كتاب المفصل جغرافية السكان الجزء الأول - الفصـل الأول: نشأة جغرافية السكان وعلاقتها بالعلوم الأخرى

كوكب الجغرافيا أكتوبر 15, 2019 أكتوبر 15, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A
كتاب المفصل في

جغرافية السكان


الجزء الأول


  أ.د. عباس فاضل السعدي

أستاذ الجغرافيا والدراسات السكانية

 بجامعة بغداد


مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع -  عمان - الأردن

2014



الفصـل الأول: نشأة جغرافية السكان وعلاقتها بالعلوم الأخرى



   السُكّان جمع (ساكن)، وهو من يسكن المكان أي يقيم فيه. والمَسْكَنُ والمَسْكنُ: المنزل والبيت، والسَكْنُ: أهل الدار([1]).
فالسكان إذاً هم المواطنون الذين يسكنون بقعة معينة من الأرض، ويطلق على العلم الذي يدرس السكان إسم " الديموغرافيا" أو "علم السكان".
   والسكان هم ثروة الأمة البشرية، ولا يمكن أن تقارن بثروتها الطبيعية. فلولا الناس ما جادت الأرض بخيراتها وما انتشر فيها العمران وما قامت مدنية أو حضارة. فالسكان هم اليد التي تعمر والتي تحرث الأرض وتدير المصانع، وهم العقول التي تفكر وتبدع، وهم القوة التي تبطش وترد كيد العدو. فلا عجب إذاً أن ينشأ من العلوم ما يجعل السكان شغله الشاغل، يحسب حركتهم، ويحلل تركيبهم، ويحصي عددهم، ويستخرج من النسب والمعدلات ما يعين السياسي والاقتصادي والاجتماعي – الذي يتعامل بمادة السكان – على فهم وتصور وحل مشكلاتهم([2]).

   وتقاس مكانة السكان أيضاً بمقدار حيويتهم ونسبة العاملين فيهم، ليس هذا فحسب بل بعدد السنين التي يحتمل أن يعيشها هؤلاء العاملون، ويضيفون خلالها مجهوداتهم إلى الإنتاج العام في بلادهم. فإذا كان عدد العاملين قليلاً بالنسبة للسكان، وإذا كان أمل الحياة أمامهم ضيقاً: كأن يخطفهم الموت وهم في ريعان الشباب أو في مقتبل العمر، كان مجموع إنتاجهم للأمة قليلاً.
فطول أمد الحياة ومتوسط عمر الفرد بالإضافة إلى عدد السكان هو المقياس الصحيح لحيوية الأمة وإنتاجها ([3]).
    وعلى أساس ما تقدم فإن حيوية الأمة تقاس بعدد سكانها وبمقدار ما يتميزون به من نشاط، ويعبر عن هذا بأمد الحياة، ومتوسط السن. وكل منهما يعبر عن الحالة الصحية العامة السائدة في الأمة.
   ومن بين العلوم التي جعلت السكان شغلها الشاغل جغرافية السكان وعلم الديموغرافيا. وعليه فإن هذا الفصل سيتناول دراسة ثلاثة جوانب :
أولاً : نشأة جغرافية السكان وتطورها ومفهومها.
ثانياً :مفهوم الديموغرافيا  وتطورها.
ثالثاً : جغرافية السكان والديموغرافيا.




أولاً: نشأة جغرافية السكان وتطورها ومفهومها:

   تمثلت الاهتمامات الجغرافية عند الأقوام القديمة، ومن بينهم الإغريق، بوصف المظاهر الكونية الفلكية. فقد اهتموا بدراسة الأرض ووصف البلدان والمجموعة الشمسية وخطوط الطول ودوائر العرض ومواقع النجوم والأجرام السماوية الأخرى.
   ومع أن جذور الجغرافيا، بوصفها حقلاً دراسياً،  ترجع إلى العصور القديمة الكلاسيكية فإن ظهورها علماً حديثاً لم يكن الا من خلال المدة الواقعة بين عامي 1750و 1850 وذلك بالمساهمة الفعالة التي أبداها كل من الكسندر فون همبولت (1769-1859)، وكارل ريتر (1779-1859) في المانيا لهذا الحقل من حيث مادته وطرقه. إذ تحولت الجغرافيا من تكديس وجمع للمعلومات الوصفية العامة عن الطبيعة والبشر إلى حقل فلسفي يعتمد على الملاحظة والتحليل([4]). فقد اهتم كل منهما بدراسة الظواهر البشرية لسطح الأرض وعلاقتها بالظواهر الطبيعية([5]). ويمكن عدهما من الأساتذة الأول للجغرافية الحديثة، فبفضلهما تحولت أفكار وأهداف ورغبات الجغرافيين في القرن الثامن عشر إلى حقائق([6]).
   وركز الجغرافيون اهتمامهم على الإنسان بوصفه ساكناً للأرض وأحد المهتمين بمظاهرها وأشكالها ومواردها. ووجدت هذه الدراسات تربتها الخصبة في فرنسا خلال النصف الأول من هذا القرن حيث ازدهرت المدرسة الجغرافية البشرية، وبدأت تزخر بالعديد من الدراسات التي تكشف عن نوع العلاقة القائمة بين الإنسان والبيئة الطبيعية([7]).
   وبهذا تمثلت الميادين التي تناولتها الجغرافية في دراستها (بالإنسان وبيئته). حيث أصبح التركيز يقع على العلاقات بين عناصر البيئة ونشاطات الإنسان والآثار المتبادلة بينهما. أي أن التأكيد يقوم على أساس تفسير وتحليل جوانب الظواهر وخصائصها وأنماطها وأشكالها وليس مجرد وصف تقليدي لهذه الظواهر([8]).

   وعلى أساس ما تقدم يمكن تعريف الجغرافية بأنها علم العلاقات المكانية لمختلف الظواهر (الطبيعية والبشرية والاقتصادية) وتباينها وتحليلها([9]).
   وكان للعنصر البشري، من وجهة نظر ريتر، أهميته البالغة، فإلى جانب الطبيعة يوجد الإنسان وهو بذاته عامل كبير من عوامل التطور الدائم والحياة المستمرة على وجه الأرض. وان على الباحث الجغرافي أن يرجع إلى العنصرين المذكورين في كل تعليل لمظاهر الحياة على سطح الأرض([10]).
   وبمعنى قريب من هذه الفكرة كانت وجهة نظر (لوسيان فيفر) الذي كان يرى بأن مجال الجغرافية البشرية ينحصر بدراسة العلاقة بين الإنسان والحياة، أي بين البيئة الطبيعية ونشاط سكانها، والمشكلة الجغرافية في وضعها الصحيح هي استغلال الإمكانيات في كل مكان، فليس هناك ضرورات([11]).
   وكان الإنسان أحد الميادين المهمة التي تتناولها الجغرافية البشرية من وجهة نظر روبنسون البريطاني ([12]). وتؤكد المدرسة الجغرافية البشرية الأمريكية بأن هذا الفرع من الجغرافية يهتم بدراسة الجماعات البشرية في علاقاتها مع الوسط الجغرافي. ومعنى هذا أن تُعنى بدراسة الإنسان بوصفه مجموعا لا فردا في علاقته مع الوسط الذي يعيش فيه، ويؤكد على توزيع البشر الذي يختلف من مكان لآخر([13]). وهذا الاختلاف لا يمكن أن يكون من تأثير البيئة الطبيعية وحدها، فليس هناك عامل طبيعي له الدور الحاسم في ذلك، كما أن العوامل الطبيعية لها في الغالب، تأثيرات غير مباشرة. وأكثر من هذا أن الوسط الجغرافي هو من خلق فعاليات بشرية معقدة تتم ضمن إطار الشروط الطبيعية العامة.
   ويرتبط توزيع السكان بنواح كثيرة منها النواحي الاجتماعية كالزواج المبكر وحب النسل، كما يرتبط بالنواحي الاقتصادية وطبيعة الحرفة التي يعمل بها السكان، والعناية الصحية، وسياسة الدول حيال الهجرة، وحجم الأسرة، بل ان النواحي الدينية لها تأثيرها المعروف([14]).
   والسكان بوصفهم ظاهرة جغرافية عنيت بدراستها فروع عديدة منها الجغرافية البشرية (أو الجغرافية الاجتماعية) والجغرافية الجنسية، والدراسات الانثروبولوجية والجغرافية التاريخية والاقتصادية والسياسية وغيرها. وتستحق الظاهرة المذكورة أن يفرد لها فرع خاص مكان ظهور جغرافية السكان.
   ولم يكن لجغرافية السكان في الماضي مكانة مميزة، فليس لها مكان بين فروع الجغرافية التي ذكرها (هارتشورن) في كتابه (طبيعة الجغرافية) وكذلك ليس لها مثل هذا المكان عند( ديكنسن وهورث) في كتابهما The Making of Geography ([15]).
   ولم تظهر جغرافية السكان فرعا نظاميا ضمن فروع الجغرافيا إلا في الخمسينيات من القرن الماضي. والفضل يعود إلى رئيس إتحاد الجغرافيين الأمريكان (تروارثا) حيث أظهر أن السكان كان المحور الرئيس الذي تتجه نحوه المحاور الأخرى ومنه اشتقت معاني تلك المحاور. فقد انتقد تروارثا أفكار (جان برون) الذي إهتم بمساكن الإنسان من دون السكان. وانتقد أيضاً كل من (سور) من المدرسة الأمريكية و (دكنسون) من المدرسة الانكليزية اللذين اهتما بالأماكن وليس بالناس .. انتقد هؤلاء لانهم تجاهلوا السكان وهم مصدر كل تغيير في قسمات المظهر الخارجي Land Scape . وبهذا يعود إلى (تروارثا) الفضل في إبراز ملامح جغرافية السكان وبيان مغزاها وتحديد إطارها في الخطاب الذي ألقاه أمام إتحاد الجغرافيين الأمريكان في عام 1953([16]).
   وقد أشار تروارثا إلى أن هذا الفرع يهتم بدراسة الاختلافات الإقليمية لسكان الأرض([17]). وبأعدادهم  وكثافاتهم وبالنواحي الكمية لهم([18]). ويرى أن الجغرافيا تتكون من ثلاثة أركان أساسية هي : الإنسان (السكان)، والأرض (الطبيعة)، وأعمال الإنسان (الحضارة). فالإنسان يعد المنشأ والمنظم لمظهر الأرض الحضاري (كالشوارع والقرى والمدن وطرق النقل). كما أن الإنسان هو المنتفع من عمله وإنتاجه الحضاري. أما الطبيعة فهي التي تزود الإنسان بالتربة والمواد الأولية. إن تفاعل قابليات الإنسان مع ما تقدمه الطبيعة له ينتج منه الظواهر الحضارية. لذلك فالإنسان، في نظر تروارثا، يمثل قمة الهرم الجغرافي([19]).
ومنذ قيام الجمعية الجغرافية الأمريكية بنشر مقالة تروارثا المشار اليها، تزايدت الكتابات عن جغرافية السكان كماً ونوعاً([20]). وبدأت تأخذ طريقها في منهج مستقل في أقسام الجغرافية، بوصفها فرعا من فروع الجغرافية البشرية، حيث أخذت معالمها تتضح وأبعادها تتبلور([21]).وخير دليل على تزايد الكتابات في مجال جغرافية السكان تزايدت نسبة الأبحاث فيها من 3% سنة 1962 إلى 13% سنة 1972 من اجمالي الأبحاث المشاركة في الاجتماع السنوي لاتحاد الجغرافيين الأمريكيين، ومن 5% إلى 12% في المدة ذاتها في الأبحاث المنشورة في المجلات الجغرافية الأمريكية الرائدة([22]).
وظهرت أيضاً نتاجات أساسية أخرى تناولت هذا الفرع من الجغرافيا تمثلت بكل من بييار جورج GeorgeP (1951، 1959)، جيمس James (1954)، أكيرمان Ackerman (1959)، كلارك Clarke.J (1965)،  زيلنسكي Zelinsky (1966)، بوجيه غارنيه Garnier(1966)، ويلسن M. J. Wilson (1968).
ومن الجغرافيين الأمريكان الذين اهتموا بجغرافية السكان (ادورد اكيرمان) Edward Ackerman الذي أكد أهمية البيانات والحصول عليها والانتفاع منها بوصفها أساس الصفات المتغيرة للتوزيع المكاني للسكان وضرورة الارتباط المكاني مع الظواهر الجغرافية وفيما بين تلك الظواهر([23]). والدراسات الجغرافية، بنظر اكيرمان، تتناول المواضيع الاتية([24]):
1.       جمع البيانات الديموغرافية.
2.       تحليل وشمولية البيانات بحسب المناطق الجغرافية للسكان كما هي واردة في التعداد.
3.       بيان الخصائص المتعددة للسكان أينما وجدوا.
4.       دراسة الاستيطان وعلاقاته التبادلية.
5.       توضيح المقومات الجغرافية للسكان.
وبهذا فان أكبر اهتمام لجغرافية السكان كان ينصب على التباين المكاني ابتداء بالملاحظة ومن ثم التعرف على أوضاع التوزيع الجغرافي للسكان الذي يؤدي إلى حل المشاكل المتعلقة بالعلاقات الثابتة بين المتغيرات. ومن المسائل المهمة: القضايا التي تتعلق بالتفاعل المكاني والتي يتضح من خلالها مغزى التوزيع وأهميته([25]). وهذا يعني ان توزيع السكان، وتباينهم المكاني وتحليل هذا التباين يعد من أهم الظواهر التي تهتم بها جغرافية السكان([26]). وظاهرة التوزيع هذه تتغير زمانيا ومكانيا، وذلك لأن وجود الإنسان في أي مكان هو انتقالي وعرضة للتغير بسبب حركة السكان الطبيعية والمكانية ([27]).
وقد أكد أيضاً الجغرافي الانكليزي (جون كلارك) John Clarke التباين المكاني لتوزيع السكان ونموهم وهجرتهم وتركيبهم مع التركيز على العلاقات المكانية للظواهر، وبهذا يقع التأكيد على المكان([28]) .
وعموماً يمكن حصر المواضيع التي تتناولها جغرافية السكان، بنظر كلارك، بالآتي :
1.     1أرقام السكان أو اعدادهم المطلقة.
2.     خصائص السكان وتشمل:
                   ‌أ-          الطبيعية ( العمر، النوع، السلالة، الوضع الصحي والفكري).
                 ‌ب-       الاجتماعية (الحالة الزواجية، العائلة، الملكية، الاقامة، الامية، التعليم، اللغة، الدين، القومية، المجاميع الاثنوغرافية).
                  ‌ج-        الاقتصادية (الصناعة، الحرفة، الدخل).
3.     حركة السكان وتشمل: الخصوبة، الوفيات، الهجرة، التغير.
ومن الباحثين الآخرين الذين عنوا بجغرافية السكان الجغرافي الأمريكي (زيلنسكي) Zelinsky الذي عرَّف جغرافية السكان بأنها العلم الذي يتناول فهم الخصائص الجغرافية للمكان وانعكاساته على الظاهرة السكانية بحسب طبيعة التجمع السكاني وكما تحكمها القوانين السلوكية. وبذا فإن ( زيلنسكي) قد ركز على ثلاثة أمور هي: الوصف البسيط للموقع الذي يوجد فيه عدد من السكان، وتوضيح الشكل المكاني لعدد السكان وخصائصهم، والتحليل الجغرافي للظاهرة السكانية متناولاً علاقاتها المترابطة بين المناطق المختلفة. وبذا كان التأكيد على خصائص المكان والاختلافات المكانية، وعلى التفاعل أو التأثير المكاني في الظاهرة موضوع الدراسة([29]).
أما ( جاكلين ب. غارنيه) J. Beaujeu – Garnier فقد ركزت على الحقائق الديموغرافية، بحسب انعكاسات البيئة الحاضرة دارسةً أسبابها وصفاتها الأصلية وما ينتج عنها. وذكرت أيضاً ثلاث ظواهر تناولتها جغرافية السكان: توزيع السكان، وتطور المجتمعات البشرية كماً وكيفاً، ودرجة النجاح التي بلغتها تلك المجتمعات في هذا السبيل([30]).
وبهذا فان دراسة الجغرافيين للسكان سوف تؤدي الى فهم جيد لتوزيع التفاعل المكاني، وهذا يتطلب تأكيد الانظمة المكانية التي تقود الى دراسة الخاصية المكانية للسكان.
وتبعاً لما تقدم فان جغرافية السكان تعد فرعاً يعالج التباين المكاني للصفات الديموغرافية وغير الديموغرافية للسكان وما يتبع ذلك من صفات اجتماعية واقتصادية للتفاعل المرتبط بموقع ما في وحدة مكانية.
أما مفهوم جغرافية السكان، من وجهة نظر المذهب الماركسي، فهو أوسع بكثير من المفهوم الغربي. فهي تتضمن الجغرافية التاريخية للسكان، الاثنوغرافيا، جغرافية الموارد البشرية، وجغرافية المدن والاستيطان الريفي([31]). وبذا فان عمليات السكان وطرق إسكانهم في منطقة معينة ونوع السكن يدخل ضمن اهتمامات جغرافية السكان([32]).
ونظراً للصلة القوية بين السكان والإحصاء، فان جغرافية السكان تجد أمامها من الأساليب الإحصائية والديموغرافية ما يخدم مادتها بسخاء. وأصبح على دارس هذا الفرع أن يلم في مستهل دراسته باستخلاص البيانات السكانية، والتعرف على طرق جمعها وتحليلها ومعرفة مدى دقتها وقراءة الجداول الإحصائية، ومعرفة الحدود التي تتغير في إطارها بعض القيم التي تتناولها جغرافية السكان مثل معدلات المواليد والوفيات والهجرة والنمو، وكذلك الإلمام ببعض الأساليب والمعالجات الرياضية البسيطة كالتقريب واستخراج الجذور واللوغارتمات([33]).
وفي الآونة الأخيرة كثر استخدام الأساليب الكمية في الجغرافية ومن بينها المصفوفات  Matrix. وهي تمثل الوسيلة البديلة في وصف التوزيع العددي داخل المكان، لما تقدمه من فرص كبرى في التحليل الإحصائي. فالمصفوفات نظام لترتيب مجموعة أعداد: المحور العمودي منه يشير إلى وحدات المشاهدة في المناطق الإدارية. والمحور الأفقي يمثل التغيرات أو خصائص المكان مثل نسبة النوع وعدد المهاجرين الوافدين. والموازنة بين الصفوف تشير إلى الاختلافات المساحية، في حين توضح الموازنة بين الأعمدة: الارتباط المكاني أو الاختلاف المكاني للظواهر التي ربما تعد من أكثر الأساليب الحالية العامة المنتشرة والمقرة لجغرافية السكان([34]).
ان التحليل الإحصائي في مجموع البيانات القائمة على المساحات نال اهتمام جغرافيي السكان الكبير في حقل الارتباط المتعدد Multiple  Correlation والانحدار المتعددMultiple Regrr. أولئك الذين بحثوا في العلاقة بين متغير واحد تابع وتوضيح نمطه المكاني بافتراض عدة متغيرات مستقلة مؤثرة.
وقد ساهم التوسع في استخدام الحاسب الآلي على التوصل إلى استعمال نظام الخرائط الاليكترونية التي تنتج عدة أنواع من الخرائط منها خرائط التظليل النسبي Choropleth  وخرائط خطوط القيم المتساوية Isopleth  أو استخدام الرموز لإنتاج الكثافات المطلوبة.

ثانياً: مفهوم الديموغرافيا وتطورها
الديموغرافيا  Demography كلمة إغريقية تتكون من مقطعين هما Demo  وتعني (شعب) أو (سكان) و graphy وتعني (وصف) وبذلك يكون معنى الكلمة بأكملها (وصف السكان)([35]).
وأول من استعمل لفظ الديموغرافيا الباحث الفرنسي (اشيل غيار) Achille Guillard في كتابه ( مبادئ الإحصاء البشري أو الديموغرافية المقارنة) في عام 1855. وقد عرَّف الديموغرافيا بأنها التاريخ الطبيعي والاجتماعي للجنس البشري أو المعرفة الرياضية للسكان وحركاتهم العامة وأحوالهم الجسمية والمدنية والفكرية والأخلاقية([36]).
ويطلق على الديموغرافيا لفظ (علم السكان) وغالباً ما يطلق لفظ السكان على قُطّان(*)منطقة ما،وأحياناً على جزء من هؤلاء القطان (كأن يقال السكان في سن التعليم الإلزامي، والسكان الصالحون للزواج)([37]). ويرى (بوك) أن هذا العلم يتناول دراسة عدد السكان وخصائصهم وتوزيعهم([38]).
وقد اتخذت جوانب من الديموغرافيا صفات خاصة تتناول دراسة مواضيع معينة من حيث مقاصدها أو طرائقها. فهناك الديموغرافية التاريخية Historical Demography التي تدرس المجتمعات القديمة التي تتيسر عنها معلومات مدونة. وتدرس الديموغرافية الوصفية .Descriptive Dem حجم السكان في المجتمع وانتشارهم الجغرافي وبنيتهم وتطورهم من الوجهة الوصفية الصرفة بالاستناد إلى الإحصاءات الديموغرافية([39]).
وتتناول الديموغرافية النظرية Theoretical Dem. أو الديموغرافية البحتة Pure Dem. قضايا السكان تناولاً عاماً ومجرداً، يقع تأكيدها أساسا على جمع البيانات وتخمينها وتعديلها وتحليلها والتنبؤ بها([40]). وتتداخل الديموغرافية النظرية والديموغرافية الرياضية Mathematical Dem. لاعتمادها على الطرائق الرياضية. وكثيراً ما يطلق لفظ (دراسة ديموغرافية) على بحث ثلة معينة من السكان باعتماد وسائل التحليل الديموغرافي.
وجملة هذه الموضوعات الدراسية المذكورة آنفاً تؤلف الديموغرافية الكمية.Quantitative Dem أو Formal Dem. بالنظر إلى أهمية الجانب الكمي أو العددي لتلك الظواهر([41]).
وتشمل الديموغرافيا أيضاً دراسة علاقة الظواهر الديموغرافية بالظواهر الاقتصادية والاجتماعية، وعندئذ تدعى هذه الدراسة باسم ( الديموغرافية الاقتصادية) Economic Dem. و (الديموغرافية الاجتماعية) Social Dem. وثمة الديموغرافيا الكيفية أو الديموغرافيا النوعية Population Quality، وهي خاصة بتنوع مختلف الخصائص الكيفية ،جسمية وفكرية واجتماعية وغيرها، للسكان في المجتمع، وتتضمن دراسة الخصائص الوراثية فتؤلف موضوع علم الوراثة السكاني أو علم الوراثة الديموغرافي([42]).
وأخيراً تتناول الديموغرافيا دراسة النظريات السكانية التي تقوم بإيضاح تطور الظواهر الديموغرافية وتوقعها وإبراز نتائجها وذلك بالاستناد إلى الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وقد يستند إلى هذه النظريات في رسم السياسة السكانية التي تتناول التدابير التي تؤثر في تغير الظواهر الديموغرافية([43]).
ومفهوم الديموغرافيا عند بعض الباحثين علم إحصائي يتناول دراسة الخصائص الكمية للسكان من حيث الحجم والتوزيع والتركيب ودراسة مكونات التغير الأفقي والرأسي في هذه العناصر، مثل المواليد والوفيات والهجرة والزواج والتغير الاجتماعي. وهناك ثلاثة مصادر تسهم في توضيح هذا المفهوم وهي التعدادات السكانية، والتسجيلات الحيوية السنوية، ثم الإسقاطات السكانية التي يتطلبها التخطيط الاقتصادي والاجتماعي([44]).
بالإضافة الى ما تقدم تتناول الديموغرافيا، في معناها الواسع، دراسة خصائص إضافية مثل النواحي الحضارية والاجتماعية والاقتصادية كالرس واللغة والدين والمكانة العائلية والنشاط الاقتصادي([45]).
ويدخل ضمن ما تتناوله الديموغرافيا جميع الحقائق السكانية التي يمكن التعبير عنها في صورة كمية، فهي تدرس الكم لا الكيف. ذلك لأن مادتها تعتمد على الأرقام والتغيرات التي تطرأ عليهم والعوامل الرئيسة التي تؤدي إلى هذه التغيرات. حيث تنتج التغيرات السكانية عن عوامل تتعلق بالخصائص الفسيولوجية والعوامل البايلوجية وطبيعة النفس البشرية، وأخيراً بالأحوال الاقتصادية والاجتماعية والحضارية، ثابتة أم متغيرة. وبالتالي فان دراسة الأسباب الكامنة وراء الاتجاهات السكانية تذهب بالديموغرافي بعيداً عن نطاق المقاييس الإحصائية البحتة وتدخله في مجال العلوم الأخرى([46]). ويذكر (كنجزلي ديفز) Kingsley Davis  أن عناصر النمو السكاني تحددها عوامل اجتماعية كما أن لها آثار متعددة، وهي تمثل المتغيرات الداخلية في النظام الديموغرافي، أما المتغيرات الخارجية لهذا النظام فهي اجتماعية وبيولوجية([47]).
ولا شك ان العوامل الديموغرافية، مثل المواليد والوفيات والهجرة والتركيب العمري والنوعي للسكان، عوامل متغيرة تتأثر بعدد كبير من العوامل المتغيرة الأخرى، كما يؤثر بعضها في البعض الآخر([48]). فتركيب السكان بحسب النوع يتأثر بالمستوى الحضاري ونظرتهم إلى المرأة، ومقدار حرصهم على حياة الرضيع سواء أكان ذكر أم أنثى. كما يتأثر بالحالة السياسية العامة للسكان من حيث وجود الطمأنينة أو عدمها. إذ أن معظم ضحايا الحروب من الشبان، أي الذكور من دون الإناث. ويتأثر بحالة الإقليم نفسه، هل هو رعوي أم زراعي أم صناعي؟ هل هو إقليم قديم العهد بالعمران حيث تكون نسبة النوع فيه اعتيادية أم مفتوح للهجرة فترتفع فيه نسبة الذكور. ومعدلات المواليد هي الأخرى تختلف تبعا لتوزيع فئات السن لدى الإناث. وهكذا تعتمد تغيرات السكان على عوامل متغيرة، وهذا هو مجال الديموغرافيا: دراسة التغيرات (في السكان) والمتغيرات (العوامل السكانية) دراسة إحصائية([49]).
ويطلق على الدراسات التي تشتبك فيها الظواهر الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها معاً لفظ ( دراسات سكانية ) Population Studies.
أما التحليل الديموغرافي فيهدف الى دراسة عناصر التغير والتباين السكاني وبيان آثار هذه العناصر ببعضها البعض. والتحليل الديموغرافي يميز بين تحليل جيل أو فوج من السكان وبين التحليل الحقبي (الجاري) وهو يمس الظواهر الديموغرافية لجملة من الأجيال خلال حقبة زمنية معينة كالسنة التقويمية مثلاً([50]).
ويرى كل من هوسر Hauser ودنكان Duncan بأن الديموغرافيا في إطارها الضيق مرادفة للتحليل الديموغرافي، وفي إطارها الواسع تشمل كلا من التحليل الديموغرافي والدراسات السكانية. ويقتصر التحليل الديموغرافي على دراسة عناصر تغير السكان بينما تشمل الدراسات السكانية على المتغيرات السكانية والعلاقات بين تغيرات السكان والمتغيرات الأخرى (الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبايلوجية والوراثية والجغرافية وغيرها). وبعبارة أخرى تشمل الدراسات السكانية كافة أسباب ونتائج اتجاهات السكان([51]).
وهكذا فان الدراسات السكانية متأثرة بعلوم عديدة، معقدة ومتشابكة، تدور كلها حول عدد السكان: لماذا يتغير، وكيف يتغير، ومتى يتغير وحصيلة هذا التغير. فالدراسات السكانية تدرس عوامل مختلفة تؤثر في التغيرات السكانية وتتأثر بها، في المكان والزمان، في الحاضر والمستقبل. ومن ثم كان تعقد الظاهرة السكانية البشرية([52]).
وظهر أخيراً اتجاه متزايد نحو استعمال مفهوم الديموغرافيا مرادفاً لمفهوم السكان. وقد يعود السبب الرئيس في هذا التقارب بين السكان والديموغرافيا إلى عاملين أساسيين هما: زيادة اقبال الباحثين في مختلف العلوم الاجتماعية على استخدام الإحصاء والرياضيات على نطاق واسع. كما أن تقارب العلوم الاجتماعية وتكاملها ساهم هو الآخر في توثيق العلاقة بين الديموغرافيا والدراسات السكانية([53]).
وبهذا يظهر سعة المواضيع التي تتناولها الديموغرافيا، فبالإضافة إلى عدد السكان فهي تتناول خصائصهم مثل تصنيف السكان بحسب العمر والنوع والحالة المدنية والمواطنة والإقامة في الريف أو في المدينة والمهنة والدخل. وتزداد أهمية التركيب العمري والنوعي للسكان، من وجهة النظر الديموغرافية، لارتباطهما مباشرة بالخصوبة والوفاة، فالنساء قادرات على إنجاب الأطفال في أعمار معينة، والناس يموتون بكثرة في بعض الأعمار من دون البعض الآخر . وتعد الحالة المدنية من الخصائص المهمة، ذلك لأن الغالبية الساحقة من المواليد انما تنجبهم نساء متزوجات([54]). والحقيقة أن الزواج ينظر إليه أحياناً بوصفه عملية ديموغرافية أساسية على مستوى عناصر النمو السكاني حيث أن الاتجاه في عدد الزيجات وتكوين السكان من حيث الحالة المدنية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاتجاه العام في عدد المواليد.
أما الخصائص السكانية الأخرى التي يدرسها الديموغرافي فإنها تختار لسببين رئيسين: الأول هو دلالتها السكانية الواضحة بحكم أن معظمها يرتبط –بشكل ما- بالخصوبة والوفاة والهجرة، والثاني أهميتها الاجتماعية والاقتصادية([55]).
ويلتمس الديموغرافي العون من عدة علوم، فعالم الأمراض (الباثولوجي) يساعده في معرفة اتجاهات الأمراض وأسباب الوفاة. والبيولوجي يلقي له ضوءاً على عوامل عديدة تؤثر في الخصوبة، وعالم التناسليات يساعده على تفهم أثر الصناعات الوراثية في السكان في اختلاف معدلات النمو بين المجموعات البشرية. ويعاونه عالم الاقتصاد والمتخصصون بشؤون التخطيط والتنمية الاقتصادية في ادراك العلاقة بين الموارد الاقتصادية وحالة الفنون الصناعية وبين اعداد السكان التي يمكن أن تعولهم منطقة ما. وترتبط الدراسات الاجتماعية الخاصة بتقاليد الزواج والأسرة، والقيم الدينية والخلقية بالتجارب البشرية العامة في شأن الولادة والمرض والوفاة([56]). وبذلك تلقي تلك الدراسات ضوءاً على المتغيرات السكانية الأساسية. كذلك يلتقي الجغرافي وعالم الكيمياء الحيوية وعالم النفس والطبيب النفسي في دراساتهم  وعملهم مع الديموغرافي في بعض النقط. ويقدم علماء الرياضة والإحصاء إضافات قيمة لتفهم ديناميكية السكان. ومثلهم أيضاً فلاسفة التاريخ الذين يعدون الحركات السكانية عوامل حاسمة قي قيام الحضارات وسقوطها. كما أن علماء الانثروبولوجيا والسياسة يفيدون من الحقائق السكانية في حل بعض المشاكل التي تواجههم في ميادين تخصصهم.
ومن بين التخصصات التي لها صلة واضحة بالديموغرافيا الجغرافية البشرية من حيث دراستها لتجمعات السكان وأشكالها وشؤونها وحركات السكان     المكانية وما شابه ذلك. وكانت الديموغرافيا أقرب العلوم إلى جغرافية السكان فائدةً، إلى جانب العلوم الاجتماعية الأخرى التي لها صلة بالسكان.

تاريخ علم الديموغرافيا :
بالرغم من أن موضوع الديموغرافيا من الموضوعات حديثة العهد نسبياً، إلاّ أنّ دراسة السكان لها تاريخ طويل. فمنذ القدم اهتم العلماء والفلاسفة الصينيون واليونانيون والعرب (أمثال كونفوشيوس وأرسطو وأفلاطون وابن خلدون) بالمسائل السكانية.
وخلال القرون الثلاثة والنصف الماضية بدأ الباحثون الأوروبيون بإحياء الأهتمام بموضوع السكان أمثال: بوتيرو (1533- 1617) وجون كرانت (1620-1774) و وليم بيتي (1623- 1687) وكريكوري كنج (1648- 1712) وادموند هالي (1656- 1742) وجوهان سوسملش (1707- 1767) ودي مونتيون (1733- 1820) وكذلك روبرت مالثوس وكارل ماركس([57]). وكانت البيانات الديموغرافية الضئيلة آنذاك عائقاً أمام هؤلاء الباحثين بحيث لم تمكنهم من معالجة الموضوع بكل أبعاده.إلاّ أنهم وضعوا مبادئ أولية للموضوع ما زال بعضها (كمبدأ مالثوس في السكان) اذ كان موضع نقاش حتى الوقت الحاضر. ومع هذا ظلت البيانات الديموغرافية تشكل عقبة أمام الباحثين حتى في الدول التي لها تاريخ طويل في جمع البيانات، فانها لم تجمع بياناتها بشكل موحد([58]).وقد بذلت المؤسسات الدولية جهوداً كبيرة من أجل وضع تصنيفات وأسس موحدة عند جمع البيانات الديموغرافية، وتوجت هذه الجهود عندما قدمت الأمم المتحدة توصياتها بهذا الشأن. وكان قبول الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لهذه التوصيات أمراً مهماً عزز الاهتمام بدراسة موضوع أصبح يشكل لولب العلوم الاجتماعية والذي يطلق عليه اسم (الديموغرافيا).
وكان العالم الانكليزي (جون كرانت) أول من حاول القيام بأبحاث منتظمة في مجال علم الديموغرافية، من بينها مساهمته في عمل جدول للوفيات يمثل (جدول حياة) بأبسط اشكاله بالرغم من عدم توفر إحصاءات الوفاة المقترنة بسن المتوفي حيث اعتمدت دراسته على سبب الوفاة. وقد نشر مساهمته هذه سنة 1662م وتعد أول معلمة حقيقية في تاريخ الديموغرافية([59]).
وتوصل إلى مجموعة من التعميمات المتعلقة بالمواليد والوفيات والزواج والهجرة واكتشف الترابط المتين فيما بينها([60]). ودرس أثر تلك العناصر في نمو السكان في مدينة لندن. كما اهتم بتقويم البيانات الاحصائية المستخدمة في مختلف ابحاثه من أجل التوصل إلى معرفة درجة الاخطاء المتوقعة وأنواعها وأسبابها ومحاولة التغلب عليها باستعمال التعديل والتصحيح.
وظهر عدد من الكتاب الانكليز المعاصرين لجرانت وساهموا بدراسة بعض القضايا السكانية، مثل وليم بيتي William Petty الذي أكد أهمية المقاييس الإحصائية في حل مشاكل الاقتصاد والسياسة الحكومية. واهتم بدراسة التنبؤ السكاني والتحضر والقوى العاملة والبطالة والدخل القومي([61]). وأوضح أدموند هالي Edmund Halley المبادئ التي تقوم على أساسها جداول الوفيات حيث أصبحت تطبق الطرق الرياضية في حسابها وبلغت ذروتها على يد لوتكا A. J. Lotka([62]). وتوصل (هالي) إلى عمل جدول حياة (سنة 1693) مستخدماً كلاً من الولادات والوفيات (في حين استخدم كرانت الوفيات فقط)،كما استخدم عبارة الحياة المتوقعة لأول مرّة([63]).
أما كريكوري كنج Gregory King فقد قام باجراء أول تقدير لسكان انكلترا مستفيداً من سجلات الضرائب، كما توصل إلى تعدادات جزئية للسكان سنة 1696([64]).
ويعد جوهان سوسملش Johann P. Sussmilch من أبرز الباحثين الديموغرافيين الألمان الذين ظهروا في منتصف القرن الثامن عشر. كما أنه يعد ثاني مؤسس للديموغرافية بعد كرانت. وقد ألف كتاباً سنة 1741 سماه (النظام الالهي) يعد أول بحث شامل عن السكان. درس فيه نمط تغير التركيب النوعي، وقام بحسابات متعددة لمعدلات المواليد والوفيات والزواج بين سكان الريف والحضر. وذكر ان نسبة الذكور تزيد على نسبة الاناث عند الولادة، كما لاحظ ارتفاع نسبة الوفيات بين المواليد الذكور على نظيرتها بين الاناث لكي يتحقق التوازن العددي بين الجنسين([65]).
ودرس (روبرت مونتيون) نمو السكان في فرنسا وأسباب تغيره سنة 1778. وفي عام 1798 نشر (مالثوس) مقالته المشهورة (مقدمة في دراسة السكان) حيث أوضح العلاقة بين نمو السكان والموارد. كما ساهم (كارل ماركس) في تطور الجانب الاقتصادي في الديموغرافيا.
وقد أولى كتاب القرن التاسع عشر اهتمامهم بموضوع المواليد وعلاقته بالصحة العامة والحالة الاجتماعية، وكان هذا صدى لآراء مالثوس السكانية. وقد حملت الجمعية الفابية الاشتراكية في انكلترا لواء هذا الاتجاه في أوائل القرن المذكور.
وكانت الديموغرافيا تعتمد في جميع مراحل تطورها على مدى توفر البيانات الأساسية. وحتى منتصف القرن الثامن عشر لم تكن تتوفر إحصاءات كافية لان تصبح الديموغرافية علماً قائماً بذاته. ولكن مع تقدم تسجيل الوقائع الحيوية والعد السكاني أصبحت الطريق ممهدة في العديد من البلدان للبدء بالتحليل المنهجي للاتجاهات السكانية. إن تطور الديموغرافية إذاً مرتبط ببدايات وأصول الإحصاءات. وان كثيراً من التقدم في الأبحاث السكانية قد جاء به الرياضيون والاحصائيون وخصوصاً أولئك الذين ساهموا في تطوير نظرية الاحتمالات([66]).
وابان القرن الثامن عشر زاد الاهتمام بجمع البيانات السكانية عن الشعوب لذلك بدأت تظهر التعدادات السكانية والسجلات الحيوية في مختلف الدول الغربية، ومن بينها السويد التي قامت في سنة 1749 باجراء اول تعداد سكاني فيها على مستوى الدولة ثم تلتها النروج والدانمرك في عام 1769، وفي الولايات المتحدة اجرى اول تعداد منظم فيها سنة 1790 وتبعتها انكلترا وفرنسا سنة 1801([67]).
وعلى الرغم من الجهود العلمية الكبيرة لرواد علم الديموغرافية أمثال كرانت وسوسملش واهتمام الاقتصاديين الاوائل بالقضايا السكانية فقد ظل تقدم العلم بطيئاً، ولم يكن تطوره على وتيرة واحدة. الا ان الاتجاه الاحصائي للدراسات السكانية الذي ظهر في بداية القرن العشرين شجع على تطور الديموغرافية.
وابان مرحلة الخمسينيات والستينيات حدثت عدة تطورات في هذا الاتجاه. فقد جرت محاولات مختلفة لاعادة صياغة نظرية التحول السكاني ودراسة اسباب ونتائج نمو السكان السريع وتفسير العوامل المؤثرة في المواليد وعملية التحضر وما الى ذلك. كما برزت الى الوجود مفاهيم وتعابير جديدة، الامر الذي دفع خبراء الامم المتحدة الى وضع قاموس بالمصطلحات الديموغرافية([68]).
وازداد حجم الابحاث الديموغرافية كثيراً وامتد الى عدة حقول جديدة كالاسكان والعلوم السياسية والعمل وابحاث السوق والخدمات الاجتماعية والتخطيط القومي والمحلي. كما ازداد الاهتمام بدراسة أثر العوامل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية في العوامل الديموغرافية، ويظهر ذلك بوضوح من اهتمام أقسام الاجتماع والاقتصاد بدراسة مثل هذه الأمور.
من هذا يتبين تفرع الدراسات السكانية وازدياد اتصالها بالعلوم الأخرى. فهي لم تعد مقصورة على مجرد ابحاث ديموغرافية، وانما اصبحت دراسات تستعين بعلوم الاحصاء والبيولوجيا والاقتصاد والجغرافية والتاريخ. كما اصبحت دراسات تهم المشتغلين بهذه العلوم، كما تهم المشتغلين بالتخطيط الاقتصادي والاجتماعي والعلوم السياسية. ولم يعد لدينا علم سكان (ديموغرافية) فقط، بل دراسات سكانية.
ونظراً لأهمية المواضيع السكانية، عقدت العديد من المؤتمرات القومية والدولية كما حصل في عامي ( 1954، 1965)، مما شجع على تبادل الخبرات ووضع الطرق النظرية في اطار علمي جديد. وبالتدريج أصبحت الديموغرافيا فرعا علميا يدرّس في العديد من الجامعات والمعاهد([69]). وفي بداية السبعينيات كانت قد انشئت معاهد للبحث الديموغرافي في مختلف الدول كرست جهودها للبحث في قضايا الديموغرافيا العامة أو في مجالات متخصصة من مجالاتها.

ثالثاً: جغرافية السكان والديموغرافيا
من خلال عرض النقطتين السابقتين اتضح وجود علاقة وثيقة بين جغرافية السكان والديموغرافيا. فالاولى فرع حديث من فروع الجغرافيا يركز على توزيع الظاهرة السكانية وتباينها من مكان لاخر. بالاضافة الى التباين في المتغيرات الديموغرافية وعلاقتها بباقي المتغيرات المرتبطة بها. في حين تعتمد الثانية ( الديموغرافية) على أرقام السكان والعمليات الديموغرافية بوصفها مواضيع منفصلة عن البيئة، مركزة على الطرق الاحصائية والرياضية. أما الباحث في جغرافية السكان فانه يقوم بربط أعداد هؤلاء السكان بالمساحات التي ينتشرون عليها من سطح الأرض ويوضحها على الخريطة متناولا علاقة توزيعهم بالظواهر الطبيعية والاقتصادية والثقافية.
وتعتمد كل من الديموغرافيا وجغرافية السكان على الكم، الا ان لكل منهما اهتمامه ومنهجه الكمي الخاص من حيث الالمام والمعرفة بالجانب الاحصائي والبيانات الاحصائية. فالديموغرافي يعتمد على مختلف الخصائص الطبيعية والذهنية والشخصية للسكان وعلاقاتهم الكمية. في حين يعمل الجغرافي السكاني على تفسير العلاقات الداخلية المعقدة بين الظواهر الطبيعية والبشرية من ناحية، ومع السكان من ناحية اخرى في هذا المكان أو ذاك([70]).وان التوضيح والتحليل لتلك العلاقات هي من اختصاص الباحث في جغرافية السكان.
والديموغرافيا في ابسط صورها منهج تستمد منه معظم الدراسات الاجتماعية والحيوية مادتها، ومن ثم فانها تثري هذه الدراسات وتنمي مادتها. واصبح مفيدا للجغرافي السكاني ان يستعين بالديموغرافيا. ولهذا كان لابد وان تتضمن اي دراسة لجغرافية السكان. دراسة مختصرة لابسط اساليب التحليل الديموغرافي، لانها سوف تكون الادوات الرئيسة التي تساهم في استكمال البناء المنهجي لجغرافية السكان.
ويركز كلارك على اهمية التحليل السكاني في الجغرافيا ويعده أحد العناصر الرئيسة في اية دراسة جغرافية اقليمية. وعلى الرغم من ان الدراسات الاقليمية الكلاسيكية تتضمن، مع دراسة البيئة، دراسة السكان والاقتصاد، الا أنها تهمل العناصر والمؤثرات الديموغرافية العديدة والتي يمكن القول بلا أدنى تحفظ ان دراسة أي اقليم جغرافي من دون الرجوع لمثل هذه العناصر والمؤثرات، يعد دراسة عقيمة وغير شاملة ولا تلقي الضوء كاملا على تطور العلاقات الاقتصادية والاجتماعية على الاقليم، وهو الامر الذي ينبغي أن يؤكد الاخذ به في أي دراسة اقليمية([71]).
وفي الوقت الذي تهتم جغرافية السكان بالمكان والبعد الجغرافي، نجد الديموغرافيا تهتم بالصفات الطبيعية للسكان وخصائصهم العامة، وتدرس السكان موضوعا مستقلا منفردا. وتتفق الاراء، من حيث الجوهر، حول اهتمام جغرافية السكان بالتوزيع والكثافة والتركيب العمري والنوعي والحالة الزواجية والخصوبة والوفيات والهجرة. الا ان الآراء تكون مختلفة حول إهتمامها بالخصائص المتعلقة بالمهنة والدين واللغة والسلالة([72]).
على أن مجالات البحث لكل من جغرافية السكان و الديموغرافيا لا تعني فصلا تاما بينهما، بل ان هناك علاقة تكاملية بين العلمين، حيث يتناول كل منهما الظاهرة السكانية من جوانب مختلفة. فالديموغرافيا تتناول الجانب الرقمي والجغرافيا الجانب التحليلي بغية تحديد الاطار المكاني الصحيح وتوضيح مختلف العوامل التي تحكم علاقات السكان ببيئتهم داخل حدود هذا الاطار([73]). وعموما يوجه الجغرافيون عنايتهم نحو المجتمعات، في حين يتجه الاهتمام الاول للديموغرافيا الى التركيب الاجتماعي ووظيفته([74]). وعليه فان الترابط بين العلمين يكون متينا، والفصل بينهما يعد أمرا صعبا من ناحية، ولا يساعد على مواكبة جغرافية السكان لركب التطور العلمي الحديث من ناحية اخرى، ذلك لان معظم الجغرافيين يدركون مدى الاهمية والعلاقة بين البحث الديموغرافي والجغرافي، وقد ظهر هذا الاتجاه جليا في السنوات الاخيرة عندما بدأ الجغرافي يوسع رؤيته للعلاقات المختلفة بحثا عن أجابات لحركة السكان داخل الاقليم وعوامل هذه الحركة معتمدا على التحليل الرقمي أساسا وقاعدة.
وتعد دراسة الهجرة السكانية، وفودا ونزوحا، من أبرز ملامح الارتباط العضوي بين العلمين: الديموغرافيا والجغرافيا ذلك لان الهجرة ظاهرة ديموغرافية تتحكم فيها مجموعة من العوامل التي تتطلب في تحليلها أساسا أحصائيا وفي تعليلها أساسا جغرافيا تفسر من خلاله أسباب الوفود ودوافع النزوح الكامنة فيها([75]).
كذلك فان مظاهر الارتباط بين هذين العلمين دراسة مستقبل السكان وتخطيط مواردهم. ويعد الجغرافي في الواقع أقدر الباحثين في مجال التخطيط على تحديد اتجاه النمو السكاني داخل رقعة الاقليم معتمدا في ذلك على دراسة الظروف المحلية التي تؤدي الى توفر عوامل الجذب أو الطرد في حركة السكان وتطورها على مستوى الوحدات الصغرى داخل الاقليم، ولقد حدا ذلك الارتباط القوي ببعض


 الباحثين الى أن يطلق على جغرافية السكان اسم (الجغرافية الديموغرافية) (Demographic Geography)([76])، أو (الديموغرافيا) بمعنى آخر.
ويرى بعض الباحثين أن هناك موضوعات تشترك في تناولها كل من الديموغرافيا وجغرافية السكان، وهذه الموضوعات هي([77]) :
1.     دراسة انتشار السكان أو تركزهم، وتركيبهم العمري والنوعي والاقتصادي في الاقاليم الجغرافية أو الوحدات السياسية.
2.     توزيع السكان بحسب البيئة (ريف، حضر) ودراسة الفروق والخصائص المميزة لكلا النمطين من انماط المعيشة.
3.     دراسة رقمية للانتقال المرحلي للسكان من الريف الى الحضر واثر هذه الظاهرة في جغرافية المدن في العالم.
4.     دراسة القوانين التي تتحكم في تحركات السكان من والى المناطق الجغرافية في اطار تاريخي وجغرافي ورياضي.
5.     دراسة التغيرات الديناميكية التي تطرأ على هيكل التركيب السكاني في مختلف المناطق الجغرافية.
6.     دراسة النظريات السكانية والقوانين التي تنظمها والتي تؤدي الى حدوث هذه التغيرات تحت تأثير ظروف بيولوجية أو سياسات وضعية متغيرة.







[1])ابن منظور، لسان العرب، المجلد 13، دار صادر، ودار بيروت، بيروت، 1956، ص212.
[2])) محمد السيد غلاب، حركة السكان، سلسلة المكتبة الثقافية،(رقم 140)، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، 1965، ص7.
[3])) المرجع نفسه، ص8-9.
[4])عبدالرزاق عباس حسين، الاطار النظري للجغرافية، مطبعة الايمان، بغداد، 1970، ص 6-7. أيضاً: ناجي عباس،" تطور الفكر الجغرافي الحديث"، مجلة كلية الآداب، بغداد، العدد الرابع، 1961، ص 293 وما بعدها.
(([5] حسن طه النجم وآخرون، البيئة والإنسان: دراسة في الايكولوجيا البشرية، ط2، دار البحوث العلمية، الكويت، 1978، ص 25.
([6]ريشارد هارتشورن، طبيعة الجغرافية، ج1، ترجمة د. شاكر خصباك، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد، مطابع جامعة الموصل، 1984، ص 48، 70.
[7])محمد عبدالرحمن الشرنوبي، جغرافية السكان، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1972، ص 9.
[8])) عباس فاضل السعدي، وعبدالعزيز محمد حبيب العبادي، أسس الجغرافية البشرية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد، كلية الآداب، كتاب منضد ينتظر الطبع، ص 10.
[9])عباس فاضل السعدي، دراسات في جغرافية السكان، منشأة المعارف بالإسكندرية، سلسلة الكتب الجغرافية رقم 46، مطبعة أطلس، القاهرة، 1980، ص 7.
[10])صلاح الدين عمر باشا، وأديب باغ، المدخل لدراسة الجغرافية البشرية، المطبعة الجديدة، دمشق، 1965، ص 17.
(([11] لوسيان فيفر، الأرض والتطور البشري، ج1، ترجمة محمد السيد غلاب، مراجعة د. ابراهيم أحمد رزقانة، سلسلة الألف كتاب (رقم 149)، الدار المصرية للطباعة والنشر، الإسكندرية، 1957، ص 23- 26.
(([12] عباس فاضل السعدي، أساسيات الجغرافية البشرية ، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ، عمًان _الأردن ، 2002 ، ص 27.
[13])صلاح الدين عمر باشا، وأديب باغ، مرجع سابق، ص 18- 19.
(([14] محمد رشيد الفيل، وفؤاد محمد الصقار، اصول الجغرافية البشرية، ط1، منشورات وكالة المطبوعات، الكويت، 1980، ص 48.
 ([15])  Gleen  T.  Trewartha, "A  case  for  Population  Geography", In Population Geography: A  Reader by  George J.  Demko et al, Mc Graw- Hill Book Company, New York, 1970, P.6.
([16])G.T. Trewartha," A Case for Population Geography,"  Annals of the Association of American Geographers, Vol.43, 2(June 1953),PP. 71-97.
Trewartha, A Geography of Population: World
Patterns, John Wiley & Sons INC., New York, 1969.
([17]) G.T. Trewartha, Annals,Vol.43, OP.Cit., P.87.
([18]) John I. Clarke, Population Geography, 2nd, Edition, Pergamon Press, Oxford, Great, Britain, 1972, P.1.
[19])عبد الرزاق عباس حسين، مرجع سابق، ص30-31.
([20]( George J. Demko et al, OP. Cit. P. l.
[21])) عباس فاضل السعدي، دراسات، مرجع سابق، ص 9.
[22])طه حمادي الحديثي، جغرافية السكان، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة الموصل، مديرية دار الكتب للطباعة والنشر، الموصل 1988، ص 12.
([23]) George J. Demko et al, OP. Cit., P.3.
([24]) Edward A. Ackerman, ( Geography and Demography),  In Population Geography by G. J. Demko et al, OP Cit, P.3.
([25]) G.j. Demko et al, OP. Cit., P.3.
([26]) J. W. Webb, Population Geography, Ed. Ronald U. Cooke, Pergamon Press, London, 1969, P. 21.
[27])) جاكلين ب. غارنيه، جغرافية السكان، ترجمة حسن الخياط ومكي محمد عزيز، مطبعة العاني، بغداد، 1974، ص 8.
([28]) Clarke, OP. Cit.,P.2.
([29]) W. Zelinsky, A Prologue to Population Geography, Englewood Cliffs, N. J., Prentice-Hall, 1966, PP.5-6.
([30]   J. Beaujeu- Garnier, Geography of Population, St. Martin's Press, New York,1966, PP.3-4.
([31])  Clarke, OP. Cit., P.4.
([32]) بييار جورج، مناهج البحث في الجغرافية، ط1، ترجمة ميشال أبي فاضل، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، 1986، ص 76.
(([33] دولت أحمد صادق، عبد الرحمن الشرنوبي، الأسس الديموغرافية لجغرافية السكان، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1969، ص 7-9.
[34])طه حمادي الحديثي، مرجع سابق، ص 15-16. انظر أيضاً:
Andrei Rogers, ( Matrix Methods of Population Analysis,) In Population Geography by Demko et al, OP. Cit., PP. 137- 143.
[35])حسن الساعاتي، عبد الحميد لطفي، دراسات في علم السكان، دار الجيل للطباعة، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1962، ص3 وموسى سمحة، أساليب التحليل الديموغرافي، ط1، الشركة الجديدة للطباعة والنشر، عمان، 1988، ص10.
([36]) R.F.P.,(Demography,)  The New Encyclopaedia Britannica, Vol. 5, The University of Chicago, USA, 1974, pp.575-576 & A. B. Wolfe, (Demography), Ency. Of the Social Sciences, Vol. 5, New York, USA, 1959,p.85.
*)قطان أو قاطنون: جمع قاطن بمعنى ساكن.

([37]) International Union for the Scientific Study of Population, Multilingual Demographic Dictionary, English Section and ed,  Ordina editions, Belgium, 1982,p.15.
([38]) Donald J.  Bogue, (Population,) Encyclopedia Americana, Inter. Ed, Vol. 22, New York, 1976, P. 365.
([39]) Multilingual Demographic Dictionary, OP. Cit,P. 15.
    (40) Philip M Hauser, The Study of Population,  an Inventory and Appraisal, Edited by P. M. Hauser and Otis Dudley Duncan, University of Chicago press, Chicago, 1959,P.6.
(([41] الامم المتحدة، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، الاتحاد الدولي للدراسات العلمية للسكان، المعجم الديموغرافي متعدد اللغات، ط2، بدون تاريخ، ص22.
 ([42]) Multilingual Demographic Dictionary, OP. Cit.,P.16.
(([43] المعجم الديموغرافي متعدد اللغات. مرجع سابق، ص 24.
([44]) Ency Americana, International Edition, Vol. 8, New York, USA, 1976, P.699, Donald J. Bogue, Principles of Demography, New York,John Wiley and Sons; Inc.1969, PP. 1-3 & Louis Henry, Population Analysis and Models, Edward Arnold ( Publishers), Ltd, London. 1976, P. xi.
[45])) فوزي سهاونة، مبادئ الديموغرافيا، ط1، الجامعة الأردنية والامم المتحدة، عمان، 1982، ص11، يونس حمادي علي، مبادئ علم الديموغرافية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي/ جامعة بغداد، مطابع جامعة الموصل، الموصل 1985، ص 7-8.
[46])دنيس هـ. رونج، علم السكان، ترجمة د. محمد صبحي عبد الحكيم، مكتبة مصر، القاهرة، 1963، ص 5-6.
([47])  Kingsley Davis, Human Society, the Macmillan CO., New York, llth. Printing, 1959, P.552.
([48])  R.F,P., OP.  Cit., P. 576.
(([49] محمد السيد غلاب، محمد صبحي عبد الحكيم، السكان ديموغرافيا وجغرافيا، ط2، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1967، ص3.
[50]) موسى سمحة، مرجع سابق، ص10. أيضاً: محمد زكريا عبد المقصود، " الإحصاء السكاني"، مجلة كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، عدد7، سنة 1983، ص 360.
([51])  Phillip M. Hauser and Otis Dudley Duncan, Overview and Concl usions, in  the Study of Population. OP. Cit., PP. 2-3.
[52])غلاب وعبد الحكيم، مرجع سابق، ص5.
([53]) Donald J. Bogue, (1969), OP. Cit., PP. 4-5.
[54])دنيس هـ. رونج، مرجع سابق، ص 8-9.
([55])  Kingsley Davis OP. Cit., PP. 552-553.
(([56] دنيس هـ. رونج، مرجع سابق، ص6-7. أيضا:
Donald J. Bogue, (1969), OP. Cit., PP. 5-9.
([57])  Ralph Thomlinson, Population Dynamics: Causes and Consequences of world Demographic change, Random  House, Inc., New York, 1965, P. 27.
[58])موسى سمحة، مرجع سابق، ص9.
[59])إي. جي.، (الديموغرافيا)، قاموس علم الاجتماع، إعداد عبد الهادي الجوهري، سلسلة علم الاجتماع المعاصر (كتاب رقم 61)، مكتبة نهضة الشرق، القاهرة، 1983، ص 101-102. أيضاً: فوزي سهاونة، مرجع سابق، ص11- 12 و
                                                                  R.F.P., OP. Cit., P. 576. 
[60])) يونس حمادي علي، مرجع سابق، ص9.
([61])  Ralph Thomlinson, OP. Cit., P. 28.
[62])) إي. جي. مرجع سابق، ص 102.
([63])  Ralph Thomlinson, OP. Cit., PP. 28-29.
([64]) Ibid, P. 28.
([65])  R.F.P., OP. Cit., P.576 & Thomlinson, P. 29.
[66])) فوزي سهاونة، مرجع سابق، ص 13.
([67])  Ency. Brit., OP. Cit., Vol. 5, p. 168 & Robert S. Smith, Census, Ency  of the social sciences, OP. Cit., Vol. 3, PP. 295-296.
[68])) يونس حمادي علي، مرجع سابق، ص 20-21.
[69])فوزي سهاونة، مرجع سابق، ص 13.
[70]) J.I. Clarke, OP. Cit., P.2. أيضاً: ناجي عباس أحمد، "جغرافية السكان والديموغرافية"، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، بغداد، المجلد السابع، تشرين الثاني 1971، ص 142-143.
[71])محمد عبد الرحمن الشرنوبي، مرجع سابق، ص 20-21.
[72])) طه حمادي الحديثي، مرجع سابق، ص 13.  
[73])فتحي محمد أبو عيانة، جغرافية السكان، ط2، دار النهضة العربية، بيروت، 1980، ص24.
[74])دولت صادق، والشرنوبي، مرجع سابق، ص 3.
[75])أبو عيانة، مرجع سابق، ص25.
[76]) لمزيد من التفاصيل عما تتضمنه جغرافية السكان وعلاقتها  بالديموغرافيا راجع:
Edward A. Ackerman, (Geography and Demography), The Study of Population, Edited by Hauser and Duncan, OP. Cit., PP. 719-724.
[77])) دولت صادق، والشرنوبي، مرجع سابق، ص3-5.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/