تعاطي المخدرات: الأسباب والآثار الاجتماعية والاقتصادية

كوكب الجغرافيا أكتوبر 06, 2019 أكتوبر 06, 2019
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

تعاطي المخدرات
الأسباب والآثار الاجتماعية والاقتصادية




إعداد الباحث

معاذ صبحي محمد عليوي


باحث متخصص في العلوم الاجتماعية – فلسطين



المركز الديمقراطي العربي - الاجتماعية والثقافية - الدراسات البحثية


تمهيد:-

   تعدّ المخدرات آفة اجتماعية خطيرة، رافقت البشرية منذ القدم وتطورت بتطوره حتى أصبحت من أبرز الظواهر الاجتماعية الراهنة وإحدى مشكلاتها المعاصرة، كما بدأت تقلق المجتمع العالمي بكافة فئاته واتجاهاته وتقضُ مضجعه وتهدد حضاراته وتسبب له الحيرة والإرتباك في وقف هذا السيل الجارف من الويلات والآلآم التي تجتاح المجتمعات البشرية النامية والمتطورة على حدّ سواء.( السعد ،1996: ص11)

  رغم خطورة تعاطي المخدرات داخل أيّ مجتمعٍ من المجتمعات وما تتركه من آثارٍ نفسيةٍ واجتماعيةٍ واقتصاديةٍ مدمرةٍ على الفرد والمجتمع، إلا أنها أصبحت تؤرق جميع المهتمين بها في المجتمع كالقيادات الإمنية التي لها تماس مباشر مع مثل هذه الآفه الخطيرة، وكذلك علماء الاجتماع وعلماء النفس ورجال الدين، من أجل احتوائها والحدّ من مخاطرها.

  إلا أن ما يهمنا في هذا البحث الوقوف على أهم الأسباب المؤدية لتعاطي المخدرات، حيثُ أن فهمنا الصحيح للأسباب يقودنا للتعرف على الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتعاطي المخدرات لما لها من نتائحٍ خطيرة على الأفراد والأسرة والمجتمع مما يتطلبُ من الباحثين والدراسين والعاملين في الحقل الاجتماعي على وجه التحديد بذل المزيد من الجهود في سبيل معالجة الظاهرة والتقليل من مخاطرها الكامنة والظاهرة.

مشكلة البحث:-

  تعتبر مشكلة تعاطي المخدرات من المشكلات التي تؤثر في بناء المجتمع وأفراده لما يترتبُ عليها من آثارٍ اجتماعية واقتصادية سيئةٍ تؤثر على الفرد والمجتمع، كما أنها ظاهرة اجتماعية مرَضيةً تدفع إليها عوامل عديدةً بعضها يتعلق بالفرد والبعض الآخر بالأسرة والثالث بالبناء الاجتماعي ككل ممّا يشكل تهديداً لكيان المجتمع، ويساهم في عرقلة البناء الاجتماعي والتنمية الاقتصادية.

  في هذا الإطار فإن فهمنا للآثار الاجتماعية والاقتصادية لتعاطي المخدرات لا يتم بمعزلٍ عن فهمنا للأسباب المودية للتعاطي، حيثُ لا يمكن لنا أن نفهم مشكلة تعاطي المخدرات من منظور أحادي الجانب، بل يجب أن نفهمها في إطار شمولي متكامل حتى يسهلُ علينا تحديد الآثار الاجتماعية والاقتصادية التي تقود الأفراد، والأسر، والمجتمع إلى تعاطيها.


تساؤلات الدراسة:-

   جاءت هذه الورقة لتعالج السؤال الرئيس وهو:- ما هي الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتعاطي المخدرات؟ ويتفرع عن السؤال الرئيس عدة أسئلة فرعية أهمها:-

السؤال الأول:- ما تعريف المخدرات؟

السؤال الثاني:- ماهي الأسباب المؤدية إلى تعاطي المخدرات؟

السؤال الثالث:- ما هي الجهود الوقائية لمكافحة تعاطي المخدرات ؟

أهمية الدراسة:-

   تنبع أهمية الدراسة من وجهة نظر الباحثِ لعدة سببين:-

السبب الأول:- تناول العديدَ من الدراسات والآدبيات البحثية بكثافة الحديثِ عن الأسباب المؤدية لتعاطي المخدرات، دون إتباع الاساليب العملية للعلاج وطرق الوقاية. حيثُ أن الإطار النظري لا يكفي لبيان خطورة أيّ ظاهرة بالنسبة لإيّ مجتمعٍ ما دون ملامستها والبحثِ في حيثياتها، حتى يتسنى اتخاد الخطوات العلاجية اللازمة لمكافحتها والوقاية منها.

السبب الثاني:- تتمثل في رؤية الباحث تجاه تفاقم تعاطي المخدرات في البيئة العربية، دون إبراز أيّ اسهامات حديثة في علاج تلك الظاهرة والتخلص منها جذرياً، حيثُ الاكتفاء بالطرق التقليدية للعلاج من وجهة نظر الباحثِ يعزز متعاطي المخدرات على تناولها باستمرار. وبالتالي يجب أن يكون هناك آدوار متكاملة ذات طابع علاجي في مكافحة المخدرات لاسيما وأن البشرية اليوم تعيش وسط عالمٍ متسارع يعجّ بالتطورات العلمية والتكنولوجية مما تزيدُ من نسبة الوعي لدى المواطنين بخطورة تلك الظاهرة، خاصة على المستوى الإعلامي وعقد المؤتمرات والآخذ بالتوصيات الناتجةِ عنه على محملٍ من الجد من قبل الإكاديميين والباحثين العاملين في الحقول الاجتماعية والتربوية، لما يقع عليهم من عبء في تحمل المسؤولية الملقأة إليهم في متابعة الظاهرة واستخدام الأساليب العلمية والعملية في علاجها والوقاية منها.

أهداف الدراسة:-

  تسعى الدراسة لتحقيق هدفاً في غاية الأهمية ألا وهو بيان الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتعاطي المخدرات،حيثُ أن بيان الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتعاطي المخدرات سيمكنَ أيّ باحثٍ اجتماعي أو تربوي من وضعِ التصورات الديناميكية والرؤى العملية لمكافحة المخدرات وطرق الوقاية منها.

منهجية الدراسة:-

   تنحو الدراسة نحو إتباع المنهج الوصفي التحليلي، حيثُ أنها تسعى إلى وصف المفهوم( تعاطي المخدرات) وتحليله في ضوء البيانات والمعلومات المتوافرة المعدة مسبقاً من قبل الباحثِ حتى يتسنى له استخلاص النتائج التي من شأنها أن تكون رافداً أساسياً للبناء عليها مستقبلاً في إجراءِ المزيدِ من البحوث الإكاديمية ذاتُ الصلةِ بالواقع.

الآدبيات السابقة:-

الدراسة الأولى:-

دراسة بعنوان:- الإسرة ودورها في الوقاية من المخدرات. قام بإعدادها صالح بن رميح الرميح وهي دراسة مقدمة للندوة العلمية تحت عنوان ” تأثير المخدرات على التماسك الاجتماعي”. حيثُ هدفت الدراسة إلى التعرف على ظاهرة المخدرات كمشكلة اجتماعية، وكذلك دور الإسرة في وقاية أبنائها من مشكلة المخدرات الخطرة. واشتملت الدراسة على الإطار النظري والتحليلي تطرقت فيها لعدة مواضيع لعل آهمها: المشكلات الاجتماعية والانحراف، وظيفة الإسرة، المخدرات وأضررها على الآسرة، الأسباب التي تعود في إدمان أبنائها للمخدرات.

النتائج التي توصلت إليها الدراسة:-

المخدرات ظاهرة اجتماعية لازمت المجتمعات منذ القدم وقد تم مكافحتها وذلك بتحديد بعض العقوبات والجزاءات لها.

أهمية الجانب الأسري في عملية الوقاية من المخدرات.

يعد التماسك الأسري الإساس في التماسك الاجتماعي، فالإضطرابات والاختلالات الخلقية والسلوكية داخل الأسرة من شأنها أن تفرز اختلالات واضطرابات في المجتمع العام، بل أن سوء التكيف والتوافق داخل الأسرة من شأنه إحداث سوء تكيف بين أبناء المجتمع الواحد.


الدراسة الثانية:-

دراسة بعنوان:- دور العمالة الوافدة للمملكة العربية السعودية في ترويج المخدرات” من وجهة نظر العاملين في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات”. قام بإعداها محمد محسن بن حويد العتيبي. حيثُ هدفت الدراسة إلى التعرف على أكثر الجنسيات من العمالة الوافدة ترويجاً للمخدرات في المملكة العربية السعودية، وأهم الطرق والأساليب التي يتبعونها عند ترويجهم للمخدرات، بالإضافة إلى قياس مدى فاعلية الأجهزة الأمنية في الحد من دور الوافدين في ترويج المخدرات في المملكة العربية السعودية.

النتائج التي توصلت إليها الدراسة:-

- أكثر الجنسيات من العمالة الوافدة ترويجاً للمخدرات هي الجنسيات الباكستانية، والأفغانية، والسورية، واليمنية.

- اتباعهم وسائل لإغراء الشباب عند ترويجهم المخدرات مثل: سائقي الأجرة والنقل والشاحنات.

- عدم قدرة العاملين في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لدى تصديهم لمروجي المخدرات تطبيق العقوبات الصارمة بحقهم نظراً لاستخدامهم أحداث النظم والحيل.

الدراسة الثالثة:-

دراسة بعنوان:- السياسة الجنائية لمكافحة ترويج المخدرات في نظم دول مجلس التعاون الخليجي( دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة تطبيقية) بحث مقدم (استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العدالة الجنائية، تخصص السياسة الجنائية. قام بإعدادها أحمد بن عبدالرحمن بن علي الهدية. حيثُ هدفت الدراسة إلى معرفة الآثار السلبية لجرائم المخدرات، التعرف على حجم مشكلة الإتجار في المخدرات وترويجها في دول مجلس التعاون الخليجي، توضيح أوجه الشبه والاختلاف بين أنظمة وقوانين دول الخليج العربي لجريمة ترويج المخدرات، بيان مطابقة الأحكام الواردة في نظم وقوانين دول الخليج العربي مع أحكام الشريعة الإسلامية. اعتمدت الدراسة على المنهج الاستقرائي الذي تتناوله الأنظمة الخليجية تجاه جريمة ترويج المخدرات.

النتائج التي توصلت إليها الدراسة:-

- إجماع علماء الإمة بتحريم التعامل بالمخدرات في جميع صورها، لما فيها من أخطارٍ على العقول والإجسام تهدد الحياة، وتؤذن بخرابها وتؤدي إلى ضياع الحقوق والواجبات.

- علو قدر شأن الشريعة الإسلامية في الوقاية من المخدرات، وعظم دورها في ما قررته من واجباتٍ وأنماط سلوكٍ تؤدي إلى وقاية المسلم من الوقوع ضحيةً ارتكاب الجرائم عامة، وتعاطي إدمان المخدرات وتروبجها.

- ترواحت العقوبات على المتجرين بالمواد المخدرة بين سجنٍ طويل الأمد، وغراماتٍ مالية كبيرة، وصلت عقوبة الإتجار غير المشروع بالمخدرات في بعض الدول الخليجية إلى الإعدام، مع وجود اشتراطاتٍ مختلفة من الدول لإيقاع عقوبة الإعدام.

التعقيب على الدراسات السابقة:-

  يتضح من الدراسات السابقة التي قام بها الباحث بإستعراضها أن هناك تركيزاً على الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات خاصةً على مستوى الإسرة، والمجتمع وإغفالها الآثار الاقتصادية وهذا ما يضفي على البحث لوناً من الحداثة والحيوية.

   وقد استفاد الباحث من الدراسات السابقة في إثراء الإطار النظري للدراسة الحالية، وفي صياغة الخاتمة، وفي التعقيب على النتائج التي كشفت عنها الدراسة الحالية.

مصطلحات الدراسة:-

المخدرات:-

  إن تعريف المخدرات يختلف بإختلاف النظرة إليها، ولذلك لا يوجد تعريفٍ موحد أو متفق عليه للمخدرات، ويمكن تعريف المخدرات من الجوانب التالية:-

تعريفٍ لغوي:

  المخدر في اللغة اسم فاعل مشتقٌ من الفعلِ خدر، ويدور لفظ الخدر حول معاني الضعف والكسل والفتور أو الستر.( هلال، 1999م: ص23) فيقال المرأة خدّرها أهلها بمعنى ستروها وصانوها من الإمتهان، أيّ أن الخدر هو ما يسترُ الجهاز العصبي عن فعله ونشاطه المعتاد. (حمد،2013:ص23)

تعريف المخدرات إصطلاحاً:-

  هي كلُ ما يؤثرُ على العقلِ فتخرجه عن طبيعته المميزة المدركة الحاكمة العاقلة، ويترتب على الإستمرار في تعاطيها الإدمان فيصبحُ الشخص أسيراً لها. في تعريفٍ آخر تعرف بأنها المواد التي تخدر الإنسان، وتفقد وعيه، وتغيبه عن إدراكه.( الهديه ، 2008: ص44)

التعريف العلمي للمخدرات:-

   المخدر هو مادة كيمائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم، وهي ترجمة لكلمة( Narcotic) المشتقة من الإغريقية ( Narcosis) التي تعني يخدر أو يجعله مخدراً.

التعريف القانوني للمخدرات:-

    يطلق لفظ المخدرات قانوناً على مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، ويحظر تداولها أو زراعتها، أو صنفها إلا لأغراض يحددها القانون ولاتستعمل إلا بواسطةِ من يرخص له ذلك.( الدمرادش، 1983 : ص10)

التعريف الإجرائي للمخدرات:-

  هو مخدر الهيرويين الذي يؤثر بدخوله جسم الإنسان على وظيفةٍ أو أكثر من وظائفه بشكلٍ سلبي، فضلاً عما يحدثه من خللٍ في كيمياء الجسم.( هلال،1999: ص52)

تعاطي المخدرات (drug abuse)

التعاطي في اللغة:- العطو: التناول ورفع الراس واليدين. والإعطاء: المناولة كالمعاطاة والعطاء والانقياد. والتعاطي: التناول: وتناول ما لايحق، والتنازع في الآخذ، والقيام على أطراف أصابع الرجلين مع رفع اليدين إلى الشيء.( آبادي،2000:ص526)

التعاطي في الإصطلاح:-

   هو التناول غير المشروع للمخدرات بطريقة غير منتظمة وغير دورية يتعاطاها الأفراد من أجل إحداث تغييرٍ في المزاج أو في الحالة العقلية، ولكنه لايصل إلى حد الاعتماد التام عليها. (مشاقبة، 2007: ص21)


التعريف الإجرائي للتعاطي:- 

  العمل الذي يقوم به الشخص لتناول أيّ نوع من العقاقير المخدرة مثل الحبوب المخدرة مثل: الحبوب، الحشيش، الهيرويين، وغيرها بأيّ وسيلةٍ من وسائل تزويد الجسم سواء كان آكلاً، أو شرباً،أو شماً، أو حقناً.( الهديه، 2008: ص29)

الإطار النظري:-

النظريات الاجتماعية (Sociocultural Theory)

   تركز هذه النظريات على دور الأسرة والبيئة والثقافة والعوامل الاجتماعية الأخرى في تطور وتفسير سلوك الإدمان، ومن بين هذه النظريات الاجتماعية التي تفسر سلوك الإدمان نظرية العائلة\ الأسرة( Family Theory) حيثُ تعارض هذه النظرية بأن يكون المرض أو صعوبات الفرد هي مقدمة للإدمان. وتركز هذه النظرية على إسهامات الإسرة في سلوك الإدمان، وكيف تؤثر المشاكل على كل عضوٍ في الأسرة، وما هو تأثير الإدمان على الأسرة كوحدة متماسكة، وتفترض هذه النظرية أن الأدمان هو أحد الطرق التي تستخدمها الأسرة لتلبية حاجات الحياة وتحدياتها، وأن الإدمان وسيلة تكييف مع ظروف الحياة.(محمد مشاقبة، 2007: ص64)

نظريات أخرى للإدمان:-

   هناك نظريات تقول أن الأدمان عبارة عن تكوين ارتباطاً شرطية في المخ بين الهروب من الواقع، واللذة، ومادة الإدمان…. فكلما شعر المدمن بالقلق، والتوتر، يتذكر فوراً أن تعاطي المواد المخدرة سيعمل على إزالة هذا التوتر فوراً….. وينمو هذا الارتباط الشرطي باستمرار التعاطي.(محمد غباري، 2007: ص ص 61-62)

الأسباب المؤدية إلى تعاطي المخدرات:-

   يرى محمد سلامة غباري أن الأفراد يلجأون إلى تعاطي المخدرات لأسبابٍ عديدة معظمها راجع إلى الوهم والجهل وسوء الفهم ومن هذه الأسباب مايلي:-

- الحصول على اللذة أو السرور وكما معروف فإن هذه الحاله دائماّ تكون وهمية ومؤقتة.

- الظروف الاجتماعية والأسرية غير المناسبة مثل:- التفكك الأسري أو انحراف أحد الوالدين، ورفقةِ السوء والعادات الخاطئة.

- الهروب من بعض ضغوط الحياة ومشاقها، ومن بعض مظاهر سوء التوافق الشخصي أو الاجتماعي في البيت أو المدرسة أو العمل.

- نبذ الأبوين للطفل أو المراهق وتهربّ الأب من مسؤولياته، وانعدام طموحات الأبوين بخصوص مستقبل الطفل، وحدوث صراعات مستمرة بينهما أمام الأطفال أو المراهقين.

- انخفاض الوازع الديني لدى الفرد، وعدم قيام الأسرة أو المدرسة أو المجتمع بإبراز الأوامر والنواهي الدينية المتعلقة بالمخدرات للأفراد على نحوٍ مناسب.

- التعامل السيئ من جانبِ بعض وسائل الإعلام مع موضوع المخدرات وتعاطيها حيثُ تترك الفرصة لغير المتخصصين للكلام عنها بشكل غير علمي.

  وفي هذا السياق يمكننا رصد الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات كالآتي:-

الأسباب التي تؤدي إلى الفرد:-

نقص التوجيه الديني لدى الفرد المتعاطي:- إن عدم وجود تنشئة دينية منذ الضغر للأبناء وحثهم ومتابعتهم على الإلتزام بالتعاليم الإسلامية، سيكون لها الأثرُ في بناء شخصيةٍ غير متزنة مضطربة تعاني من القلق والوساوس والإضطربات فعندها يسهل عليها الإنقياد والتعاطي لإيّ مؤثر من قبل الأشخاص المتعاطين، مما يحرفها عن طريق الحق والخير إلى طريق الفساد والضلال.

    فضلاً عن الفهم الخاطئ للتعاليم الدينية في سلوك المراهقين، إذ لوحظ أنهم أكثر انقياداً إلى من يدفعهم ويستويهم بإسم الدين إلى سلوكٍ معين يتضمن خروجاً على قواعد المجتمع، ولذلك يمكن القول أن كلاً من الفهم الديني الخاطئ، أو نقص التوجيه الديني يعتبر من أهم الأسباب الدافعة إلى تعاطي المخدرات.( غباري، 1999: ص62)

رفاق السوء:- يشكل رفاق السوء أحد المتغيرات المرتبطة بانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات حيثُ أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت في كثير من بلدان العالم إلى أن رفاق السوء لهم دوراً كبيراً ومؤثراً في دفع بعضهم البعض لتعاطي المخدر، كما اتضح من معظم تلك الدراسات أن رفاق السوء يشكلون المرتبة الأولى وبنسب مرتفعة في دفع الأفراد لتعاطي المخدرات، مما يؤكد أن رفاق السوء وصحبتهم تعتبر من العوامل الرئيسية في زيادة أعداد المتعاطين والإقبال على المخدرات وزيادة انتشارها.( السعد، 1996: ص ص 182-183)

الشعور بالفراغ:- إن عدم استثمار الفراغ بشكلٍ مجدٍ وفعال يصبحُ مفسدةً من قبل الأفراد خاصةً إذا تلازم وقت الفراغ مع عدم توفرِ الأماكن الصالحةِ التي تمتصُ طاقة الشباب كالنوادي والمتنزهات، فعندها ينبغي تعليم هؤلاء الأفراد البدائل المختلفة للاستمتاع بوقتِ فراغهم دون اللجوء إلى المخدرات، مثل: الرياضة، الموسيقى، الهوايات المختلفة، بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم، فالنمو والتقدم يعتمدُ على المستوى الفكري الذي يعيش فيه الأفراد.(مشاقبة،2007: ص96)

توفر المال بكثرة:- إن توفر المال في يدّ بعض الإفراد لا يقتصر على الإقدام على تناول بعض الأطعمه ذات السعر المرتفع، بل يدفعهم حبّ الاستطلاع إلى شراء أغلى أنواع المخدرات والمسكرات في سبيل تحقيق المتعة الزائفة مما يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتكاب الجريمة.(المهندي، 2013: ص68)

السهر خارج المنزل:- قد يفسر البعض الحرية تفسير خاطئ على أنها الحرية المطلقة حتى ولو كانت تضر بهم أو بالآخرين، ومن هذا المنطلق يقوم البعض بالسهر خارج المنزل حتى أوقات متأخرة من الليل، وغالباً ما يكون في أحد الأماكن التي تشجع على السكرِ والمخدرات وخلافه من المحرمات.( المهندي، 2013: ص68)

السفر إلى الخارج:- يعدّ السفر خارج البلاد ملاذاً للأفراد خاصةً فئة الشباب، حيثُ لا توجد مراقبة أو متابعة لهم في غالبية الأحيان من أسرهم مما يجعلهم يفكرون في تناول العقاقير والإرتياد إلى أماكن اللهو وتناول جرعاتٍ كبيرة من المنبهات والمواد المخدرة بدون أيّ مساءلة أو محاسبة من أي جهةٍ ما.

الهموم والمشكلات الاجتماعية:- هناك العديد من الهموم والمشكلات الاجتماعية لا يقوى أفرادها على تحملها، فيلجأ البعضُ منهم إلى تناول بعضاً من العقاقير والمواد المخدرة آملاً في الهروب من الواقع المعاش، وتغييرٍ فعلي في حياته النفسية، لكن خطورة مثل هذه الحالات ربما تعدّ أكثر فتكاً من أي سببٍ آخر حيثُ أنها تضاعف من حالته النفسيه، وتجعله مدمناً ومستهلكاً لها باستمرار، من شأنها أن تحدث أضرارا بالغةً ليس فقط على جسده فحسب، بل تضاعف من همومه ومشاكله الاجتماعية.

الاعتقاد بزيادة القدرة الجنسية:- يعتقد العديد من الشباب بأن هناك علاقة وثيقة بين تعاطي المخدرات وزيادة القدرة الجنسية، من حيثُ تحقيق إشباع جنسي، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً حيثُ تؤكد الحقائق العلمية بأن مدمني المخدرات يعانون من صعوبة كبيرة في إلى النشوة الجنسية وحدوث القذف، مما يجعل الممارسة الجنسية في هذه الحالات عذاباً كبيراً وعملية مرهقة ومؤلمة خاصة للزوجة لأنها عملية ليس لها من نهاية ممتعة، وبالطبع لن يشعر الرجل بعذاب زوجته لسبب بسيط وهو أنه مُخدر.( الشواربي، بدون سنة للنشر: ص73)

   وفي أحد البحوث ذكر بأن 77% من المتعاطين بأنهم تحت تأثير المباشر للحشيش، يستغرقون في أداء الاتصال الجنسي(قبل القذف) مدة أطول من المدة التي يستغرقونها بدون المخدر. كما يقرر 80% منهم بأنهم يشعرون وهم في حالة من التخدير برغبةٍ في الاتصال الجنسي أقوى من المعتاد، وذكر 60% منهم بأنهم يشعرون بالهياج الجنسي أسرع من المعتاد.( غباري، 1999:ص52)

     إن إدمان الفرد للمخدرات لن يدعه بعد فترة قصيرة شخصاً محترماً، ولذا من الصعب أن يجد الحب في طريقه من رفيق ناضج مثقف محترم، مما سيزيدُ من مشاكله العاطفية، ويشوه الكثير من مشاعره الجنسية التي لن تجد له متنفذاً سوى بيوت الدعارة….فهي كفيلة أن تزيد من عقيدته الجنسية، فضلاً عن الأمراض التناسلية التي لها تأثير مدمر على الجنس.

الأسباب التي تعود إلى الأسرة:-

   تعتبرُ الأسرة الخلية الأولى في المجتمع، وهي التي ينطلقُ منها الفردُ إلى العالم الذي حوله بتربية معينة وعاداتٍ وتقاليد اكتسبها من الأسرة التي تربها فيها، لذا يبقى الحرصُ عليها شديداً والإهتمام بسلامتها هدفاً يبتغى، لأن الطفل الذي يعيش في أسرة رصينةٍ متماسكة يبقى وثيق العرى، رصيناً أمام كل المغريات والانحرافات السلوكية.

   وقد أظهرت نتائج تعاطي المخدرات أن تغلغل الإستقرار في جوّ الأسرة، متمثلاً في انخفاض مستوى الوفاق بين الوالدين، وتأزم الخلافات بينهما إلى درجةٍ من الهجرِ والطلاق، يولد أحياناً شعوراً غالباً لدى الفرد بعدم اهتمام والديه به. ومن الأسباب التي تعود للأسرة وتساهم في تعاطي المخدرات:-

القدوة السيئة من قبل الوالدين:- يعتبرُ هذا العامل من أهم العوامل التي تدفعُ بالشباب إلى تعاطي المخدرات، ويرجع إلى ذلك التصرفات المخجلة من قبل الوالدين أمام أبنائهم، وما يسببة ذلك من صدمةٍ نفسية عنيفة للأبناء تدفعهم إلى محاولة تقليدهم فيما يقومون به من تصرفاتٍ سيئة.

إدمان احد الوالدين:- يشكلُ تعاطي المخدرات أو الإدمان عليها في محيط الأسرة مشكلة خطيرة تهدد حياة الأسرة وأمنها واستقرارها، حيثُ أن تعاطي الأب للمخدرات يسبب مشاكل وتحديات اجتماعية واقتصادية وقيمية تواجه جميع أفراد الأسرة مجتمعين ومنفردين، وتنعكس سلبياً على مقومات تماسكها وترابطها وتآلفها، وفي حالة تعاطي الأم للمخدرات تصبح الصورة أكثر قتامةً وتشويشاً أمام الأبناء،حيثُ يصبح الوضع في هذه الحالة مأساوياً ومزرياً سلوكاً وتعاملاً،لأن تقليد سلوك الأم ومحاكاتها في تصرفاتها أقرب عند الأطفال من غيرهم، وأكثر قبولاً واستساغةً وممارسةً.( السعد، 1996: ص40)

انشغال الوالدين عن الإبناء:- إن انشغال أحد الوالدين عن تربيتهما لأبنائهما خاصةً في مراحل زمنية مبكرة بدوافع السفر للخارج، أو تحقيق العائد المادي فلن يجلب لهما سوى الضياع والوقوع في مهاوى الإدمان، وما يترتبُ على ذلك من أضرارٍ جسيمةٍ تلحق بالأبناء كالإدمان، والانهيار الخلقُي وغيرها من المشكلات النفسية التي تلحق بهما نتيجة غياب التنشئة السليمة لهما من قبل والديهما.

  فضلاً عن حالات غياب الأم عن البيت لفترات متباينة قصيرة أو طويلة، فإن الأطفال في هذه الحالة لا يجدون سوى الشارع لقضاء أوقاتهم، دون تمييزٍ بما يحمله أمثالهم وغيرهم من قيمٍ وسلوكياتٍ سلبية تصبحُ السمة الغالبة فيهم يمارسونها عن قصد أو غير قصد.( السعد، 1996:ص31)

كثرة تناول الوالدين للأدوية والعقاقير: إن تعاطي المخدرات والإدمان عليها بشكلٍ مستمر من قبل الوالدين أمام الأبناء بصورةٍ علنية، وتوفرها في المنزل على مرأى الأبناء صغاراً وكباراً تخلقُ لديهم شعوراً إيجابياً نحو تعاطيها، وتتولد لديهم قناعاتٍ بعدم ضررها، ويغرس في نفوسهم مفهوماً بإباحيتها وعدم تحريمها.( السعد، 1996: ص41) لأن التجربة ماثلةً أمامهم توحي بأن التصرفات التي يقوم بها أحد أعضاء الإسرة صحيحة ولا يشوبها أيّ لغطٍ أو ضررٍ، وبالتالي تصبح شرعية تناول الأبناء العقاقير والمواد المخدرة أمراً مباحاً لا يستوجب العقاب أو التوبيخ من قبل الوالدين ما دامت الأسرة تتصرف بهذا الشكل فلا ضير على الأبناء أن يقوموا بهذا الفعل أمام أسرتهم أو في مكان آخر.

القسوة الزائدة على الأبناء:- يعتمدُ هذا الأسلوب على استعمال عبارات قاسيةٍ جداً من الوعيد والترهيب والتأنيب والصراخ، وقد يكون هذا الأسلوب معتمداً على القهر الجسدي من ضربٍ وتعذيبٍ، وإساءة مادية، ويحدث ذلك أحياناً عندما يفشل الكلام اللفظي في الوصول إلى الهدف. وهذا الأسلوب في التربية يخلقُ في الأبناء النفور والهروب من الواقع المعاش، ويؤول بهم إلى الشعور بالنقص والارتباك، مما يسهل انقيادهم إلى الانحراف والدفع بهم إلى طريق الفساد وتعاطي المخدرات.

الأسباب التي تعود إلى المجتمع:-

وجود بعض أماكن اللهو في بعض المجتمعات:- تحرصُ بعض المجتمعات على أن تكون أماكن اللهو مناطق ترفيهية يزورها أفراد المجتمع للترويح عن أنفسهم من ضغوط الحياة وتعقيداتها المستمرة، لكن يحرصُ بعض القائمين عليها أحياناً إلى تشويها عبر إدخال المسكرات وبعض العقاقير المخدرة بهدف تحقيق أكبر قدرٍ ممكن من الأرباح الطائلة على حساب توفير الراحة النفسية للبشر، فضلاً عن استغلالهم بشتى الوسائل والطرق تحت ذرائع وهمية ووحججٍ لايستطيعُ العقل البشري تحملها أو استيعابها، فمن يريدُ أن يفسد عقول البشر والإتجارِ بهم فهو لا يسعى إلى توفير الراحة لهم.

العمالة الأجنبية وتعاطي المخدرات:- أدى استقدام الأيدي العاملة الأجنبية خاصةً من مختلف البلدان الآسيوية إلى دول الخليج خلال السنوات العشر الأخيرة إلى جلب العديد من السلوكيات المنحرفة كان أبرزها عادة تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها وأساليبها.

    أظهرت نتائج الدراسة التي أجراها الباحث محمد العتيبي بعنوان:” دور العمالة الوافدة في ترويج المخدرات من وجهة نظر العاملين في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات” إلى أن أكثر الجنسيات من العمالةِ الوافدة ترويجاً للمخدرات هي الجنسيات الباكستانية، والإفغانية،والسورية، واليمنية، إضافةً إلى بعض الطرق والأساليب التي اعتمدت عليها العمالة الوافدة في ترويجها للمخدرات كإخفاء المواد المخدرة في أماكن آمنة، وتجنيد بعض ضعاف النفوس لمساعدتهم في بيعها وترويجها، فضلاً عن استئجار الشقق واستعمالها كأوكار لبيع وترويج المخدرات، والتركيز على بعض سائقي الأجرة والشاحنات في نقل المواد المخدرة والترويج لها، ومن أكثر المواد المخدرة التي يروجّ لها الوافدون هي الحشيش، الكبتاجون*، الهيرويين، القات.

وسائل الإتصال:- نقصد بوسائل الإتصال العامة، تلك الوسائل التي تساعد الإنسان على الإتصال بالعالم الخارجي المحيط سواء كان هذا العالم محلياً أو قومياً أو عالمياً، ولعل أهم هذه الوسائل هي المطبوعات بشكلٍ عام وتتضمن المجلات والكتب، ثم وسائل الإعلام المسموعة والمرئية كالإذاعة والتلفزيون والسينما والفيديو.( هلال، 1999: ص47)

  يرى العديد من الباحثين أن بعض وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفزيون والسينما، قد تؤدي أحياناً من خلال ما تقدم أو تعرض من أفلامٍ أو مسلسلاتٍ إلى الإنخراط في دائرة الإدمان، وخاصةً تلك الأفلام التي يركز مضمونها على تعاطي المخدرات أو على الإتجار فيها أكثر من التركيز على إبراز الجوانب السلبية التي غالباً ما يقوم بها شخصيةً أو شخصياتٍ لها جماهيرية لدى المشاهد، فضلاً عن نوعية الأفلام والمسلسلات التي تسرف في إظهار حياة الرفاهية والبذخ على حساب القيم والأخلاق ممّا يخلق تناقضاً بين تطلعات الشباب وعدم توافر الوسائل اللازمة التي تمكنهم من تحقيق هذه التطلعات، بما يؤدي إلى تمرد الشباب وميلهم إلى العدوانية والعنف وأخيراً الإدمان.( هلال، 1999: ص48)

    لا ننسى الإعلانات المعروضة على وسائل الإعلام مثل: التلفاز، وغيرها من وسائل الإعلام التي ساهمت بشكلٍ أو بآخر في تشجيع الاتجاهات نحو تعاطي المخدرات كالإعلان عن الكحول والتوباكو، من أجل تحقيق الأهداف المعروضة من وراء طرح الإعلان إلا وهي هدم العنصر الأساسي من عناصر القوة والتنمية إلا وهي الشباب.

الموروث الثقافي:- تعتبر نظرة المجتمع إلى المواد المخدرة وكيفية تعاملها معه من الأسباب المؤدية إلى الإدمان. ففي الوقت الذي يعتبرُ تناول المخدرات والكحول في المجتمعات والدول الأوروبية نوعاً من الموروث الثقافي وأحد مظاهر التلاقي الاجتماعي، فإن الوضع في المجتمع العربي والإسلامي يكون خلاف ذلك حيثُ أن الإكثار من شرب التدخين وتناول القهوة والشاي الأكثر تداولاً يعود في ذلك إلى طبيعة المجتمع الملتزمة والتي ترفض تناول أيّ مواد مخدرة من شأنها الإضرار بأفراد المجتمع، إلا أن الشئ المهم على سبيل المثال في شرب التدخين وهو أن تأثيراته السلبيه وأعراضه لا تظهر على المريض إلا بعد عقدٍ أو عقدين من الزمن وهو بذلك يتلاقى في تأثيراته مع المواد المخدرة في حجم الأضرار والنتائج السلبية المتوخاه بفعل التعاطي المستمر من قبل المدمنين عليه من أفراد المجتمع.

    والواقع أن هناك العديد من التفسيرات الثقافية تبيانت بشأن تعاطي المخدرات والإقبال عليها، ما بين ثقافات ممتنعة تحرم شرب الخمر كلياً وتتصف بسيادة مشاعر سلبيةٍ قويةٍ نحو المسكرات ومن يتعاطونها وهذا النوع موجود في بعض الجماعات الحضارية في السويد وفلندا، وما بين ثقافات تتصف بالإزدواجية تسمح بالتعاطي وتشجع عليها كوسيلة للحصول على اللذة دون ضوابط، وتميل في نفس الوقت إلى عدم تشجيع التعاطي، فيصبح الفرد في حيرةٍ بين الاتجاهين وهذا ما يحدث في بريطانيا، وبعض المجتمعات الإفريقية والهنود الحمر والأسكيمو.( هلال، 1999: ص58)

المدرسة:- تعتبر المدرسة مؤسسه تربوية اجتماعية، لكنها قد تفشل في تحقيق وظائفها، وقد يرجع ذلك إلى عوامل متعددة قد ترجع إلى الحدث أو ترجع إلى المدرسة أو ترجع إلى الاثنين معاً، إلا أن سوء معاملة المدرسين وقسوتهم، قد تجعلُ من المدرسة مثيراً شرطياً للألم والعقاب، ويجد الطفلُ في الهروب من المدرسة الوسيلة المناسبة لخفض التوتر والقلق، وتصبح المدرسة في هذه الحالة أقل جاذبية لبعض التلاميذ، الذين يجدون في البيئة الخارجية للمدرسة أكثر أمتاعاً لتحقيق رغباتهم، فيهربون من المدرسة إلى المناطق الجاذبة، مما يسهل تعرضهم للانحراف خاصةً إذا اجتمعوا مع أصدقاء السوء بالمدرسة وخارجها.( غباري، 2007: ص120)

   والمدرسة كمؤسسة اجتماعية لا تعمل وحدها، ولكنها جزءٌ من الثقافة العامة للمجتمع الذي تعملُ فيه، ظروفها هي ظروف ذلك المجتمع، فإن هي وجدت في مجتمعٍ جانح متفكك، وفي أحياء خربة فاسدة، فإنها بلا شك لا تجد من حولها من يحميها من أثر هذه الظروف الاجتماعية غير الملائمة، وبالتالي فهي أعجز من أن تحمي أطفالها من التعرض إلى تلك الأنماط السلوكية الجانحة التي تشيع حولهم.( غباري، 2007: ص120)

    لا يقتصر دور المدرسة تحقيق التكامل والتساند الوظيفي بين أدوار العاملين بالمدرسة بل تقديم مناهح غنيةٍ واسعةٍ ومشوقة، كما يجب أن يكون ذلك البيت الهادئ المريح الذي تتفتح بين جدرانه طاقات الفرد وكفاءاته، وعليها أن توفر المدرسين الأكفاء المتخصصين في شؤون تربية المتعاطين، والقادرين على التعامل معهم بروحٍ أبوية تنفذ إلى أعماقهم.

الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات:-

  يعدّ تعاطي المخدرات مرضٌ اجتماعي، يذل الفرد ويحطمه، ويؤثر على نفسيته، وينعكس على شخصيته، فيمحوا منه الفضيلة، ويدفعه إلى الرذيلة، ويقود الشخص إلى التبلد واللامبالاة مما يفقده الشعور بالمسئولية، ويبعده عن واقع الحياة، يبدو دائماً خائر القوى، دائم الجلوس قليل الحركة، لا يقوى على العمل، ولا يعرف معنى الكفاح، ينتهي به الحال إلى الإقامة بأحد المستشفيات لعلاج مرض عضوي مزمن، لا شفاء منه، أو بمستشفى الأمراض العقلية إلى أن تنتهي حياته.( غباري، 2007: ص156)

   تشيرُ معظم الدراسات والبحوث التي أجريت على كافة أنواع المخدرات وفي مختلف المجتمعات أن تعاطي المخدرات له آثارٌ سلبية على الفرد وفي علاقته مع غيره من الأفراد في المجتمع، وعلى إنتاجيته سواء كان عاملاً أو طالباً، لما يطرأ عليه من تغييراتٍ كنتيجة مباشرة للتعاطي.( عبد اللطيف، ص1992: ص68)

الآثار الاجتماعية للمخدرات على الفرد:-

- تؤدي المخدرات إلى نتائج سيئة للفرد سواء بالنسبة لعمله أو إرادته أو وضعه الاجتماعي وثقة الناس به، فتجعل منه إنساناً كسولاً ذو تفكيرٍ سطحي، يهمل في أداء واجباته، ولا يبالي بمسؤولياته، وينفعلُ بسرعةٍ ولأسبابٍ تافهةٍ، وذو أمزجةٍ منحرفة في تعاملهم مع الناس. (الهدية، 2008: ص86)

- تدفع المخدرات الفرد المتعاطي إلى عدم القيام بمهنته، والإفتقار إلى الكفاية والحماس والإرادة لتحقيق واجباته مما يدفع المسؤولين عنه بالعمل إلى طرده من عمله وتغريمه غراماتٍ مادية تتسببُ في اختلالِ دخله. وفي هذا المجال أشارالعالم “وولف Wolf” إلى الأثر الاجتماعي للإدمان في تجربته مع ثلاثة من الأطباء العقلين في مدينة Recife“” بالبرازيل، على عددٍ من متعاطي المخدرات، وقد تبين أن هؤلاء المدمنين كانوا موضع ثقةٍ وانهارت، وقد تأثرت أخلاقهم وكفاءتهم الإنتاجية، وانهارت علاقاتهم بزملائهم، بسبب المخدر، وتحولوا إلى أشخاصٍ يفتقرون إلى الطاقة المهنية، والحماس والإرادة، بالإضافة إلى الإهمال الواضح في مظهرهم ومشاعرهم العدائية تجاه الابن الهدية، 2008: ص ص 69-70)

- يؤدي تعاطي المخدرات إلى هبوط مستوى أخلاق متعاطيها، فيؤدي بهم إلى حبِ الذات، وعدم الشعور بالمسؤولية، والإستهتار بالواجب، وضعف الإرادة، وإهمال الواجبات العائلية، والتنكر لمبادئ الأمانه والشرف.( الشواربي، بدون سنة النشر : ص37)

-  يسبب الإدمان على المخدرات للمدمن نقائص وعاهاتٍ جسيمة، وعقلية، وخلقية، تتنقل غالباً إلى ذريته، فالأدمانُ له أثرٌ في سعادة الفرد والأسرة وشقائها، وكذلك له ارتباطٌ وثيق بالإجرام، فجريمة ما قد تكون نتيجة لتهيج حادث من تعاطي المخدرات، أو اضطربٌ عقلي متسبب عن الإدمان المزمن، أو حادث من حالة الفقر التي سببها الإدمان، أو للرغبة في الحصولِ على المخدر بطريقٍ غير مشروع.( الشواربي، بدون سنة النشر: ص38)

- إن متعاطي المخدرات يعطون المثل السيئ لأفراد أسرتهم فهم غالباً ما ينساقون وراء نزواتهم وغرائزئهم الأولية التي تحكمها الإرادة أو الظروف العادية، وذلك لإنعدام قدرتهم على السيطرة عليها وعلى الدوافع الكامنة في أنفسهم.

- يمنح المنشط أو الملهوس جرأة غير طبيعية تدفعه إلى التهجم على من هو أكبر منه سناً ومقاماً وإهانته إهانات بالغة.( مختار، 2005: ص106)

- في إطار ما سبق ذكره تتصف شخصية المتعاطي بعدم النضج الاجتماعي وتبدو مظاهرها كما يلي:- (عبد اللطيف، 1992: ص71)

الشخصية الإنطوائية:- حيثُ يكون الشخص خجولاً، شديد الحساسية، محباً للفراق، يهرب من الناس ومن المجتمعات، لأنه لا يقدر على مواجهتهم، ويحاول اللجوء إلى مادة تزيد الحواجز بينه وبين الناس فيقع في دائرة تعاطي المخدرات.

الشخصية السيكوباتية: التي تأتي أفعالاً لا اجتماعية، ولا أخلاقية، مثل السرقة، القتل، الاغتصاب وغيرها.

الشخصية القلقة:- التي تتسم بعدم الصبر، التعجل للأمور، الاستثارة السريعة، وهذه الصفات تعرض صاحبها للوقوع في الخطأ، وارتكاب السلوك المنحرف من خلال التعاطي أو أدمان المخدرات.

الآثار الاجتماعية للمخدرات على الأسرة:-

- يؤدي تعاطي المخدرات من قبل أحد أفراد الأسرة إلى زعزعة البنية الاجتماعية للأسرة، وتراجع أطر التفاعل الاجتماعي البنّاء بين أعضائها، تختلف أبعاد تلك الآثار ونتائجها باختلاف عضوية الفرد المتعاطي داخل الأسرة كالأب أو الأم أو أحد الأبناء، وكذلك نوعية مادة المخدر الذي يجري تعاطيه، ومستوى التعاطي وفترته الزمنية.( السعد، 1996: ص52)

- يمثل تعاطي المخدرات عبئاً اقتصاديا شديداً على دخل الأسرة، فتسوء حالتها المعيشية من جميع النواحي، وقد يؤدي ذلك إلى انحراف بعض أفراد الأسرة، ويكون الوالد في هذه الحالة نموذجاً سيئاً لأسرته، سواء من ناحية أخلاقه، أو علاقاته المشبوهة بالمدمنين ذوي الأخلاق الشاذة، إضافةً إلى إنزلاق أحد أفراد الأسرة إلى نفس الهاوية التي انحدر إليها ربّ الأسرة، وهي الأدمان خاصةً الأطفال الذين ينشأ لديهم شعور بعدم المسؤولية وتقدير الواجب حيال أسرهم بل حيال المجتمع.

- لا يقتصر تعاطي المخدرات على التشوه المادي للإسرة فحسب، بل يؤدي إلى تفكك الروابط الأسرية، وزيادة المشاكل بين الزوجين والتي تنتهي بالأسرة إلى الدمار والخراب. بمعنى آخر فإن المتعاطي مثلما يتأثر بالبيئة المحيطة به، فأنه يؤثر فيها أيضاً، وتتغير حالته الصحية والعقلية إلى الأسوء، ولا يكون في حالة صحية أو عقلية تسمح له أن يرعى أبناءه، ويعجز عن تنشئتهم التنشئة السليمة.(غباري، 2007: ص ص 38 -39)

- كما تنعكس حالات تعاطي المخدرات من قبل أحد أفراد الأسرة على علاقاتهم الاجتماعية، حيثُ يسودها تحديدٌ للتفاعل الاجتماعي معهم، ونفور منهم، ونبذ لهم، ومحايدة الاختلاط بهم من قبل الأقارب والجيران والأصدقاء، بسبب سمعتهم السيئة لتعاملهم مع المخدر وما يفرزه من أنماط سلوكية سلبية، فضلاً على نظرة المجتمع المحلي إلى زمرة المتعاطين فهي تختلفُ من فردٍ لآخر كأن ينظر إلى المتعاطي على أنه مريضٌ معدي بحاجة للعلاج، أو إنسان شاذ يمكن أن يتوب، أو أنه أنموذج اجتماعي سيء، أو أنه مصدر سوء ورفيق سوء، أو أنه إنسانٌ ملوث يجب أن ينبذ ويؤفّف.( السعد، 1996: ص53)

الآثار الاجتماعية للمخدرات على المجتمع:-

  إن تعاطي المخدرات وإدمانها يمثل مشكلةً اجتماعية خطيرة باتت تهدد آمن المجتمع وسلامته، بل أصبحت خطراً داهماً يجتاحُ الإنسانية جمعاء، وتنعكس آثارها على المجتمع من مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية.

يمكن تحديد الآثار الاجتماعية للمخدرات على المجتمع في المسائل التالية:-

انتشار الجريمة والإنحراف:- يعد إدمان المخدرات من الموضوعات التي ترتبط بالسلوك الإجرامي، وذلك من ناحيتين، الناحية الأولى، أنه جريمة في حد ذاته يعاقب عليها القانون، ومن ناحية أخرى أوضح عدد لا بأس به من البحوث والإحصاءات أن هناك علاقة بين تعاطي المخدرات والأفعال التي يجرمها القانون، كجرائم القتل والاغتصاب والسرقة والتشرد والزنى واللواط وكافة الممارسات الجنسية من الإعتداء على المحارم. وبذلك يمكن القول أن الجرائم الناجمة عن المخدرات هي جرائم مركبة تنشئ مضاعفات إجرامية خطيرة على المجتمع.(هلال، 1999: ص91)

   إن انعدام دخل المتعاطي نتيجة لبطالته وعجزه عن سد احتياحته، فإن النتيجة الحتمية لذلك أن يتعرض المتعاطي لارتكاب الجريمة في بعض أشكالها وصورها كالنصب أو الاحتيال أو خيانة الأمانة، وفي هذه الحالة من الضروري أن يتعرض أصحابها للتدهور الخُلقي، والاجتماعي، والتفكك الأسري، كالزنا، والطلاق، وتعدد الزوجات، وإهمال الإبناء، وتعاطي المزيد من المواد النفسية الأخرى كالكحوليات.( مختار،2005: ص135)

الانحدار الخُلقي والاجتماعي:- بالرغم من أن المخدر يعتبر نتيجة للتدهور الأخلاقي، إلا أنه في نفس الوقت يعتبر سبباً لهذا التدهور في القيم، وذلك نتيجة لعدم القبول الاجتماعي للمتعاطي كسلوكٍ غير محترم في بعض الأوساط الاجتماعية، فالمتعاطي يضطر إلى ارتياد الأماكن والأوساط السيئة حتى يتوفر له المخدر، ومن ثم يحتفظ بذوي السلوك السيء والسيرة الشائبة.( غباري، 1999: ص75)

العدواة والبغضاء بين الناس:- إن تعاطي المخدرات يعدّ سبباً مباشراً لوقوع العدواة والبغضاء بين الناس حتى الأصدقاء منهم، لأن المدمن حينما يسكر ويفقدُ العقل الذي يمنع من الأقوال والأفعال التي تسئ إلى الناس، يستولي عليه حب الفخرِ الكاذب والكبرِ، ويسرع إليه الغضبُ بالباطل مما يدفعُ إلى ألوانٍ من البغضاء والعدواة بين المتعاطي وعامة الناس، فينشأ القتلُ وإفشاء الأسرار وهتك الأعراض، وهذه أسقام اجتماعية تؤذي المجتمع وتورده شر مورد.( كمال، 2010: ص28)

اعتلال صحة المتعاطي:- إن اعتلال صحة المتعاطي الناجم عن المخدرات يؤثر في المجتمع لأن الفرد ليس بمعزلٍ عن مجتمعه، بل هو جزءٌ منه يؤثر فيه ويتأثر به. حيثُ أن تعاطي المخدرات والحشيش تؤدي إلى سيادة الأمراض الاجتماعية في المجتمعات، مثل السلبية، والتواكل، والإنتهازية وتعطيل أمور الناس في الدوائر العامة والخاصة، وهذا من شأنه أن يؤثر على تقدم المجتمع ونموه.

زيادة حوادث المرور:- يعد تعاطي المخدرات وإدمانها من الأسباب الرئسية في زيادة معدلات حوادث المرور، وبالتالي في زيادة عدد الوفيات والإصابات البليغة أو المعيقة في المجتمع، مما يتسبب في تكاليف مادية باهظة وخسائر اجتماعية واقتصادية كبيرة قد يكون المجتمع غير قادر علي تحملها.( حويتي، 2012: ص35)

    لقد أسفرت نتائج دراسة أجريت في كندا عن مدى اسهام المخدرات في وقوع الحوادث لقائدي السيارات، عن وجود كحول في 41% من الحالات، ومشتقات الأفيون في 12% ولقد كانت عينة الدارسة تضم (483) حالة إصابة أدت إلى الوفاة،( 401 ) منهم فاقدي السيارات، و(81) من المشاة.( هلال، 1999: ص ص 88-89)

   من أهم البحوث المبكرة نسبياً في هذا الصدد بحث سمبسون H.M  Simpson) وزميليه مايهيو D.A warren) من مؤسسة “بحوث حوادث الطريق” بكندا (أوتاو) المنشور سنة 1982م بعنوان ” وبائيات حوادث الطريق التي يتورط فيها الشباب: دور الكحول والمخدرات وعوامل أخرى”. ويستهل الباحثون بحثهم بإشارة إلى مستوى أهمية حوادث الطريق، فيقررون ما تشير إليه الإحصائيات في كندا من أنها تأتي في المرتبة الرابعة كسببٍ للموت بعد أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسرطان. ويعتبر بحث سمبسون وزملائه فاتحة لمرحلة جديدة (اعتباراً من نحو أوائل الثمانينات) من البحوث التي تغلب عليها السلامة المنهجية في تناولها المواد النفسية، في وقوع حوادث الطريق وفي تحديد مستوى خطورة الاحتياجات المترتبة عليها.( سويف، 1996: ص ص 170-173)

   تشكل عصابات تهريب المخدرات خطراً بالغاً على سلامة أفراد المجتمع وعلى أمن الدولة، حيثُ تقترف هذه العصابات أبشع الجرائم ضد كل من يتصدون لهم من رجال القانون، ورجال سلاح الحدود، ومكافحة المخدرات، ففي كولمبيا اغتال تجار المخدرات مرشح الرئاسة* ، كما تسببوا في استقالة وزير العدل هناك، بالإضافة إلى الجرائم الكبيرة التي ارتكبوها في حق الشعب والحكومة.

الآثار الاقتصادية لتعاطي المخدرات:-

   إن ظاهرة تعاطي المخدرات لها جانبها الاقتصادي، وهو على قدرٍ كبير من الأهمية، بالنسبة للفرد من ناحية، والمجتمع من ناحيةٍ أخرى .

الأثار الاقتصادية لتعاطي المخدرات على الفرد:-

  إذا نظرنا إلى أثر المخدرات على الفرد من الناحية الاقتصادية سنجدُ أن الفرد المدمن قد بدأ في تعاطي المخدرات مجاناً لأول مرة، أو مجاملةً لصديقٍ، أو حباً للاستطلاع، أو رغبةً في تسكين بعض الآلام، وبعد ذلك يبدأ في دفع الثمن مقابل الحصول على المادة المخدرة، وفي كل يومٍ يزيد من الجرعة التي يأخذها، وبالتالي يزيد الثمن الذي يدفعه مقابل الحصول على المواد المخدرة، حتى يأتي الوقت الذي يجد المدمن نفسه بلا مالٍ يضطر إلى بيع كل ما يملكه مقابل الحصول على المادة التي يتعاطاها.( غباري، 2007: ص160)

    كما أن التعامل بالمخدرات تعاطياً أو ترويجاً من شأنها أن تضعف النفس البشرية، وتصيبها بالأمراض مما يجعلها غير منتجةٍ ومتاخرةٍ دائماً عن العمل الذي يعدّ بمثابة وسيلةً لكسب العيش. وقد دلت نتائج البحوث التي أجريت أن تعاطي المخدرات وإدمانها يؤثر على إنتاجية الفرد في العمل، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تناقص انتاجية المتعاطي، والمقصود هنا بالإنتاجية مقدار ما ينتجه الشخص في وحدة زمنية معينة ( الساعة، أو اليوم، أو الأسبوع). (سويف، 1996: ص180)

    والأثر الثالث من الآثار المترتبة على تعاطي المخدرات اقتصاديا على المستوى الفردي هو تزايد قابلية المتعاطي للوقوع في الحوادث، بحيثُ يتسبب ذلك في إصابة العملية الانتاجية نفسها بخسائر جسيمة ناجمة عن حدوث هذه الحوادث( كحدوث تلفٍ في أدوات الإنتاج أو آلات الإنتاج، إلا أنه في حالاتٍ أخرى قد تصاب العملية الإنتاجية بخسائر أكثر جسامة مثال ذلك حالاتُ التعاطي والإدمان بين عمال الصناعة، وبوجه خاص العمال المهره في ميدان الصناعات الثقيلة.( سويف، 1996: ص181)

الآثار الاقتصادية لتعاطي المخدرات على المجتمع:-

   من أخطر أضرار المخدرات تأثيرها السلبي على اقتصاديات المجتمع، نظراً لتكلفتها الباهظة التي تقع على موارد المجتمع، فضلاً عن إعاقتها نموه وتقليلها من فاعلية التوجهات الكبرى التي ينبغي أن تستحوذ على مسيرته.

  إن أهم مظاهر الخسائر الاقتصادية للمخدرات هي تلك المبالغ التي تنفق عليها ، فإذا كانت المخدرات تزرع في المجتمع الذي تستهلك فيه، فإن معنى ذلك إضاعة جزءاً من الثروة القومية المتمثلة في الأرض التي كان من الممكن استثمارها في زراعة ما هو أنفع للمجتمع من المخدرات، وفي الجهد البشري الذي يستهلك في زراعتها وتصنيعها، فعلى سبيل المثال بلغت المساحة المخصصة لزراعة الخشخاش الذي يستخرج منه الأفيون وبالتالي الهيرويين في لبنان أربعة آلاف هكتار في عام 1985م، فلقد قام الزراعون في منطقة بعلبك بنزع شجيرات التفاح وغيرها وبادروا بزرعها خشخاشاً، حيثُ أن زراعة الخشخاش هناك تعتبرُ مجزية لصلاحية التربة الزراعية، هذا فضلاً عن الأرباح الطائلة التي تحققها هذه الزراعة.( هلال، 1999: ص ص 89-90)

   ومن المظاهر الأخرى للخسائر الاقتصاية، ما ينفق على تجارتها وتهريبها أو جلبها إلى المجتمع من مصادر خارجية،حيثُ أن ذلك يستهلك مبالغ كبيرة تخرجُ من المجتمع مما يشكلُ خسائر للاقتصاد القومي لأنها تظل خارج قنواته، فالدولة تنفق أموالاً لا حصر لها في مكافحة المخدرات كان من الممكن أن تستخدم في بناء المصانع، أو إقامة المستشفيات، أو تشييد المشروعات التي تفيد سكان المجتمع، وكذلك الأفراد المدمنين الذين يتعاطون المخدرات يصبحون غير قادرين على الإنتاج، لا يستطيعون العمل، أو القيام بأي شئ مفيد لإنفسهم أو مجتمعهم، وهم في نفس الوقت يحتاجون إلى المال لشراء المخدرات التي يرتفع ثمنها يوماً بعد يوم، وهنا يصبحُ المتعاطي غير قادر إعالة نفسه، أو القيام بأعبائه المالية تجاه أولاده وأهله.(غباري، 2007: ص161)

الآثار الاقتصادية لتعاطي المخدرات على الدولة:-

  والمخدرات لها تأثير بالغ الخطورة على الناحية الاقتصادية للبلاد، فهي السبب الرئيسي وراء ارتفاع سعر الدورلار، ولها دخل كبير في انتشار البطالة وقلة الإنتاج، كما أن انتشار تجارة المخدرات يترتب عليها تهريب العملة الصعبة خارج البلاد، فتقل كميتها ويزداد الطلب عليها، وتتجه إلى مزيدٍ من الارتفاع، والذي ينعكس بدوره على القوة الشرائية للعملة الوطنية.(غباري،2007: ص161)

    يمثل تعاطي المخدرات عبئاً كبيراً على الدخل القومي للدولة، إذ أن المخدرات التي تُهرّب من الخارج تقدر بمئات المليارات، وهذا يعني أن الأموال التي تتسرب من الخارج يحتاجُ لها جميع أفراد الشعب ويجب أن تستثمر في قطاعاتٍ حيوية تعود على الدولة بمردوداتٍ ضخمة يكون لها الآثر المباشر في إحداث عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.( مختار، 2005: ص142)

   وأخيراً يأتي بند رئيسي آخر للآثار الاقتصادية وهو ما يتمثل في المبالغ التي تنفقها الدولة والمؤسسات المختلفةعلى مجموعة الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية التي تقدم لعلاج الإدمان، وإجراءات التأهيل والاستيعاب الاجتماعي، وبرامج التوعية بجميع مستوياتها، ومما لاشك فيه أن هذه المبالغ التي تنفق في غير النواحي غير الإنتاجية، كان يمكن أن توجه للاستثمار في عمليات الإنتاج لتعود على المجتمع بالفائدة، بدلاً من أن تضيع بهذه الكيفية، وهذه جميعاً أبواب للإنفاق تنهض بها وزارات الصحة والشئون الاجتماعية أساساً.( سويف، 1996: ص179)

   وهكذا يتضح لنا الآثار الخطيرة للمخدرات سواء على البعدين الاجتماعي أو الاقتصادي، حيثُ لا يمكن لنا أن نفصل الأثر الاجتماعي عن الأثر الاقتصادي فكلاهما مكملان لبعضهما البعض ومن هنا يجب أن تتضافر الجهود المشتركة ذات الرؤى الديناميكة في معالجة تعاطي المخدرات اعتماداً على التعاون والتنسيق الوثيق بين المؤسسات والوزارت ذات الصلة بالشأن، من أجل وضع الخطط العلاجية للمتعاطين في الإسهام في بناء واقعٍ اجتماعي مستقر يعيشُ جميعَ أبناؤه بإمنٍ واستقرار بعيداً عن أيّ مؤثرات أو شوائب من شأنها أن تعكر صفو حياتهم، أو تسهم في خلق مزيداً من الفوضى الاجتماعية والاقتصادية يكون لها الأثر السلبي على حياتهم الأسرية أو واقعهم المعاش.

الجهود الوقائية لمواجهة تعاطي المخدرات:-

    لقد اهتمت كافة المهن والتخصصات العلمية ومراكز البحث العلمي بالإسهام في الجهود العلاجية والوقائية لمواجهة مشكلة تعاطي المخدرات سواء على المستوى العلاجي أو الوقائي أو على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات لمواجهة الآثار المترتبة على هذه المشكلة، ومن هذه المهن مهنة الخدمة الاجتماعية التي اهتمت بدراسة أبعاد هذه المشكلة والعمل على حثّ الجهود الأهلية والحكومية لمواجهة الآثار المترتبة عليها، كما أنها تسهم مع الجهود المجتمعية الأخرى في رسم استراتيجية عامة لمواجهة هذه المشكلة وتعملُ على تقوية وتنفيذ برامج الرعاية الاجتماعية التي يمكن من خلالها التحكم في العوامل السلبية المؤدية إلى انتشارها والوقاية منها.

أولاً:- الجهود الفردية للوقاية من تعاطي المخدرات:-

    المقصود بالجهود الفردية هو جهود أفراد فريق العمل الذي يعملُ لمحاربة المواد المخدرة، والقضاء على التعاطي الذي يفتت كيان المجتمع، وينهشُ في جسد الأمة، ويدمرُ كل من يقع فريسة لهذه الجرثومة القاتلة.

  وفريق العمل الذي يعملُ في مكافحة تعاطي المخدرات يتكون من الطبيب البشري، والطبيب النفسي، والإخصائي الاجتماعي….فكلهم مطالبون بجهود فردية وقائية نورد منها الآتي:-( غباري، 2007:ص188)

- التوعية بالأضرار الخطيرة المدمرة للأفراد والأسر والمجتمعات، وخاصةً الأمراض الفتاكة التي تسببها جرثومة الإدمان القاتلة، وما يترتب على ذلك من أضرار اجتماعية، واقتصادية.

- زيادة الاهتمام ببرامج التوعية، الثقافية والدينية والترفيهية والاجتماعية لأسر المتعاطين ومن يخالطونهم، وإشراكهم في إعداد هذه البرامج، ومدى الفائدة التي تعود عليهم من هذه البرامج التي تهدف إلى الوقاية من الإدمان.

- تثقيف أسر المتعاطين وتوعيتهم بالعوامل والدوافع المؤدية للتعاطي، لوقاية باقي أفراد الأسرة من التعاطي، ولإشراكهم في التعاون مع فريق العمل في جهودهم الوقائية من الإدمان.

- تثقيف وتوعية أفراد أسر المدمنين بالأمراض الخطيرة الجسمية، والنفسية، والعقلية، ونتائجها النفسية والاجتماعية لحماية الأفراد والأسر من الوقوع فريسة لجرثومة الموت الفتاكة، التي تفتك بالأفراد، والأسر، والمجتمع.

- متابعة فريق العمل للحالات التي تمت مساعدتها، للتأكد من نجاح الجهود الفردية الوقائية في هذا المجال.

ثانياً: الجهود المجتمعية للوقاية من تعاطي المخدرات:-

وزارة الشئون الاجتماعية:-

   يقع على عاتق وزارة الشئون الاجتماعية دورٌ كبير في مواجهة مشكلة التعاطي، لا سيما وأنها الوزارة ذات الاختصاص المباشر في الإشراف على توفير الرعاية الاجتماعية للمواطنين، وعلاج أسباب الإنحراف، وتقصي دوافع التعاطي، والعملُ على تلافيها عبر توفير برامج توعوية يشرفُ عليها أخصائيون اجتماعيون ذات كفاءة علمية وعملية في تقديم الارشادات العلاجية للمتعاطين.

وزارة الإعلام:-

  لوسائل الإعلام المرئية المسموعة والمقروءة دورٌ طبيعي وهام في مكافحة المخدرات لأن لها القدرة على التأثير في الرأي العام، وقادرة على خلق الوعي بخطر التعاطي ، وقادرة على تعبئة الرأي العام ضد المخدرات، والاهتمام الكبير بالجهود الوقائية لمواجهة كارثة الإدمان مثل: استخدام كافة الوسائل المتاحة كالأفلام والتمثيليات والبرامج التلفزيونية، ومقالات التوعية اللازمة بالصحف والمجلات.( غباري، 2007: ص181)

وزارة الصحة:-

   يقع على عاتق وزارة الصحة الحفاظ على الصحة العامة للشعب، والإشراف على علاج مدمني المخدرات عبر التعاون مع الإدارات والأقسام الصحية ذات العلاقة بوازرة الصحة، والتي خصص في بعضها أجنحة لعلاج مدمني المخدرات.

  فضلاً عن الدور الأساسي والمحوري لوزارة الصحة في الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين، إلا أن الدور يبقى منقوصا، فهي بحاجة للتعاون والتنسيق بين الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة بالشأن مثل وزارة العدل والنيابة العامة ومكافحة المخدرات. فعلى سبيل المثال إقرار وزارة الصحة الفلسطينية مسودة مشروع قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بالشراكة مع وزارة العدل والنيابة العامة ومكافحة المخدرات، حيثُ أن الهدف من إقرار مسودة المشروع حسب مديرة الوحدة القانونية في المشروع أروى التميمي بأن مسودة المشروع هو تجريم التعاطي بالمخدرات والإتجار بها، وإذا كان هناك إصرار على تعاطيها، فالقانون سيشدد العقوبة عليه، وفي حالة إقرار القانون، فإنه سيكون لدى المحاكم مادة قوية لقمع وردع التجار والمتعاطين وضبطهم، ويمكن أن تصل العقوبة في بعض الإحيان إلى أن يقضي التاجر عمره داخل السجن.( معا، 2014: ص1)

جهود المدارس في مكافحة تعاطي المخدرات:-

  للمدارس دور هام ورئيسي في مواجهة ومكافحة تعاطي المخدرات، وذلك عن طريق الاهتمام بدورها التربوي، وعدم الاقتصار على دورها التعليمي فقط، حيثُ أن تربية الطلاب من خلال المدارس المختلفة، تهيئ لهم فرص الوقاية اللازمة، بالإضافة إلى توعيتهم بأضرار المخدرات، سواء على المستوى الفرد، أو على مستوى الإسرة، أو على مستوى المجتمع.( غباري، 2007: ص183)

   لا يقتصر دور المدرسة على التوعية والإرشاد التربوي والأكاديمي للطلاب عبر الجلسات التثقيفية التي تصدرها المجلة الثقافية للمدرسة، أو الحصص التربوية النظرية التي يعقدها الإخصائي الاجتماعي، بل يتعدى ذلك إلى الجانب العملي إلا وهي فكرة المبادرة والتعاون والتنسيق بين المدرسة والمؤسسة الآمنية عبر تشكيل فرقٍ طلابية من الذكور والإناث للوقوف مع الشرطة ضد المخدرات ومكافحتها، وذلك عبر نشر التوعية في صفوف الطلبة وامتدادها للوصول إلى أولياء أمور الطلبة، وعقد المحاضرات وورش العمل، وبالتالي يصبحُ طلبة المدارس مساندين لبرامج الشرطة في كافة الأمور التي تطلب منهم فيما يتعلق بمكافحة المخدرات وحماية أسرهم من التعاطي.

   ويعدّ اطلاق المبادرة التي بادرت بإطلاقها دائرة العلاقات العامة للشرطة الفلسطينية في محافظة طولكرم دليل على أهمية التعاون والتنسيق الوثيق بين المؤسسة الأمنية والتربوية وحرصها على سلامة الطلبة، حيثُ أن المبادرة قدمت عرضاً للمشاركات حول المخدرات وأثرها على سلامة الفرد والأسرة والمجتمع، في حين قدم مديرُ دائرة العلاقات العامة الرائد سامر الزيتاوي تصويراً عاماً للحضور عن المبادرة وحتى وصولها إلى المرحلة التي يتمُ فيها تشكيل فريق من الطلبة ومجلس من أولياء الأمور لمباشرة العمل بعد إتمام المرحلة التطوعية التي ستستغرق مدة شهرٍ تقريباً.( معا، 2015: ص1)

الجهود الوقائية للنقابات ودورها في مكافحة تعاطي المخدرات:-

   يقع على عاتق النقابات المهنية والعمالية أدوراً رئيسيةً في مكافحة تعاطي المخدرات عبر عقد المحاضرات وورش العمل، والتعاون والتنسيق بين المؤسسات والأطر الاجتماعية والثقافية والجمعيات الفاعلة المؤثرة التي من شأنها أن تسهم عبر برامجها التوعوية والإرشادية خلق مناخٍ عام عبر التعريف بأضرارها ومخاطرها السلبية، خاصة بين الأوساط العمالية الذين يفتقرون إلى أدنى مستوى تعليمي مما يُعرضهم للإستغلال من قبل تجار المخدرات أو أرباب العمل في سبيل تحسين مستوياتهم المعيشية، والإرتقاء بهم إلى مستوى معيشي أفضل.

  وهنا يأتي دور النقابات المهنية في المتابعة والمراقبة على ورش العمل، والمصانع، وعقد المؤتمرات والندوات العلمية، وتقديم النشرات الثقافية بين الحين والآخر من أجل التعريف بأضرار المخدرات، ومخاطرها السلبية حتى يكون العمال على درايةٍ وإلمامٍ في حال تم العرضِ عليهم أيّ نوع من الحبوب المخدرة لتناولها، أو للتعامل مع مروجيها من تجار المخدرات وأرباب العمل.

   أما النقابات المهنية لا يقلُ دورها عن دور النقابات العمالية في سبيل نشر ثقافة الوعي بين الأوساط المهنية، عبر عقد الندوات وورش العمل والنشرات الثقافية، واستضافة الباحثين والإخصائين الاجتماعين من أجل بيان المخاطر والآثار الناجمة عن تعاطي المخدرات وكيفية الوقاية منها.

الجهود الأسرية:-

  تشكل جهود الأسرة في الوقاية من المخدرات إحدى حلقات سلسلة متكاملة مترابطة من الجهود الرسمية والمجتمعية التي تبذل في المحافظة على سلامة الأسرة واستمرارية أدائها لواجباتها، مما يتيح لها تنشئة أفرادها في جو يسوده الأمن والطمأنينة بعيداً عن الانحراف بكافة أشكاله، ويقع على الأسرة في إطار هذه الجهود المتكاملة دوراً كبيراً وهاماً في استجابتها لهذه الجهود وتعزيزها بجيلٍ واعٍ يتفهم لمسؤولياته ويعي واجباته تجاه مجتمعه.

  ولذلك فإن جهود الأسرة الوقائية من أهم المسؤوليات والواجبات التي من خلالها تحمي الأبناء من تعاطي المواد المخدرة، ومن خلالها تقوم بتوعية وتبصير أبنائها بهذا الخطر القاتل، ولكي تثمر تلك الجهود الوقائية فلابد أن تكون الحضن الدافئ للأبناء، بما توفره لهم من طمأنينة وحب.( غباري، 2007: ص185)

   لا يقتصر دور الأسرة على توفير الرعاية والاهتمام بالإبناء فقط، بل يتطلب مراقبتهم ومتابعتهم في سلوكهم العام والتعرف على أصدقائهم، لتساعدهم على تجنب مخاطر الإدمان. يقول صفوت درويش من الضروري أن تساعد الأسرة أبنائها في حل مشكلاتهم، والعمل على المحافظة على صحتهم النفسية، وتجنبهم المخاطر والصراعات النفسية التي تدفعهم إلى الأدمان، ويجب أن يكون هناك حوار دائم بين أفراد الأسرة، على أن يكون هذا الحوار إيجابياً يعبرُ عن مدى اهتمام كل فرد بالأسرة بسماع الأخرين والاستجابة لما يقولون، وبذلك تصبحُ الأسرة ملجأ الأمن، ودرع الحماية، وحصن الوقاية من الإدمان.( صفوت، 1986: ص ص 71- 78)

   والجهود الوقائية للأسرة لا تكفي وحدها لمكافحة تعاطي المخدرات، بل يجب أن تتضافر الجهود الفردية والمجتمعية والأسرية في التعاون مع بعضها البعض في سبيل مكافحة تعاطي المخدرات حتى لا تتفشى في المجتمع ويستحيل معالجتها والتصدي لها عبر الوسائل والآليات المتاحة والمتوافرة من قبل المؤسسات والوزارات والجمعيات الاجتماعية ذات العلاقة بالشأن.

الخاتمة:-

- تعدّ المخدرات آفة اجتماعية خطيرة لا تقضّ مضجع المجتمع المحلي فحسب بل تتعدى المجتمع العالمي تاركةً ورائها الويلات والآلام للدول النامية والمتطورة على حدٍ سواء.

- اتفاقٍ عام حول تعريف المخدرات بأنها المواد التي تخدرّ الإنسان وتفقد وعيه وتغيبه عن إدراكه.

- الفهم الخاطئ للتعاليم الدينية ونقص التوجيه الديني أحد الأسباب الدافعة إلى تعاطي المخدرات.

- أظهرت معظم الدراسات بأن رفقاء السوء يشكلون المرتبة الأولى في دفع الأفراد إلى التعاطي.

- تؤكد الحقائق العلمية بأن تعاطي المخدرات يُساهم في تعطيل وصول الدم للمناطق التناسلية، وزيادة كبيرة في حالات الضعف الجنسي المبكر، وضعف في الحيوانات المنوية وصولاً لمرحلة العقم.

- إنشغال أحد أفراد الأسرة بتربية الأبناء نتيجة السفر والغياب المستمر عن المنزل بالنسبة للأب، فضلاً عن خروج الأم من البيت وقضائها أوقاتاً طويلة يعرض أبنائها لمسلكياتٍ خاطئة حيثُ تصبح السمة الغالبة في حياتهم يمارسونها عن قصدٍ أو بغير قصد.

- ساهم استقدام الأيدي العاملة الآجنبية من مختلف البلدان الآسيوية إلى دول الخليج إلى جلب العديد من السلوكيات المنحرفة مثل إخفاء المواد المخدرة، وتجنيد بعض ضعاف النفوس لمساعدتهم في بيعها وترويجها.

- الدور السلبي لوسائل الإعلام في عرض بعض الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية التي تتسم بالعنف والإثارة مما تترك الأثر السلبي للمشاهدين وخاصة فئة الأطفال والمراهقين للولوج في دائرة التعاطي.

- الأسلوب اللاتربوي من قبل المدرسين وقسوتهم في غالبية الأحيان يدفع بعض الطلبة للهروب من المدرسة وسلوكهم مسلكيات خاطئة من شأنها أن تدفعهم إلى عالم الانحراف والتعاطي، حيث يرون بأنها البيئة الأنسب لإحتضانهم.

- إن انعدام دخل المتعاطي يدفعه إلى ارتكاب الجرائم في بعض أشكالها وصورها كالنصب، والإهمال، والاحتيال، وزيادة المشاكل الزوجية بين أفراد الأسرة، والتنكر لمبادئ الأمانة والشرف.

- التعاطي المستمر للمخدرات والإدمان عليها من شأنها الإضرار بالنفس البشرية، حيثُ تؤثر على إنتاجية الفرد، وإضاعة جزءاً من الثروة القومية للدولة والتي كان من الممكن زراعتها والاستنفاع منها.

- تضافر الجهود الوقائية مجتمعةً مع بعضها البعض في إطار تكاملي يسهم في الحفاظ على مجتمعٍ مستقر نسبياً، حيثُ أن التغاضي عن جهدٍ واحد من شأنه أن يسهم في خلق حالةٍ من الفوضى والإرباك داخل أيّ مجتمعِ من المجتمعات.


قائمة المراجع:-

- أحمد، عبداللطيف. الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات. الرياض: المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب. 1992م.

- الدمرادش، عادل. الإدمان مظاهره وعلاجه. الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. 1993م.

- السعد، صالح. المخدرات والمجتمع. عمان: دار الثقافة للنشر. 1996م.

- سلامة غباري، محمد. الإدمان أسبابه- ونتائجه- وعلاجه دراسة ميدانية. الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث. 1999م.

- ـــــــــــــــــــــــــــــ. الإدمان خطر يهدد الأمن الاجتماعي. الإسكندرية: دار الوفاء. ط1. 2007م.

- سويف، مصطفى. المخدرات والمجتمع نظرة تكاملية. الكويت:المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. 1996م.

- صفوت مختار، وفيق. مشكلة تعاطي المواد النفسية المخدرة. القاهرة:دار العلم والثقافة. ط1. 2005م.

- الفيروز آبادي، مجد الدين. القاموس المحيط. بيروت: دار إحياء التراث العربي. ط1. 1412هـ.

- محمد هلال، ناجي. إدمان المخدرات رؤية علمية واجتماعية. القاهرة: دار المعارف. 1999م.

- محمود درويش، صفوت. مكافحة المخدرات بالتربية والتعليم. مصر: منشأة المعارف. 1996م.

- مشاقبة، محمد أحمد. الإدمان على المخدرات الإرشاد والعلاج النفسي. عمان: دار الشروق.ط1. 2007م.

- المهندي، خالد حمد. المخدرات وآثارها النفسية والاجتماعية والاقتصادية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. قطر: مركز المعلومات الدنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. 2013م.

- ميساء، كمال. أثر المخدرات على الواقع الفلسطيني في حدوث الجريمة (دراسة في جغرافية الجريمة) بحث مقدم ضمن مساق جغرافية الجريمة. 2010م.

- محمد حمد، سعد سمير(2008) الخبائث وحكمها في الفقه الإسلامي. رسالة ماجستير غر منشورة. جامعة النجاح الوطنية، نابلس.

المجلات:-

- حويتي، أحمد: الأسباب والآثار الاجتماعية للمخدرات. مجلة الآداب والعلوم الاجتماعية. العدد السابع. 2012م.

رسائل الماجستير:-

- بن حويد العتيبي، محمد محسن ( 2005). دور العمالة الوافدة في ترويج المخدرات من وجهة نظر العاملين في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات. رسالة ماجستير غير منشورة. جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، المملكة العربية السعودية.

- بن علي الهدية، أحمد بن عبد الرحمن (2008). السياسة الجنائية لمكافحة ترويج المخدرات في نظم دول مجلس التعاون الخليجي (دراسة تأصيلية تحليلية تطبيقية مقارنة). رسالة ماجستير غير منشورة. جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، المملكة العربية السعودية.

المواقع الالكترونية:-

- المشرق نيوز: الصحة: قانون مكافحة المخدرات سعاقب المروجين بالمؤبدات. نشر بتاريخ 8-4-2014م.

http://mashreqnews.com/ar/post/28548

- وكالة معا الإخبارية: الشرطة تطلق مبادرة” طلاب المدارس ضد المخدرات في مخيم طولكرم”. نشر بتاريخ 26-10-2015م.

https://www.maannews.net/Content.aspx?id=805859

* هو مركب مثيل للأمفتيامين وهي مواد منشطة مستخلصة من العقاقير التي تسبب النشاط الزائد، وكثرة الحركة، وعدم الشعور بالتعب والجوع، وتسبب الآرق.

* لويس كارلوس غالان سارمينو. قتل بتاريخ 18-8-1989م. على أيدي قتله محترفين تم تعينهم من قبل عصابات المخدرات أثناء مظاهرة عامة في بلدة سواشا كونديناماركا

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/