التطلعات السياحية في قطاع غزة بعد زوال الاحتلال: دراسة في جغرافية السياحة

كوكب الجغرافيا أكتوبر 06, 2019 أكتوبر 06, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

التطلعات السياحية في قطاع غزة بعد زوال الاحتلال


دراسة في جغرافية السياحة



مقدم إلى مـؤتمر

تنمية وتطوير قطاع غـزة

بعد الانسحاب الإسرائيلي

المنعقد بكلية التجارة في الجامعة الإسلامية

في الفترة من 13 - 15 فبراير 2006م 


مقدم من: 

الدكتور/ عبد القادر حماد 

دكتوراه في جغرافية السياحة

ماجستير في الجغرافيا السياسية

غزة - فلسطين 

فبراير 2006 م

ص ص 529 - 566


الملخص 

  تمثل السياحة اليوم، ظاهرة اقتصادية آخذة في النمو السريع، وبفضل ارتباطها بالحركة، أصبحت ذات علاقة بالبيئة سلباً وإيجابا. وفي مواجهة الحياة المعقدة، ونتيجة للزيادة المستمرة في وقت الفراغ مقابل أوقات العمل، أصـبح واجب على المهتمين بالتخطيط والسياسيين أن يوجهوا طاقات أفراد مجتمعاتهم في أوقات الفراغ بما يفيد المجتمع والأفراد. 

  وتعتبر فلسطين من البلدان النامية ذات التاريخ السياحي العريق، فصناعة السياحة فيها مغرقة في القدم، حتى يمكن القول أنها المنطقة السياحية الأولى في التاريخ التي جذبت السياح والحجاج والزائرين منذ أقدم العصور حتى يومنا الحالي. 

  ففلسـطين، بمـا فـي ذلك، قطاع غزة " منطقة الدراسة" تتميز بأهميتها السياحية، نظراً لموقعها الجغرافي المتمـيز، ومكانـتها الروحية المقدسة لدى جميع الطوائف الدينية، وذلك رغم التقلبات السياسية الخطيرة التي تعرضت لها خلال العقود الماضية، وماتمخض عنها من اعتداءات بشرية استعمارية. 

  ومـن هـنا تأتـي أهمـية دراسة الواقع السياحي في قطاع غزة بعد زوال الاحتلال الاسرائيلي عن القطاع، باعتباره الخطوة الأولى لتحقيق تنمية سياحية صحيحة قائمة على أسس متينة.

النتائج والتوصيات: 

  حاولـت هذه الدراسة التعرف على واقع الحركة السياحية في قطاع غزة، وذلك من خلال التعرف على البيئة الطبيعـية فـي قطـاع غـزة وتأثيرها في صناعة السياحة، واستطلاع العناصر البشرية المؤثرة في الحركة السـياحية، والإطـلاع علـى المقومـات الحضارية في منطقة الدراسة والتي تعتبر أحد العوامل المؤثرة في صـناعة السـياحة في المنطقة، إضافة الى استقراء إمكانيات التنمية السياحية في القطاع بعد زوال الاحتلال الاسرائيلي عنه.

   وبينت الدراسة أنه بالرغم من الظروف غير العادية التي كانت تعيشها منطقة الدراسة، الا أنها يمكن أن تشكل مـنطقة جـذب سياحي للزائرين والسياح والحجاج من جميع الأصقاع والملل، لما تتمتع به المنطقة من أهمية تاريخية وثقافية، فضلاً عن أنها منطقة عبور الى الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشريف. 

  ويتضـح مـن دراسة المقومات الجغرافية السابقة أن محافظات قطاع غزة من الممكن أن تتنوع بها الأنماط السـياحية مـثل السياحة العابرة ( الترانزيت)، كما يمكن أن تمارس بها الكثير من الأنشطة السياحية الأخرى مـثل السياحة الثقافية، وسياحة المؤتمرات، وسياحة السيارات، وغيرها من الأنشطة التي يمكن من خلالها أن تصـبح محافظات قطاع غزة من الأقاليم السياحية الهامة على خريطة فلسطين السياحية. ولقد توصل الباحث الى العديد من النتائج كان من أبرزها: 

1- أن المقومات الجغرافية الطبيعية والبشرية في قطاع غزة تعتبر عناصر ايجابية تشجع على تطور الحركة السياحية فيه وازدهارها، إذا توفر الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي. 

2- ارتفـاع نسبة السياح الأوربيين القادمين من دول الاتحاد الأوروبي والذين بلغت نسبتهم أكثر من 5.10 % من نزلاء الفنادق في قطاع غزة. 

3- تدني مدة إقامة النزيل في فنادق قطاع غزة إذ تصل الى 1.2 ليلة فقط مقابل 3 ليال في الضفة الغربية.

4- تمـثل نسبة السياحة خلال فصلي الصيف والخريف حوالي 75 %من نسبة السياحة في قطاع غزة على مدار العام. 

5- تشـكل الفنادق في قطاع غزة حوالي 18 %من عدد الفنادق العاملة في الأراضي الفلسطينية خلال العام 2004.

6- 74 %من مكاتب وشركات السياحة والسفر في قطاع غزة تتركز في محافظة غزة. 

7- يوجد في قطاع غزة 32 مطعماً مرخصة كمطاعم سياحية، منها 31 مطعم في محافظة غزة. 

8- يفـتقر قطـاع غـزة الـى المتاحف والمسارح حيث لايوجد سوى متحف واحد ومسرح واحد في جميع محافظات قطاع غزة. 

9- تسـتأثر محافظـة غزة بأكبر عدد من المراكز الثقافية إذ يوجد بها سبعة مراكز، تليها المحافظة الوسطى حيث يوجد بها 6 مراكز. 

10- يعتبر قطاع غزة من المناطق الغنية بالآثار التاريخية التي تعود الى فترات تاريخية مختلفة. 

ثانياً: التوصيات: 

  يـرى الباحـث أنـه من الضروري لتفعيل صناعة السياحة في قطاع غزة، العمل على زيادة عناصر الجذب السياحي في المنطقة، بما يتلاءم والتوجهات السياحية الدولية في هذا المجال. 

  لذلـك يمكن عرض أهم التوصيات التي توصل اليها الباحث، لتطوير وتنمية الحركة السياحية في قطاع غزة والارتقاء بها على النحو التالي: 

1- العمـل على إقامة شبكة مواصلات حديثة متطورة، تصل محافظات القطاع ببعضها البعض، وبالمناطق الأخـرى، وإيجاد أماكن مخصصة للحافلات السياحية، ومواقف للسيارات، خاصة داخل المناطق التي تتميز بأهميتها مثل مدينة رفح ومدينة غزة. 

2- يحـتوي قطـاع غـزة على الكثير من المعالم الثقافية والحضارية والمواقع الأثرية والدينية، والمقومات التاريخية والطبيعية، مما يتطلب المحافظة على هذه المعالم والمواقع المختلفة، وذلك من خلال إعادة ترميمها وبناءها، ومنع تدميرها أو تسربها بأي شكل من الأشكال. 

3- العمـل علـى إقامـة فنادق جديدة وحديثة وفق المعايير والمواصفات الدولية، لتكون قادرة على استيعاب السـياح والحجـاج الراغبين في زيارة الأرض المقدسة، وتوفير أماكن الترفيه والتسلية بما يتلاءم مع ميول ورغبات السياح ومستويات دخولهم، من أجل إطالة مدة إقامة السائح في المنطقة لأطول فترة ممكنة. 

4- إقامـة قـرى سياحية مجهزة بكافة الإمكانات والتسهيلات والمقومات السياحية مثل الحدائق ووسائل اللهو للأطفال والمطاعم ومحلات بيع التحف والهدايا، ومراكز الإرشاد السياحي، وإعادة تأهيل منتجع الواحة. 

5- الاهـتمام بالبحـث والتنقيـب عـن الآثار في المناطق المختلفة، بالتعاون مع أقسام الآثار في الجامعات الفلسـطينية والعربـية، وتوفـير أدوات متخصصـة لموظفـي دوائر الآثار لزيادة قدرتهم وكفاءتهم في هذا المضمار.

6- وضـع استراتيجية شاملة لتسويق قطاع غزة سياحياً في الخارج ضمن خطة شاملة لتسويق فلسطين، مع التركـيز على الجانب الإعلامي في هذا المضمار، بشكل يبرز الأهمية الدينية والتاريخية والسياحية لفلسطين عامة، ومنطقة الدراسة على وجه الخصوص. 
7- وضـع برامج تدريبية، يمتزج بها الجانبان التطبيقي والنظري، لرفع كفاءة العاملين في المجال السياحي، مـن خـلال التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية ذات الاختصاص، واستقطاب الخبرات الوطنية والعربية لتدريب الكوادر المحلية وفق خطة شاملة تساهم في الارتقاء بالقطاع السياحي الفلسطيني. 
8- إقامة مركز متخصص الدراسات والإحصاءات السياحية والفندقية، مع توفير المراجع والكتب والدوريات المتخصصـة، والنشـرات الصادرة عن المراكز والكليات المتخصصة في المجال السياحي من مختلف دول العالم. 

9- الاعـتماد علـى العلاقات الإنسانية في النشاط السياحي، وذلك من خلال توجيه المواطنين والعاملين في المجـال السـياحي الـى حسن التعامل مع السياح، وتقديم المساعدة لهم، ضمن التقاليد والآداب العامة للثقافة الفلسطينية، واستخدام المظاهر التراثية والفلكلورية كعنصر جذب للسياح. 

10- تطويـر الخدمـات السياحية في منطقة الدراسة، والعمل على رفع مستواها وتطويرها، والارتقاء بها، لتتناسب مع ميول السياح ورغباتهم ومستويات دخولهم، بما في ذلك السياح المحليين. 

11- تشـجيع الاسـتثمار فـي القطـاع السياحي، وذلك من خلال تشجيع الملكية الفردية للمنشآت السياحية، وتشـجيع مستثمرين فلسطينيين وعرب وأجانب على توفير التمويل اللازم لتطوير صناعة السياحة والارتقاء بها. 

12- تطوير وتوسيع المتاحف المقامة في قطاع غزة، وتزويدها بمختلف التحف والآثار والمصنوعات التراثية والفلكلوريـة، والعمـل علـى إقامـة مـتاحف مركزية في مختلف محافظات القطاع تعكس حضارة الشعب الفلسطيني وأصالته ومساهمته في الحضارة الإنسانية، وتؤكد على الأهمية السياحية للأراضي الفلسطينية. 

13- إنشـاء حديقة رئيسية للحيوانات والطيور المهاجرة في وسط قطاع غزة مثل منطقة الواد، أو أية منطقة أخـرى، ممـا يعمـل على تشجيع السياحة بشقيها الخارجي والداخلي، إضافة الى الدور الذي يمكن أن تلعبه الحديقـة فـي زيادة مقومات العرض السياحي في المنطقة، مما يعمل على زيادة إنفاق الزائر ومدة إقامته في الأراضي الفلسطينية. 

14- العمل على تطوير معبر رفح الدولي ليكون جاهزا لاستقبال السياح والزائرين.

للقراءة والتحميل اضغط   هنا

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/