزال بذلك صورة العصبية محفوظة فيهم، و الجل الثاني : تجول حلهم من البداوة الى الحضارة، ومن الاشتراك في المجد الى الانفراد الواحد به و كسل الباقين عن السعي فيه و من عز الاستطالة الى ذل الاستكانة، فتنكسر صورة العصبية بعض الشيء و تونس منهم المهانة و الخضوع، و أما الجيل الثالث : فينسون عهد البداوة و كأنها لم تكن، و يفقدون حلاوة العز و العصبية بما فيهم من ملكة القهر، و يبلغ فيهم الترف غايته بما تقننوه من النعيم و غضارة العيش، و تسقط العصبية بالجملة ، و ينسون الحماية و المدافعة و المطالبة، فيحتاج صاحب الدولة حينئذ إلى الاستظهار بسواهم من أهل الخبرة، و يستكثر بالموالي و يصطنع من يغني عن الدولة بعض الغناء، حتى ياذن الله بانقراضها، فتذهب الدولة بما حملت يفترض ابن خلدون ان الاجتماع الإنساني ظاهرة طبيعية منتظمة لها أسسها و قوانينها، كما يقول بتغير هذه المجتمعات من حالة البادوة للحضر ، و بهذا يصنف المجتمعات الانساينة على أساس التباين في العيش فالبدواة ترتبط بالاعتماد الكلي على الحيوان كمصدر اساسي للعيش، و بهذا النمط في العيش بناءا " اجتماعي قبلي متنقل ، و قيام قيم و معايير سلوكية أساسها الصلاة القرابية ، و ما تفرزه من عصبية ترابطية، و ثم تؤدي الحاجات إلى ضبط العلاقات داخل الجماعة، و تؤدي الى ظهور نوع من السلطة ، تقوم شرعيتها على تقاليد و أعراف الجماعة ، و قد تمثلت إلى ظهور نوع من السلطة، تقوم شرعيتها على تقاليد و أعراف الجماعة ، و قد تمثلت هذه السلطة في السلطة مجالس الكبار و ظهور الرياسة ممثلة في شيخ القبيلة ، و لا تكون السلطة هنا إلا في إطار العصبية القرابية، و مع التطور دخلة الزراعة ، و بدأـ أوجه الاستقرار، و إمكانية الفائض في الإنتاج مما يفسح المجال لتقسيم العمل و التخصص و تنجلي هذه التغيرات بوضوح بدخول الصنائع و التجارة، الأمر الذي يترتب عليه تحول المجتمع إلى مجتمع حضري و يترتب هذا بظهور الدولة .

ب‌- اوجست كونيت : ولد ( كونت ) بمدينة ( مونبليه) الفرنسية لوالدين كاثوليكيين، التحق بمدرسة الفنون التطبيقية بباريس عام 1813 م، و في عام 1816 م تزعم حركة عصيان قام بها الطلاب، فصل عقبها من المدرسة، و أصل دراسته إلى أن عين معيدا في مدرسة الهندسة، ثم عمل سكرتيرا للكاتب الاشتراكي المعرف ( سان سيمون ) و في عام 1825 م تزوج كارلين ماسان ... بدا في عام 1826م القاء سلسلة من المحاضرات العامة في الفلسفة الوضعية، ثم أصيب بمرض عقلي جعله ينقطع عن مواصلة محاضراته، و أقضى به الى محاولة الانتحار غرقا في نهر السين ، ثم عاد ما بين 1830، 1843م إلى إلقاء محاضراته التي كان انقطع عنه، و فيها قدم تصوراته للمعرفة و العلوم و حاول من خلالها وضع أسس علمه الجديد الذي أطلق عليه في بادئ الأمر ( الفيزياء الاجتماعية ) ثم عاد تجنبا لتكرار هذا الاسم الذي سبقه اليه ( كتيلييه) فوسم العلم الجديد باسم ( علم الاجتماع )،

و يعد ( كونت) ابن عصر التنوير، جرى على تقليد و تراث فلاسفة التقدم في أواخر القرن الثامن عشر، من امثالا تيرجوو كوندرسيه، و لقد فزع كونت من الاضطرابات التي عانى منها النظام الاجتماعي، و من ثم جد في طلب النظام و التضامن، و يهمنا هنا التنويه بانه كان ليبراليا و تاثر بادم سميث و كانطو اما عن النسق المجتمعي العام، الذي عاش خلاله ( كونت) و تحرك فيه، و جمع منه ملاحظاته، و كون توجهاته فبالامكان القول بانه ولد في اوقات الثورة الفرنسية، و قبل التمهيد لدكتاتورية حكم الفرد، و ادرك سنوات الصبا و الشباب في فترة نمت فيها الامبراطويرة الفرنسية 1804-1815 م ، و عاصر الازمات التي واجهت هذه الامبراطورية و التي انتهت بغو فرنسا 1812-1814م و بين هذه السنوات عايش أيضا ما وصفه المؤرخون بالإرهاب الأبيض، بعد عودة الملك إلى باريس سنة 1815م، حيث قتل كثرين من رجال الثورة القدامى و من أنصار ( بونابرت) و لم تتردد وقتها حكومة الملك العائد في الانتقام من رجال العهد الماضي، خاصة أولئك الذين حنثوا في يمين الولاء للملك لويس الثامن عشر و اللذين انظموا الى نابليون و في وسط أمواج الإرهاب العاتية تم في اغسطس1815م انتخاب المجلس الوطني الأول، الذي سمحت الظروف بدخول عدد كبير من مؤيدي المكلية العائدة إليه، و هم الذين عرفوا باسم الملكيين المتطرفين، و بلغوا في حماستهم للملكية حدا جعل يطلق على مجلسهم اسم ( المجلس المنقطع النظير) و ما بين 1816-1818م كانت الساحة السياسية تجمع ثلاثة أحزاب أساسية : حزب اليمين و يضم الملكين المتطرفين و اللذين رفعوا شعار ( الحرب ضد الثورة ) و حزب الوسط من الملكيين المعتلين اللذين حاولوا التوفيق بين الملكية و الثورة، و أخيرا حزب اليسار من الأحرار و كان أكثر هذه الأحزاب سطوة حزب اليمين الذي كان برنامج عمله يتوجه بقوة نحو إحياء النظام القديم، مع بعض التعديلات التي تتواءم مع مصالح النبلاء و لإشراف. وكان من بين أساليب الحزب في تدعيم هذا التوجيه إعادة الكنسية الكاثوليكية الى سابق سطوتها ، وعقد حلف وثيق بينها و بين الدولة ، أتاح للكنيسة أن تستعيد أملاكها السابقة و إشرافها على التعليم .

ومع كل هذا و إضافة إليه قدر ( لكونت) أن يعايش ثورتي 1848-1830 و هما من الثورات الهامة في تاريخ فرنسا الحديث، بغض النظر عن جوانب الإخفاق أو النجاح فيهما

ت‌- ايميل دوركايم : موضوع علم الاجتماع عند دور كايم هو الوقائع الاجتماعية، الممثلة في راية بالنظم الاجتماعية و ليس الأفراد أو ما يرتبط بهم من حوافز و دوافع ، ان منهج دور كايم مستند على الناحية الوظيفية التي تحافظ على النظام الاجتماعي و استقراره، هذا بالإضافة إلى استخدام البحث الاجتماعي الإحصائي في دراسته المتعميقة عن الانتحار في مختلف فئات الشعوب، مؤكدا " أن الانتحار ظاهرة فردية ترجع إلى الفروق الفردية للأفراد و التي تنجم عن القوى و الخصائص الاجتماعية التي تؤثر على وعي السلوك و تصرفات و قيم مواقف الأفراد، لذلك فان ظاهرة الانتحار بالرغم من أنها فردية إلا أنها مسألة اجتماعية تفسرها التصورات الجمعية ، ان عوامل التغير الاجتماعي : كان دور كايم يغزو التطور الاجتماعي الى ثلاثة عوامل : كثافة السكان ، تطور وسائل الموصلات ، و الوعي الاجتماعي، و يتميز كل مجتمع بالتضامن الاجتماعي، و قد كان التضامن في المجتمع البدائي تضامنا" ((آليا))" إذ كان يقوم التضامن على روابط الدم، و يتميز هذا النوع بأنه بسيط غير معقد التركيب، و غير مميز الوظائف، و كما أن الدين هو أقوى مظاهر الحياة الجمعية في هذا الشكل من المجتمعات و يغلب على هذه المجتمعات سيادة العرف و التقاليد و الخضوع لسلطات العادات الاجتماعية و يسمى دور كايم هذه المجتمعات ((بالبدانية )). و اما المجتمع الحديث فالتضامن (( عضوي))، اذ يقوم على تقسيم العمل ، اي على التعاون الطبقي لكسب ضروات الحياة ، و تتصف هذه المجتمعات بأنها معقدة التكوين حيث تتوزع فيها الوظائف و الاعمال و تزيد درجات التخصص و يصبح الفرد أداة من أدوات النتاج و عنصرا" من العناصر الاجتماعية و يغلب على هذه المجتمعات سلطة القانون و هو عالم اجتماع و فيلسوف وضعي فرنسي تلميذ لكونت، و كان أستاذا " في جامعة السوربون، و كان يعتقد انه يتعين على علم الاجتماع أن يدرس المجتمع كنوع خاص من الواقع الروحي، و تختلف قوانينه عن قوانين علم النفس الفردي، و عنده أن كل مجتمع يقوم على الأفكار الجماعية المتفق عليها اتفقا مشتركا " و يعتبر اميل دور كيم مؤسس علم الاجتماع الحديث و الممهد لنقل النظرية الاجتماعية الغربية من وضعية كونت إلى أعتاب الوضعية بذل اميل دور كايم جهدا" لتحديد علم الاجتماع و من مؤلفاته الرئيسية : (( حول تقسيم الاجتماعي 1893)) (( قواعد المنهج في علم الاجتماع 1895)) ، (( الإشكال الأولية للحياة الدينية 1912))

ث‌- ماكس فيبر ( 1864-1920م) : ولد ماكس فيبر في الثاني و العشرين من شهر نيسان/ ابريل عام 1864 في مدينة ايرفورث ( ولاية تورينغن) ) و ترعرع في عائلة محافظة ، و بعد أن أنهى دراسته، التحق عالم المستقبل بجامعات عديدة في بلرين و هايدلرع و درس علوم الحقوق و الفلسفة و التاريخ و الاقتصادي القومي، و عند بلوغه سن الثلاثين دعى فيبر للعمل كبروفيسور في كلية الاقتصاد القومي في جامعة فرايبورغ ( جنوب المانيا ) و بعد ذلك انتقل الى جامعة هايدليبغ، و لكنه بعد انتقاله إلى هذه الجامعة العريقة أصيب بمرض نفسي اجبره على مزاولة عمله على مدى سبع سنوات بشكل منقطع، وكان عام 1904 بمثابة ولادة جيدة لفيبر ، فقد بدا من جديد بنشر أعماله كان أهمية كبيرة في مجال علوم الاجتماع و الفلسفة و الاقتصاد ، وفي عام 1909 شارك فيبر في تأسيس الجمعية الألمانية لعلوم الاجتماع ، و من ثم بدا فيبر عام 1913 بكاتبة احد أهم أعماله و هو " الاقتصاد و المجتمع" و الذي نشر لأول مرة عام 1922، أي بعد وفاته، و بدأت تظهر اهتمامات فيبر بالأمور السياسية الراهنة عام 1915، هذا و يعتبر فيبر احد المؤسسين للحزب الديمقراطي الالماني عام 1919، وفي نفس العام كتب عملين مهمين هما " العلم كمهنة " و " السياسة كمهنة" صحيح أن رائد علم الاجتماع ألف أعمالا كثيرة، و لكن ابرز هذه الأعمال و أكثرها تأثيرا في الفكر الاجتماعي كان كتاب " الأخلاق البروتستانتية و روح الرأسمالية" و بحسب المؤرخين فان هذا الكتاب كان قراءة لدور القيم الدينية في ظهور قيم و أخلاق العمل في المجتمعات الصناعية الجديدة التي كانت أساس ظهور النظام الرأسمالي ، و تأتي أهمية دراسات و أطروحات فيبر من اهتمامه منقطع النظير بفلصفة العلوم الاجتماعية و مناهجها، و في هذا الخصوص استطاع العالم تطوير المفاهيم و الجوانب التي أصبحت بعد وفاته من ركائز علم الاجتماع الحديث، ومن أهم المصطلحات التي أثرى بها علم الاجتماع و تعتبر جزءا مهما منه ومرجعا كبيرا للمهتمين بهذا العلم الإنساني هي " العقلانية " و" الكاريزما" و " الفهم " و" أخلاق العمل"

ج‌- الفصل الثالث : مجالات علم الاجتماع


أولا : علاقة علم الاجتماع بالعلوم الأخرى

أ‌- علاقة بعلم الاقتصاد: يعتبر الإنتاج و التوزيع في مقدمة اهتمامات علم الاقتصاد علم الاقتصاد لذلك يصب اهتمامه على علاقات و متغيرات اقتصادية خالصة كالعلاقة بين العرض و الطب و ارتفاع الأسعار و هبوطها...الخ و لكن بالرغم من تضيق مجال علم الاقتصاد إلا ذلك أعطاه قدرة على معالجة ظواهر بطريقة منظمة و حدد مصلحاته و مقاييسه و مبادئه الأساسية بدقة متناهية، بل ان قدرة هذا العلم على تحويل النظرية الاقتصادية الى التطبيق العملي جعله مساهما في رسم السياسات العامة و بالرغم من ذلك التشابه بين علمي الاقتصاد و الاجتماع نجده في طابع التفكير، فالاقتصادي كالاجتماعي يهنم بالعلاقات بين الأجزاء و السيطرة و التبادل و التغيرات بالطرق الرياضية في تحليل بياناته .

- علاقته بعلم السياسة :

التكيف السياسي مع المجتمع هو صيرورة ترسيخ المعتقدات و المتمثلات المتعلقة بالسلطة و بمجموعة الانتماء، فليس هناك من مجتمع سياسي يكون قابلا باستمرار للحياة من دون استبطان حد أدنى من المعتقدات المشتركة المتعلقة في ان واحد بشرعية الحكومة التي تحكم، بصحة التماثل بين الأفراد و المجموعات المتضامنة، يهم قليلا ان تكون هذه المعتقدات ثابتة أولا في حجتها، إذ يكفي أن تنزع الانتماء(16)، فدراسة التكيف السياسي مع المجتمع يجب أن ينظر لها من مظهر مزدوج كيف يمكن بمساعدة تصورات ملائمة عرض هذه المعتقدات و المواقف و الآراء المشتركة بين كل أعضاء المجموعة أو جزء منها ؟ و كيف التعرف على صيروات الترسيخ التي بفضلها يجري عمل التمثل و الاستبطان؟

و من هنا نجد أن علم الاجتماع يهتم بدراسة كافة جوانب المجتمع بينما علم السياسة يكرس معظم اهتماماته لدراسة القوة المتجسدة في التنظيمات الرسمية، فالاول يولى اهتماما كبيرا بالعلاقات المتبادلة بين مجموعة النظم ( بما في ذلك الحكومة) بينما يهتم بالعمليات الداخلية كالتلي تحدث داخل الحكومة مثلا، و قد عبر ليبست (lipset )عن ذلك بقوله " يهتم علم السياسة بالإدارة العامة، أي كيفية جعل التنظيمات الحكومية فعالة، اما علم الاجتماع السياسي فيعني البيروقراطية، و على الأخص مشكلاتها الداخلية" و مع ذلك فان علم الاجتماع السياسي يشترك مع علم السياسة في كثير من الموضوعات بل أن بعض العلماء السياسيين بدازايولون اهتماما خاصا بالدراسات السلوكية و يمزجون بين التحليل السياسي و التحليل السوسيولوجي .

- علاقته بعلم التاريخ : أن تتبع التاريخ للأحداث التي رقعت: هو في حد ذاته ترتيب و تضيق للسلوك عبر الزمن ، بينما يولى المؤرخون اهتماماتهم نحو دراسة الماضي و يتجنبون البحث عن اكتشاف الأسباب ( باستثناء فلاسفة التاريخ ) فان علماء الاجتماع يهتمون بالبحث عن العلاقات المتبادلة بين الأحداث التي وقعت و أسبابها، و يذهب علم الاجتماع بعيدا في دراسة ما هو حقيقي بالنسبة لتاريخ عدد كبير من الشعوب و لا يهتم بما هو حقيقي بالنسبة لشعب معين، و المؤرخون لا يهتموا كثيرا بالأحداث العادية التي تتخذ شكلا نظاميا كالملكية أو العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة كالعلاقة بين الرجل و المرأة مثلا ، بينما هو محور اهتمامات علم الاجتماع ، إلا أن هذه الاختلافات لم تمنع بعض المؤرخين أمثال روستو فتزيف (Rostovtev ) و كولتن ( coulton ) و بوركهات ( burkhardt )من أن يكتبوا تاريخا اجتماعيا يعالج الأنماط الاجتماعية و السنن و الأعراف و النظم الاجتماعية الهامة ، و لقد كان ابن خلدون واضحا في تعريفه لعلم التاريخ عنمدا ربط الحاضر و الماضي بطبيعة " العمران و الأحوال في الاجتماع الإنساني" و جعل منه علما " شريف الغاية ، اذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين من الأمم في أخلاقهم ".

- علاقته بعلم النفس

يعرف علم النفس بأنه علم دراسة العقل أو العمليات العقلية و بالتالي فهو يتناول قدرات العقل على إدراك الأحاسيس و منحها معاني معينة ثم الاستجابة لهذه الأحاسيس العقلية كالإدراك و التعرف و التعلم، كما يهتم بدراسة المشاعر و العواطف و الدوافع و الحوافز و دورها في تحديد نمطا الشخصية، و بينما يعد مفهوم " المجتمع" او النسق الاجتماعي محور علماء الاجتماع فان مفهوم " الشخصية" محور علماء النفس اللذين يعنون بالجوانب السيكولوجية أكثر من عنايتهم بالجوانب الفسيولوجية، و بهذا فان علم النفس يحاول تفسير السلوك كما يبتدي في شخصية الفرد من خلال وظائف أعضائه و جهازه النفسي و خيراته الشخصية، و على العكس يحول علم اجتماع فهم السلوك كما يبتدي في شخصية الفرد من خلال وظائف أعضائه و جهازه النفسي و خبراته الشخصية، و على العكس يحاول علم الاجتماع فهم السلوك كما يبتدئ في المجتمع و كما يتحدد من خلال بعش العوامل مثل عدد السكان و الثقافة و التنظيم الاجتماعي ، و يلتقي علمي النفس و الاجتماعي في علم النفس الاجتماعي الذي يهتم من الواجهة السيكولوجية الخالصة بتناول الوسائل التي من خلالها تخضع الشخصية أو السلوك للخصائص الاجتماعية او الوضع الاجتماعي الذي يشغله و من الوجهة السوسيولوجي في توضيح مدى تأثير الخصائص السيكولوجية لكل فرد او مجموعة معينة من الأفراد على طابع العملية الاجتماعية، و يؤكد هومانز (homans) في كتابه عن السلوك الاجتماعي أهمية الدوافع النفسية المفروضة الجماعات في تفسير بناء الجماعة، ويضمن ذلك النشاط و التفاعل و المعايير و العواطف التي تنشا عما هو اجتماعي و هو بذلك يركز على أشكال السلوك الاجتماعي التي تختلف باختلاف المجتمعات و الثقافات .

ثانيا : ميادين علم الاجتماع :

1- علم الاجتماع الديني: يتناول علم الاجتماع الديني بالتقصي و التحليل النظم و التيارات الدينية الساندة في المجتمعات الإنسانية على اختلاف العصور، و اختلاف البيئة الاجتماعية لمجتمع ما في نمط معيشته أو في طبيعة العلاقات الاجتماعية فيه على السواء، و لان علم الاجتماع الديني ريى في المجتمع العوامل التي تحدد شكل الاديان ووظائفها ، لذا فانه يعني تباين اثر العوامل الاجتماعية، و ارتباطها مع الدين بصفته ظاهرة لا يخلو منها أي مجتمع.

2- علم الاجتماع الريفي : يهتم علماء الاجتماع الريفي بدراسة العلاقات الاجتماعية القائمة في الجماعة الإنسانية التي تعيش في بينة ريفية و يدرسها من حيث طبيعتها اذتواجه الجماعة الريف وجها لوجه، انه يبحث في خصائص المجتمعات الريفية من حيث نمطا المعيشة أو نظام الإنتاج السائد بوصفه أكثر بدانية، كما يعنى بتحليل العلاقات الاجتماعية الأولية، و الرباط العائلي ( رباط الدم او الزواج الداخلي )، و يحدد السمات و المميزات التي تميز المجتمعات الريفية من المجتمعات الحضرية، ان هذه السمات كانت منطلقا لعلماء الاجتماع في دراستهم حين حددوا موضوع علم الاجتماع الريفي، و ابرز الصفات المحلية لهذا المجتمع من عوامل و تفاعلات اجتماعية ، و يتقبل بعضها التقدم و يرفضه بعضها الآخر و يعوقه، ومع انه ، من ناحية النظرية، يدرس أسس البنيان الاجتماعي الريفي، إلا انه من الناحية التطبيقية ، يستخدم المعلومات التي جمعت عن سكان الريفيين لتحديد المشكلات التي تعوق نموهم و تقدمهم لإيجاد الوسائل الكفيلة بحل مجمل المشكلات التي يعانون منها و لتحسين مستوى الحياة الاجتماعية الريفية، و أخيرا الرسم سياسة اجتماعية تعمل على رفع اسهام الريف بينه و سكانا في الفعاليات الاجتماعية و الاقتصادية و غير ذلك.

3- علم الاجتماعي السياسي: يهتم علم الاجتماع السياسي بأثر المتغيرات الاجتماعية في تكوين بنية السلطة السياسية و تطور أنظمة الحكم في المجتمع، فالنظم الاجتماعية من وجهة نظر علم الاجتماع السياسي ليست إلا عوامل متغيرة ( أو متحولات) أو عوامل مسببة، وما أمور السياسة و شؤونها غير عوامل تابعة ، تتأثر بالعوامل الاجتماعية و تتغير بتغيرها و على هذا فان أي فهم دقيق للنظم و المؤسسات السياسة يتطلب تحليلا لمركزاتها الاجتماعية ورصد العناصر التغير في المجتمع .

4- علم الاجتماع الصناعي: يعني علم الاجتماع الصناعي بالبناء الاجتماعي للتنظيمات الصناعية من جهة و بالعلاقات و التفاعلات الحادثة بين هذه التنظيمات و البناء الاجتماعي الكلي من جهة أخرى، ويهتم علم الاجتماع الصناعي بكيفية ارتباط نسق اجتماعي فرعي( أي النظم الاجتماعية الأخرى) و يهتم علم الاجتماع الصناعي كذلك بالكيفية التي يبنى بها النسق الاجتماعي الفرعي، كما يهتم كذلك بالكيفية التي يصبح بها الأشخاص مناسبين للأدوار التي يقمون بها، و يشمل النسق الاجتماعي في هذه الحالة على الانساق الاجتماعية الفرعية، الأسرية و السياسية و الدينية و التربوية و الطبقية و القيمة و غيراها من الانساق الفرعية الأخرى التي ترتبط بالنسق الاجتماعي الاقتصادي الصناعي الفرعي.

5- علم اجتماع العائلة : يتناول علم اجتماع العائلة بالدراسة و التحليل و التعليل خصائص الاسرة ، و الوظائف التي تؤديها و العوامل التي تتاثر بها و تؤثر فيها، كما يوجه عناية خاصة الى دور الذي تقوم به العائلة في تنظيم علاقات الأفراد في المحيط الأسري، و يبحث في النظم الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية التي تساعد استمرار تركيب العائلة و تطويرها .

6- علم الاجتماع القانوني : يعنى علم الاجتماع القانوني و النظم القانونية من جهة تركيبها الاجتماعي و يهتم بوصف الكثير من الاتجاهات المعنية بالعلاقات الموجودة بين القانون نصا و المجتمع حيوية ( التحرك الاجتماعي) كما يصف الحياة القانونية و السياسية بغية فهم مضامينها الاجتماعية العلمية، و هو بالتعريف ذلك الفرع من علم الاجتماع الذي يدرس الحقيقية الكلية للقانون مبتدنأ باوجه التغير التي يمكن الاحساس بها و ملاحطتها و تعرف مداها و اثارها المادية في السلوك الجسمي ، و يرمي الى تفسير هذا السلوك ، و تلك المظاهر المادية للقانون تبعا لما تنطوي عليه من معان خفية، بغية الكشف عن الحقيقة الكاملة للقانون في علاقته بالمتغيرات الاجتماعية التي تعمل على نحو ما في صيرورته و في وجوده على هذا النمط، الا ان علم الاجتماع القانوني يختلف في كثير من الحدود عن التحليل القانوني للمعايير و الاعراف ، و كذلك عن فقه القانون و فلسفته ، و ليس ثمة انسجام في أسلوب التفكير، او طريقة البحث بين العلماء في ميدان فقه القانون و علم الاجتماع ، لان القانون يمثل في نظر علماء الاجتماع ميدانا عمليا تطبيقيا ، و لان القانونيين يرون علم الاجتماع ميدانيا نظريا بحثا ، و الحقيقة ان كلا من الميدانين مرتبط بالآخر ارتباط وثيقا و ان الواحد منهما مكمل للثاني، فيمكن تطبيق علم الاجتماع لدراسة النظام القانوني الذي يحفظ النظام العام في المجتمع و يمكن ان يدرس رجل القانون- الذي يتجه وجهه اجتماعية – القوانين بوصفها ضابطا اجتماعيا ذات موصفات خاصة في الدولة .

7- علم الاجتماع المعرفة : يبحث علم الاجتماع المعرفة في صحة التراكيب الفكرية السائدة في المجتمع، مع اهتمام خاص بتفسيرها و ربطها بالمعلومات التي توصل إليها علماء الاجتماع بطريق التجريب،/ و على أساس ربطها بالظروف و المتغيرات الاجتماعية .

8- علم الاجتماع التربوي: يهتم هذا الميدان من علم الاجتماع يبحث الوسائل التربوية التي تؤدي إلى نمو أفضل للشخصية ، لان الأساس في هذا الميدان هو أن التربية عملية تنشئة اجتماعية، لذا فان علم الاجتماع التربوي يبحث في وسائل تطبيع الأفراد بحضارة مجتمعهم و التربية أساسا ظاهرة اجتماعية، يجب أن تدرس في ضوء تأثيرها في الظواهر الاجتماعية الأخرى من سياسة و اقتصادية و بينية و تشريعية، وتأثيرها في المتغيرات الاجتماعية الأخرى من خلال عمليات التفاعل الاجتماعي، من هنا أكد الاجتماعيون ضرورة تحليل الدور الذي يقوم به النظام التربوي في علاقته بأجزاء البناء الاجتماعي الديموغرافية أو الاقتصادية أو السياسية، و علاقته بمثالية المجتمع أو نظراته العامة و الايديولوجيات التي تفعل فيه

9- علم الاجتماع البدوي: يدرس هذا الفرع من فروع علم الاجتماع النظم الاجتماعية السائدة في المجتمعات البدوية أو المجتمعات التي تعيش على الرعي و الانتقال وراء الكلا، و يعد ابن خلدون أول باحث في علم الاجتماع البدوي إذا يتحدث فغي مقدمته عن " العمران البدوي و الأمم الوحشية" فيصف حية البدو بما فيها من خشونة العيش و الاقتصار على الضروريات في معيشتهم ، و عجزهم عن تحصيل الضروريات... و في جملة ما يقوله " و قد ذكرنا أن البدو هم المقتصرون على الضروري في أحوالهم، العاجزون عما فوقه و ا ناهل البدو و إن كانوا مقبلين على الدنيا غلا انه في المقدار الضروري لا في الترف و لا في شيء من أسباب الشهوات و اللذات و دواعيها ...و أن البدو اقرب إلى الخير من أهل الحضر.


الخاتمة :

إن علم الاجتماع اليوم له له أهمية بالغة في الحياة اليومية و المعرفية، لذلك يشهد هذا العلم تعداد في فروعه و ميادين دراسته و ذلك لتعقد الحياة و نتيجة التقدم الهائل الذي تشهده البشرية في شتى العلوم و كذا الانفجار الهائل في المعلومات و التقدم التكنولوجي للإنسان المعاصر، أما بالنسبة لنا كعرب و مسلمين فبدأنا نسمع عن فكرة " نحو علم اجتماع عربي" أو إسلامي لان الإسلام يرى إن الظواهر الاجتماعية لها تأصيل رباني و روحي و كذا أن الإنسان لا يستطيع العيش دون دينه وواجبه الإسلامي، يقول تعالى ( قل إن صلاتي و نسكي و محياتي و مماتي لله رب العالمين وحده لا شريك له بذالك أمرت و أنا أول المسلمين ). فبالنسبة للظاهرة الاجتماعية عند الغرب، فان علم الاجتماع عاجز عن إيجاد الحلول لها لتعقدها و تغيرها الدائم، لذلك لا نجد نظرية عامة و مححدة تحكمها، إما الإسلام فنجده دائم الاستجابة و القدرة على التكيف في مختلف العصور و عبر مختلف الزمان و المكان، أن الإسلام لا يعترف بالحدود و الزمان و المكان فهو دوما قادر على حل المشكلات و المعضلات التي تشهدها البشرية.


قائمة المراجع :

- د.غريب عبد السميع غريب : علم الاجتماع مفهومات- موضوعات-درسات، مؤسسة شباب

للجامعة الاسكندرية ، بدون طبعة ، سنة 2009.

- د. ابراهيم عثمان ، مقدمة في علم الاجتماع، بدون طبعة،ص 10-12.

د-غريب سيد احمد : تاريخ الفكر الاجتماعي. دار المعرفة الجامعية

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/