جيولوجية حوض وادي دجلة شرق القاهرة (تقرير علمي)

كوكب الجغرافيا أغسطس 01, 2018 أغسطس 03, 2018
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

جيولوجية حوض وادي دجلة

مقدمه
  يجب ان نشير أولا إلى تعريف علم الجيولوجيا geologic   

 وهو علم الأرض ويبحث في كل ما يختص بالكرة الأرضية ، وذلك من حيث ترتيبها وكيفية تكوينها والحوادث التي تعاقبت عليها منذ نشأتها والعوامل الداخلية والخارجية التي وصلت بها إلي ما هي عليه الآن .
سوف يتم التعرف علي جيولوجية المنطقة وذلك من خلال دراسة التكوينات الجيولوجية بها والتراكيب الجيولوجية التي أسهمت في تشكيل سطحها ثم التطور الجيولوجي لهذه المنطقة وهذا ما سوف يتم عرضه في السطور التالية :

  (1)- التكوينات الجيولوجية 
تتألف التكوينات الجيولوجية السطحية بالحوض من صخور رسوبية ورواسب مفككة ، يتراوح عمرها ما بين الإبوسين الأوسط والهولوسين ، ويعنى هذا ان أقدم الصخور المكشوفة على السطح به يقل عمرها عن 49 مليون سنة هى عمر الأيوسين الأوسط بصفة عامة ، وسيتم دراسة تلك التكوينات من الأقدم الى الأحدث على النحو التالى :

(أ)- تكوينات الزمن الثالث :
وتتكون من صخور الإيوسين الأوسط والأعلى ورواسب الأوليجوسين ، وتتكون صخور هذا الزمن من الحجر الجيرى والمارل وبعض الحفريات بالأضافة الى الحصى والرمال وفيما يلى عرض لتلك التكوينات : 
  
  (1)- تكوينات الإيوسين :
تختفى تكوينات الإيوسين الأسفل من الحوض على حين تظهر تكوينات الإيوسين الأوسط والأعلى بمعظم أجزائه ، وفيما يلى عرض لكل من تلك التكوينات :

(أ)- تكوينات الإيوسين الأوسط :

تمثل أقدم التكوينات التى تظهر على السطح ، ويعرف الجزء السفلى منها بتكوين جبل حوف ، ولا يظهر على السطح بالحوض ، ويعرف الجزء العلوى منها والذى يظهر على السطح بتكوين المرصد Observatort Formation ، ويبلغ سمكه حوالى 109 أمتار ، ويتكون من الحجر الجيرى الأبيض النيموليتى Nummulite ، اما جزؤه العلوى فيتميز بوجود اربعة أرصفة دولوميتية Dolomitic يتراوح سمك كل منها ما بين 0.5-1 متر ، ويظهر هذا التكوين فى الزء الجنوبى الغربى من الحوض ، حيث يتألف منه جزء من هضبة طرة ، كما يشق الجزء الأسفل من الوادى الرئبسى وبعض الروافد القصيرة التى تصب فيه فى ذلك الجزء مجاريهما فيه .

(ب)- تكوينات الإيوسين الأعلى : 

تعلو تكوين المرصد الإيوسينى الأوسط ، ويبلغ سمكها حوالى 169 مترا ، وتتكون فى معظمها من الحجر الجيرى المختلط بالرمال وبعض طبقات المارل والحجر الطينى ، وتكون هذه الصخور معظم الجزئين الشرقى والشمالى من الحوض ، وتتكون من أربعة تكوينات هى من الأقدم الى الأحدث تكوين القرن ، وتكوين وادى جرواى ، وتكوين وادى حوف ، وتكوين العنقابية ، ويرجع تقسيم هذه التكوينات الى غبريال ، أما تكوين القرن فيعلو تكوين المرصد ، ويبلغ متوسط سمكه حوالى 30مترا ، ويتكون جزؤه الأسفل من الحجر الجيرى الأبيض والنيموليتى ، بينما تتكون طبقاته الوسطى من مارل ، أما طبقاته العليا فتتكون من حجر جيرى غنى بالحفريات ، ويعلو هذا التكوين تكوين جرواى،
ويبلغ سمكه حوالى 44 مترا ، ويتكون من طبقات المارل الأخضر والحجر الجيرى الأبيض الدولوميتى والحجر الرملى مع وجود بعض أنواع من الحفريات ، ويظهر فى المنطقة المرتفعة الواقعة بين وادى الشياح ( رافد وادى الحمارة ) ووادى دجلة الرئيسى ، ويظهر أيضا فى الهضبة الوسطى بجبل المقطم والمنطقة الواقعة الى الشمال الشرقى من دلتا الوادى ويقل سمكه بالإتجاه شمالا ليصل الى 12 مترا بالقرب من المصب . 
أما تكوين وادى حوف فيعلو تكوين وادى جرواى ، وهو أكثر التكوينات السطحية انتشارا بالحوض ، ويبلغ سمكه حوالى 48 مترا ، ويتكون من المارل الأصفر والحجر الطينى والجيرى النيموليتى الأصفر الصلب ، مع وجود نوع من الحفريات على شكل رقائق تعرف بالكاروليا Carolia ، وهى تشبه الى حد كبير الأصداف البحرية ، ويظهر هذا التكوين على السطح فى مساحات واسعة بالجزئين الشرقى والشمالى بالحوض ، حيث تشق الروافد العليا للوادى ورافده الرئيسى وادى التيه فى الشمال مجاريها فيه ، ويبلغ سمكه حوالى 13 مترا بالقرب من المصب ، بينما بالأتجاه شمالا يصل سمكه الى 27منرا .
ويعلوهذا التكوين تكوين العنقابية ، والذى يبلغ سمكه حوالى 64 مترا ، ويتكون من طبقات من الحجر الجيرى الأصفر والحجر الجيرى المارلى Marly limestone ، والمارل والحجر الطينى والرملى الحديدى .

(2)- رواسب الأوليجوسين (تكوين الجبل الأحمر ) :

تعلو صخور الحجر الجيرى الإيوسينى الأعلى ، وهى رواسب قارية تتكون من رمال وحصى وقطع من الخشب المتحجر بالإضافة الى جذوع الأشجار المتحجرة ، وهى ذات لون داكن ، وتغطى جبل الخشب بالجزء الشمالى من الحوض ، وجبل يهموم الأسمر والأجزاء الجنوبية من جبل الرويسات فى الشمال الشرقى ، ويبلغ سمكه بمنطقة جبل الخشب حوالى 73.2 مترا ، وتتميز هذه الرواسب عن غيرها بأنها كونت ظاهرة فريدة ، وهى الغابة المتحجرة والمعروفة باسم جبل الخشب الذى يبلغ طوله 17كم ، ويقع جزء كبير منه بالجزء الشمالى من الحوض .
(ب)- رواسب الزمن الرابع Quaternay Deposits :

عبارة عن رواسب فيضية تنتمى الى عصرى البلستوسين والهولوسين ، وتتألف فى معظمها من الحصى والرمال والطمى ، وتشمل رواسب المدرجات النهرية بالوادى خاصة بالقرب من مصبه ، ورواب قيعان الأودية والحواجز الرملية بمجارى بعض روافده ، ورواسب المراوح الفيضية لبعض روافده أيضا ، ودلتا الوادى فى أقصى الغرب .

(2)- التراكيب الجيولوجية :
تتمثل التراكيب الجيولوجية بالحوض فى العديد من خطوط التصدع وبعض الألتواءات والتى يمكن تناولها كالأتى :

(أ)- الصدوع : Faults   
 تمتد فى ثلاثة محاور رئيسية هى شرقى – غربى ، وغرب الشمال الغربى – شرق الجنوب الشرقى ، وشمالى غربى – جنوبى شرقى ، ويشار الى أن حركات التصدع حدثت بعد ترسيب صخور الإيوسين الأعلى وقبل ترسيب رواسب الأوليجوسين ، وهناك أقوال أخرى تشير الى أن هذه الحركات حدثت فى نهاية الأوليجوسين ، أى بعد بعد ترسيب رواسب الأوليجوسين ، وتنتشر الصدوع ذات المحور الشرقى – الغربى بصفة عامة فى شمال الحوض وغربه ، وأهمها الصدوع الثلاثة التى تحدد اتجاه وادى التيه فى محور شرقى – غربى فى معظم مجراه الرئيسى ، والتى تتراوح رمياتها السفلية ما بين 80-140 مترا ، كما أنها تمثل حافات شديدة الأنحدار ، والى الجنوب قليلا من هذه الصدوع فهنال صدع أخر عمل على وجود حافة شديدة الأنحدار يعلوها بعض قمم جبل طره ، وتبلغ الرمية السفلى لهذا الصدع حوالى 120 مترا .
أما الصدوع ذات المحور غرب الشمال الغربى – شرق الشمال الشرقى فمعظمها صدوع قصيرة ، وقد حددت اتجاهات بعض خطوط التصريف ، فقد حددت أطولها (14.65كم) اتجاه الجزء الأعلى من وادى دجلة الرئيسى فى شرق المنطقة ، كما يمثل أيضا الحافة الشمالية لجبل أبو شامة فى الجنوب الشرقى ، كما يحدد اتجاه الجزء الأوسط من وادى دجلة قبل إتصاله برافده تلات النجا صدع صغير يبلغ طوله حوالى 1.85 كم ، وتبلغ إزاحته الرأسية حوالى 15 مترا ، كما يتحكم فى اتجاه الجزء الأسفل منه وبعض روافده الجنوبية (خاصة وادى البعيرات ) مجموعة من الصدوع على شكل مدرجات ، كما تشكل هذه الصدوع ايضا الجانب الجنوبى من
أخدود المعادى الذى يحتل قاعه الجزء الأسفل من وادى دجلة ، كذلك يمثل أحد هذه الصدوع حافة الهضبة الوسطى بجبل المقطم بشمال غرب الحوض .
الجدير بالذكر ان بعض صدوع المجموعات الرئيسية الثلاث توجد فى شكل أحزمة تعرف باسم احزمة الصدوع شبه السلمية En Enchelon Faults Belts خاصة فى الجزء الغربى من الحوض .

(ب)- الإلتواءات :     Folds
لعبت دورا ضئيلا فى تشكيل سطح الحوض بالمقارنة مع الصدوع ، إذ لا يوجد سوى ثلاثة التواءات أحدها التواء مقعر ، وهى توجد فى شرق وشمال شرق الحوض ، وأكبرها ذلك الألتواء المحدب الذى يقع بين وادى دجلة الرئيسى ورافده وادى طيب العمرين ، ويبلغ طوله حوالى 5كم ، وشكل قبه يبلغ ارتفاعها حوالى 380 مترا ، ويتخذ محورا غرب الشمال الغربى – شرق الجنوب الشرقى ، وقد عملت هذه القبه كخط تقسيم مياه بين المجرى الرئيسى لوادى دجلة ورافده وادى طيب العمرين ، أما الألتواء المحدب الأخر فيقع فى شمال شرق الحوض ، ويتخذ محورا شمالى غربى – جنوبى شرقى ، ويكون قبة ارتفاعها حوالى 395 مترا ، ويقع الى الجنوب الغربى منها الألتواء المقعر ، والذى يبلغ طوله حوالى 1.5 كم ، ويحتل قاعه المجرى الأعلى لوادى دجلة ، ويبدو أن التواءات الحوض تتفق فى زمن تكونها مع الحركة الألتوائية التى اصابت البلاد فى الميوسين الأعلى ، والتى نتج عنها العديد من الثنيات مثل ثنية جبل المقطم .

الخريطة الجيولوجية لمنطقة شرق القاهرة







شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3832018391793669111
https://www.merefa2000.com/