جيومورفولوجيـة البلايـا فـي منخفض الفرافـرة بالصحراء الغربية

كوكب الجغرافيا أكتوبر 04, 2019 أكتوبر 04, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A
جيومورفولوجيـة البلايـا
  
فـي منخفض الفرافـرة بالصحراء الغربية  


رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الآداب - جغرافيا

بقسم الجغرافيا - كلية الآداب - جامعة عين شمس



إعداد الطالب

عويس أحمد الرشيدي

المدرس المساعد بقسم الجغرافيا كلية التربية - جامعة عين شمس


إشراف

أ.د. نبيل سيد إمبابي

أستاذ الجغرافيا الطبيعية كلية الآداب – جامعة عين شمس

القاهرة

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م








 جيومورفولوجيـة البلايـا
  
فـي منخفض الفرافـرة بالصحراء الغربية  

 رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الآداب - جغرافيا

بقسم الجغرافيا - كلية الآداب - جامعة عين شمس

إعداد الطالب

عويس أحمد الرشيدي

المدرس المساعد بقسم الجغرافيا كلية التربية - جامعة عين شمس


إشراف

أ.د. نبيل سيد إمبابي

أستاذ الجغرافيا الطبيعية كلية الآداب – جامعة عين شمس

القاهرة

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

ملخص

  تناولت الدراسة الحالية جيومورفولوجيـة مسـطحات البلايـا فـي منطقـة الفرافـرة، والأشـكال المرتبطة بها . وتعـرف البلايـا بأنهـا تلـك الأسـطح المسـتوية أو شـبه المسـتوية ، القاحلـة غالبـاً والتي تتكـون مـن رواسـب دقيقـة الحبيبـات ، ذات طباقيـة أفقيـة ، تمثـل بقايـا رواسـب أجسـام مائيـة عذبـة مغلقـة ( بـرك وبحيـرات) تكونـت خـلال فتـرة أو فتـرات زمنيـة سـابقة سـادت خلالهـا ظـروف مناخيـة أوفـر رطوبـة مـن الظـروف الحاليـةونـادراً مـا تغمرهـا ميـاه الجريـان السـطحي الطارئ جزئياً أوكلياً في ظل الظروف المناخية الجافة الحاليـةو لكنهـا سـرعان مـا تتسـرب  أو تتبخـر تاركـة رواسـبها الدقيقـة عرضـة لعوامـل التحـات و أهمهـا الريـاح التي لهـا السـيادة حاليـاً معظم الوقت  التي شكلت تلك الرواسب إلى ياردانج.
  تقــع منطقــة الدراســة بــين دائرتــي عــرض ٢ْ٦ و ٤٥  ٢ْ٧  شــمالاً، وخطــي طــول ٠٠  ٢ْ٧  و ١٥  ٢ْ٩ شرقاً تقريباً ، وتمتد على شكل منخفض كبير المساحة تتوسـطه هضـبة طوليـة الشـكل ، تمتـد فـي اتجـاه شـمالي شـرقي – جنـوبي غربي، هي هضـبة القـس أبـو سـعيد . و يكاد خط كنتور (+٢٠٠) يحدد معظم مساحتها التي تصـل إلـى حـوالي ١٤٠٠٠كـم٢ و . تضـمن تلــــك المنطقــــة ثلاثــــة منخفضــــات متداخلــــة ، هــــي مــــن الشــــرق إلــــى الغــــرب ، الفرافــــرة، والأبيض ، وعين دلة . 
   يصـل عـدد مسـطحات البلايـات فـي مصـر عمومـاً - كمـا تـم تحديـدها فـي هـذه الدراسـة اعتمادا و أهمهـا الخريطـة الجيولوجيـة - حـوالي ٣٢٩ بلايـا تشـغل مسـاحة ً على المصـادر المتاحـة تبلغ ٦٥.٢٧٢٣ كم٢ تقريباً ، تشكل نحو ٢٧.٠% فقط من جملة مسـاحة مصـر ، يقـع معظمهـا (٢٤.٨٠ %) في الصحراء الغربية، و تحتوي منطقة الدراسة وحدها على نحـو ١١٦ بلايـا منهـا (٣٥%) - كمـا اتضـح مـن تحليـل زوجيـات الصـور الجويـة و الدراسـة الميدانيـة - يبلـغ إجمـالي مسـاحتها نحـو ٥٣.٤٤٣ كـم٢ ، تشـكل حـوالي ١٦.٣%مـن جملـة مسـاحة منطقـة الدراسـة يقـع معظمهـا فـي مـنخفض الفرافـرة ( %٩٤يتـوزع بـاقي البلايـات بالتسـاوي فـي كـل مـن مـنخفض الأبيض وعين دلة،  وتوجد البلايات على مناسيب تتراوح بين + ٢١ و+ ١٠٠ متر تقريباً . 
   وقد اتضح من الدراسة الميدانية و المعملية لرواسب البلايا أنها تتكون طبقات أفقية متبادلة تتركب من الطين ، ولوم الجيـري ، والرمـل تتـراوح أحجامهـا بـين الطـين متوسـط الحجـم و الرمـل متوسـط الحجـم. و تبـدو الطبقـات الطينيـة بلـون رمـادي و رمـادي مخضـر غالبـاً . أمـا اللـوم الجيـري فيبـدو بلـون أبـيض مصـفر إلـى ناصـع البيـاض. وتنتشـر البلايـات الجيريـة فـي المنـاطق الوسـطى من المنخفض  وتتميز بأحجام حبيباتها الدقيقة و الدقيقة جدا، كما تبدو أكثـر تماسـكاً وانـدماجاً مـن سابقتها، كما تظهر علـى شـكل طبقتـين مـن رواسـب جيريـة ، يفصـلهما طبقتـين مـن رمـال هوائيـة تسـتقر الأولـى مباشـرة فـوق السـطح الصـخري للبلايـا، المكـون مـن حجـر جيـري. كمـا تظهـر فـي التتابع الطباقي لرواسـب البلايـا طبقـات مـن التربـات القديمة، و تحتـوي رواسـب البلايـا علـى بعـض البنيـات الدقيقـة أهمهـا الترقـق الـذي يشـير إلـى فصـلية الترسـيب، و أسـطح عـدم التوافـق، و بنيـات قشور الطين، مما يشير ذلك إلى تبادل ظروف رطبة و أخرى جافة خلال ترسيب البلايا
  تتركـب رواسـب البلايـا فـي منطقـة الدراسـة – كيميائيـاً - مـن أكسـيد الكالسـيوم الـذي يعـد المكـون الأساسي لهـا و المشـتق مـن الصـخور الجيريـة السـائدة بالمنطقـة ، و السـيليكا المشـتقة مـن كثبان رملية أو من رمال منقولة بفعل جريان مائي سابق، و أكسيد الألومنيوم . هذا بالإضـافة إلـى بعض العناصر الثانوية أهمهـا: أكاسـيد الحديـد و ، الماغنسـيوم والصـوديوم ، وعناصـر أخـرى بنسب ضئيلة . كما لوحظ ارتفاع نسـبة نـاتج الحريـق مـن المـواد العضـوية و الكربونـات و المـاء. أمـا العناصـــر المعدنيـــة الشــائعة فــي رواســب البلايــا فتتمثــل فــي كربونــات الكالســيوم، والكــوارتز ، و الجبس، وأكاسيد الحديد، بالإضافة إلى المواد العضوية
وقد اتضـح مـن نتـائج تحليـل عينـات الرواسـب ودراسـة المتغيـرات الحجميـة الخاصـة بهـا ، أن رواسب الطين Silt قد تم ترسيبها في وسط مائي عذب، ضحل أو غيـر عميـق. فـي حـين تـم ترسـيب طبقـات اللـوم الجيـري فـي وسـط مـائي عـذب ، هـادئ ، أكثـر عمقـاً ، يحتمـل فـي فتـرة  أقـدم مـن الهولوسـينأمـا الرمـال الناعمـة والناعمـة جـدا التـي تنـتظم فـي طبقـات أفقيـة، فيـرجح  ترسيبها في  بيئات بحيرية شاطئية ، في حـين تـم ترسـيب الرمـال الخشـنة فـي ظـل ظـروف قاريـة هوائية
  تبين من دراسة التتابع الطباقي لرواسب البلايا بمنطقـة الدراسـة ، أن تلـك الرواسـب قـد تم ترسيبها خلال دورات ال ترسيب التالية
 – فترة جافة طويلة : (ربما مع بداية الزمن الرابع) تم خلالهـا نحـت المنـاطق المرتفعـة مـن حـوض البلايا وظهور سطح عدم توافق بها، في حـين تم ترسيب طبقة سميكة من الرواسب الرمليـة في المناطق المنخفضة فوق السطح الأصلي مباشرة . 
– فترة ترسيب بحيرية قصيرة نسبياً تم خلالها ترسيب بلايا جيرية (١).
– فترة جافة تم خلالها ترسيب رواسب رملية هوائية . 
– فترة ترسيب بحيرية طويلة نسبياً تم خلالها ترسيب بلايا جيرية (٢).
– أمـا رواسـب البلايـا الطينيـة الأحـدث فقـد تـم ترسـيبها خـلال ثـلاث فتـرات رطبـة فصـلت بينهـا فترات جافة، تتابعت خلال الهولوسين، وذلك قبل أن تحل الظروف الجافة الحالية
  لــم تــتمكن الدراســة الحاليــة مــن تقــديم تــأريخ لرواســب البلايــا المدروســة ولكنهـا قامـت بتســجيل التتــابع الطبــاقي لرواســب البلايــا، وبخاصــة الجيريــة منهــا، التــي لــم تتناولهــا أي مــن الدراسات السابقة، كما استطاعت تحديد عدد من المواضع التي تحتوي على طبقات رمليـة قابلـة للتأريخ باستخدام التقنيات الحديثة المعروفة اختصاراً بـ TL. 
   يمكن القول إجمالاً أن هذه الدراسة تتفـق مـع الدراسـات السـابقة التـي تـرجح وجـود نـوعين من رواسب البلايا حسب زمن ترسيبها. رواسب قديمـة ترجـع إلـى البليستوسـين علـى الأرجـح، ورواســب أحــدث ترجــع إلــى الهولوســين طبقــاً للتأريخــات التــي قــدمتها دراســات ســابقة لرواســب البلايا. ويستدل على ذلك من خلال دراسة طبيعة و خصائص الرواسب ذاتها، فالرواسب الجيرية شديدة التماسك والاندماج تبدو أقدم من الرواسب الطينية الأقل تماسكاً. كما يستدل على ذلك من خلال تسجيل وجـود مستويين من رواسب البلايا في بلايا البطريـق بمـنخفض الأبـيض فـي هـذه الدراسة، تشبه نفس المستويات التي سجلت في بلايا جنوب الفرافـرة فـي دراسـة ,(Donner, 1999) كالتالي
– مســتوى مرتفــع نســبياً مــن رواســب بلايــا جيريــة يــرجح ترســيبها في بحيــرة أكبــر احتلــت قــاع منخفض الأبيض ربما في بداية الزمن الرابع . 
– مســتوى مــنخفض مــن رواســب بلايــا طينيــة إلــى الهولوســين يــرجح ترســيبها فــي بحيــرة أقــل امتدادا خلال الهولوسين (٩٠٠٠ – ٦٠٠٠ سنة قبل الوقـت الحـالي حسـب التأريخـات ً وجدت المتاحة في الدراسات السابقة المشار إليها).
   اتضـح مـن فحـص رواسـب البلايـا تحـت الميكروسـكوب الإلكترونـي الماسـح والميكروسـكوب البتروجرافي، أن أسطح حبيبات الكوارتز التي تحتو يها تتميز بوجود الأشكال التالية
– يظهر سطح الحبيبات في معظم العينات معتماً، أو غير مصقول، بفعل تجوية ميكانيكيـة أو برى هوائ أو نتيجة لتراكم الورنيش الصحراوي
– تنتشــر الحفــر، والثقــوب الدقيقــة العميقــة الناتجــة غالبــاً عــن الإذابــة، كمــا تظهــر العديــد مــن المنخفضات الضحلة تمتلئ برواسب السيليكا أو أكاسيد الحديد
تتميز معظم الحبيبات باستدارة و كروية واضحة بفعل نقل مائي أو هوائي
– وجود بعض الشقوق و الفواصل الدقيقة الناتجة عن التجوية الميكانيكية . 
– تظهر في بعض العينات حفر على شـكل حـرف V تمتلـئ أحيانـاً برواسـب السـيليكا كمـا تظهـر أيضاً الأطباق المقلوبة ، مما يدل على نشاط النحت الهوائي .
– تستقر فوق أسطح الحبيبات رواسب السيليكا، و بلورات من الجبس أبرية الشكل مما يشير إلـى نشاط عمليتي التبلل و التجفيف ، مع تبادل ظروف رطبة و أخرى جافة
     اعتمــادا علــى دراســة توزيــع البلايــات و خصائصــها ، تــرجح الدراســة الحاليــة أن منطقــة الدراسـة في البليستوســين علـى الأرجـح كانـت تحتـوى علـى ثلاثـة بحيـرات كبـرى تـراوح منسـوب سطحها بين +١٠٠ و+ ١٢٥ متر: هـي بحيـرة الفرافـرة : تراوحـت مسـاحتها بـين ٣٠٠٠ و ٤٠٠٠ كــم٢و بحيــرة عــين دلــة: امتــدت علــى مســاحة ربمــا تصــلو إلــى حــوالي ٤٠٠ كــم٢ .  و بحيــرة الأبــيض: غطـت مسـاحة١٢٥ كـم تقريبـاً . هـذا بالإضـافة إلـى البــرك و البحيــرات الثانويــة التـي تكونــت فــوق أســطح الهضــاب، أهمهـا بلايــا البحــر فـوق سـطح هضـبة القـس أبـو سـعيد. و قــد انكمشـت مسـاحة و امتـداد تلـك البحيـرات خـلال الهولوسـين، ثـم تحولـت إلـى بـرك وبحيـرات أقـل مساحة و امتداداً.  ويشير إلى ذلك التوزيع المتناثر لرواسبها في الوقت الحالي.
    و على ذلك فإن الدراسة الحالية ترجح أن مسطحات البلايـا بمنطقـة الدراسـة ، قـد نشـأت نتيجـة ترسـيب رواسـب دقيقـ ، علـى شـكل طبقـات أفقيـة متبادلـة مـن السـلت و الطـين الجيـري و الرمال الناعمة، نقلت بفعل جريان سطحي سابق و أرسبت في بحيرات كبيرة الحجـم تكونـت خلال فترات مطيرة تخللتها فترات جافة في الزمن الرابع يح( تمل في البليستوسين ). ويشـير إلـى ذلك وجود تلك البلايات على مناسيب مرتفعة. وشدة تماسك طبقاتهـا الجيريـة و انـدماجها. وفـي الهولوسين استمر ترسيب رواسب البلايا في أحواض ترسـيب ( و بـرك بحيـرات) ضـحلة، متنـاثرة عنها خلال البليستوسين.
    وقد نشأت مسـطحات البلايـا بفعـل تضـافر عـدد مـن العوامـل و العمليـات أهمهـا: الجريـان المـائي السـطحي، و تـدفق الميـاه الجوفيـة، والعوامـل الجيولوجيـة، و التجويـة و أهمهـا الإذابـة فـي صـخور الحجـر الجيـري، والتحلـل العضـوي ممـثلاً فـي تكـون طبقـات التربـة القديمـة، وعمليتي التبلل و التجفيف. هذا بالإضافة إلى العوامل المناخية، و أهمها التساقط السابق و البخر و الرياح .
 أمكن تصنيف البلايا بمنطقة الدراسة إلى الأ نماط التالية : 
١بلايا جيرية ذات سطح جاف ، تم نحته و تشكيله إلى ياردانج . 
٢بلايا طينية ذات سطح جاف، تم نحته و تشكيله إلى ياردانج . 
٣بلايا طينية جافة ما تزل محتفظة تقريباً بشكلها الأصلي دون تغيير كبير . 
٤بلايا طينية ذات سطح مستو ، مبلل تغطيه قشرة ملحية و تراكمات رملية . 
٥بلايا ذات سطح ، جاف تتميز بنمو نبات ي كثيف مع كثرة روابي العيون.
  ويمكن تصور مراحل تطور مسطحات البلايا في منطقة الدراسة كما يلي : 
١تراجع البحر في الإيوسين ، وسادت مرحلة نحت بفعل الجريان السطحي، والإذابة خلال الفترات المطيرة سادت في الزمن الثالث وتكونت المنخفضات الكبرى بمنطقة الدارسة
٢خلال فترة رطبة– يرجح خلال البليستوسين - تكونت بحيرات قديمة متسعة غطت أكبرها الجزء الشمالي من منخفض الفرافرة، وغطت بحيرة أخرى قاع منخفض الأبيض وشغلت البحيرة الثالثة قاع منخفض عين دلة. وقد أرسبت فيها رواسب جيرية طباقية فوق سطح تحاتي، خلال فترتين مطيرتين فصلتها فترات جافة
٣سادت فترة جافة تم خلالها تقطيع رواسب البلايا السابقة إلى ياردانج ، تشكلت خلال ظروف جافة، باردة بفعل رياح غربية، وذلك في نهاية البليستوسين تبعاً للدراسات السابقة.
٤سادت فترة رطبة هولوسينية منذ نحو ٩٠٠٠٦٠٠٠ سنة مضت ، تكونت خلالها قشور جيرية فوق أسطح الياردانج السابق نحتها، كما تكونت خلالها بحيرات فصلية ضحلة مع نمو نباتي ملحوظ أرسبت فيها رواسب بلايا طينية أحدث، تم ترسيبها – كما اتضح من خلال دراسة التتابع الطباقي لرواسب البلايا في منطقة الدراسة - خلال ثلاث فترات مطيرة فصلت فيما بينها فترات جافة
٥ازداد الجفاف تدريجياً في الهولوسين قبل أن تحل الظروف الجافة الحالية والتي أدت إلى نحت أسطح البلايا، واستمرار بري وتذرية رواسبها وتشكيلها إلى ياردانج.


للتحميل اضغط              هنا


للقراءة والتحميل اضغط  هنا

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/