مقومات السياحة الطبيعية مع التطبيق علي مصر

كوكب المنى فبراير 16, 2021 فبراير 16, 2021
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 مقومات السياحة الطبيعية مع التطبيق علي مصر.

كوكب المنى


تمتلك مصر العديد من الموارد و المقومات الجغرافية لقيام السياحة ، منها الموارد السياحية الطبيعية مثل الموقع ، المناخ ، واشكال سطح الأرض . ومنها الموارد السياحية البشرية مثل الآثار النادرة التي تمتلكها مصر والتي لا تتوافر لدي كثير من دول العالم . فهي من أغني دول العالم من حيث اقتنائها للآثار الإسلامية . وفيما يلي عرض لأهم الموارد السياحية في مصر.

اولا المقومات السياحية الطبيعية لمصر :-

تتأثر السياحة شأنها من ذلك شأن كل الأنشطة الاقتصادية بالموارد الطبيعية المحيطة. وتحدد البيئة الطبيعية في أغلب الأحيان مدي إمكانية ممارسة النشاط السياحي من عدمه ، كما تحدد أنماط السياحة ومدة إقامة السائح ، وأضف إلي ذلك أنها تلعب دورا هاما في تحديد موسمية السياحة ومما لا شك فيه أن هناك علاقة متبادلة بين النشاط السياحي والبيئة . فالبيئة مهمة لقيام النشاط السياحي كما أن السياحة إذا ما أحُسن تخطيطها – تعمل علي الحفاظ علي البيئة وعدم إهدارها لأن البيئة الطبيعية تعد رأسمالها وأهم أسباب قيامها:-

1-الموقع :-

  1. تتعدد أنواع الموقع في الجغرافيا منها :- جغرافي Location
  2. فلكي Situation
  3. نسبي

أ-الموقع الجغرافي لمصر :-

تقع مصر في الركن الشمالي الشرقي لقارة أفريقيا وتمتد من البحر المتوسط شمالا حتي الحدود المصرية السودانية جنوبا ومن البحر الاحمر و خليج العقبة و الحدود المصرية الفلسطينية شرقا اليح حدود مصر الليبيا غربا . وتبلغ مساحة الاراضي المصرية نحو مليون كم مربع . ومصر بهذا الموقع تنتمي الي قارة أفريقيا كما تضم حدودها جزءا من القارة أسيا يتمثل في شبة جزيرة سيناء ذلك المعبر الذي يربط بين أسيا و أفريقيا جعل مصر تنتمي الي اقليم الشرق الاوسط .

ب- الموقع الفلكي لمصر :-

تمتد مصر بين دائرتي عرض 22 ، 32 شمالا وهي بذلك تتمتع بخصائص المناخ المعتدل في اطرافها الشمالية مما يساعد علي ممارسة الأنشطة السياحية ولاسيما السياحة الترفيهية مما ساعد علي قيام مراكز الاصطياف علي طول الساحل الشمالي وفي ذلك أهمية كبيرة حيث يلعب المناخ دورا مزدوجاً في حركة السياحة (العربية-الاوروبية-امريكية) فهو عامل جذب في مصر وفي نفس الوقت عامل طرد في كثير من الدول العربية الاسيويةوايضا الدول الاوروبية والامريكية وكلك نجد ساحل البحر الاحمر الذي يتنتع بالديفء علي مدار العام مما جعله مشتى عالميا .

ج- الموقع النسبي لمصر :-

هوهو مدي القرب أو البعد عن مناطق الطلب السياحية. فان مصر تحتل موقعا متميزا من مناطق الطلب السياحية فهي تقع في قلب العالم القديم . ويعد البحر المتوسط نافذتها علي قارة أوروبا أكثر القارات مساهمة في النشاط السياحي . وتنتمي مصر لحوض البحر البحر المتوسط ومن ثم يمكن تنمية السياحة الشاملة بها والتي يمكن ان تربطها بالدول السياحية الهامة بحوض البحر المتوسط مثل تونس غربا وايطاليا واليونان شمالا . ولقد اثر وقوع مصر في الركن الشمالي الشرقي لقارة افريقيا علي النشطا السياحي بها فقد وفر لها أكثر من طريق يمكن من خلاله الوصول اليها .

2-مظاهر السطح:

تجدر الاشارة الي ان مظاهر السطح لم تكن لها تأثير واضح علي السائح قديماً ولكنا اصبحت اليوم ذات صلة وثيقة بالسايحة والترفيه.
ينقسم سطح مصر الي اربع وحدات تضاريسية كبري هي وادي النيل ودلتا ومنخفض الفيوم-الصحراء الغربية-الصحراء الشرقية-شبة جزيرة سيناء .
تحميل خريطة مصر طبيعيا

اولا وادي النيل والدلتاه ومنخفض الفيوم:

ترجع نشاة نهر النيل الي عصر الميوسين ويبلغ طولة من نقطه الحدود مع السودان عند قرية ادندان التي تغطيها مياة بحيرة السد العالي حاليا الي مصبة في البحر المتوسط مسافة تبلغ نحو 1536كم قاطعا نحو تسع ونصف درجة من درجات العرض ومتوسط عرضة 750مترا . ويعد نهر النيل من أهم عوامل الجذب السياحي الرئيسية في مصر حيث تجوب النهر كثيرا من الفنادق العائمة التي تنقل السائحين لزيارة المعالم السياحية.وكذلك اللنشات و المراكب الشراعية المخصصة للنزهة وغيرها . ولقد اصبح نهر النيل من اهم مواقع التي تجذب رؤوس اموال لتشييد المشروعات السياحية سواء علي جانبية أو علي جز المنتشرة عل طولة .

ويتميز السهل الفيضي بالتربة الخصبة التي تنتشر خلالها مراكز العمران الريفي ، وهذه المراكز في مجموعها تمثل الريف المصري الجميل الذي يتميز عن المدن بالهدوء و الهواء النقي ولهذا ارتبط بالمناطق الريفية نوع حذيث من السياحة يعرف باسم "السياحة الريفية" ويعد هذا النمط من الانماط السياحة الحديثة القابلة للتنمية في ريف مصر .

وتظهر علي طول الجبهة الساحلية الدلتاوية اربع جزر رئيسية بجانب المستنقعات وهي من الشرق الي الغرب علي نحو التالي : بحير المنزلة و البرلس و ادكو و مريوط وكلها ذات بحيرات ضحلة مليئة بالرواسب النيلية المختلطة بالأصداف و الرواسب البحرية .
منخض الفيوم:-
ذكر اسم الفيوم ففي النصوص المتأخرة من العصر الفرعوني وكانت تعرف باسم (بايوم)وهو يعني البحيرة أو الماء ثم ورد اسمها في القبطية (فيوم) وفي اللغة العربية أدلخت عليها أداة التعريف فأصبحت الفيوم والفيوم عيارة عن منخفض عميق محفور في الهضبة الايوسينية ويقع جنوب غرب القاهرة بنحو 90 كم . كما يقع غرب بني سويف مباشرة وتبلغ مساحتة 1700كم مربع ويشغل القسم الشمالي الغربي من المنخفض بحيرة قارون التي تنخفض علي مستوي سطح البحر بحوالي 45متراً وتننخفض نحو هذه البحيرة من منسوب (+33 متراً) ويتشابة منخفض الفيوم مع منخفضات الصحراء غربية من حيث الانحدار واحاطتة بالحوائط والهضاب المرتفعة ولكن رغم التشابة الا انها تنفرد بشخصية فريدة وهي اتصالة بنهر النيل عن طريق بحر يوسف كما ان تربة مكونة من طمي النيل الفيضي كما هو الحال في الوادي و الدلتا

وكل ذلك اكتسب الفيوم مقومات طبيعية منها انتشار العيون المعدنية والتي تصل لممارسة السياحة العلاجية مثل: عين سليين ، وعيون الشاعر.

أما بحيرة قارون فهي بيئة صالحة لممارسة الرياضيات المائية وصيد الاسماك و الطيور المهاجرة . كما انها لاتخلو الفيوم من المقومات البشرية لقيام السياحي بها فهي غنية باُثرها المتنوعة .

ثانيا: الصحراء الغربية :

تقع الصحرا الغربية فلكيا بين درجتي عرض 22 درجة جنوبا وتمتد فيما بين خطي طول 32درجة شرقا اما عن موقعا الجغرافي فنجد ان الصحراء الغربية تمتد شرق وشمال شرق الصحراء الكبري ويحدها البحر المتوسط من الشمال والسودان من الجنوب وليبيا من الغرب ووادي والدلتا من الشرق وتمثل الصحراء الغربية نحو 68%من جملة مساحة مصر .

وتعتبر المنخفضات الصحراوية اهم المظاهر الجيومورفولوجية التي تميز الصحراء الغربية عن كلا من صحراء سيناء و الصحراء الشرقية . وتضم الصحراء الغربية الواحات الداخلة والخارجة و الفرافرة و باريس وسيوة . وهذا بالاضافة الي العيون والابار التي تستغل في السياحة العلاجية . اما الساحل الشمالي للصحراء الغربية الذي يمتد من اسكندرية الي السلوم غربا ويتميز هذا الساحل بالانخفاض التدرجي نحو البحر ، وتطيه الرمال البيضاء كما تنتشر علي طول السساحل خلجان صغيرة ، مما ساعد علي قيام المنتجعات السياحية كما هو الحال في خليجي سيدى عبد الرحمن ورأس الحكمة ، ويعد هذا الاقليم احد الأقاليم السياحية الرئيسية في مصر وهو يجذب الي السياحة اصطياف من مصر و العالم العربي ومن اهم المواقع هذا الساحل مدينة مرسي مطروح ، اضف الي ذلك منطقة عجيبة .

ثالثا: الصحراء الشرقية :

تقع الصحراء الشرقية فيما بين القطاع من قناة السويس جنوب البحيرات المرة وساحل خليج السويس الغربي وساحل البحر الاحمر شرقا ووادي النيل في الغرب وفيما بين وادي الطميلات شمالا وخط الحدود مع السودان جنوبا . وتبلغ مساحتها 223 الف كم مربع . ولعل ساحل البحر الاحمر هو أهم المظاهر الطبيعية من وجه النظر السياحة ، والخلفية الصحراوية لشاطيء البحر الأحمر متباينة التضاريس ففيها المرتفعات و الهضاب ، وفيها الاودية والسهول أيضاً ، وتقطع الوديان جبال البحر الاحمر من الشرق الي الغرب وهذه الوديان تمثل ممرات طبيعية تصل وادي النيل بساحل البحر الأحمر . وتنمو علي الساحل البحر الاحمر الشعاب المرجانية ولاسيما بين رأس جمسة و الغردقة مما يجب هواه الغوص من كافة أنحاء العالم . كما تجذب سفاجا علي ساحل البحر الاحمر السائحين الراغبين في الاستشفاء .

رابعا: شبة جزيرة سيناء :

تقع شبة جزيرة سيناء بين زراعي البحر الاحمر ، حيث تمثل جزءا مرتفعا من صخور القاعدية الأفريقية الضاربة في القدم ، ويحدها من الشرق منطقتان اخدوديتان هما : خليج العقبة ، وخليج السويس . وتقع شبة جزيرة سيناء في الركن الشمالي الشرقي لمصر ، وتمتد علي شكل مثلث  رأسة في الجنوب عند رأس محمد ، وقاعدتة في الشمال في علي ساحل البحر المتوسط .

وتنقسم سيناء الي ثلاثة أقاليم جغرافية متمايزة هي : أقليم السهول في الشمال والهضاب في الوسط والجبال في الجنوب ولان سيناء شبو جزيرة بالتالي البحر المتوسط نجد العريش – الشيخ زويد – رمانة وغيرها . وعلي خليجي العقبة و السويس و البحر الأحمر نجد رأس محمد – شرم الشيخ – دهب – نويبع – طابا جزيرة فرعون و رأس سدر و عيون موسي .

وتعتبر شبة جزيرة سيناء أكثر منطقة في مصر يتداخل فيها اليابس والماء بشدة ، اي انها أكثر أقاليم مصر جزرية واقلها قارية ، وتعتبر سيناء اقل صحاري مصر عزلة بحكم موقعا الجغرافي الغير بعيد عن البحر .

3- المناخ مصر :-

يتأثر المناخ في مصر بثلاثة عوامل هي الموقع الفلكي و مظاهر السطح و المسطحات المائية فقد ساعد الموقع الفلكي علي اكتساب مصر للاشعاع الشمسي كما ساعدت مظاهر السطح علي اختلاف المناخ مصر من السهول الي مرتفعات أما المسطحات المائية فقد ساعدت علي تلطيف الحرارة صيفاً وشتاءاً ويعد المناخ من أكثر الموارد السياحية الطبيعية أهمية ، وتتمتع مصر بمناخ معتدل علي مدار العام وتتمتع الفصول الأربعة في مصر بجذب النشاط السياحي فهي تتمتع بالمناخ المعتدل في فصلي الربيع والخريف ولا يقل فصل الشتاء أهمية عنهما حيث تتمتع مصر بشتاء دفيء مما جذب اليها السائحين من دول وسط وشمال اوروبا وامريكا الشمالية وكذلك يعد مناخ مصر في فصل الصيف أكثر لطفاً و جذباً للسياحة مقارنة بالمناخ الحار في العروض المدارية كما ان مناخ مصر يتميز بخلوه تقريبا من الأحداث المناخية العارضة التي تؤثر علي السياحة وحركتها .

4- الظاهرات الحيوية:-

يوفر النبات الطبيعي والحيوان البري موارد متنوعة من وجهة النظر السياحية فان طبيعة المناطق النباتية وما تضمة من حيوانات بيرة توفر مناطق جذب تشجيع الساحين علي زيارتها .فقد شجعت المناطق التي تحتوي علي النبات الطبيعي والحيوان البري علي قيام أنماط سياحية متميزة مثل الصحراء وزيارة الحدائق القومية وصيد الحيوان البري ودراسة الحياة الطبيعية وتمثل منطقة شرق أفريقيا المنطقة الاولي والفريدة في العالم من حيث سياحة السفاري ""safari .واذ كانت كلمة سفاري كانت تستخدم في الماضي علي انها رحلة صيد "Hunting trip" فانها تستخدم اليوم علي أنها الرحلات التي يتمتع فيها السائح بالطبيعة فقد حلت الكاميرا محل البندقية. ولكن نظرا لسوء استخدام الانسان لمثل هذه المناطق فقد ظهرت فكرة انشاء المحميات الطبيعية للحفاظ علي البيئة طبيعية من التدمير والتخريب وكذلك مصطلح التنمية المستدامة ، حيث تتطلب التنمية المستدامة "sustainable development" ادارة حكيمة للطبيعة والمنشأت والموارد الاجتماعية والثقافية ، ويتلخص الحديث عن التنمية المستدامة في التساؤل "عن كيفية ادارة الطبيعية" .

وتجذب هذه المحميات السائحين الاجانب في الدرجة الاولى ، ولكن يمكن استغلال بعض هذه المحميات في الجذب السياحي للعرب مثل:محمية وادي دجلة بمحافظة القاهرة ومحمية العميد بمحافظة مطروح ومحمية الجزر النيلية الطبيعية بالجيزة .

5- التركيب الجيولوجي:-

تتفاعل التراكيب الجيولوجية للطبقات الارضية مع عوامل التعرية فتكون اشكالاً صخرية جميلة المنظر ويمكن ان تشكل عرضاً سياحياً ومن أمثلة هذه الاشكال الصخرية والارضية : الاكوام والمسلات البحرية "sea staks" والكهوف أو المغارات الطبيعية ، والشلالات والمساقط المائية . كما ترجع الينابيع المعدنية تلعب دورا كبيرا في جذب السياحة العلاجية .

ولعل من اشهر هذة المناطق السياحية في مصر : حلوان ، وعين الصيرة ، ووادي نطرون ، والعين السخنة ، وعيون موسي ، وحمامات فرعون بسيناء . وعين السلين بالفيوم . كما توجد ابار وعين علاجية في الوحات الخارجة مثل ابار ناصر وجناح وعين بولاق التي تصل درجة حرارة الماء بها الي 39 درجة م ، وكذلك توجد في الواحات الداخلة ابار موط وعين القصر الفرعونية التي تصل درجة حرارة الماء بها الي 54 درجة م ، وهناك حمام كليوباترا بواحة سيوة الذي اطلق عليها هيرودوت اسم "عين الشمس" ، وفي صعيد مصر نجد اسوان حيث الشمس الساطعة والرمال التي تساعد علي العلاج من الامراض الروماتيزمية وهذا بالاضافة الي منطقة كركر التي تقع جنوب غرباسوان بحوالي 60 كم وهي عبارة عن واحة صغيرة وبها اثنتان من العيون المعدنية .

ويمكن استغلال هذا العامل في زيادة حركة السياحة العربية الي مصر حيث يأتي نسبة غير قليلة من العرب للعلاج في المستشفيات و المراكز الطبية المصرية ومن تم بشيء من التخطيط والدعاية يمكن جذب اعداد كبيرة من العرب لممارسة السياحة العلاجية .

المصدر:-

1. د.عدلي أنيس سليمان (2016): دراسات في جغرافية السياحة ، القاهرة.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/